1
─────────────────────
🪻الفصل الأول🪻
─────────────────────
<001> مُقدمة.
“هذا مَحضُ هُراء.”
ارتجفت يداي وأنا أعتصر هاتفي المحمول.
رواية الخيال الرومانسية الأثيرة لدي، <دوقةُ الشعرِ المُجعد>، التي قرأتها على مدار عامٍ كامل وأنا أسكبُ عَبَراتي ونحيبي، قد بلغت مآلها الختامي.
مع موتِ محبوبي الأوحد..
الشخصية الثانوية ذي القدر المخذول..
‘سيون لوكسيار’.
“هذا لا يُعقل……!!!”
دفنتُ وجهي في الفراش وأطلقتُ صرخةً مدويةً من أعماق قلبي.
سيون لوكسيار.
مَن يكون هذا الرجل؟
في عالمٍ تضجُّ فيه الساحة بأبطالٍ من أباطرة ودوقات ودوقات الشمال، كان هو تلك الجوهرة النادرة: «الفارس البطل».
وليس أي فارس، بل فارس الشمال البارد الوحيد، الذي لا يلينُ جانبه إلا لامرأته! ذاك الذي يخلصُ في حبه من طرفٍ واحد بصمتٍ ووقار!
لقد كان الشخصية التي أصابت ذوقي في مقتل، وجعلتني لأول مرة في تاريخ قراءاتي للروايات الرومانسية التي امتدت لعقدٍ ونيف، أعاني من “عقدة الشخصية الثانوية” المستعصية.
“وا أسفاه، سيون… إهئ إهئ.”
وكعادة الشخصيات الثانوية، لم يلقَ سيون جزاءً لحبه في النهاية، بل واجه حتفه وحيداً فوق وهادِ الثلوج القارسة.
قضى نحبه وهو يواري في صدره حباً لوعةً وبُعداً للبطلة، لم ينكشف خبره حتى الرمق الأخير.
“هذا… هذا ظلمٌ فادح. سيون كان الأحقَّ بحب البطلةِ أكثر من أي شخصٍ آخر!”
كنتُ أذرفُ الدموع بغزارة وأنا أضربُ الفراش بكفَّي صبراً. ثم رمقتُ البطل والبطلة الضاحكين على غلاف الرواية بنظرةٍ شزراء، ونفثتُ لعناتي:
“أيها الجاحدون الأشرار! أتمنى أن ينتهي بكم المطاف بالطلاق في الفصول الجانبية!”
ولكن، وعلى نقيض مرارة قلبي هذه، كانت خانة التعليقات تضجُّ بتهاني القراء الذين احتفوا بالنهاية السعيدة والمثالية للبطلين.
——
التعليقــات:
• مذهل ㅠㅠ حقاً إنها نهاية إلهية ومثالية ㅠㅠㅠㅠ
• أخيراً.. كُتبت.. كلمة.. النهاية..!!!! ;ㅁ;ㅁ;
• حقاً كانت هذه رواية حياتي التي عالجت ركودي القرائي الطويل.. شكراً لكِ أيها الكاتبة، بفضلكِ كان عامي مليئاً بالسعادة ㅜ__ㅜ
• لقد عانى صغاري كثيراً! فلتنعموا بالسعادة الآن! (ابتسامة جدة راضية)
• سأبدأ من اليوم انتظار الفصول الجانبية بفارغ الصبر.
• 222 نعم، نريد رؤية أيام زفافهما.
• 33333 نريد رؤية حياتهما مع الأطفال ㄱㄱㄱㄱ
• آه.. من أين سأستمدُ لذة عيشي بعد الآن؟
• لقد أحببتك كثيراً، ثيون.
• ؟ مَن أنتِ لتعتبري رجلَ غيركِ رجلكِ؟
• ؟؟ ومن تكون التي فوقي لتعتبر زوج غيرها زوجها؟؟
• ؟؟؟ ومن أنتم جميعاً لتعتبروا ابن غيركم ابنكم؟؟؟
——
كان أولئك الذين يتذكرون نهاية سيون العبثية ويحزنون لأجله قلة قليلة جداً.
——
• أيتها الكاتبة…؟ ما هذا الذي حدث…؟
• في النهاية تم إقصاؤه من المشهد تماماً ههه…
• (تمتمة غير مفهومة من فرط الغضب)
——
“آه.”
تنهدتُ تنهيدةً مبللة بالدموع، وهرعتُ أتفقد كلمة الكاتبة الختامية.
[أتقدم بخالص الشكر والامتنان لكل القراء الذين أحبوا رواية <دوقةُ الشعرِ المجعد> طوال هذه الفترة.
إن سنحت الفرصة مستقبلاً، سأعود إليكم بفصولٍ جانبية تحملُ دفء الشتاء في الشمال.
خالصُ المودة، حاكمةُ الشتاء.]
كما توقعتُ تماماً، خاب ظني.
لم تُشر الكاتبة ولو ببنت شفة إلى تلك الشخصية الثانوية التي استُخدمت كأداةٍ متهالكة لإبراز البطلين ثم طُرحت جانباً.
استلقيتُ على فراشي أرمقُ سقف غرفتي المستأجرة المتهالك، وتمتمتُ:
“… يا له من عالمٍ قذر.”
كنتُ أعلمُ أن العالم في أصله قذرٌ وغيرُ عادل، لكنني كنتُ أمني النفس بأن تختلف العوالم الخيالية على الأقل.
كنتُ أرجو أن يظفر محبوبي بالسعادة، لعلَّ سعادته تداوي خيبات حياتي الواقعية التي لا تقلُّ بؤساً.
لكن المأساة هي أن محبوبي كان “شخصية ثانوية”، حيث لا يمكن لحبه أن يكتمل أبداً.
تلك المصادفات، والمواهب الفذة، والحظوظ الوفيرة التي كانت تنهالُ على البطل الرئيسي كالمطر، لم يُصب سيون منها أيُّ قطرة.
“رغم أنه لا يمكن للجميع أن يكونوا أبطالاً، إلا أن هذا يتجاوز كل الحدود.”
تلك هي نهاية سيون الذي تجشم الصعاب، وخاطر بنفسه، وبذل الغالي والنفيس في خفاءٍ من أجل البطلة.
“إهئ. لو وجد سيون شخصاً واحداً فقط يقف بجانبه ويؤازره في حبه، لكان الأمر أفضل.”
بينما كنتُ أتمتمُ بذهولٍ وانكسار، حدث أمرٌ مريب.
رنين–
ظهر إشعارٌ على هاتفي.
“… هاه؟”
[مساعدُ الحدث:
مباركٌ لكِ، أيتها القارئة ‘كيم لين’! ^0^/
احتفاءً بختام رواية <دوقة الشعر المجعد>، لقد وقع عليكِ الاختيار في الحدث الخفي <لِنغدُ الجنية العاشقة للشخصية المفضلة>!
حدثٌ أسطوريٌّ مُهدى للمعجبة الشغوفة بحق، التي تخلصُ لحياة شخصيتها المفضلة أكثر من إخلاصها لحياتها الواقعية!
هل تودّين المشاركة؟
[قبول] / [رفض]
• ملاحظة: لا يمكن الرجوع عن المشاركة في الحدث، لذا يرجى التفكير ملياً!]
“… <لِنغدُ الجنية العاشقة للشخصية المفضلة>؟”
رمقتُ الرسالة بنظرةٍ فاترة.
بناءً على خبرتي الطويلة في عالم روايات الويب، خمنتُ ماهية هذا الأمر.
إنه مجرد أسلوبٍ دعائي مبتذل لاستنزاف مشاعر القراء وبيعهم سلعاً وتذكارات تتعلق بالشخصيات.
“يا له من سخف.. ما هذا…”
… تسألونني عن أمرٍ مفروغٍ منه.
ضغطتُ على زر [قبول] في نافذة الحدث دون أدنى تردد.
“سلعٌ وتذكاراتٌ لسيون؟ هذا ما يجب شراؤه حتماً.”
وانتظرتُ بقلبٍ يخفقُ بشدة مراقبةً شاشة الهاتف.
ولكن، ومهما طال انتظاري، ظلّت الشاشة سوداء ساكنة.
وبينما كنتُ أتساءل عما يحدث.
فشششش–
“…؟”
سقط شيءٌ صغيرٌ ناصعُ البياض فوق الشاشة.
لقد كان ثلجاً.
بدأت الثلوج تتساقط فجأة داخل غرفتي الضيقة البائسة.
فركتُ عينيَّ ظناً مني أنني أصبتُ بهلوسةٍ بصرية.
رنين–
“…؟؟؟”
هذه المرة، ظهرت أمامي ما تُعرف بـ «نافذة النظام».
[مساعدُ الحدث:
نشكركِ على قبول المشاركة في حدث <لِنغدُ الجنية العاشقة للشخصية المفضلة>! من الآن فصاعداً، ندعوكِ للانتقال إلى عالم <دوقة الشعر المجعد>!
إذن، فلتصحبكِ البركاتُ حيثما كنتِ! ^0^/]
ثم غبتُ عن الوعي تماماً.
* * *
“آه…”
حين فتحتُ عينيَّ مجدداً.
وجدتُ نفسي في مكانٍ غريبٍ تماماً.
“أين.. أين أنا…”
كان المكان يُشبه أروقة القلاع العريقة في العصور الوسطى، تماماً كما تظهر على أغلفة الروايات.
قصرٌ تتساقط الثلوجُ خارج نوافذه.
فشششش–
“اتشو!”
ارتجفتُ من شدة البرد القارس الذي تغلغل في أوصالي وتلفتُّ حولي.
ولكن، كان هناك أمرٌ مريب.
“… مـ-ما هذا؟”
غرتُ فاغراً فمي بذهول.
لأن ارتفاع سقف الردهة، وبلاط الأرضية، وحتى تلك الحشائش الضالة النابتة في الجوار…
كل شيء كان ضخماً بشكلٍ يثيرُ الرعب.
“……؟؟؟؟”
وبينما كانت علامات الاستفهام تجتاحُ عقلي.
رنين–
[مساعدُ الحدث:
مرحباً بكِ في عالم <دوقة الشعر المجعد>، يا جنية العشق! ^0^/
منذ هذه اللحظة، لستِ مجرد قارئةٍ عابرة، بل أنتِ جنية العشق التي اختارها العالم بنفسه! (دوووم!)
فلتطلقي العنان لشغفكِ من أجل محبوبكِ!]
“… تباً.”
نفثتُ بلفظٍ غاضب.
“بمعنى.. أن تلك الرسالة العبثية عن الحدث كانت حقيقة؟”
لقد كانت حبكةً تفتقرُ للمنطق؛ حاولتُ شراء سلعٍ لمحبوبي، فإذ بي أُقحمُ في عملية تجسدٍ مفاجئة.
وعلاوةً على ذلك…
“جنيةِ العشق…”
ابتلعتُ ريقي بشعورٍ من التوجّس الذي بدأ يكتسحني.
ثم أنزلتُ بصري ببطء لأتفحص هيئتي.
وكما خشيتُ تماماً.
“… آه، يا للهول.”
لم يكن مظهري مظهر بشرٍ على الإطلاق.
من حيث النِسَب، كنتُ أبدو في هيئةٍ هزلية لا يتجاوز طولها حجم الرأس مرتين أو ثلاثاً.
وباستثناء لون البشرة، كان جسدي وشعري باللون الوردي الصاخب والمزعج.
أما ملابسي، فكانت عبارة عن بيجامة النوم الوردية المريحة وخفي الفراء اللذين كنتُ أرتديهما وأنا أتلوّى فوق فراشي قبل التجسد.
والأدهى من ذلك كله…
“……”
ذلك الشعور الغريب والواضح عند لوحيّ كتفي منذ قليل.
أدرتُ عنقي بصعوبة لأتفحص ظهري.
وهناك، وجدتهما… زوجٌ من الأجنحة الصغيرة الهزيلة.
“ما هذا.. ما هذا الذي أراه…!”
انفجرتُ غضباً وصحتُ بأعلى صوتي.
هذا التجسد المفاجئ كان كافياً لقتلي كمداً، فكيف تكتملُ المأساة بهذا المظهر الهزيل والمبتذل!
ولكن، الأمر الأكثر استحالةً في هذا الموقف كان شيئاً آخر.
“تباً لجنية العشق هذه! محبوبي سيون قد مات وانتهى أمره في الرواية الأصلية، فماذا سأفعلُ بعشقي الآن؟!”
أجل.
محبوبي الذي يُفترض أن يكون هدفاً لعشقي كان قد فارق الحياة في العمل الأصلي، ودُفن تحت الثرى، بل ووُضع على قبره شواهدُ أيضاً.
“لن أفعل هذا. أعيدوني إلى حيث كنت!”
صحتُ وأنا أضرب الأرض بقدمي سخطاً.
حينها.
رنين–
[هدفُ العشق: فلنُحقق الحب والسعادة لمحبوبي سيون لوكسيار!]
رنين–
[مساعدُ الحدث:
نقطة انطلاق هذا الحدث هي العام 918 من التقويم القاريّ، في دوقية لوكسيار الشمالية! عند تحقيق هدف الشغف بنجاح، سينتهي الحدثُ تلقائياً!
إذن، نرجو لكِ رحلةً ممتعة مع محبوبكِ…!!! ^0^/]
اتسعت عيناي بذهول.
“… العام 918 من التقويم القاريّ؟”
هذا هو العام الذي تبدأ فيه أحداث الرواية الأصلية. وهذا يعني…
“سيون، إنه لا يزالُ على قيدِ الحياة…!”
ارتجف جسدي بالكامل كعصفورٍ أصابته صدمةٌ كهربائية.
ثم عقدتُ قبضتيَّ بحزم واتخذتُ قراري.
“… ×× سحقاً، سأريهم جميعاً.”
إلى أن ينتهي هذا الحدث العبثي، سأمارس شغفي الذي لم يسعهُ واقعي بكل جوارحي.
“أنا قادمةٌ إليك، يا سيون.”
أنا تينكربيل الخاصة بك.
أنا جنيتكَ العرابة.
جنيةُ العشق قادمةٌ إليك!
“سأغيرُ قدرَ محبوبي حتماً، وأمنحهُ النهايةَ السعيدة التي يستحقها!!”
دوى صراخي المفعم بالعزم في أروقة قلعة الدوق في الشمال.
─────────────────────
🪻سوالـــف🪻
رأيكم؟ أدري إني فنانة بالاختيار 🫦
─────────────────────
لا تنسوا الضغط على النجمة أسفل الفصل ⭐ وترك تعليق لطيف 💬✨
حســاب الواتبــــاد:
أساسي: Satora_g
احتياطي: Satora_v
انستــا: Satora_v
───────────────
قوة الأرواح والقلوب ذكر الله علاّم الغيوب 🌱:
– سُبْحَانَ اللَّه 🪻
- الحَمد لله 🪻
- لا إله إلا الله 🪻
- الله أكبر 🪻
- لا حَول و لا قوة إلا بالله 🪻
- أستغفِرُ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ 🪻
– لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 🪻
– الْلَّهُم صَلِّ وَسَلِم وَبَارِك عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد 🪻
التعليقات لهذا الفصل " 1"