“هممم…”
دون علمي بأن إينوك سمع كل شيء، حدّقتُ بجديّة في مكانٍ ما، ثم استدرتُ بسرعة.
عدتُ إلى الزاوية التي مررتُ بها، ووقفتُ في مكان مألوف، وتنفّستُ بعمق.
“حسنًا، لنجرّب مجدّدًا. من هنا، بعد عشرين خطوة تقريبًا، يظهر إطار نافذة مقوّس، ثم أدور هكذا-”
مررتُ بالهياكل التي حفظتها من المخطّط، ووقفتُ حيث يُفترض أن تكون الغرفة التي رأيتها يوم المناسبة الخيريّة، فعبستُ.
“ها؟”
مسحتُ شعري بنزعاج، وضغطتُ على الجدار أمامي.
جدار.
نعم، حيث يُفترض أن يكون الباب، كان هناك جدار عاجيّ.
طرقتُه ظنًا أنّه مغطّى بورق، لكن الصوت كان كثيفًا.
وقفتُ مرتبكة، ودوستُ برجلي كأرنب غاضب.
“كيف اختفى الباب؟ هذا المكان بالتأكيد!”
كان المسار الذي حفظته دقيقًا، والمناظر حولي تتطابق مع ذاكرتي.
تفقّدتُ الممرات المشابهة، لكنني تأكّدتُ أنّ هذا المكان صحيح.
اقتربتُ من عمود مألوف، وضيّقتُ عينيّ.
“هذا بالتأكيد المكان.”
نقرتُ العمود، فرأيتُ أثر أحمر شفاه مرجانيّ خافت في نفس ارتفاع شفتيّ.
حدّقتُ في العمود حيث اصطدم وجهي يومها، وتنهّدتُ.
“ما هذا بحقّ؟”
هل أغلقوا الغرفة خوفًا بعد سرقة الجوهرة؟
إن كان كذلك، يجب تفتيش القصر من جديد.
“أين الوقت لذلك؟”
الرسالة المزيّفة ربّما كُشفت الآن، وإليشا عائدة بعد تلقّي رسالة حقيقيّة من الدوق.
تفتيش القصر الآن…؟
نظرتُ إلى الممرّ المحيط بالحديقة، وعانقتُ العمود بحزن.
‘لو نجح ذلك، لكنتُ أعظم لصّ في الإمبراطورية. هل أقول ‘افتح يا سمسم’؟’
…هل أجرّب حقًا؟
بدون خيارات، شعرتُ بحماس مفاجئ.
الإحراج ليس مشكلة.
‘حسنًا، لا يهم! لن أخسر شيئًا!’
لن أدفع مالًا لمجرد صراخ.
تركتُ العمود، ووجهتُ الجدار بنظرة جادّة.
لكن قبل أن أصرخ، سمعتُ خطوات تقترب، فاختبأتُ خلف العمود.
‘من هذا؟ ليس ممرّ الخدم. هل عادت إليشا؟’
ابتلعتُ ريقي، ملاحظة أن المكان لم يُمس.
توقّفت الخطوات، فأطللتُ بحذر، فرأيتُ الممرّ هادئًا.
لكن شيئًا تغيّر.
شخص ما وقف حيث كنتُ أبحث عن الباب.
شخص مألوف.
‘لذلك لم يعد.’
الخادم الذي أخذ سلّة البسكويت، وضع يده بحذر على الجدار.
‘لمَ هو هنا؟’
نظر حوله بحذر، وهمهم بشيء غير مفهوم.
خرجت خيوط ذهبيّة من يده، فظهر باب مزخرف على الجدار الأبيض.
‘ما هذا؟’
باب مزيّن بخطوط ذهبيّة، مطابق لذكرياتي.
بينما أحدّق بدهشة، اختفى الرجل خلف الباب.
‘ما هذا؟ هل ‘افتح يا سمسم’ نجح؟ لا، انتظر!’
قرصتُ خدّي، ورأيتُ الباب يُغلق، فاندفعتُ عبر الفتحة. * * * “يا للجنّة!”
اقترب الرجل من كومة ذهبيّة، متنهّدًا بحماس.
“رائحة المال…”
حدّق بعينين متلألئتين، وغرز يده في الكومة، فتدفّقت العملات.
“يا للدوق، لقد جمع ثروة!”
أمسك العملات بيديه، وصفر بنزعاج.
“لو ساعدتني يومها، لما فعلتُ هذا. كم خدمتُهم، وطردوني كحذاء قديم بسبب رشوة؟”
صرّ على أسنانه، وأخرج كيسًا قماشيًا، وبدأ يجمع العملات والجواهر.
امتلأ الكيس بالزمرد، والياقوت، والماس، وحتّى جواهر نادرة.
ربط الكيس، وحاول حمله، لكنّه انهار تحت الوزن. “ما هذا الثقل؟”
حاول رفعه مرارًا، لكنّه استسلم وسحبه.
من خلف تمثال ذهبيّ، راقبته، ثم قلتُ بمبالغة:
“يا إلهي، ما هذا؟”
“لمَ أنتِ هنا؟”
انهار رجله من المفاجأة.
“وماذا تفعل أنتَ هنا؟”
“أنا؟ أنا-”
“لصّ؟”
أشرتُ إلى الكيس، فقفز بذعر.
“لصّ؟ هذا… أمرتني الدوقة بأخذه!”
“أمر؟ هم…”
‘ألا يرى شكله؟’
دخل كخادم، لكن وجهه تغيّر.
حدّقتُ في وجهه المألوف، وأومأتُ موافقة.
“حسنًا. لكن…”
اقتربتُ خطوة، وهو يعانق الكيس بحذر.
“رأيتكَ تفتح بابًا من لا شيء. هل يمكنكَ فتح أبواب أخرى؟”
“لمَ تسألين؟”
“أريد الوصول إلى غرفة معيّنة.”
نظرتُ حولي إلى الجواهر المتلألئة، لكن ما أبحث عنه لم يكن هناك.
‘الباب مشابه، لكن الداخل مختلف. ما هذا؟’
تنهّدتُ، ونظرتُ إليه.
“لا نية للإخبار، أليس كذلك؟”
“…؟”
حدّقتُ في لحيته المتدلّية وشفتيه المزمومتين، ونهضتُ.
“إن لم تخبرني، لا بأس. هل يمكنكَ حمل ذلك؟”
“بسهولة، لا تقلقي!”
“حقًا؟ يبدو أنّ الكيس ممزّق.”
“ماذا؟”
كان هناك ثقب صغير، تساقطت منه العملات.
حدّق في أثر العملات، وابتسمتُ بخبث.
“أساعدك؟”
نظر إليّ بحذر، فأريتُه كيسًا صغيرًا.
“هل تعرف ما هذا؟”
“ما هو؟”
تلألأت عيناه بالفضول.
انحنيتُ، وتبعتني عيناه.
“كيس سحريّ.”
“كيس سحريّ؟”
“نعم، يتّسع لمنزل بأكمله.”
“حقًا؟”
“بالطبع، أتريد رؤيته؟”
“إن كان صحيحًا…”
كان واضحًا أنّه يحلم بحمل المزيد.
ابتسمتُ، وفككتُ رباط الكيس.
‘فشلتُ في إيجاد الجواهر، لكن لن أعود خالية الوفاض.’
لم يكن الهدف الأصليّ، لكنني رأيتُ فرصة أخرى.
فتحتُ الكيس وقدّمته.
“حقيقيّ. اقترب وانظر.”
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات