رمش إينوك ببطء، كأنّه كان متيقّنًا من رفوي كالعادة.
“نعم، سأجرّب أن أكون علاجك أو أيًا كان. لكن لا أعرف شيئًا، فلا أدري إن كنتُ سأفيد…”
“… شكرًا.”
“على ماذا؟”
“ريانا، إذا احتجتِ إليّ، استخدميني كما تشائين.”
“ماذا؟ لا، كيف يمكنني استغلال جلالتك؟ ولستُ أفعل هذا طمعًا في مقابل.”
“إذًا، لماذا فجأة…”
“فقط كذلك. حتى لو رفضتُ، ظلّ الأمر يشغل بالي. ربما تفجّرت مشاعري الحقيقيّة بفعل الخمر، من يدري؟”
عبثتُ بيدي الملفوفة بالضمادة التي وضعها إينوك، وتثاءبتُ بخفّة.
هل بسبب زوال التوتر؟ أم الخمر فعلًا؟
ثقلت جفوني، كأنّ أحدهم علّق عليها أوزانًا، وبدأت تتهاوى.
“آه، صحيح، اكتشفتُ من هي أرييل. إلي… آه…”
فركتُ عينيّ، لكن النعاس اجتاحني كالسيل، متسلّلًا إلى كلّ زاوية في جسدي.
“يبدو أنّها ابنة إليشا. لكن إليشا لا تعلم بوجودها… ربما…”
حاولتُ إبقاء عينيّ مفتوحتين، لكن كلماتي تهاوت بلا قوّة، كأنّها تسخر من جهودي.
“لذا… يجب أن أخبر… إليشا… هل… ينبغي…”
بينما أقاوم النعاس المفاجئ، وضع إينوك يده الكبيرة على عينيّ.
“فهمتُ ما تريدين قوله، إذا كنتِ نعسة، استريحي.”
“لا يزال لديّ المزيد لأقوله…”
“سأستمع غدًا. استريحي.”
“يجب أن أضع كمادات ثلج على وجهي…”
وإلّا سأستيقظ غدًا بوجه منتفخ. لكنّني نعسة جدًا…
خمس دقائق. سأنام خمس دقائق فقط.
ثمّ سأسأل عن كيفيّة دوري كعلاج، وأقرّر ما يتعلّق بأرييل.
آه، ويجب أن أشكره على إنقاذي أيضًا.
بينما أرتب ما يجب قوله في ذهني، غرقتُ في النوم ببطء تحت لمساته الناعمة المهدّئة.
—
توقّفت رموش ريانا عن الرفرفة تحت كفّ إينوك. أدرك، بعد أن لم تستجب شفتاها الورديّتان الصغيرتان لندائه، أنّها غرقت في النوم، فرفع يده ببطء.
“نامت.”
تأمّل إينوك ريانا وهي غارقة في نوم عميق، ومدّ يده دون وعي نحو رموشها الشفّافة. لكن عندما تحرّكت قليلًا، انتفض وتراجع بسرعة، مفاجأً بنفسه أكثر.
“همم…”
“… هه.”
خشي أن يوقظها، فتجمد في وضعيّة محرجة، وانفلتت ضحكة ساخرة من شفتيه.
“ما الذي أفعله بحقّ…”
حقًا، ما الذي كان يفعله؟
هو الذي لم يكن يعبأ بالدوق، أثار ضجّة غير معتادة، وأرسله إلى الحرب. بل، ها هو متجمّد في وضعيّة مضحكة خوفًا من إصدار أدنى صوت. حتى هو نفسه لم يفهم لماذا يتصرّف هكذا فجأة.
وهو يضحك بسخرية، حمل ريانا لينقلها إلى السرير، لكنّه عبس قليلًا.
“خفيفة جدًا.”
كان يعلم أنّها نحيفة، لكن وزنها الأخفّ ممّا توقّع جعله يشعر بالضيق. تفاقم هذا الشعور بعد أن وضعها على السرير.
“همم.”
رتب شعرها البلاتيني المتناثر خلف أذنها، فبرز خدّها الأحمر المنتفخ وشفتها السفلى الممزّقة. شعر بالاختناق وهو يرى ذلك. ريانا هي من شربت، فلماذا تقلب مزاجه هكذا؟
ضغط على جبهته من الغيظ الغامض، واستدار. فكّر أنّه يجب أن يطلب كمادات ثلج قبل أن ينتفخ وجهها أكثر، واتّجه نحو الباب.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات