“ريتشي اوني، هل هذا ممتع؟” 

سألت ليلي وهي تشاهد ريتشي تحفر الأرض بالمجرفة. 

تمايل شعرها الوردي المتموج قليلاً بهدوء عندما تحركت لالتقاط الكعكة من طاولة الشاي. في كل مرة تتحرك، كانت الشارة ذات اللون نفسه مرئية من خلال شعرها. 

لقد كانت شارة ملحقة بياقة زي أكاديمية ليلي. 

“اعتمادا لي؟” 

أجابت ريتشي وهي تزرع بمهارة شتلات الزهور في الأرض بيديها مرتديةً القفاز. 

إذا حكمنا من خلال زوايا فمها المرتفعة قليلاً، فقد بدت وكأنها تستمتع حقًا. 

“لا يبدو الأمر وكأن به أي متعة.” 

لقد كرهت ليلي لمس التراب بهذه الطريقة والتعرق. 

وضعت ليلي قطعة البسكويت التي قضمت منها على الطبق والتقطت فنجان الشاي الخاص بها. 

“لكن الزهور جميلة.” 

كانت الدفيئة الزجاجية الضخمة داخل الأكاديمية الإمبراطورية مليئة بالزهور في كل مكان. كانت هذه كل الزهور التي زرعتها ريتشي. 

يصادف هذا العام الذكرى السابعة لتأسيس النادي. أُطلق على مجموعة أبحاث الحلوى التي أسسها روبنهارف لقب مجموعة أبحاث زهرة تريش على سبيل المزاح. تم إنشاؤها تحت خمسةِ أعضاء، وانسحب عضو واحد في نفس العام، وانضم توأما هيبيتزمان، الطلاب الجدد، في العام التالي، وتخرج عضوان هذا الربيع. 

كان هناك نادٍ صغير يضم أربعة أشخاص فقط يستخدم مبنى منفصل به دفيئة زجاجية ضخمة كغرفة للنادي. ولم يشتكي أحد داخل الأكاديمية. 

أولاً، كان السبب في ذلك هو أن سلطة رئيس مجلس الطلاب العام الماضي، ديرسيديون، ونائب الرئيس، روبنهارف، الذي تخرج هذا الربيع، كانت هائلة. 

ثانيًا. 

“هل يجب أن أزرع زهور الثالوث* هنا؟” 
*بحط صورتها آخر الفصل

رفعت ريتشي جسدها الجاثم. و استقام الجزء العلوي المنخفض من جسدها، وتألق الشعر الفضي الناعم في الضوء المنتشر عبر الزجاج. 

بدت وكأنها حاكم الجمال ولدت من نهر غامض. 

وضعت ليلي فنجان الشاي الذي كانت تحمله ونظرت إلى ريتشي. 

‘نعم، إنها جميلة جدًا.’

جاءت ليلي إلى هنا في هذا الصيف فقط لرؤية ريتشي. 

على الرغم من أنهم في فصل الصيف، إلا أن الهالة السحرية حول ريتشي والنسيم البارد انشأ بيئةً منعشةً و مريحة. 

ومع ذلك، كانت الشمس حارقة في الطريق من الفصل الدراسي إلى الدفيئة، لذلك كان هذا الإجراء ينطوي على قدر كبير من الإزعاج لليلي. 

‘لهذا السبب لا يستطيع الجميع القول إن غرفة النادي الخاص بنا غير عادلة.’

السبب الثاني لعدم قدرة الطلاب على بث شكاواهم في غرفة نادي نادي الحلوى. وذلك لأن رؤية تريش رودويك في دفيئة مليئة بالزهور جعلتهم يشعرون بالرغبة في الحياة. 

‘إنها ملاذنا.’

أبرم الطلاب اتفاقهم ضمنيًا، قائلين إنه المكان الوحيد في الأكاديمية الإمبراطورية الذي يمكنهم فيه رؤية جمال ريتشي بالكامل. 

‘دعونا لا نزعج الدفيئة الخاصة بمجموعة أبحاث الحلوى!.’

في الواقع، لعب الدعم القوي من أساتذة قسم النباتات دورًا في إنشاء الدفيئة. 

ومن الغريب أنه على الرغم من أنها كانت نفس البذرة والبيئة مع ظروف مماثلة، إلا أنه تم إنشاء نتيجة مختلفة تمامًا على يد ريتشي. 

سرعة النمو ومتانة النباتات ولذة الثمار، حتى البذور من البلدان الأخرى التي لم يكن لديها فرصة للإنبات كانت ريتشي قادرةً على انباتها. 

حتى بالنسبة لقدرات الأساتذة الذين كانوا يدرسون النباتات لعقود من الزمن، كانت مهاراتها الزراعية مذهلة. 

‘السيدة تريش……لديها يد حاكم الأرض!’

وكان من الواضح لهم ان ريتشي كانت تمتلك يد حاكم الأرض، وهي مجرد أسطورة في عالم النبات. 

لقد ظنوا انها من الأشخاص الموهوبين الذين كان من المفترض أن يأتوا إلى قسم النباتات، وليس قسم السحر. 

‘يجب ان نطلب التخصص المزدوج للسيدة تريش في النباتات……!’

‘إنه غير ممكن.’

صرخ أساتذة قسم النبات، لكن القوة الحقيقية في الأكاديمية الإمبراطورية كانت لقسم السحر. حتى فرصة التقدم لأخذ ريتشي كطالبةِ تخصص مزدوج تم رفضها على الفور. 

لبعض الوقت، كانت تحية أستاذة قسم النبات لريتشي هي.

‘السيدة تريش……’

كانت الكلمات مختلطة مع تنهد عميق.

طلب أساتذة قسم النبات، الذين لم يتحملوا التخلي عن ريتشي، في النهاية من ريتشي مساعدتهم في زراعة النباتات بشرط أن يعيروا جزءًا من أراضي قسمهم إلى ريتشي. 

كانت تلك هي القصة التي أصبح منها نادي أبحاث الحلوى في الدفيئة، و الذي كان مجرد نادٍ جديد، أسطورة الأكاديمية الإمبراطورية، نادي أبحاث الزهور لتريش. 

“ريتشي اوني، هل سمعتِ أن أساتذة السحر كانوا في ضجة؟” 

“ايةُ ضجة؟ الأساتذة لم يقولوا أي شيء.” 

أجابت ريتشي على ليلي، وربطت شعرها الفضي الطويل الذي يصل إلى خصرها في حزمة واحدة. 

‘كنت أعرف. يقول الأساتذة أنني لا استطيع أن اقول كلمةً واحدة أمام أوني.’

تذكرت ليلي الأستاذ في صف السحر اليوم، وهم يمسكون بالطاولة ويرتجفون. 

“الجميع، هناك عامين متبقيين.” 

“……؟” 

“جميعنا نأمل أن تتمكن الآنسة تريش، فخر أكاديميتنا الإمبراطورية، من لعب دور نشط. في المسابقة اهيي……!” 

“أستاذ، هل تبكي؟” 

“اكاديمية وودك تلك البغيضة في عموم القارة، قالوا انه بمجرد أن تغادر الآنسة تريش، سيقومون بسحق انوفنا، اااه!”

تريش رودويك تبلغ من العمر 16 عامًا وطالبةٌ في الصف السابع. 

في السنوات الثلاث الماضية، كانت جميع الانتصارات في المسابقات المتعلقة بالسحر داخل إمبراطورية روكشا من نصيب تريش. واحدة فقط لم تحضرها. 

كانت مسابقة اكسيلفون، التي شاركت فيها أكاديميات من عموم القارة وإمبراطورية روكشا، استثناءً. 

“أعتقد أنه سيكون من الصعب مشاركتي في اكسيلفون.” 

“هاه؟، لماذا؟” 

“يستغرق الأمر ستة أشهر من التصفيات إلى النهائيات.” 

“اذاً لماذا……….؟” 

“ليس لدي الوقت لرعاية نباتاتي.” 

لم تشارك ريتشي. وبفضل هذا، ظلت الأكاديمية الإمبراطورية لبقية حياتها في المركز الثاني. 

رحب أساتذة قسم النباتات بالبيان القائل انها ليس لديها الوقت لرعاية النباتات ويحلمون بتعيين ريتشي مرة أخرى في قسم النباتات. 

‘نحن نوافق على التخصص المزدوج للآنسة تريش…… ومع ذلك، يرجى إقناع الآنسة تريش بالذهاب إلى اكسيلفون. خلال فترة المنافسة، سنقوم أيضًا بإدارة الدفيئة الخاصة بالآنسة تريش نيابة عنها، وبعد ذلك، إذا قالت السيدة تريش إنها موافقة على ذلك، فسنسمح لها بالتخصص المزودج.’

فقد اساتذة قسم النبات الأمل بهدوء بعد سماع كلمات الرئيس. لقد بذلوا قصارى جهدي لإقناعها، لكن النباتات الموجودة في الدفيئة لا يمكن إدارتها إلا إذا كانت ريتشي من تديرها. 

“ريتشي اوني، ألن تشاركي هذا العام أيضًا؟” 

“همم……” 

بعد كلمات ليلي، نظرت ريتشي حول الدفيئة. 

بفضل العمل الشاق الذي قمتُ به حتى الآن، لا أعتقد أن النباتات ستموت حتى لو تركتها في أيدي الآخرين لبضعة أشهر. 

“هل سيكون الأمر على ما يرام؟” 

[نعم ستكون بخير.] 

أجاب بايثون على سؤال ريتشي. 

رؤيته وهو يستلقي متعبًا تحت ضوء الشمس في الأرجوحة المثبتة خصيصًا له جعلها تشعر بمضي الوقت. 

‘لقد كان الأمر جنونيًا في هذا الوقت لسنوات.’

قبل ست سنوات، أعاد بايثون، الذي ذهب إلى القبر مع هيكينكا، جسده بأمان وجاء إلى جانب ريتشي. 

لكن المشكلة هي بيئة العالم البشري. عندما كان في جسده الفكري، لم يأتأثر، ولكن عندما استعاد الجسد الرئيسي، تراكم العبء على جسده. 

علاوة على ذلك، كان الأمر قاتلاً بالنسبة لبايثون لأنه لم يتمكن من ترك جانب المتعادة الخاصة به، ريتشي. 

الأكاديمية الإمبراطورية بعيدة عن غابة الوحوش. ونظام السكن كان لجميع الطلاب . ويعيش بايثون مع القليل من ماء البركة في حوزته، التي كان يزورها مرة واحدة في الفصل الدراسي. 

ومع ذلك، أعتقد أنه قد تكيف مع عالم البشر إلى حد ما الآن، ومنذ العام الماضي، يبدو أن جسده قادر على تحمل مجرد زيارة البحيرة مرة واحدة أثناء الإجازة. 

[لقد فقدت الارض الكثير من السحر. الآن، إذا خرجتِ في بعض الأحيان، فلن تصبح وكرًا للوحوش اثناء غيابك.] 

قال بايثون ذلك وهو يلمس أوراق الشجرة المجاورة له بيده. 

بدأت ريتشي في زراعة الزهور بعد أن ذهب هيكينكا إلى القبر. و بدأت الأمر عندما عادت إلى الأكاديمية. 

“الأكاديمية تتحول إلى غابة الوحوش؟” 

“نعم في غضون سنوات قليلة.” 

“ثم ماذا علي ان افعل لإيقاف ذلك؟” 

“كيف؟ ابايثون يعرف كيف ذلك.” 

سألت ريتشي بايثون عن كيفية منع الأكاديمية من أن تصبح وكرًا للوحوش. 

[هناك طريقة واحدة فقط لإزالة القوة السحرية. نقوم بإخراج السحر من الأرض وندع الكائنات تمتصه حتى لا يعود إلى الأرض مرة أخرى. مثل الزراعة أو البستنة؟ يجب أن تفعلِ ذلك باستمرار. حسنا، إنه أمر مزعج.] 

لذلك كان خياري الأول هو زراعة الزهور. كان الأمر صعبًا بعض الشيء في البداية، ولكن بفضل مساعدة بايثون والأشخاص من حولي، استقريت هنا. 

ومع ذلك، لم أتمكن من مغادرة الأكاديمية لأكثر من شهرين بسبب عمل الاستنزاف السحري، لكن الآن يمكنني المغادرة لمدة نصف عام تقريبًا. 

“مسابقة اكسيلفون……”

في أعماقي، كنت أرغب في المشاركة قبل أن أتخرج. نظرًا لأن هذه المسابقة لا يمكن أن يشارك فيها سوى طلاب الصف السادس أو أعلى، فقد كانت الفرصة الوحيدة المتاحة هذا العام والعام المقبل. 

بعد اتخاذ قرارها، أومأت ريتش إلى ليلي. 

“أعتقد انني سأشارك في مسابقة اكسيلفون هذا العام.” 

“يا إلهي. حقًا؟” 

سألت ليلي مرة أخرى متفاجئة من إجابة ريتش غير المتوقعة على الإطلاق. 

“أنا متأكدة من أن الرئيس والأساتذة سيكونون سعداء للغاية.”

لم تكن ليلي مهتمة بمثل هذه المنافسة المملة حقا. لكن إذا شاركت ريتشي، فستكون القصة مختلفة. 

ستجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات القيمة وتنقلها إلى ريتشي. 

هزت ليلى رأسها مستمتعة. 

‘يجب أن أخبر لوتز وسيج بالتعاون أيضًا. ساطلب أيضًا معلومات حول قسم فن المبارزة. هل أطلب التعاون من اخي الأكبر المنشغل بأعماله هذه الأيام؟’

يبدو أن روبنهارف، الذي لم يعترف لريتشي بعد، أصيب بصدمةٍ نفسية بسبب فشل عرض زواجه العلني قبل ست سنوات، وبعد التخرج كان لا يزال يخطط للزواج من ريتشي. 

ثم، في ربيع هذا العام، شارك فجأةً مخاوفه مع التوأم. 

“ليلي، لوتز، سأصبح رجل الأعمال الأكثر نجاحا في القارة.” 

“حقًا؟ ثم اسمح لي أن أذهب على متن يخت.” 

“أخي، لدي سيف اريد شراءه.” 

“استمعا الي. ما سأفعله. سيكون من اجل ريتشي، لأتز…..لأطلبُ منها الزواج…..” 

“……ليس عليك أن تشتري لي يختاً يا اخي.” 

“……آمل ان تأخذ ريتشي أخي الشرير.” 

تسك تسك. نقرت ليلي على لسانها، وتذكرت اخاها الأكبر المثير للشفقة والأحمق.

على الرغم من أن الأمر بدا غير محتمل على الإطلاق، إلا أنها كانت تشجعهُ سرًا. 

لأنه كان من الجيد بالنسبة لهت أن تكون ريتشي من عائلتها. 

‘حسنًا، سمعت أن العمل الذي بدأ الشهر الماضي يسير على ما يرام.’

“صحيح!.” 

صرخت ليلي في وجه ريتشي التي كانت خارجة من غرفة تبديل الملابس، كما لو أنها تذكرت شيئًا ما. 

“ماذا؟” 

سألت ريتشي ليلي وهي تحل ربطةَ شعرها. 

ريتشي، التي بدلت من ملابس العمل إلى الزي المدرسي، كانت تحمل شارة فضية على طية صدر السترة. 

“أوني، سمعت أن هناك طالبًا يتمتع بمهارات رائعة في أكاديمية ووديك.” 

“من قسم السحر؟” 

“مهارة المبارزة ولكن سمعت أنه يمكنك أيضًا استخدام السحر” 

لم تكن ليلي مهتمةً بمسابقة اكسيلفون، لكن لا تزال هناك بعض القصص التي التقطتها. 

شخص موهوب من أكاديمية وودك. لقد كان هو الشخص الذي فاز ببطولة اكسيلفون العام الماضي. 

“ولكن إذا كان جيدًا في فن المبارزة، فلن أقابله، أليس كذلك؟” 

“لا. هناك حدث جماعي بغض النظر عن التخصص، كل أكاديمية تتنافس مع بعضها.” 

“اوه، أرى ذلك.” 

أومأت ريتشي برأسها على كلمات ليلي. 

الآن بعد أن فكرت في الأمر، أعتقد أنني سمعت أنه كان هناك حدثٌ جماعي. 

لقد قررت للتو المشاركة، لذلك لم أكن أعرف سوى القليل عن المسابقة. 

“كونِ حذرة، اوني، سيكون خصمًا قويًا.” 

“هل تعنين أن مهاراتي ليست رائعة ؟ لا بأس سأكون حذرًا.” 

“لا اعني المهارات.” 

“إذا لم تعني المهارات، فما هو الأمر الخطير أيضًا؟” 

“وجهه.” 

“……هاه؟” 

فتحت ليلي فمها بتعبير جدي على وجهها. 

“يقولون أنه وسيمٌ للغاية.” 

*****

في دوقية رودويك. 

غابة الوحوش.

‘المدخل ينفتح….!’ 

نظر فيليب بتوتر إلى مدخل الغابة الذي بدأ ينفتح. 

أثناء الليل، خرج ديون، الذي كان يقيم في غابة الوحوش. 

عمره الآن 18 سنة. 

‘لقد كبر سيدي لدرجة أنه يثير إعجاب من يراه……’

“ماء.” 

“نعم!” 

‘لكن لا أزال خائفا منه.’

__________________

هذي هي زهور الثالوث :

ليلي واضح تبي ريتشي اختها بس معليش ريتشي محجوزه😘

اتوقع كلنا عارفين من المبارز هذا 😂

Dana