“ريتشي نونا، من اين لكِ هذه القدرة على إقناع الناس؟”
حدق التوأم بفمٍ مفتوح في الأميرة الواقفة أمامهم.
حتى وهم ينظرون إليها، لم يستطيعوا تصديق الأمر.
“الأميرة! لقد انتقلت إلى الصف الثامن!”
كانت بطلة الشائعات التي هزت الأكاديمية اليوم هي المتقدمة للانضمام إلى ناديهم.
“هل حقاً ترغبين في الانضمام إلى نادينا؟”
ريتشي، ليلي، و روتز.
جميعهم من عائلات الدوقية التي لا تقل مكانةً عن العائلة الامبراطورية.
لكن ضم الأميرة إلى نادي الحلويات الملعون؟
‘هل هذا ممكنٌ حقاً؟’
أشارت ليلي إلى النباتات الكثيفة خلفها وتحدثت إلى شاون.
“هل ترين هذه؟ أنا و ريتشي اوني قمنا بزراعتِها كلها. إن انضممتِ إلينا، ستضطرين إلى لمس التربة، والإمساك بالحشرات، ونقل الشتلات. لن نعفيكِ من أي شيء لأنكِ أميرة.”
‘يبدو أن هذا الأمر شاق، لذا إن كنتِ ستنسحبين، فانسحبِ الآن.’
لا ترفعِ آمالنا ثم تخفضينها.
لكن شاون، التي كانت تواجه نظرة ليلي الزرقاء، ابتسمت بثقة.
“لا تقلقِ. المعلمة تريش أخبرتني بكل شيءٍ مسبقاً. و أعتقد أن الأمر سيكون ممتعاً. وأيضاً يا ليلي، سمعتُ أن الأكاديمية الامبراطورية تعامل الجميع دون تمييز.”
ثم مدت شاون يدها لمصافحة ليلي.
“لماذا لا نتحدث بشكلٍ غير رسمي؟ فنحن في نفس الصف.”
“ماذا؟ ن……نعم…”
بدت الأميرة ذات شخصية أفضل مما توقعت. ويدها كانت أكبر مما تصورت.
أمسكت ليلي بيد شاون وهي تفكر بذلك.
“إذاً، عليكِ التحدث معي أيضاً بشكلٍ غير رسمي.”
“موافقة. دعنا نصبح أصدقاء، روتز.”
“أوه، يبدو أن الأميرة اجتماعية؟ حسناً.”
وهكذا، أصبح روتز أيضاً صديقاً لشاون في لحظات.
بدا أن الثلاثة قد انتهوا من التعارف بشكل جيد. فسألت ريتشي التوأم.
“إذاً، ما رأيكما؟ هل تعتقدان أن شاون يمكنها الانضمام إلى النادي؟”
تبادل التوأم النظرات ثم أومآ برأسيهما في نفس الوقت.
“نعم، موافق.”
“وأنا أيضاً موافقة.”
*****
كانت ريتشي تتنقل يومياً من قصر رودويك في العاصمة الإمبراطورية إلى الأكاديمية.
و كانت الرحلة تستغرق حوالي ساعة بعربة الخيول، لكنها كانت تفضل ذلك.
فقد كانت تستغل ذلك الوقت للذهاب إلى قصر جيروير عبر المرآة.
‘بايثون، سأذهب الآن. اعتمدُ عليك.’
[اتركِ الأمر لي.]
داخل العربة في طريق العودة إلى المنزل، ألقت ريتشي تعويذةً تجعل بايثون يبدو مشابهاً لها، ثم وضعت إصبعها على سطح المرآة الذي بدا في البداية صلباً، لكنه سرعان ما تموج، وفي لحظة، اختفت ريتشي داخله.
المكان الذي ظهرت فيه ريتشي مجددًا هو فجوة الزمن، في ممر المرآة.
“اه، إيان وحده.”
وقفت ريتشي أمام المرآة التي اعتادت عليها، فرأت في المرآة صورةَ شاب وسيم أشقر يجلس على مكتبه.
تجاوزت ريتشي المرآة ودخلت إلى غرفة إيان.
“ريتشي.”
استقبلها إيان على الفور، وكأنه كان ينتظرها.
“هل كنتَ تعمل؟”
“نعم، وقد انتهيت للتو.”
ابتسم إيان بابتسامةٍ خفيفة وهو يكذب بجرأة.
بما أنه أنهى عمله في القصر الإمبراطوري اليوم، يمكن اعتبار ذلك نصف كذبة.
فلكي يكون في قصره عندما تأتي ريتشي، كان ينجز أعماله بسرعةٍ مخيفة عندما يذهب إلى القصر الامبراطوري.
“……سيدي الدوق، أشعر أنني سأغرقُ في العمل.”
كان مساعد الدوق المؤقت في قصر جيروير يشتكي من عدم قدرته على مواكبة سرعة إيان في إنجاز المهام.
و لحسن الحظ، يبدو أن المهام في القصر الإمبراطوري قد قلت، وقد أنهى عمله بالفعل.
كانت ريتشي، التي لم تكن تعلم الحقيقة، تفكر بأنه من الرائع بأنهُ ينهيها قبل وقت النوم.
“هل تودين الجلوس؟”
“نعم.”
توجها إيان و ريتشي نحو الأريكة وتبادلا الحديث بشكلٍ طبيعي.
كان على الطاولة شايٌ وبعض الحلويات الخفيفة التي حضّرها إيان في الوقت المناسب.
“هل وجدتِ أعضاءً للنادي اليوم؟”
وكما كان الحال طوال هذا الأسبوع، كان الموضوع الأول في حديثهما هو البحث عن أعضاءٍ لنادي الأبحاث في الحلويات.
“امم……”
ترددت ريتشي قليلاً قبل أن تجيب. لم تكن تتوقع أن يكون الأمر سهلاً، لكن بعد مرورِ أسبوع كاملٍ دون أن يقبل أي طالبٍ عرضها كان محبطاً بعض الشيء.
‘إنهم اقوياءُ حقاً.’
بصراحة، كان إيان معجباً بموقف الطلاب الثابت؛ لأنه يعلم أنه لو كان بمكانهم، لوافق على عرض ريتشي حتى قبل أن يستمع إليها.
جلس إيان على الأريكة وصب الشاي في الكوبِ، ووضعهُ أمام ريتشي التي كانت تجلس بجواره.
كانت درجة حرارة الشاي دافئةً بشكل مناسب.
“شكراً لكَ، إيان.”
نظر إيان إلى ريشتي بلطف بينما كانت ترفع كوب الشاي لترطب حلقها.
‘يبدو أن تعبير ريتشي أكثر إشراقاً من المعتاد اليوم. هل وجدت أحداً للانضمام إلى النادي؟’
على الرغم من قدرتهٍ على استخدام قدرات جيروير لمعرفة الإجابة، فضل إيان الانتظار بصبر.
فقد قطع وعداً على نفسه بعدم استخدام قدراته على ريتشي، كما أن لحظات انتظارِ شيءٍ منها كانت تسعده.
“أنت من النوع الذي يسعدُ حتى برؤية أختي تتنفس، أليس كذلك؟”
“كيف علمتَ بذلك؟ ديرسيديون سينباي.”
“……”
كانت هذه الكلمات قد قيلت له من قبل ديون ذات مرة على سبيل المزاح، لكنه وافق عليها بسهولة، لأنها كانت تعبر عن الحقيقة.
بعد أن احتست ريتشي رشفةً من الشاي، التفتت إلى إيان.
“لقد وجدتُ عضوةً للنادي اليوم.”
كانت تنوي أن تجعل إجابتها أكثر تشويقاً، لكن الحماس غلبها فلم تستطع الانتظار.
بدأت ريتشي تحكي بحماس عما حدث اليوم.
“ومن الصف الثامن أيضاً.”
“حقاً؟”
“نعم. لقد فاجأتني عندما بدأت تتحدث معي فجأة……”
اخذت ريتشي رشفةً من الشاي وأكملت.
“لقد انتقلت الأميرة شاون إلى أكاديميتنا.”
كما توقع ايان.
ففي أغلب الأحيان تكون توقعاتهُ السيئة صحيحة.
“اليوم كان أول يومٍ لها في الأكاديمية. عندما أخبرتها عن النادي، قالت انها ستنضم كعضوة.”
“هذا جيد.”
ابتسم إيان وهو يقول ذلك، لكن ابتسامته كانت تحمل بعض التوتر.
في ذلك اليوم، لم يظهر على شاون أي نوايا سيئة تجاه ريتشي، ولكن……
“لا تخبر أحداً. فأنا لا أرغب في أن أصبح عدوكم.”
كانت تلك الكلمات بمثابة إشارة إلى أنهُ قد يصبح عدواً في أي وقت.
“و قد تحدثت مع التوأم بشكلٍ غير رسميٍ على الفور. لقد مررنا بفترةٍ مماثلة، أليس كذلك، إيان؟”
تذكرت ريتشي أيامها في الأكاديمية عندما كانت طفلة. لم تكن كلها لحظاتٍ سعيدة، لكن كانت هناك أوقاتٌ ممتعة كثيرة أيضاً.
نظرت ريتشي إلى إيان وكأنها تنتظر موافقته، لكنها توقفت عندما رأت التعبير الجاد على وجهه.
“ما الأمر؟”
وضعت ريتشي فنجان الشاي جانباً وسألتهُ بقلق.
هل حدث شيءٌ لإيان اليوم؟
ربما كنت أتحدثُ بلا مبالاة عن الأشياء الجيدة التي حدثت لي دون ملاحظة حالته.
“إيان؟”
عندما سألتهُ مجدداً، ابتسم إيان وهز رأسه.
“لا شيء، فقط كنت قلقاً.”
“قلق؟”
بينما كان إيان يرفع خصلة شعرٍ عن خد ريتشي تحدث.
“ريتشي. حتى لو بدت الأميرة شخصاً لطيفاً، كونِ حذرةً معها. فالعلاقة بين العائلة الامبراطورية و الدوقيات ليست دائماً ودية.”
“……فهمت. إن كنت تقول ذلك، فلا بد أن هناك سبباً.”
أومأت ريتشي برأسها موافقة.
“شكراً لك، على التفكير الجاد في هذا الأمر.”
لمح إيان للحظة أصابع ريتشي الخالية، قبل أن يُبعدَ نظره عنها.
كانت الخاتم لا يزال يرقد في درج مكتب إيان، حيث لم يتمكن من إعطائهِ لها في موعدهما بسبب ظهور الأميرة غير المتوقع.
ومنذ ذلك الحين، لم يكن التوقيت مناسباً أبداً.
غالباً بسبب الأجواء؛ أحياناً لم تكن الأجواء مناسبة، وأحياناً أخرى لم تكن جيدةً تماماً، أو لم يشعر أن اللحظة ملائمة.
‘متى سأتمكن من إعطائها الخاتم……’
وهكذا أُضيفت مشكلة أخرى إلى تفكير إيان.
*****
بعد قضاء بعض الوقت في التحدث في غرفة إيان، استدركت ريتشي الوقت فجأة.
“إيان، يجب أن أذهب الآن. أعتقد أن العربة قد وصلت إلى المنزل.”
لقد اقترب وقت وصول العربة إلى قصر رودويك.
خرجت ريتشي من غرفة إيان، ووضعت يدها على المرآة في فجوة الزمن.
[يا متعاقدة! لا تخرجي الآن!]
عندما اخترقت أصابعها سطح المرآة، سمعت صرخة بايثون في رأسها.
لكن الأوان كان قد فات بالفعل.
نظرًا لصغر حجم المرآة، فإن اختراق أصابعها فقط كان كافيًا لنقل جسد ريتشي بالكامل إلى الخارج.
‘ما الذي يحدث……’
كانت تسأل بايثون في ذهنها، لكنها توقفت عن الكلام فجأة.
في مشكلة حالياً في الموقع تتعلق بأرشفة الفصول الجديدة بعد نشرها، وراح يتم حلها قريباً إن شاء الله.
وكإجراء احتياطي نرجو منكم الاحتفاظ بنسخة من الفصل بعد نشره على الأقل لمدة يومين أو ثلاثة أيام، لو صار أي خلل مفاجئ.
كما نوصي بمراجعة الفصل المنشور خلال هذه الفترة للتأكد من ظهوره بشكل سليم، ومن عدم حدوث أي خلل تقني أو أرشفة خاطئة.
نعتذر عن الإزعاج، وشكراً على صبركم وتعاونكم الدائم
التعليقات لهذا الفصل " 108"