0
المقدمة – في يومٍ ما من المستقبل.
‘لا يمكنني العثور على جواب.’
انعكست الأضواء في عيني إيفيريا وهي تلمع وتتقلب.
ثم انفجرت قطرة دمعةٍ متورّمة، وانحدرت على خدها.
“……لا أعلم.”
المشاعر التي كانت تملكها في تلك اللحظة كانت غريبةً عنها. كانت مشاعرها، لكنها لم تفهمها.
ترنّحت إيفيريا ثم استندت إلى الحائط. ومن بين شفتيها المرتعشتين انسابت شذرات أفكارها.
“لماذا، لماذا؟”
لماذا شعرت بالخيانة تجاهه؟
لماذا أحسّت بغرابة لكونه يبدو بعيدًا؟
وماذا ينبغي لها أن تفعل الآن؟
تفكّرت وحدها وبحثت في كل أنواع الكتب، لكنها لم تجد الجواب.
تبلّلت وجنتا إيفيريا بالدموع. وحين رفعت ذراعيها المتهدلتين لتخفي وجهها، بللت الرطوبة كفّيها بلا توقف.
كانت تجهل كل شيء، وذلك الجهل أرعبها.
كانت تخشى تلك المشاعر التي لا تعرفها. ومع ذلك، كان ابتعاده عنها أكثر رعبًا.
وكانت ترتبك من نفسها التي تفرح خلسةً كلما قابلته صدفة……
وبينما كانت تُخفض رأسها عاجزةً عن التصرف، ظهر أمامها.
“إيفيريا، ماذا تفعلين؟”
“……اذهب.”
حتى مع صوته المألوف والمنخفض، لم ترفع إيفيريا وجهها.
كانت تعرف أن مظهرها في حالة يرثى لها. و لم ترد أن يرى حالها هكذا.
“هم؟ ماذا قلتِ؟ لم أسمع.”
“قلتُ اذهـ…….”
لكن كلمات إيفيريا لم تكتمل. فقد وقف أمامها وأمسك خدي إيفيريا بكلتا يديه ليجعلها تنظر إلى وجهه.
كانت لمسته حذرة، فزادها ذلك ألمًا.
وما إن التقت نظراتها بعينيه اللتين اعتادت عليهما دون أن تشعر، حتى اجتاحها الحزن من جديد.
“هُك……”
“لا تبكي.”
“الأمر…..ليس بيدي..…”
نظرت إليه إيفيريا بنظرة عتاب.
من السبب في كل هذا غيره؟
راح يحدّق في عينيها كما لو كان مسحورًا بهما، ثم ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على أحد طرفي فمه.
“لا، في الحقيقة، يمكنكِ البكاء كما تشائين.”
“توقف عن النظر إليّ هكذا……”
“أنتِ جميلة. لا تقلقي.”
قال ذلك بمكر ثم انحنى يبتسم بعينيه. فتجمّعت الدموع مجددًا في عيني إيفيريا.
راح ينظر إليها بعينين راضيتين، ثم مد يده ليمسح دموعها.
“هل تعلمين؟ أحيانًا، اتّباع القلب يكون هو الجواب الصحيح.”
نظر إلى عينيها الزرقاوين الممتلئتين به. ثم أزاح خصلات شعرها العالقة بوجهها، ومسح بلطف زاويتي عينيها المتورمتين.
كل تفصيلةٍ منها راقته.
“أعني أن بإمكانكِ الآن، أن تفعلي بي ما شئتِ.”
اتسعت عينا إيفيريا.
أن تفعل ما يمليه قلبها……
لم يعجبها أن تغبش الدموع رؤيتها لوجهه. فمسحت دموعها ونظرت إليه مباشرة. إلى وجهه الذي كان يبتسم كعادته.
“حقًا يمكنني أن أفعل ما أريد؟”
“أجل.”
“حقًا؟ أي شيء؟”
“طبعًا.”
أزاحت إيفيريا يده برفق، ثم شبكت أصابعها بأصابعه. وسرعان ما لامست خصلات شعره زاوية عينها، تلاها إحساسٌ طري على شفتيها.
لكن ذلك الإحساس انفصل سريعًا، مخلفًا وراءه شعورًا بالحسرة.
فتنهد هو بذهول لا يخلو من استغراب.
“……هاه.”
“أنا آسفة.”
“على الخد؟ لمَ كل هذا التواضع؟”
كان يتوقع منها شيئًا أعظم، خاصةً بعد أن سألت بذلك الإلحاح المهيب والممتزج بالجدية.
لكن كل ما فعلته هو قبلةٌ على الخد. حتى أنها كانت قصيرةً للغاية.
أخرج يده من بين يديها، وراح يلمس شفتيه بخفة، وكأنما كان من المفترض أن تكون القبلة هنا.
ولأنها أدركت ما قصده بتصرفه ذاك، احمرّ وجه إيفيريا خجلًا.
حين ترددت، شبك هو أصابعه بأصابعها مرة أخرى ولوّح بيديه وكأنه يحثها.
و اقترب وجهه منها، ثم تلامست شفاههما.
فابتسم راضيًا، لكن الابتسامة سرعان ما اختفت عندما ابتعدت عنه سريعًا.
“……يجب أن تكون القبلة كما ينبغي.”
“ماذا؟”
“هل أستطيع أن افعلها أنا هذه المرة؟”
خرج صوته محمّلًا بالرغبة المكبوتة وهو يطلب الإذن.
وحين أومأت إيفيريا برأسها دون تفكير، امتلأ مجال رؤيتها بوجهه على الفور. ثم لامست شفتيه شفتيها بإحساس دافئ. و أغمضت عينيها دون وعي.
ضحك بصمت. وحين ارتجفت إيفيريا، فك تشابك أصابعهما ومد يده ليداعب مؤخرة رأسها برقة.
بات التنفس صعبًا. ودون أن تشعر، أمسكت بطرف ثوبه. وكان نسيجه المتين قد تجعّد تحت قبضتها.
ربما بسبب الدموع التي انهمرت قبل قليل، شعرت بطعمٍ مالح. وفي الوقت نفسه، كان الطعم حلوًا إلى حدٍّ مؤلم.
ارتجفت زاوية عين إيفيريا. و شعرت بحرارة تصعد إلى أذنيها.
“تنفّسي.”
فأبعد شفتيه عن شفتيها ببطء. و نظر إلى وجهها المحمرّ، ثم طبع قبلةً مسموعة على طرف عينها.
عند الإحساس الغريب بتلك القبلة، ارتعشت رموشها. ولم تستطع أن تتنفس إلا بعد أن ابتعد عنها.
فأخذت نفسًا عميقًا وفتحت عينيها ببطء.
لم تعد ساقاها تقويان على حملها. و كادت تسقط، فاحتواها بذراعه من خصرها، ثم طبع قبلةً قصيرة على جبينها.
أما يده الأخرى، فكانت تعبث بخصلات شعرها بلطف.
“لا تقلقي، لا يوجد أحدٌ بالجوار.”
“……لا بد أنكَ مجنون.”
“أجل، مجنونٌ بكِ منذ مدة.”
قال ذلك بمكر وابتسم بعينيه.
من قال أن أول حب لا ينجح؟ لقد أصبح ملكها الكامل، بهذا الشكل المثالي.
__________________
هااااااااااااااي✨
خلصت ريكا وقلت لازم رخص بعدها عشان اتخطاهم المهم شوفوا ذي من روي تجنننن
روايه خفيفه رومنسية في الاكاديميه بس 122 فصل و 7 فصول اضافيه🤏🏻
وزي كل مره ذاه حسابي انستا dan_48i
وذاه تويتر Dana_48i
وذا تلقرام dan_xor
استمتعوا✨😘
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 3 منذ 3 أيام
- 2 منذ 3 أيام
- 1 منذ 3 أيام
- 0 - المقدمة: في يومٍ ما من المستقبل منذ 3 أيام
التعليقات لهذا الفصل " 0"