“نعم. لكن حتى لو لم يُعجبكَ، رجاءً أظهر بعض ردود الفعل اللطيفة.”
“طبعًا.”
ابتسم ابتسامته المشرقة المعتادة، فاجتاح إيفيريا شعورٌ غريب برغبة في خطف العلبة من يده.
“……إن لم يُعجبني رد فعلكَ، فسآخذها منكَ وأعيدها لك بعد أسبوع.”
صم تسلّل إليها قلقٌ خفي: ألن يبدو ذلك السوار تافهًا أمام مكانة وريث نيسبيروس؟
ألم يكن قادرًا، إن أراد، أن يشتري عشراتٍ غيره؟ أكان اختيار السوار حقًا أفضل ما فكرت فيه؟
لهذا خرج صوتها مشوبًا بحدة طفيفة، قبل أن تنكمش ملامحها قليلًا.
صم بهدوء فتح إيرميت العلبة. بينما تابعت إيفيريا حركته بتوتر لم تعرف سببه.
وما هي إلا لحظة حتى استقر سوارٌ فضي في كفه، يلمع في ضوء الغرفة.
بدا عليه أنه يليق به على نحو مدهش.
وبمهارة لا تخفى، وضعه إيرميت حول معصمه. بينما الحجَر بنفسجي المُرصَّع فيه أخذ يعكس بريقًا خافتًا.
فنظرت إيفيريا إلى السوار، ثم إلى عينيه البنفسجيتين، متنقلةً بينهما بلا وعي. و التقط هو نظرتها، فالتفت بدوره نحو السوار، قبل أن يرسم ابتسامةً ماكرة على شفتيه.
“برأيكِ…..أيهما أجمل؟”
“ماذا تقصد؟”
“هذا الحجر…..أم عيناي؟”
كان إيرميت من ذلك النوع الذي يكسو حتى مزاحه ثقةً لافتة.
أمام سؤاله المبالغ في غرابته، لم تجد إيفيريا ردًا له إلا أن تضحك بخفة.
“الحجر جميل، لكن…….”
وما إن تركت عبارتها معلقة، حتى بدا الارتباك يطل على وجهه. و شعرت بوخز من نظرته التي تطالبها بجواب، فسارعت تُكمل،
“لكن لا يُقارن أبدًا بعينيكَ، يا سيد نيسبيروس.”
“…….”
لم تصدق أنها هي من أخرجت هذه الجملة المفعمة بالحرج.
حتى أن عضلات وجهها كادت تتمرد عليها وهي تكبح ضحكةً محرجة، فاضطرت أن تعض شفتيها بقوة لتستعيد تماسكها.
أما هو، فابتسم بخجلٍ نادر، خجلٌ بدا ملائمًا له على نحو غريب.
ربما كان ضعيفًا أمام المديح المباشر، حتى وإن كان هو من طلبه.
ثم خفض عينيه إلى السوار، يتأمله بعناية.
كان من فضةٍ براقة وحجر بنفسجي، اختيارٌ لا شك أنه جاء منها وهي تفكر فيه. و قد كان من المستحيل ألا يُعجبه.
في الحقيقة، كان في حالة من الانبهار تجعله يجد حتى حجارة الطريق جميلةً لو أنها قدمتها له. لكن هذا السوار أعجبه حقًا.
داعب السوار بأصابعه برفق، ثم رفع رأسه ليلتقي عينيها وهو يبتسم،
“لقد أعجبني…..جدًا.”
“……يا للراحة.”
“شكرًا لكِ. سأرتديه كل يوم.”
كان وجهه المشرق بابتسامته البريئة أشبه بالتحفة الفنية. فأسرعت إيفيريا تُخفض بصرها عنه، خشية أن تنساق كليًا وراءه إن أطالت النظر.
وبعد بضع كلمات أخرى تبادلاها، كان وقت العشاء قد انقضى بالفعل.
و بما أن إيرميت قد رآها بنفسه تتناول شيئًا من قبل، لم تكن إيفيريا تشعر بالجوع، فقررت العودة إلى السكن قليلًا ثم التوجه إلى قاعة القراءة.
لكن إيرميت استوقفها.
“يجب أن تتعشي.”
“لنبدأ من الغد، لا بأس.”
أجابته ببرود مريح، الأمر الذي جعله يتفاجأ، فانخفضت زوايا شفتيه.
إيفيريا لم تكن بطيئة الملاحظة، لكنها أحيانًا تُلقي بمثل هذه الإجابات القاطعة. ومع ذلك، كان حتى هذا يعجبه فيها……وإن لم يُخفِ حيرته الآن.
وبينما هو متردد، أخذت هي تتأمله.
في الحقيقة، قبل مجيء إيرميت إلى لاكانيل، لم تكن تولي وجبة العشاء أهميةً تُذكر.
كانت تتناولها مصادفةً إن صادف الوقت، وإن لم تفعل فلا ضرر. و لم تكن بحاجة إليها الآن إلا لأنها كانت تجلس معه.
لذلك انبثق سؤالٌ مباشر من أعماقها.
“هل أنتَ جائع؟”
“……لا. أريد فقط أن أبقى معكِ.”
بعد لحظة صمت، خرج اعترافه العفوي، فتلون وجه إيفيريا بحمرة خفيفة.
و راقبته بملامح محمرة، ثم ردّت بنبرة يملؤها الأسف،
“ما العمل إذاً؟ لديّ التزاماتٌ لاحقة.”
“…….”
لم يُجب، بينما تغيرت ملامحه لحظةً بعد لحظة.
لقد كان مزاحًا عفويًا منها، لكن رد فعله كان ممتعًا أكثر مما توقعت. فقاومت ابتسامةً كادت تفلت منها.
“في الحقيقة كنت أمزح. كان لديّ واجبٌ نهائي ينتهي الليلة، لكنني سلّمته بالفعل.”
“……آه.”
كان قد ارتاب قليلًا في أنها لم تكن صادقةً تمامًا، لكنه لم يجرؤ على السؤال مباشرة.
و راودته خشية أن تكون ببساطة لا ترغب في البقاء معه، وأنها اختارت اللف والدوران بدافع مراعاته.
كان دائمًا حذرًا معها، و لا يستطيع أن يجزم بمجرى أفعالها، رغم اعتقاده أنه بارعٌ في قراءة الناس.
تنهد إيرميت بارتياح خافت. عندها، وبعينين تتلألآن أكثر من المعتاد، سألته إيفيريا،
“إذاً، ماذا تريد أن نفعل؟”
“لنبدأ بالعشاء خارجًا.”
كان من الواضح أنّ إيرميت مصابٌ بداء غريب: إن لم تتناول إيفيريا العشاء، سيكاد يموت قلقًا.
فحدّقت به متعجبة وقد ارتسم على عينيها أثر السخرية.
***
وكما يحدث دائمًا، فإن مرافقة إيرميت تعني أن كل الأنظار ستنصب عليهما.
و لحسن الحظ، كان الوقت متأخرًا والإنارة في الشوارع خافتة، فخفّ الأمر قليلًا. لكن حتى بعد أن أنهيا وجبتهما وخرجا، ظلت إيفيريا تلمح النظرات الموجهة إليه.
أما هي، فقد تركت نفسها للواقع، متقبلةً الأمر بلا مبالاة.
وما الضرر إن خرجت بعض الشائعات؟ فالأكاديمية تعيش الآن موسم الواجبات، ويمكن دائمًا التعلل بأنها انشغلت بالدراسة.
وحتى لو خرجت شائعةٌ قاسية أو مقال ٌمبالغ فيه، فإن دوقية نيسبيروس ستتكفل بالأمر.
ومع ذلك، ورغم كل محاولاتها للاسترخاء، لم تستطع إيفيريا أن تتجاهل النظرات المحيطة.
وما إن لاحظ إيرميت اضطرابها حتى سألها بحذر،
“……هل أغيّر لون شعري حينها؟”
“تعلم جيدًا يا سيد أن المشكلة ليست في لون الشعر وحده.”
وجهه ذاك كان مشكلة. و قامته أيضًا كانت مشكلة.
صحيحٌ أنّ شعره الفضيّ يخطف الأنظار بانعكاساته المتلألئة، لكن لو لم يكن فيه غير ذلك، لسرعان ما تلاشت النظرات.
غير أنّ هيبته وكامل ملامحه لا تسمح بذلك.
عبثت إيفيريا بخصلات شعرها و تحدّثت في محاولةٍ للتخفيف،
“ثم إن لونه جميل. يلفت النظر، ويسهّل عليّ أن أجدكَ بسرعة.”
ثم مدّت يدها بفضول تتحسّس المواضع التي مرّت بها أصابعه، فوجدت الجديلة محكمة، دون خصلة فائتة.
كانت هي أحيانًا، إذا ضاق بها شعرها، تكتفي بجدله على عجل قبل النوم، لكنّها لم تتقنه قط.
حقًا، ما الذي لا يجيده هذا الرجل؟!
تساءلت للحظة إن كان قد ربّى شعره طويلًا في وقتٍ ما، فتعلم الجَدل على نفسه.
و تذكرت أنه لا يملك أخواتٍ إناث…..فهل يمكن أن يكون هذا أيضًا جزءًا من تاريخه العاطفي الخفي؟
________________________
لايكون مواعدها وهم صغار🤨؟
بس يمكن صدق واعد نبيلات كذا يلعب لأن صورة ايفيريا في بطاقة البنك كان شعرها قصير يعني مب هي الي كان يعمّل شعرها
تـء تـء ماهقيتها من إيرميت قاعد يلعب بقلوب النسوان
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 68"