كان من الواضح أنه كان ينظر إليها منذ البداية. وفي عينيه، كان يسكن شعورٌ غريب لم تألفه من قبل.
وجهه خالٍ من أي تعبير، لكن ما إن التقت نظراتهما حتى أزهرت ابتسامةٌ مشرقة على وجهه، كما لو أن زهرةً فتحت بتلاتها دفعةً واحدة.
ذلك التغيّر المفاجئ أصابها باضطراب داخلي، وكأنها رأت شيئاً لم يكن ينبغي لها أن تراه.
فشعرت كأن قلبها يهوي فجأة في أعماقها.
عينا الأمير نيسبيروس الداكنتان وقد انحنتا نصف انحناءة، وبؤبؤاه البنفسجيان وما حملاه من مشاعر صافية متدفقة، كلها بدت لها أكثر مما تحتمل.
وعندها أدركت لمَ كان لطفه يثير في داخلها رهبةً خفية.
لقد كانت تعلم مسبقاً أن لحظةً مثل هذه ستأتي. لحظةٌ تصير فيها ألفته مألوفة أكثر مما يجب، ثم فجأة تغدو غريبةً عليها، فتفصل بينهما مسافة لا تُتجاهل…..وكان ذلك نقطة التحوّل.
“هل انتهيتِ من التأمل؟”
“…….”
أسند الأمير نيسبيروس يديه على المقعد، وأمال رأسه قليلاً وهو يطرح سؤاله.
صوته الخافت قطع حبال أفكارها وسحب أنفاسها إلى الأعماق.
وبينما كانت تحدق فيه، تلألأت عيناها بلمعان رقيق من الدموع.
كانت تدرك أن لطفه معها بالذات لم يكن عابراً، وأن الأمير نيسبيروس يظهر أمامها جانباً أكثر ليناً من المعتاد. لكنها كانت تغض الطرف عن ذلك متعمّدة، متجاهلةً ما تعرفه.
أما الآن، فقد صار يعبر عن مشاعره بوضوح لا لبس فيه، بحيث لم يعد هناك مجالٌ للهروب أو التظاهر بعدم الفهم.
وبذلك، تهاوت معظم القضايا التي شغلت تفكيرها من قبل. و لم يبقَ سوى سؤال واحد: ما أصل مشاعرها هي؟
لكن صياغة المشاعر في كلمات أمر بالغ الصعوبة، فكيف إذا كانت تلك المشاعر تخص نفسها؟
ثم شعرت بحرارة تتصاعد إلى عينيها، فأسرعت بتحويل نظرها بعيداً عنه.
…..و كان لديها حدس قويٌ بأن تغييراً كبيراً سيطرأ قريباً على العلاقة بينهما.
***
لم يكن النبلاء الذين يأتون للبحث عن إيفيريا قلة، لكن ما إن تقع أعينهم على الأمير نيسبيروس الجالس بجوارها حتى يتراجعوا وكأنهم يفرّون من مواجهة غير محسوبة.
وما إن بدأت تتنبه إلى غرابة هذا الموقف المتكرر، حتى بادرها الأمير نيسبيروس بصوتٍ خافت،
“إيفيريا، ما رأيكِ أن تعودي إلى مقر إقامتكِ؟”
“…….”
التفتت نحوه. و كان في عينيها أثر النعاس، وجفناها يطرفان أبطأ من المعتاد.
أما هو، فبدا كعادته، لم يتغير شيء في ملامحه. لكن حين التقت عيناها بانحناءة عينيه الداكنتين، شعرت بمعدتها تنقبض، كأنها لا تطيق ذلك القرب.
“فالجو باردٌ جداً.”
“…….”
“وثيابكِ تبدو رقيقةً للغاية.”
ألقى نظرةً سريعة على ملابسها.
لكن أي معنى في قوله؟ ألم يكن هو من خلع رداءه ليدفئها؟ و الواقع أن مظهره هو من يوحي بالبرد الآن أكثر منها.
فأطلقت ضحكةً صغيرة متعبة، ثم نهضت ببطء من مكانها.
كانت مرهقةً بالفعل، والبقاء أكثر لم يكن سيجلب سوى شعور بالذنب لأنها تحرم الأمير نيسبيروس من ردائه.
فكّت الرداء الذي يلف جسدها بصمت. وما إن سقط عن كتفيها حتى اندفع البرد إليها بقسوة، لكنها أخفت ذلك ولم تبح به.
ترددت: هل تعيده إليه حالاً، أم تغسله ثم ترجعه؟ لكن لو أخّرته لربما تجمد من البرد الليلة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 58"