وبما أن السوق قريبٌ من الأكاديمية، كان هناك متجر خاص ببيع تذكارات أكاديمية لاكانيل. و تأملته إيفيريا بعينين تملؤهما الدهشة.
وفجأة توقفت نظراتها عند محل بعينه، لافتةً أنظارهما لافتةٌ طرية المظهر.
“…..إنه غزل البنات.”
بدا الأمر عجيبًا أن تقف عنده، غير أن رؤية غزل البنات أعادت إليها ذكرى قديمة: يوم خرجت مع الأمير نيسبيروس وجيا لمشاهدة أزهار الكرز.
تذكرت الأمير وهو يتقدم نحوها مبتسمًا، ممسكًا بغزل البنات بيديه، وجيا التي لم تتوقف عن المشاكسة إلا عندما أخذت تقضم غزلها بصمت.
كان الجو يومها رائعًا شبيهًا بيومها هذا، وتحولت الذكرى في عقلها إلى صورة أنيقة، أشبه بإحدى لوحات القصص.
شعرت بتوقٍ غريب اجتاحها، رغبةٌ في رؤية الاثنين معًا. لكن الواقع ليس كالروايات؛ لا مجال للعودة إلى الماضي.
ورغم أن لقاء الأمير قد يكون محتملًا، إلا أن حنينها لشخص لن تراه الآن بدا أمرًا جللًا.
بينما غرقت في أفكارها، قطعت سينثيا صمتها بسؤال مرح،
“هل ترغبين بتذوقه؟ هل أشتري لكِ؟”
“…..نعم. لكن دعيني أنا هذه المرة ادفع. لنأكل غزل البنات.”
لم يتجاوز ثمن غزلتين قطعة ذهب واحدة. فأعادت إيفيريا الباقي إلى جيبها بحرص.
في تلك الذكرى مع الأمير نيسبيروس، كان غزله زهري اللون، ولهذا اختارت إيفيريا نفس اللون هذه المرة، بينما اختارت سينثيا اللون الأزرق.
وكان الطعم كما تتذكره: حلاوة السكر تذوب في الفم سريعًا وتختفي.
جالتا بعدها بين أطعمة أخرى، فتذوقتا بعض الأسياخ المشوية، واشترتا دفاتر وأقلام جميلة. أحد الدفاتر كان ذا غلاف صلب وصفحاته بلا أسطر، فبدا مثاليًا لحل مسائل الرياضيات.
وبينما تتنقلان بين المحلات، جذبت سينثيا إيفيريا نحو متجر ملابس.
كانت إيفيريا تتبعها نصف مُكرهة، وفي طريقها لمحت انعكاسها في زجاج العرض.
فستانٌ طويل أزرق داكن، شعرٌ مربوط على عجل، ومعطف الأكاديمية المطرز بشعارها وقد ألقت به على كتفيها تحسبًا لبرودة المساء.
ورغم أن هذا الزي كان الأجمل بين ما تملك، إلا أن مظهرها بدا عاديًا لا يوحي بأي اهتمام خاص.
لا بد من شراء بعض الملابس، فلا يمكنها ارتداء القطع نفسها مرارًا إلى ما لا نهاية.
دخلت المحل مع سينثيا التي بدت وكأنها تخوض معركة، بينما انشغلت إيفيريا بالتحديق في بطاقات الأسعار بصمت. فقد تنوعت الأسعار بشكل كبير.
رفعت إيفيريا بطاقة سعر أحد الفساتين، فوجدته يعادل ثمن مئة قطعة بسكويت تقريبًا، فسارعت بإعادته بحذر.
حتى مع ما تملك من مال، لم يكن في نيتها شراء ثوب بتلك الكلفة.
وبفضل حماسة سينثيا ومهارة موظفة المتجر، انتهى بها الأمر إلى شراء عدة قطع للارتداء اليومي: قمصان وفساتين في الغالب. ملابس عملية ومريحة، لكنها تعطي انطباعًا أنيقاً في الوقت نفسه.
وتحت إلحاح سينثيا، التي لم ترضَ بأن تظل إيفيريا محصورةً في ألوان داكنة طوال الربيع والصيف، اختارت ألوانًا زاهية ومشرقة أكثر مما اعتادت.
حين دخلت المحل لم تكن تحمل الكثير، لكنها حين خرجت كان في يديها حملٌ ثقيل من الأكياس.
إلى جوار متجر الملابس، برزت واجهة محل يبيع الحُلي. وبما أن الهدايا تقترن غالبًا بالحُلي، وجدت إيفيريا نفسها تنجذب داخله وكأن قوةً خفية تدفعها.
كانت الأسعار هناك أعلى بما لا يقاس مقارنةً بالملابس، غير أنها رأت أن ذلك معقول ما دامت المشتريات هدايا.
أخذت تستعيد في ذهنها ملامح الأشخاص الذين تفكر في إهدائهم.
الأمير نيسبيروس، مثلًا، فارس يلازم السيف؛ فخاتم في إصبعه لن يكون عمليًا. ربما سوارٌ أو عقد يناسبه، وإن لم يكن، فمُشبك ربطة عنق أو أزرار أكمام تبدو خيارًا جيدًا.
أما سيد البرج السحري، فقد بدا وكأنه يهوى ارتداء الحُلي أصلًا، خصوصًا الخواتم والأساور، ويميل إلى التصاميم البسيطة ذات اللونين الفضي أو الأسود.
أما سينثيا، فكثيرًا ما رأتها مترددةً أمام المرآة تفكر أي قرط تختار.
لكن، لم يكن واجبًا أن تكون الهدية قطعة حُلي بالضرورة؛ فإن لزم الأمر يمكن اختيار شيء مختلف كليًا.
اقتربت إيفيريا أولًا من الجهة التي عُرضت فيها الأقراط.
كانت سينثيا تضع الآن قرطين صغيرين يلتصقان بشحمة الأذن، تلمع فيهما حبات كريستال صغيرة.
تنوعت الأقراط أمامها بشكل مذهل؛ من أبسط التصاميم الصغيرة إلى الكبيرة المتلألئة، منها ما يتدلى على شكل حلقات، ومنها ما يلتصق مباشرةً بالأذن كما ترتديه سينثيا الآن.
فترددت إيفيريا لحظة، ثم سألتها،
“هل أعجبكِ شيءٌ ما؟”
“ولماذا؟ هل ستشترينه لي؟”
“نعم.”
كانت سينثيا مازحةً في سؤالها، لكن حين جاءها جواب إيفيريا جادًا، ارتبكت بدورها.
تجاهلت إيفيريا رفضها الخفيف ببساطة. فبهذا المستوى من الأسعار يمكنها شراء قطعتين دون تردد.
شدّت سينثيا حاجبيها وضغطت شفتيها في محاولةٍ لكتم ابتسامتها، بينما ظلت إيفيريا تفحص الأقراط المعروضة بعناية شديدة.
الأقراط البالغة البهرجة استبعدتها فورًا، وكذلك الأقراط البسيطة المفرطة في التواضع. فقد كانت لدى سينثيا بالفعل أقراط عديدة بتصاميم بسيطة، أما الأقراط المفرطة الزينة ذات الألوان الصاخبة فكانت مما قد تنفر منه بشدة.
وبعد تفكير بدا قصيرًا لمن يراه وطويلاً لمن يخوضه، مدّت إيفيريا يدها نحو زوج من الأقراط.
تدلّت من طرف خيط فضيّ رفيع حبةٌ زرقاء صغيرة، تحيط بها حلقةٌ من الفضة، متصلة بجوهرة صغرى في أعلاه.
لم تستطع إيفيريا الجزم إن كان ما تراه حجرًا كريمًا أم مجرد زجاج مصقول، لكنّه بدا مثاليًا لمناسبات تقتضي شيئًا من الأناقة.
وفوق ذلك، كانت سينثيا تحب الأزرق.
رفعت إيفيريا القرط إلى جوار أذن صديقتها، ثم ابتسمت راضيةً قبل أن تضعه في السلة.
كان شعرها البني و القرط الأزرق ينسجمان انسجامًا لطيفًا.
أما سينثيا فما زالت غارقةً في تردّدها. وعند التدقيق، لاحظت إيفيريا أنّ عينيها تنجذب دومًا إلى أقراط محددة: تلك التي تحمل تصاميم صغيرة لحيوانات، لطيفة وبريئة الشكل.
نظرت إيفيريا إلى أحدها، ثم إلى وجه سينثيا،
“هل اخترتِ؟”
“ممم…..ما زلت محتارةً بين كلب أو قطة.”
انعقد ما بين حاجبي سينثيا بشدة، وكأن الأمر قرارٌ مصيري بالفعل. فألقت إيفيريا تعليقًا عابرًا،
“أنتِ تشبهين كلبًا.”
“حسنًا، إذاً سأختار الكلب.”
أخذت إيفيريا القرط من يدها ووضعته في السلة.
رسمت الأقراط هيئة جرو صغير بفرو بني، تزيّنه أحجارٌ ملوّنة لامعة.
سواءً كانت جواهر حقيقية أم مجرد كريستال لم يكن مهمًا؛ فما كان واضحًا أنه قطعةٌ جميلة ولطيفة بحق.
_______________________
يانه الفصل كيوت دايم سينثيا الاحداث معها حلوه اصلا🤏🏻
المهم تحمست وش بتختار لإيرميت ابي اشوف كيف بينهار عليه😭😭😭
وسيد البرج كذا ولا كذا لازم ردة فعله يا تضحك يا بياخذه يوري ايرميت انها اهدته✨
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 51"