**الفصل 205**
استخدم هاديس قدراته دون تردد ليطمئن أتباعه. لم يشعر بأي وخز من الذنب.
في النهاية، إذا كانوا سيتمتعون بالسلطة تحت ظله، أليست تلك هي المكافأة بحد ذاتها؟
«حسنًا، أليس من المثير للاهتمام أن الذي جمعنا هنا اليوم ليس سوى الدوق ألفيون؟»
ابتسم هاديس بمكر.
كان يعلم أن هذا ليس وقت الضحك، لكن الإثارة التي أحاطت بهذا الموقف كانت أقوى من أن يقاومها.
كانت معظم مقاعد مجلس النبلاء ممتلئة، لكن بعض المقاعد ظلت شاغرة.
النبلاء الحاضرون بدوا كمن لم يذقوا طعم النوم، وجوههم شاحبة ومتعبة.
كان الخوف من أن يطرق قاتلٌ متسلسل أبواب قصورهم هو السبب.
بعضهم قضى اليوم كله يختبئ خلف حواجز سحرية باهظة الثمن، مرتعشًا من الرعب.
«يبدو أن أحدًا لم يمت بعد، على الأقل.»
تفحّص رئيس المجلس الحضور بنظرة متفحصة. أولئك الذين غابوا عن المقاعد لم يكونوا ميتين، بل إما مرضى عاجزين عن الحضور أو جبناء لا يطيقون المواجهة.
كان الجميع هنا يشتركون في رأي واحد: حضور هذا الاجتماع أفضل من البقاء وحيدًا في قصر قد يظهر فيه قاتل في أي لحظة.
تنهّد الرئيس. وجهه بدا شاحبًا مثلهم.
«لو أن الماركيز ليمناديس أغلق عينيه وأطلق العنان للأمور، لكان ذلك أفضل.»
بالطبع، فكرة أن سماع هوية القاتل قد تؤدي إلى الموت مباشرةً لا تزال تراوده.
لكن طالما بقي فونتوس ساكنًا، فإن الوضع سيظل متأزمًا، مما أثار ضيق الرئيس.
بل ربما كان هذا انتقامًا من فونتوس، موجهًا ضد النبلاء الذين وافقوا ضمنيًا قبل عقد من الزمن على إرسال شقيقته إلى نيفلهيم بناءً على تهمة ملفقة.
وكانت هناك مشكلة أخرى.
«أين ذهب الماركيز؟!»
لم يظهر الماركيز ليمناديس في اجتماع اليوم…
«أليس من الممكن… أن يكون قد مات؟»
أولئك الذين اكتشفوا غياب فونتوس بعد وصولهم لم يتمكنوا من إخفاء خوفهم.
إذا مات فونتوس، فإن هوية القاتل وحقيقة جرائمه ستغرق مجددًا في متاهة الغموض.
«ما الذي ينوي الدوق ألفيون قوله في هذا الوضع؟»
الذي نظّم هذا الاجتماع لم يكن فونتوس، بل الدوق ألفيون، هيليوس.
كان من الطبيعي أن تتجه الأنظار إليه.
فهو واحد من الأقوى، أليس كذلك؟
زرع الجميع بذرة أمل صغيرة في قلوبهم.
هل يملك الدوق وسيلة لكسر هذا المأزق؟ بالتأكيد لابد أن يكون كذلك، أليس كذلك؟
في هذه الأثناء، كان هيليوس غارقًا في أفكاره رغم الأنظار المسلطة عليه.
كان يستعيد ذكرى ليلة منذ أيام قليلة، ليلة سمع فيها حوارًا بين مينت وسيث.
«…سيدتي، ألم تذكري أنكِ ستنفذين الجزء الأخير من خطتك بعد أيام قليلة؟»
«صحيح.»
كانت خطة مينت، كطباعها، بسيطة ومباشرة.
بل كانت بسيطة لدرجة تجعل المرء يتساءل إن كان هذا مقبولًا.
لكن هيليوس قرر أن يتبع رغبتها بكل سرور.
طالما هي إلى جانبه، فما الذي لا يستطيع فعله؟
«بعد أن ينتهي كل شيء، هل نذهب في رحلة معًا؟»
عند سؤال هيليوس، حدّقت مينت إليه للحظة، ثم ابتسمت.
«أهي رحلة شهر عسل؟»
كلمة «شهر عسل» أثارت هيليوس، فاندفع نحوها بحماس.
لم ترفض مينت، بل قبلته بسلاسة.
لكن هيليوس أدرك لاحقًا أنه أغفل شيئًا في تلك الليلة.
لم تجب مينت على سؤاله.
أمر تافه، لكنه أثار حساسيته وجعله يفكر مرارًا.
لكن الآن لم يكن وقت التفكير في هذا. الوضع أجبره على فتح عينيه.
…الآن، حان وقت أن يكون جزءًا من خطة مينت.
استقرت عينا هيليوس على شخص واحد.
الأمير الإمبراطوري ديفلون، الذي احتل مقعدًا بارزًا على المنصة اليوم أيضًا.
«اليوم، أنا هنا بناءً على طلب الماركيز ليمناديس، لأنقل رسالته نيابة عنه.»
ما إن فتح هيليوس فمه، حتى ساد الصمت كالهواء الراكد.
«انظروا جميعًا إلى الأمام.»
نظر النبلاء بحيرة إلى الاتجاه الذي أشار إليه هيليوس.
رسم هيليوس ابتسامة ساخرة.
«ألن تنظر، سموك؟»
لأن الجاني سيدخل من هناك.
* * *
كان فونتوس يسير في زقاق مظلم.
حتى في وضح النهار، بدا المكان كالليل القاتم، معزولًا ومهجورًا.
«هاه، هل كان لابد أن يكون المكان معزولًا إلى هذا الحد؟»
توقف فونتوس للحظة، يفكر إن كان هذا المكان ضروريًا حقًا.
«لا مفر من ذلك.»
بعد إعادة التفكير، لم يكن هناك خيار آخر. كان يجب أن يكون هذا المكان.
صحيح أن شقيقته اقترحت أماكن أخرى.
لكن اختيار هذا المكان كان إرادته هو.
لا مفر من ذلك.
هنا، بالذات.
«لأن هنا أقل مكان قد يتورط فيه الأبرياء.»
لم يكن هذا إحساسًا زائفًا بالعدالة.
بل مجرد محاولة منه، كمن كان يحمي أمن وسلامة مواطني العاصمة الإمبراطورية ذات يوم، لتحمل مسؤوليته.
لكن لو سمعت شقيقته، لربما سخرت منه.
«ستقول إن هذا بالذات هو الإحساس الزائف بالعدالة.»
كانت شقيقته لاذعة أحيانًا.
تتظاهر باللامبالاة، لكنها كانت ترمي بكلمات قاسية ببرود وكأنها لا شيء.
ربما كان ذلك بقايا ما خلّفه نيفلهيم فيها.
توقف فونتوس عن السير.
«هل هذا المكان مناسب؟»
ضرب الأرض برفق بطرف حذائه.
«…اخرج.»
تمتم فونتوس بهدوء في نهاية الزقاق. كان المكان خاليًا ظاهريًا.
لكن ذلك مجرد إحساس.
في حضنه، كومة من الوثائق.
«ما أحمله هو وثائق أصلية. دليل يثبت لماذا الجاني هو الجاني. أدلة، إذا جاز التعبير.»
كان نبرة فونتوس كمن يستعد لمواجهة مصيرية، لكنه مبالغ في التهذيب بشكل غريب، مما أثار شعورًا بالغرابة.
أخرج فونتوس ورقة واحدة بجرأة وألقاها على الأرض.
في اللحظة التي لامست فيها الورقة الأرض،
شاااك!
تراجع فونتوس بغريزة. خنجر حاد مرّ بسرعة من المكان الذي كان يقف فيه.
لم يتمكن من تفاديه تمامًا، فتطايرت خصلات شعره المقطوعة في الهواء.
«…!»
غيّر الخنجر مساره في الجو.
«مجنون!»
«كيف يمكن لحركة كهذه أن تكون ممكنة؟»
لم يدم ذهول فونتوس طويلًا. من ظله، برز شكل أسود.
كان كلبًا أسود بالكامل، فتح فمه بعنف، أنيابه الحادة أكبر بخمس مرات من أنياب الكلب العادي، موجهة نحو الخصم.
تشينغ!
مر الخنجر مسرعًا، فقطع أنياب الكلب في لحظة.
كاينغ!
لم يكتفِ الخنجر بذلك، بل شق الكلب نصفين، فذاب في الظلال واختفى.
«…لم يصمد حتى لعشرات الثواني؟»
تقيأ فونتوس دمًا.
كان ذلك ثمن استدعاء مخلوق تم إلغاؤه قسريًا.
الكلب الذي خرج من الظلال كان من بين مخلوقاته المتوسطة القوة.
أن يُمحى مخلوق كهذا في لحظة…
كتم فونتوس أنفاسه.
«حقًا، هناك سبب لقدرته على قتل حتى الأقوياء.»
حتى عندما واجهه في القصر، لم يكن بهذا المستوى.
تراجع فونتوس خطوة إلى الوراء.
«أأنت ذلك الجاك الشهير؟»
«…»
لم يتحرك الخصم، الذي كان على بعد خمس خطوات، لكنه أومأ برأسه بهدوء رداً على سؤال فونتوس.
كان القاتل، لسبب ما، متمهلاً. ولم يكن السبب مجهولاً.
كما يلعب لعبة القط بالفأر، كان فونتوس مجرد لعبة في عينيه.
لقد شعر بفارق المستوى من ضربة واحدة.
«سؤال واحد فقط.»
مسح فونتوس الدم من فمه، متخليًا عن تهذيبه.
«لماذا استهدفتني مباشرة؟»
زقاق مظلم ومهجور، لا سبب منطقي ليأتي إليه.
منطقيًا، قد يُعتقد أنه فخ أو طُعم.
ومع ذلك، ظهر القاتل أمامه كما لو كان ينتظره.
كان «القاتل» أمامه ملفوفًا بضمادات تغطي وجهه، وجسده مغطى بالكامل بالقماش.
حتى مع حركته العنيفة، لم تنزل قبعة ردائه عن رأسه، مما يعني أنه اتخذ تدابير معينة.
«القاتل الذي ظهر أمام مينت لم يخفِ وجهه، أليس كذلك؟»
لكن الشخص الذي رآه فونتوس كان مخفيًا تمامًا.
كل ما يمكن تمييزه كان عينيه الحمراوين.
رد القاتل على سؤال فونتوس بابتسامة ودودة، مغمضًا عينيه.
كما لو أن الأمر مجرد مزحة.
─── ・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ───
التعليقات لهذا الفصل " 205"