أدركت رامونا، منذ اللحظة التي استطاعت فيها الاستفادة من قوة كيا البرج، أن لا شيء يعجزها بعد الآن. هذه هي القوة الحقيقية.
وفي عالم يسوده قانون الأقوى يأكل الأضعف، كانت هذه القوة كل شيء تقريبًا. كل من حولها يخفض رأسه أمامها في خضوع، حتى دريل، الصديقة المنافسة التي عاشت معها طويلًا وكانت بمثابة خصم لها، ألم تُجبر هي الأخرى على خفض رأسها رغمًا عنها؟
«… أرجوكِ، أنقذي دوريس وباقي الرفاق. إذا فعلتِ، سأقدم لكِ عيني كما ترغبين.»
كانت عملية انتزاع عين إحدى رفيقاتها القديمات ممتعة بحق. ومع ذلك، لم تستطع هذه القوة التغلب على مينت، مينت التي كانت تستمتع باللعب فحسب. يا لها من قائدة عظيمة!
مينت، القائدة التي يتوق إليها السجناء. لم تكن متعجرفة، لكن وجهها الهادئ المتعالي كان دائمًا يثير أعصاب رامونا ويجذبها في الوقت ذاته.
وبالطبع، ما كان يروقها أكثر هو تلك القوة الهائلة التي تفيض بمواضيع تستحق البحث والدراسة.
«هاها، قلتُ إنني لن أساعدكِ بعد الآن، أيتها السيدة الحاكمة.»
«السيدة الحاكمة»، هكذا أمرت رامونا السجناء أن ينادوها بعد أن أصبحت زعيمتهم. أما مينت، فقد كانت تكره أو تتجاهل كل الألقاب التي تُطلق عليها.
لكن رامونا كانت مختلفة. أليس من الطبيعي أن تمارس السلطة إذا أمسكتَ بها؟ أولئك الضعفاء يضحكون ويبكون بإشارة من يدها. يا لها من متعة مثيرة!
«يبدو أن أذنيّ مسدودتان.»
«بل هما مفتوحتان تمامًا. ولساني أيضًا سليم، أي أنني نطقتُ كلامي بوضوح.»
كان الرجل ذو النظارة الأحادية الواقف أمامها زعيم «لجنة البرج»، العائلة الأكثر نفوذًا في هذا السجن. كانوا قد ساعدوا رامونا منذ توليها الزعامة في كل أنواع المؤامرات والمكائد القاسية، بل وحتى التعذيب.
لقد سمحت لهم بإطلاق العنان لغرائزهم المكبوتة تحت قيادة مينت، فكان ذلك خيارًا مربحًا لهم. لكن الآن، تغيرت الأمور.
«ألا تعلمين؟ لقد عاد المالك الحقيقي، ولن نتحرك بعد الآن وفق أوامركِ.»
«…»
رفعت رامونا حاجبيها.
«آه، قتلي لن يجدي نفعًا. أنتِ تعرفين قدرة كيا الخاصة بي، أليس كذلك؟»
«اخرس، أيها الزومبي الملعون.»
«حسنًا، يسعدني أنكِ تدركين. لكن إذا أمكن، أفضل أن تُطلقي عليّ لقب «الخالد» بدلًا من ذلك، فهو يعبر عن جسدي الذي لا يموت بسهولة.»
«…»
«لقد قدمنا لكِ كل ما في وسعنا، أيتها السيدة الحاكمة.»
كان زعيم لجنة البرج قد سمع بأنباء عودة مينت، فسارع إلى ترتيب أموره. حتى هو، الذي يصعب قتله، كان يخشى مينت. نعم، الوحوش التي تتجاوز المعايير دائمًا مرعبة.
«الآن، حان دوركِ لتثبتي نفسكِ.»
«…»
تسسس. تجاهل الرجل ذو النظارة الأحادية السم الذي يحرق كاحله. «من كان يظن أن ذلك الحارس الغريب كانت قائدتنا الوحشية؟»
لسبب ما، تخلت مينت عن صعودها إلى الطابق المئة مجددًا. لكن السجين الذي كانت تعتز به ورعته بعناية قد وصل إلى الرباعية النهائية.
«هل أصبحت مينت مولعة بلعبة الدمى؟»
ما من أحد يعلم من سيفوز، لذا كانت أفعال هذه الحاكمة الشريرة لا تزال محتملة. كل ما يلزم هو لعبة شد الحبل.
«إذا انتصرتِ، عاقبينا، عاقبيني. أليس هذا كافيًا؟»
انحنى الرجل ذو النظارة الأحادية ثم غادر متعثرًا على كاحله المحترق. جلست رامونا وحيدة على كرسي الطابق المئة، تطحن أسنانها. يجب أن تقتلها. وإلا…
* * *
أشرق يوم معركة الأرينا.
هيليوس، الذي بدا وكأنه وصل إلى هذا الموقع بسهولة في نظر الآخرين، كان منذ زمن طويل ريحًا عاتية بين السجناء. هل ستصل هذه الريح الجديدة إلى الطابق المئة؟ هل سيصبح هيليوس، السجين، زعيمهم الجديد؟ التغيير، في كل زمان ومكان، يثير دائمًا حذر القوى القائمة.
«هل يمكن أن يتغير الزعيم؟»
«من يدري… الحاكمة الحالية مذهلة أيضًا، أليس كذلك؟»
«حسنًا، الوافد الجديد مذهل فعلًا بالنسبة لمبتدئ.»
«أنا لا أمانع التغيير…»
«يا رجل، اهدأ. احترس من كلامك.»
لكن أنصار دريل كانوا يفرحون بإنجازات هيليوس، ولم يكن هناك سوى قلة، أتباع رامونا، من ينظرون إليه بازدراء.
بسبب النهج المعتدل الذي اتبعته مينت ثم كلارك، الذي خلفها في الزعامة، بدأ معظم السجناء يتوقون إلى تلك الأيام.
كان البرج بحد ذاته مكانًا شاقًا. محن يومية، جروح، طعنات، موت، ثم بعث لتسلق البرج مجددًا. في ظل كونهم عبيدًا للبرج، كان أن يصبحوا لعبة بيد سجين آخر، بل ويموتوا بسبب ذلك، مصدر رعب للسجناء من الطبقات الدنيا والمتوسطة.
على أي حال، كان هذا السجن يعج بالحماس على غير عادته. لأجل معركة الأرينا، فُتحت الطبقات العليا من البرج، واستُغلت خاصية البرج التي تتيح تحويل أي مكان إلى ما يُراد، فخُلق ملعب دائري ضخم.
«تف، لو كان هناك بعض الطعام فقط.»
«جئتَ لتتسلى؟»
«آه، تبًا. ألا يكفي أننا لا نصعد البرج اليوم؟»
كانت المدرجات مكتظة بالسجناء، ما يذكّرهم بالمهرجانات في العالم الخارجي. كانوا في حالة من الابتهاج.
«يبدو أن المدير بذل جهدًا كبيرًا.»
شعرت مينت أيضًا بهذا الجو المفعم بالحيوية، المختلف عن المعتاد. «هل يؤمنون حقًا بأن هيليوس سينتصر؟»
أم أنهم، حتى لو هُزم، يعتقدون أن هناك طريقة أخرى؟ هل هذه المدرجات الضخمة مجرد خدعة لإخفاء خطة بديلة في حال الفشل؟
كانت مينت ملكة هذا السجن الضخم الذي سيطرت عليه لعقود، ولم تكن تثق بسهولة في ذلك المدير الماكر. توقفت عن التفكير في المدير وأدارت رأسها.
«لا تبدين متوترة.»
«… أنا متوتر»
كانت مينت، التي تعرف وجه هيليوس الحقيقي عندما يكون متوترًا، تدرك ذلك على الفور.
«لا يبدو أن توترك بسبب المباراة. ما الذي يجعلك متوترًا؟»
كان المدير قد أعدّ حتى غرفة انتظار للمتنافسين. أمر مضحك حقًا. ربما يكون السجناء المشاركون في معركة الأرينا اليوم من أكثر السجناء تمتعًا بالرفاهية.
ضحكت مينت في سرها وهي تنظر إلى تلميذها مجددًا. نعم، كان هناك توتر خفيف يعلو وجهه. إذا لم يكن بسبب الاختبار الأخير القادم، فما السبب؟
«… لأن لديّ شيئًا أريد قوله.»
«لمن؟»
«لمعلمتي، من غيرها؟»
«…؟ إذن قل.»
نظر هيليوس إليها مليًا ثم أطلق تنهيدة خفيفة. سمعته يتمتم: «يا إلهي، لا ذرة رومانسية في هذه الامرأة.» لم تفهم مينت ما الذي أخطأت فيه. كل هذا بسبب حساسية تلميذها الزائدة. هل أغضبته من جديد في نقطة لم تفهمها؟
«لا تستمر في هذا التذمر اللطيف. وإلا ستقول معلمتك «راو» ولن تسمح لك بالمشاركة في المباراة.»
كان هذا الأخير. كانت مينت مستعدة لتلبية طلبه، مهما كان.
«… بعد أن ينتهي كل شيء. أعني، بعد انتهاء هذا الاختبار، سأتحدث. إذا فزتُ، لديّ شيء أقوله، فاستمعي إليّ.»
«همم؟»
مالت مينت برأسها.
«ألا يمكنك قوله الآن؟»
«لا، أرفض. و… إذا أصبحتُ الزعيم، ألن يكون عليكِ تلبية الكثير من طلباتي؟»
نظر هيليوس إليها بعمق. نعم، هذا صحيح. «دعيني أرى، وجهك الحقيقي، اسمك الحقيقي، وماذا أيضًا؟» تذكرت مينت أنها وعدته، كما تُطمئن طفلًا يكره زيارة المستشفى، بأنها ستعطيه هذا وذاك إذا صعد إلى الطابق المئة. لم تفقد مينت ابتسامتها.
«لم أنسَ. عندما تصبح الزعيم، وعندما نلتقي مجددًا، سأستمع إليك.»
أومأ هيليوس برأسه.
«نعم، و…»
خفض هيليوس عينيه ببطء ثم رفعهما. كانت عيناه تلتمعان ببريق لم ترَه من قبل. بريق بارد ومشرق، عنيد ومخيف.
«إذا فزتُ، سأقول إنني أحبكِ.»
ما كانت مينت تغفله دائمًا هو أن تلميذها يلقي قنابل مفاجئة كهذه.
«أريد أن أعيش مع معلمتي إلى الأبد.»
«تزوجيني.»
─── ・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ───
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 144"