«هذا تدريب، تدريب. كل هذا هدية لتلميذنا العزيزة الذي سيكون دمًا ولحمًا.»
«هدية أو هراء…» بدأ هيليوس، لكنه أطبق شفتيه فجأة. لقد لاحظ تشابهًا غريبًا. الكلمة «أوه» التي تفوهت بها المعلمة، بنبرتها وتأثيرها، كانت مطابقة لما قالته «ماما» قبل قليل.
في هذه اللحظة، بعد رؤية جذور معلمته، فقد هيليوس أي رغبة في الكلام. لم يستطع حتى الرد بنبرته المعتادة اللاذعة.
«آه…»
«همم، ما بال هذا التنهد، يا تلميذي؟»
«…»
«يبدو أنك تعبت كثيرًا من ذلك الفضاء العقلي للكيا، أليس كذلك؟»
تذكر هيليوس أن الفتاة التي رآها في فضاء الكيا العقلي كانت مختلفة تمامًا عن معلمته الحالية.
لم يجرؤ حتى على الغيرة من وجود «ماما». ولن يفعل في المستقبل أيضًا. كيف يمكن أن يتغلب على أمٍ متجذرة بعمق؟ مسح وجهه مرارًا بتعبير معقد.
كان الأمر مضحكًا. معلمته بدت هادئة ومرتاحة، بينما هو يعاني من مشاعرها نيابة عنها. لم تكن تعلم، ربما، أي أزمنة رآها، أو أنها أضاعت فرصتها للقاء من تمنته بسبب لقائه هو بها.
«حتى لو عرفت…»
كان يعرف معلمته الآن. حتى لو علمت أنه قابل «ماما» وأنها لن تراها مجددًا بسبب ذلك، ستظل هادئة كعادتها، تقول شيئًا مثل:
«حقًا؟ حسنًا.»
شعر هيليوس وكأنه يحمل وطأة مشاعرها.
ضحكة «ماما» التي كانا يتشاركانها قبل قليل، والتي كانت تضحك كأنها تثير استفزازه، رنّت في أذنيه: «سيكون الأمر صعبًا عليك، أيها الفتى.»
عند التفكير، كانت «ماما» شخصًا ودودًا بشكل مدهش رغم لقائهما الأول. لم تتناسب مع صورة السجن أو زعيمة. هل يمكن أن يكون هناك شخص كهذا؟ ربما لهذا استسلمت معلمته لها.
استغرق الأمر بعض الوقت ليهدأ قلبه المضطرب.
«أهلًا بعودتك، هيليوس.»
بعد لحظات، رآها متكئة على جدار، فلم يستطع مواصلة الكلام. كانت الجدران والأرضية والسقف في حالة فوضى، كأن معركة عظيمة دارت هناك.
كانت الأرض مغطاة بالدم وبقايا خضراء غريبة. بين الحطام والجدار المتهدم، جلست معلمته مسترخية.
وجهت له نصيحة وهو يقترب:
«لا تطأ الأرض بتهور. تجنبها، إنها سموم قاتلة.»
«هل أصبتِ؟»
«نعم، لقد تألمت، ماذا أقول؟»
عندما اقترب، لاحظ خدشًا على خدها لم يره من قبل.
«معلمتي مصابة؟» لم تكن المرة الأولى التي يرى فيها إصابتها، فقد أصيبت من قبل أثناء إنقاذه أو إغلاق صدع في اختبار خاص. لكن أن يؤذيها إنسان، وليس كارثة طبيعية، كان أمرًا غير واقعي ومثير للغضب.
«من فعل هذا؟»
بينما كان غارقًا في فضاء الكيا العقلي، خاضت معلمته معركتها الخاصة. لكن من يجرؤ على استفزاز «السجانة»؟ الكل يتحدثون همسًا عنها.
«شريرة ماكرة؟»
«…»
«من فعلت هذا؟»
لم يفهم إن كانت تركت الجرح عمدًا أم أنه نفدت منها طاقة الكيا. لم يرَها مصابة بهذا الشكل إلا عند مواجهة الصدوع.
«ما الذي حدث بالضبط؟»
«لقاء مع زملاء قدامى؟»
«ماذا؟»
«لا بأس، لا بأس. لقد هزمت الشريرة الماكرة التي استخدمت حيلًا دنيئة.»
كانت مغطاة بالمادة الخضراء السامة، لكنها ضحكت بنعاس.
«كنتَ الوحيد الذي سُحب إلى فضاء الكيا العقلي. كيف كان المكان؟»
«…»
«إنه مثالي للتدريب إذا تغلبت عليه.»
حدق هيليوس فيها، ثم قال ببطء:
«لم يكن صعبًا.»
بالفعل، لم يكن صعبًا. كل ما فعله هو مشاهدة الذكريات والأحداث دون تحكم.
«لكن…»
كان يشعر بالعجز. كان المشهد المؤلم يؤذيه، ورؤية الفتاة التي لم تبكِ، وتحولها إلى لا مبالية، جعلته يرغب في إمساكها. كان يعلم أن الماضي لا يمكن تغييره.
«كان الأمر شاقًا.»
«أوه، هل كان شاقًا جدًا؟»
امالت معلمته رأسها، نصف جالسة، تراقبه بنظرة فاحصة.
«غريب، كان يجب أن ينفجر بالشتائم الآن.» لاحظت شيئًا مختلفًا في هيليوس.
«سؤال واحد.»
تداعت في ذهنه مشاهد لا تُحصى، ووجه «ماما» تبتسم. ابتلع كلمات كثيرة، لكن سؤالًا واحدًا علق به. كانت معلمته قد أخبرته عن طريقة ليصبح قويًا بسرعة، لكنها قد تكلفه نسيان ما خسر. ثمن القوة.
«هل تعرفين شيئًا عن ’جيهو‘؟»
نطق الاسم بحذر، لكنه أصاب هدفه.
رفعت معلمته حاجبها قليلًا، وقالت بنبرة هادئة:
«جيهو؟ ما هذا؟ مكان؟ شخص؟»
«…»
صمت هيليوس، قبض يده المخفية خلف ظهره ثم أرخاها.
«لن أستطيع استخدامها أبدًا.»
إذا كان الثمن هو خسارة الأغلى، فلن يفعلها حتى الموت. كان واضحًا ما سيخسره: معلمته. لن يمحوها من حياته مهما حدث.
شعر بالحيرة. كان يفهم، ومع ذلك لا يفهم، شعور معلمته التي نسيت الأغلى لإنقاذ «ماما».
«همم، أنت غريب اليوم.»
ضحكت معلمته، متكئة على ذقنها. حدق هيليوس في شفتيها كأنه سيبتلعهما، يتفحص كل تفصيل. «سيثقب عينيّ بهذا التحديق.»
كانت المعركة قد انتهت عند عودته، لكن شيئًا فيه بدا مختلفًا. حتى بالنسبة لمينت، التي لا تفرق جيدًا بين العادي وغير العادي، كان هيليوس غير طبيعي.
«ما الذي فعله في ذلك التدريب العقلي؟»
تتأثر الكيا بالعقل. كانت كيا هيليوس حادة ومصقولة، على عكس نموه السابق غير المنظم.
النمو السريع لا يترك وقتًا للتنظيم، لكن هيليوس عاد بكيا مكررة كما لو خضع لتدريب سنة كاملة.
«حتى الوحوش يبدون مختلفين.»
نظرت مينت إلى يدها الملطخة بالسم. كانت من فصيلة السموم، وميزتها أن الخصم يسقط في المواجهة الأولى قبل أن يجد ترياقًا. لكن عيبها أن التعرض المتكرر يولد مناعة. رغم أن رامونا، سيدة السموم، كانت تغير تركيب الكيا باستمرار، لم ينفع ذلك مع مينت.
«ههه، من يتكيف مع سمومي؟ لا أعرف سوى شخص واحد فوق الطابق 91.»
أدركت مينت أثناء القتال أن القوة الممنوحة لـ«غاريت» لم تكفِ. خططت لتغيير لون كياها لمواجهتها، لكن رامونا كانت أقوى بكثير مما تذكر، أقوى بخمس أو عشر مرات. لم يكن هذا ممكنًا في وقت قصير، وإلا لتغير ترتيب البرج منذ زمن.
أدركت مينت مصدر قوتها: كيا البرج.
─── ・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ───
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 132"