2
لقد أصبحتُ مرشحةً لعروس الدوق الذي أُحبه سرًا
الفصل الثاني
أشرقت شمس الصباح في اليوم الأول في قصر الدوق.
لو كان هذا يومًا عاديًا، لكنت لا أزال أغوص في أحلامي الآن، فأنا معتادة على الاستيقاظ متأخرًا وأتناول الفطور في السرير مرتديةً ملابس النوم.
لكن اليوم كان يومًا مميزًا للغاية. كنتُ على موعد مع أول وجبة إفطار مع الدوق.
استيقظت مع بزوغ الفجر وأنا أترنم بمرح، وبعد أن أنهيتُ استعدادي تمامًا، جلستُ عند مائدة الطعام قبل الموعد بوقت طويل.
بحسب ما أخبرتني به خادمتي الخاصة، آن، فإن الدوق يتناول إفطاره دائمًا في هذا المطعم وحده عند تمام الساعة الثامنة صباحًا.
لم يتبقَ سوى عشر دقائق على الثامنة صباحاً.
مع كل حركة لعقرب الثواني، كان قلبي يخفق بنفس الإيقاع.
هل سأتمكن من تناول الطعام بشكل طبيعي؟ لا يجب أن أسقط الشوكة بسبب التوتر.
كان قلبي يخفق بسرعة.
متى سيأتي؟ أتمنى أن يأتي بسرعة.
وأخيرًا، بعد لحظات من الانتظار المليئة بالتوتر، عندما أشار عقرب الساعة الصغير إلى الرقم ثمانية تمامًا، ظهر الدوق في نهاية الممر المظلم المؤدي إلى قاعة الطعام.
كان يرتدي قميصًا أبيض وسروالًا أسود، وعيناه مثبتتان على الأوراق التي يحملها، وكأنه يعمل حتى أثناء المشي.
لا إراديًا، وضعتُ يدي على عينيّ.
“آه، يُقال إن الأشخاص الوسيمين يشعون بهالةٍ من الضوء… إنه أكثر إشراقًا من شمس الصباح!”
على الرغم من مظهره البسيط، شعرتُ وكأنه يشع نورًا.
كنتُ على وشك أن أنجرف في إعجابي به، لكن في تلك اللحظة،
ظهر رجل شاب خلف الدوق، وانتقل الضوء الذي كان يحيط به نحوه تدريجيًا.
…إذن، كان هناك ضوءٌ حقيقي خلفه.
لم يكن الأمر مجرد خيال… لا عجب أنه كان يلمع بتلك الطريقة.
الرجل الذي كان يحمل المصباح خلف الدوق هو ديان تشيس.
مساعده الشخصي، وهو أول من التقيتُ به عندما وصلت إلى هذا القصر، حتى قبل أن ألتقي بالدوق نفسه.
كان شابًا أنيقًا، بشعر فضي طويل ونظارات ذات إطار فضي، مما منحه مظهرًا نخبويًا مثاليًا.
“الآنسة إيلينا؟”
كان ديان أول من لاحظني مرة أخرى.
عند سماع صوته، رفع الدوق نظره عن الأوراق التي كان يقرؤها والتقت أعيننا.
في تلك اللحظة، امتلأ وجهه الخالي من التعبيرات بنظرةٍ من الضيق والانزعاج، أسرعتُ بالوقوف والابتسام بمرح.
“صباح الخير، سيدي الدوق. وأنت أيضًا، السيد ديان!”
“لماذا أنتِ هنا؟”
من الواضح أنني هنا لتناول الطعام، لكن الدوق قد سأل لأنه لا يعرف ذلك.
لذلك، تظاهرتُ بالجهل وأجبتُ ببساطة.
“أنا هنا لتناول الإفطار أيضًا.”
“لكن الخدم أرشدوكِ إلى قاعة أخرى، أليس كذلك؟”
لقد توقعتُ هذا الرد.
“نعم، هذا صحيح، لكنني أردتُ أن أتناول الطعام معك، سيدي الدوق.”
حاولتُ أن أبدو لطيفةً وحيوية قدر الإمكان، لكنه لم يتأثر على الإطلاق.
بدا وجهه وكأن صقيع الشتاء قد غطاه.
“أعتقد أنني قلتُ إنني سأسمح لكِ بالبقاء فحسب، ألم أقل لكِ أن تبقي هادئة وتعودي من حيث أتيتِ؟”
“هممم، في الواقع، قلتَ لي ‘افعلي ما يحلو لكِ حتى تغادري’ وأنا أمتلك ذاكرةً ممتازة، يا سيدي الدوق.”
ابتسمت بانتصار. البقاء هادئةً والقيام بما يحلو لي شيئان مختلفان تمامًا، أن أفعل ما يحلو لي يعني أنني حرةٌ في التصرف كيفما أشاء.
نظرتُ إليه بثقة، لكنه لم يبدُ معجبًا على الإطلاق.
“هاه، صحيح، قلتُ ذلك. لكنني قلتُ أيضًا إنني أكره أن يغزو أحدٌ مساحتي الخاصة، أليس كذلك؟”
كان محقًا. لم أكن أعلم أن قاعة الطعام هذه تُعتبر جزءًا من’ مساحته الخاصة’.لكن إن كان الأمر كذلك، فهل يوجد في هذا القصر مكانٌ لا يُعتبر ملكًا له؟
“بالطبع، أتذكر ذلك. سأكون هادئة جدًا أثناء تناول الطعام، لدرجة أنك لن تشعر بوجودي حتى. ألا تشعر بالوحدة أثناء تناول الطعام بمفردك؟”
نظرتُ إليه بعينين متوسلتين، وكأنني قطةٌ ضائعة.
ظننتُ أنه قد يستسلم أخيرًا ويسمح لي بالبقاء، لكنه لم يرد.
للحظة، ظننتُ أن صمته علامةٌ على الموافقة… لكن فجأة، استدار بعيدًا عني.
“ديان، سأتناول إفطاري في غرفتي اليوم.”
ثم أضاف موجهًا كلامه إلى دِيان بجانبه.
“حسنًا، سأُعد كل شيء على الفور.”
ثم خرج من القاعة دون أن يلقي عليّ نظرةً واحدة.
***
“هل يُعقل أنه رفض حتى تناول الطعام معي؟! إنه قاسٍ جدًا!”
في النهاية، اضطررتُ إلى تناول إفطاري وحدي في القاعة الفارغة.
“الناس يفترض أن يكونوا أكثر تسامحًا. أن يرفض طلبًا بسيطًا مثل تناول الطعام معًا، هذا حقًا بخل!”
“أليس تناول الطعام معًا وسيلةً جيدة للتقرب من شخصٍ ما؟”
“حتى السيد دِيان كذلك. ألا يمكنه أن يقول كلمة واحدة لمساعدتي؟ ‘نعم، سأُعد كل شيء’، ثم ينصرف مسرعًا، يا للأسف!”
أخذتُ أتمتم لنفسي، لكن لم يكن هناك أحدٌ ليسمعني.
كنتُ قد قررتُ أن أكون جريئةً وأبذل جهدي، لكنني تلقيتُ ضربةً قاسيةً من البداية.
عندما فكرت من منظور الدوق، ربما كان تصرفه مفهومًا. فمن المؤكد أنه فوجئ بأن تأتي فتاةٌ غريبة لتطلب الزواج منه فجأة.
“حسناً لم أكن أتوقع أن تسير الأمور بسلاسةٍ منذ البداية.”
لم يكن لدي أوهامٌ وردية بأن الدوق سيقع في حبي من النظرة الأولى.
لهذا السبب…
“يجب أن أبذل المزيد من الجهد!”
لكن مرت ثلاثة أيام، ولم يطرأ أي تقدم.
“سيدي الدوق، هل ترغب في جولةٍ قصيرة في الحديقة؟”
“أنا مشغول.”
“لدي تذكرتان لحضور عرضٍ مسرحي، وقد حصلتُ عليهما بالصدفة.”
“ليس لدي وقت.”
مهما حاولتُ، كان جوابه دائمًا نفسه.
يا له من رجلٍ ثابت على مبادئه… إنه رائع!
… لا، لا! هذا ليس الوقت المناسب للإعجاب به!
حتى ديان حاول مساعدتي ذات مرة، لكن دون جدوى.
“سيدي الدوق، لقد حضرتُ لك كوبًا من الشاي الدافئ.”
“آه، آنسة إيلينا، يا لها من صدفة. كنتُ سأقترح على سموه أخذ استراحة قصيرة ما رأيك في التوقف قليلًا للاستراحة.”
“حسنًا، أشعر بالتعب. سأستريح قليلًا.”
“حقًا؟ إذن، سأحضر لك الشاي…”
“ماذا تفعلون؟ غادروا جميعًا. أريد أن أكون وحدي.”
لقد كان هذا هو الحال في كل مرة.
هل سينتهي الأمر بي دون تحقيق أي شيء خلال ثلاثة أشهر؟
بدأتُ أشعر بالقلق.
“لا يمكنني ترك الأمور تسير هكذا.”
ماذا أفعل…؟
لم أكن أريد اللجوء إلى هذه الخطة، لكن يبدو أنه لا مفر منها.
***
“هاه… هاهاها.”
لحسن الحظ، لم يكن هناك أحدٌ حولي، وإلا لكانوا قد فزعوا من ضحكاتي الغامضة.
لم أكن غافلة تمامًا عن احتمال حدوث هذا
كنتُ قد توقعتُ حدوث شيءٍ كهذا، ولهذا أعددتُ نفسي مسبقًا.
توجهتُ إلى خزانة الملابس وسحبتُ حقيبةً ورديةً ضخمةً من زاويتها.
“أنا متأكدة أنني وضعته هنا في مكان ما… وجدته!”
بعد أن قلبّتُ الحقيبة رأسًا على عقب، رفعتُ كيس تسوق صغيرًا في النهاية بانتصار.
داخل الكيس، كان هناك شيء يُقدر بخمسة ملايين كرانغ، يلوّح لي كأنه يطلب مني أن أتناوله.
“بفضل هذا…!”
كان الكيس يحتوي على كتابٍ صغير بغلافٍ بني مزينٍ بإطارٍ ذهبي.
قبل أن أغادر العاصمة على متن العربة مباشرة، كنت قد زرت متجر تحف صغيرًا يقع في أحد الأزقة النائية ضمن سوق جانبي مهجور.
—
“أنا متأكدة من أن هذا هو المكان الصحيح.”
أمام باب المتجر الصغير الذي لم يكن يحمل أي لافتة، علّقت لوحة بحجم كف اليد كُتب عليها “متجر التحف الغامضة”.
قيل لي إن الفتيات الأرستقراطيات المتأنقات قد زرنه جميعًا ولو لمرة واحدة، لكن بالنظر إلى واجهته المشبوهة والبالية، بدا الأمر بعيدًا عن الحقيقة.
تنفست بعمق، ألقيت نظرة سريعة يمينًا ويسارًا لأتأكد من عدم وجود أحد يراقبني، ثم دفعت الباب بخفة.
كان الباب مهترئًا لدرجة أنه أصدر صريرًا عاليًا بمجرد أن لامسته.
” هل هناك أحد؟”
“أوه، أهلًا وسهلًا!”
من زاوية المتجر التي كانت تخلو من أي حركة، ظهر رجل وهو يفرك عينيه وكأنه قد استيقظ لتوه من النوم.
“همم. سمعتُ أن في هذا المكان يوجد غرض سحري يساعد على تحقيق الحب.”
عدّلت نبرة صوتي متصنعة الجدية وأنا أطرح سؤالي.
رغم أن السؤال بحد ذاته كان بعيدًا كل البعد عن الجدية.
“بالطبع، بالطبع! لقد أتيتِ إلى المكان المناسب تمامًا. هذا المتجر لا يجده إلا المختارون فقط. لقد قادك حاكم القدر بنفسها إلى هنا.”
المختارون؟ هراء. المتجر كان ببساطة صغيرًا للغاية ويصعب العثور عليه.
و حاكم القدر؟ كما لو أنني رأيتُ يومًا أي شيء موثوق خلف هذه العبارات الرنانة.
كنت قد خصصت وقتًا من جدولي المزدحم لأزور هذا المكان، لكن بدأ يتسلل إليّ شعور بأنني أضعت وقتي عبثًا.
“سمعتُ أن صاحب المتجر هو من يختار الغرض المناسب للزبون.”
“بالضبط! فأنا بمجرد أن أنظر إلى الشخص، يمكنني أن أحدد أي منتج يناسبه تمامًا. دعيني أرى…”
حكّ البائع ذقنه وهو يحدق بي بتمعن، ثم بدأ ينقّب بين الأكوام المكدسة من الأغراض وسحب منها كتابًا قديمًا.
“هذا هو الخيار المثالي لكِ.”
كان الكتاب متربًا، كما لو أنه لم يمسّه أحد منذ زمن طويل.
“أما عن هذا الكتاب، فهو مخطوطة قديمة جُلبت من إحدى الدول الشرق البعيدة. يُطلق عليه اسم “كتاب سحر الحب”!”
“كتاب… سحر الحب؟”
شعرت بحلقي يجف، وابتلعت ريقي بصعوبة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "2"