7
7
الفصل السابع
تخطيط جديد…بداية جديدة
【 بعد مرور أسبوعان /منزل لولة ويب / الساعة
08:30 صباحًا 】
كان ضوء نور الشمس الذهبي، يتسلل من نافذة غرفة النوم و ينسكب بهدوء على وجه لويس الصغير، الذي أصبح يبلغ من العمر أربعة أشهر منذ أن وُلد عند آل كروز إلى أن أصبح الآن إبن سيلين، فبات لويس الصغير كثير الحركة في مهده الخشبي و كأنه أصبح يكتشف العالم من حوله و بينما كانت سيلين تتفقد الوثائق الشخصية خاصتها و نتائج الفحص الطبي العام الذي أجرته للويس يوم أمس في المستشفى.
إنتبهت سيلين للطفل و هو يلعب بلعبة المفاتيح المطاطية مختلفة الألوان و الأشكال و يضعها في فمه، فإبتسمت بخفة، ثم همست في نفسها:
“آه ، يا عزيزي لويس إنك تكبر بسرعة… قريبا جدا سوف تخطو خطوات الأولى … ثم سوف تبدأ بالكلام و عليه يجب أن نجد لنا منزلا آمنا تفعل فيه ما تشاه “.
ثم تتقدمت نحوه، تحمله ببطء و تضعه في حضنها و هي ممسكة بيديه الصغيرتين و تقبلهما بحنان و عطف، فأمسك لويس الصغير بخصلات شعرها الشقراء المنسدلة بقوة فهمست في نفسها و هي تنظر إلى عينيه الزرقاوتين اللامعتين مثل البحر : ” طالما أنا بجانبك …لن يصيبك أذى إطلاقا…أعدك بذلك “…
【 في الصباح على الساعة 10:00 صباحا】
خرجت سيلين من الغرفة بعدما وضعت لويس الصغير في مهده الصغير لينام ،فكانت لولة ويب جالسة تحتسي كوب قهوة ساخنة و تعمل في حاسوبها ، فعلقت لولة قائلة:
” سيلين ، هل نام لويس ؟”
فأجابتها بعدما جلست بجانبها أمام الطاولة و في يدها كوب قهوة: ” نعم … لقد نام أخيرا…” ثم أخفضت سيلين عينيها تفكر في شيء . فأحست بها لولة فسألتها قائلة :
“ماذا بكِ ؟، هل هنالك شيء تريدين قوله ؟” فترددت سيلين قليلا ثم قالت :” ام…نعم …كنت أفكر أنه الوقت المناسب لإيجاد منزل لنا… أنا و لويس ، و لهذا سوف أبدأ بالبحث عن مكان آمن له قبل كل شيء و إيجاد عمل أيضا “.
صمتت لولة قليلًا، بعدما نزعت سماعة أذنيها و نظرت إليها بعينين ممتلئتين بالحيرة و الحزن سائلة:
” لماذا ، أولمّ يعجبكي العيش عندي؟ “
فقالت سيلين بنبرة حازمة نافية :
” لا إطلاقا ، ليس هكذا الأمر … أنا فقط لا أريد أن أثقل عليكِ أكثر و… أيضا أنت لك حياتك الخاصة و لا أريد أن أعيقكي أكثر من هذا … أرجوكي تفهمي قراري … فأنا لا أريد جلب المتاعب لك و لسبارك … فإذا حصل شيء غير متوقع يهمني أن تكونا بعيدين عنه …”.
فأخفضت لولة عينيها تنظر إلى فنجان القهوة و في عينيها شيء من الحزن تفكر قائلة في نفسها :
“كنت أعرف أنها ستقول هذا…”
ثم إبتسمت إبتسامة خفيفة وقالت بصوت عال: ” حسن كما تشائين و لكن هل وجدت مكانا لتنتقلي إليه…؟”.
فأجابتها سيلين قائلة :
“ليس بعد ، مازلت أبحث… و الأهم من ذلك هو إيجاد عمل مستقر و ألا يشغلني كثيرا عن لويس ” .
فسكتت لولة لوهلة تفكر مليا ثم قرّبت حاسوبها إليها و بدأت بالبحث .فإنتبهت لها سيلين ثم قالت:
” ماذا تفعلين ؟”
فأجابتها لولة و عيناها تنظران إلى شاشة الحاسوب ثم قالت بعزم :
” لقد وجدتها !! مكان مناسب جدا للعيش “
فتفاجأت سيلين من قولها قائلة:
” حقا… أين ؟”
فأدارت الحاسوب بإتجاه سيلين ثم قالت :
“وجدتُ شقة مناسبة للإستئجار في مدينة “نوفا مير” …مدينة ساحلية جميلة حقا و آمنة بسبب كثرة السياح فيها … يمكنني العيش فيها رفقة إبنكي دون أن تقلقي من شيء إطلاقا. “.
فظلت سيلين تنظر إلى الشقة التي تقع في الطابق الثالث في مسكن جميل يطل على البحر، و إلى موقع المدينة التي فيها مركز للشرطة و مدارس و أسواق عديدة . ثم إنتبهت إلى حضانة للأطفال في المدينة فقالت مشيرة إلى الموقع :
” أهذه حضانة للأطفال ؟”
فأدارت لولة الحاسوب تنظر إليه ثم فتحت صور موقع الحضانة و أجابت :
” نعم … إنها حضانة … و قريبة من المسكن … يمكنني العمل فيها و أيضا إدخال لويس فيها ليظل بجانبكي و ليلعب و يتعلم مع أطفال من نفس عمره ” .
فأدارت سيلين الحاسوب بإتجاهها و بدأت تتصفح صور المدينة الساحلية ثم تصفحت صور الحضانة فإنتبهت لإعلان خاص في الموقع يقول :
(دورة تدريبية مفتوحة للعمل كمساعد حضانة و جليس للأطفال … لمن يريد الإلتحاق يتواصل معنا )
فظلت تفكر و هي تنظر إلى الإعلان الذي شد إنتباها ثم قالت بإصرار صميم:
” أظن أنني سوف ألتحق بهذه الدورة التدريبة الخاصة للعمل في الحضانة … و إذا إضطرني الأمر لذلك فمن أجل سلامة لويس سوف أفعل ذلك لا محالة فأنا …أريد أن أكون له كل شيء. أمًّا و حاميةً و حياةً له”.
ففرحت لولة كثيرا ثم قالت :
“نعم … و لما لا ؟…عاملة في حضانة للأطفال و أيضا ستظلين قريبة من لويس… و بعيدة كل البعد عن إثارة الشكوك حولك … و هكذا سوف تحقيقين الأمان له و لكِ أيضا… “.
و في تلك الأثناء قررت سيلين الإستعداد من أجل الذهاب و إلقاء نظرة على مدينة نوفا مير الساحلية من أجل إستئجارها ثم الذهاب إلى الحضانة من أجل الإلتحاق بالدورة فقاطعتها لولة قائلة بحزم :
” لا إنتظري … ليس بهذه السرعة … لن أسمح لك أن تذهبي إلى أي مكان حتى تنفذي طلبي الأخير !”
فظلت سيلين تنظر إليها بإستغراب ثم قالت :
” طلب؟ أي طلب تتكلمين عنه…”
فأجابتها قائلة :
” ما رأيك أن نذهب معا لتبضع و شراء ملابس جديدة لكِ و للويس… و أيضا نقضي وقتا مميزا لنا خصيصا من أجل إستمتاع … و لتنسي كل ما مررت به سابقا … أرجوكي وافقي “
فظلت سيلين تنظر إليها ثم قالت بقلق:
” و ماذا عن لويس … لن أتركه لوحده … كما لا يمكنني إحضاره معي ” .
فأجابتها بمرح و هي تسند يدها على كتف سيلين قائلة :
“آه، لا تقلقي سوف نكلف سبارك بالإعتناء بالطفل عندما يأتي … فقط لبعض الوقت… متأكدة أنه لن يرفض ذلك و إذا فعل فسنجعله يحمل الطفل لثوان ثم نغادر بسرعة دون أن يشعر … أرجوكي وافقي…هيا ،هيا ! “
فتنهدت سيلين تنظر إليها ثم قهقهت بخفة و أومأت برأسها موافقة قائلة :
” حسن … يبدو أنه ليس أمامي خيار آخر ، هيا لنذهب و نرى ذوقكِ في الملابس كيف سيكون “
【 في الصباح على الساعة 11:00صباحا 】
تجهزت سيلين و لولة من أجل الذهاب لتسوق بعدما إستيقظ لويس من نومه فحملته و خرجت من الغرفة
وجلست في أريكة غرفة المعيشة ، فجأة دق على باب فهرعت لولة للفتح فدخل سبارك و إتجه إلى الغرفة المعيشة ، فتظاهرتا بالإنشغال في أمورهن حتى لا يحس سبارك بهما .
فدخل و جلس بجانب سيلين فرفعت رأسها و سألته :” أهلا سبارك ،هل تريد كوب قهوة ساخن ؟ ” فظل صامتا يعبث بجواله ثم قال :” حسن … “.
كانت سيلين تداعب الطفل بعطف ثم نهضت و ووضعت لويس الصغير في حضن سبارك الذي تفاجئ لوهلة من تصرفها فعلقت قائلة:” أبقيه عندك ريثما أحضر لك كوب القهوة ” و ذهبت إلى المطبخ و عندما إنتهت ، ذهبت إلى الحّمام متظاهرة بذلك ، ثم دخلت لولة إلى غرفة المعيشة تتظاهر بالبحث عن شيء فإنتبه لها سبارك قائلا :
” هل فقدتي شيئا ما ؟”
فأجابته :
“نعم !، شاحن جوالي لا أجده في أي مكان ” و فجأة نادتها سيلين للحضور فقالت لسبارك على عجالة :
“هل يمكنك يا سبارك أن تبحث عن الشاحن في الغرفة المجاورة ريثما أذهب و أساعد سيلين في ترتيب الأدوات في الحمّام ” و ذهبت بسرعة قبل أن يرد ، فظل واقفا ينظر بإستغراب ثم نهض و هو حامل لويس الصغير و إتجه إلى غرفة النوم يبحث عن الشاحن في أرجاء الغرفة فوجده مُلقاً على السرير و فجأة سمع صوت إغلاق الباب الخارجي فخرج يتفقد الأمر، فوجد المنزل فارغا تماما فناد عليهما و لكن لم يجب أحد ثم دخل إلى المطبخ فوجد كوب القهوة جاهزًا و بجانبه ورقة صغيرة مكتوب عليها :
(لقد خرجنا للتسوق لبعض الوقت و سنعود في المساء… فإعتني بلويس من أجلنا )
و ملاحظة صغيرة مكتوبة أسفل الورقة :
(آسفتان … برسمة وجه صغير مبتسمٍ 😁)
فظل سبارك ينظر إلى الورقة بإستغراب دون أن يفهم
شيئا و هو ينظر إلى لويس فقال بإستغراب مازحا :
” يالهما من غريبتين!! … كان بإمكانهما فقط سؤالي ببساطة و سأعتني بك ِ حتما ” . و فجأة تشنج وجه لويس الصغير و بدأ بالبكاء وكأنه ليس معتادا على سبارك . فتنهد سبارك غير عارف ماذا سيفعل… ثم همس قائلا : ” ياإلهي… هذا هو الشئ الذي لم أفكر فيه ” …
【 وسط مدينة غريين هيل /مركز التسوق / الساعة 11:35صباحا】
وصلت سيلين و لولة إلى مدينة غريين هيل ، فبدأتا بالتجول في أنحاء المدينة على متن سيارة لولة، إلى أن وصلتا أخيرا إلى موقع مركز التسوق الضخم ، فركنت لولة السيارة في موقف السيارات و دخلتا بلهفة .
كان مركز التسوق واسعا جدا يضم العديد من الأقسام التجارية كمحلات الملابس، والإلكترونيات، ومحلات المجوهرات، والمطاعم، والأدوات المنزلية، ومستحضرات التجميل، وغيرها. فأعجبت سيلين جدا بالجمال الأسواق العديدة و كيف كان الجو لطيفا للغاية بالمقارنة بالجو في الخارج الذي كان حار نوعا ما و مدى إكتضاضه بالناس و خصوصا الأمهات رفقة أزواجهن و أطفالهن فقالت لولة بفرح :
” إذا من أين نبدأ … هل نبدأ بكِ أم نبدأ بشراء ملابس للويس؟ “
و عندما أرادت سيلين قول شيء رن هاتفها الجوّال فجأة فكان سبارك المتصل على الجوال ،فأجابت سيلين و فتحت المكالمة فصرخ سبارك في السماعة قائلا :
“سيليـــن !! أرجوكي ، عودي إلى المنزل ، لويس لا يريد التوقف عن البكاء و لا أعرف ماذا أفعل؟! ” فضحكت سيلين من كلامه ثم أخذت لولة الهاتف و قالت له بقهقهة خفيفة:
” هيا!!، يا سبارك فقط قم بتجهيز رضاعة حليب أو تفقد حفاضه … هيا مع السلامة نعتمد عليك… يا بابا سبارك!!” و أقفلت المكالمة بسرعة ثم إتجهتا إلى محل ملابس الأطفال و الرضع …
في تلك الأثناء عندما أغلقت لولة المكالمة على سبارك عقد حاجبيه و هو ينظر إلى لويس الصغير غير مدرك ماذا يفعل أيحتار أم يغضب؟ أم يضحك؟ أم ماذا؟ . فقد كان لويس يبكي على السرير دون توقف فإقترب منه و حمله ببطء و هو يتمتم قائلا :
“أجهز رضاعة حليب أو أغير حفاضه؟؟ … ولكن كيف لي أن أفعل ذلك ؟” .
ثم فزرف الهواء متنهدا بيأس و إتجه إلى المطبخ ليحضر زجاجة حليب للويس . فوضع لويس في مهد متحرك ، وبدأ بتفقد الخزائن المطبخ حتى وجد علبة حليب مجفف للأطفال الرضع ،فأخرجه ثم أخرج زجاجة رضاعة و بدأ بقراءة كيفية إعداد زجاجة حليب من التعليمات الموجودة في علبة الحليب و بعد الإنتهاء ، جلس سبارك على الأريكة يحاول أن يرضع الطفل الحليب بهدوء و لكن لويس لم يرضى الثبات ليشرب و لا أن يتوقف عن البكاء فظل سبارك ينظر إليه عاجزا عن فعل شيء لإسكاته فقام بحمله بدأ بهزه ليتوقف عن البكاء و لكن دون جدوى فتمتم في نفسه بنرفزة :
“كنت أحارب رجالًا مسلحين، والآن أنا أعجز عن تهدئة طفل !” .
ثم تذكر كلام لولة حول تفقد حفاضه فحمله و إتجه به إلى غرفة النوم و بدأ بنزع ملابسه بهدوء فوجد مفاجأة كبيرة في حفاض لويس الصغير الذي كان متسخا و بسرعة هرع به إلى الحمام ووضع في الحوض بهدوء و فتح صنبور الماء و بدأ بتحميمه على مهل ، فبدى لويس مستمتعا جدا بذلك بعدما توقف عن البكاء أخيرا ، ما جعل سبارك يشعر بالإرتياح هو أيضا . فهمس في نفسه :
” يبدو أن الحفاض المتسخ هو الذي كان يزعجك ، لاتقلق …سوف ننتهي قريبا… ” و بعد الإنتهاء من تحميمه لفّه بمنشفة و وضعه على السرير بهدوء ثم بدأ بمسح و تجفيف رأسه بهدوء و جميع ثنايا جسمه و عندما إنتهى من ذلك أراد إعادة إلباسه ملابسه السابقة فوجدها متسخة جدا فقال بصوت عال : ” لايوجد ملابس أخرى للويس! … ماذا سأفعل إذا ؟… فإن تركته هكذا فسيصاب بنزلة برد “.
فظل واقفا يفكر في حل ما ثم إنتبه إلى قميصه الأسود و ظل يفكر و هو ينظر إليه، فقام بنزعه و إلباسه للويس الصغير فقال و هو ينظر إليه مبتسما :” هكذا !، إنتهينا … إذا هل أعجبك هذا ؟”.
فبدى لويس الصغير مرتاحا جدا و هو مرتدي قميص سبارك فإتسعت شفتا سبارك مبتسما ثم فقام بحمل الصغير بهدوء و ذهاب إلى غرفة المعيشة و الجلوس على الأريكة لمشاهدة التلفاز ريثما ترجعان سيلين و لولة من التسوق …
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 8 - الحياة في نوفا مير 2025-08-06
- 7 - تخطيط جديد...بداية جديدة 2025-08-05
- 6 - رماد الإنبعاث 2025-08-04
- 5 - الإنفجار 2025-08-03
- 4 - المهمة C 23, C 24 2025-08-03
- 3 - طفولة مكسورة 2025-08-03
- 2 - المهمة 095 2025-08-03
- 1 - دفتر على الرمال 2025-08-03
التعليقات لهذا الفصل " 7"