【 الموعد : قبل ليلة تنفيذ المهمة C 23, C 24/ الموقع: مرآب سبارك 】
كان النهار وضّاءً ، في وسط مدينة ستون وول ، في أحد الشوارع الهادئة . مرآب صغير يعلوه مبنى ذو طابقين يسكنه رجل مشهور ببراعته في صيانة السيارات و الدراجات النارية . كان سبارك أسفل سيارة حمراء من نوع شيفروليه يصلح مصدر تَسرب زيتٍ كثيرٍ من محرك السيارة و بينما كان مشغولا للغاية ، هزّ رنين هاتفه طاولة المعدات الخاصة بالصيانة ،فزحف من أسفل السيارة. فكان يرتدي سروال جينز أسودا و حذاء رياضيا أبيض و قميص جلد رمادي عليه بقع شحوم و زيوت دامغة ، فأمسك بخرقة قماش ليمسح يديّه من أثر إتساخها بزيت المحرك، ثم أمسك بهاتفه الذي ظهر على شاشته رسالة قصيرة مشفّرة في بريد الرسائل الغير مرغوب فيها تقول:
> “وقت تنفيذ المهمة X0 قد حان أخيرًا.
الكل سيشهد نهاية … الهادئ.”
—S
فرفع سبارك حاجبيه قليلاً، مبتسما ثم مسح الرسالة بلمسة واحدة وأعاد وضع الهاتف في جيبه ثم تمتم قائلا:
“إذاً، سيلين قررت أن تنفذ الخطة… بدون رجعة…”
ثم أردف قائلا :
“سيكون هذا ممتعاً حقا !” .
ثم خرج من المرآب و أغلق الباب الحديدي المتدحرج ، ثم صعد إلى شقته ، فإستحم و بدل ملابسه و حمل حقيبة صغيرة ،و قبل أن يخرج و يغلق باب منزله قال بصوت عال مرح :
: ” إعتنِ بالمنزل من أجلي ، يا وِينتر ، فأنا ذاهب لبعض الوقت و سأرجع لاحقا…”
فتثاءب كلبه من نوع الجولدن ريتريفر بفرائه الكثيف واللامع ذو اللون الذهبي، ورأسه العريض الممدد، وعيونه ودودة الناسعة، وآذانه المتدلية. ثم غطى في نوم عميق على وسادته ، فإبتسم سبارك قليلا ثم قال و هو ينظر إليه :
” هه، يا لك من كسول حقا !”.
فنزل الدرج و هو يكتب رسالة نصية على هاتفه ليُعلم لولة ويب بالموقع ،للبدأ بتجهيز الخطة …
【في منطقة نائية / منزل آل كروز/ الساعة 12:58 منتصف الليل】
وصل سبارك إلى المكان المُتفق عليه سابقا كما نصّت عليه الخطة، ثم أخذ يتأمل المنظر عبر مِنظاره، وركز بصره على الزقاق المظلم الذي كانت تركن فيه سيلين سيارتها و على نقطة الخروج الخلفية من منزل آل كروز الذي سيتم فيها التهريب … كل شيء كان يسير حسب الخطة ثم صدر صوت عبر سماعته ، كانت لولة ويب على السماعة فقالت له :
” وصلت إلى الموقع … ننتظر الإشارة منك للبدأ بالتنفيذ ”
فأجابها بهدوء قائلاّ :
“علم ! “.
ثم أخذ قناصه و أعاد تعبئته و بعد مرور مدة من الزمن… فجأة وصله إشعار تنبيه على سماعته يقول : إطـــلاق !!
فإبتسم بهدوء ثم قال للولة ويب للحزم :
” الآن ، يا لولة!!! ، نفذي الأمر ”
فقهقهت بخفة ثم قالت بصوت عال:
” إنتهى وقتك الآن … يا جاك ! ” فضغطت على زر في حاسوبها الذي تسبب بكارثة كبيرة لجاك ،
فرادار مراقبته للمحيط المهمة و الذي كان يراقب سيلين أيضا، قد بدأ يفقد إتصاله و تتشوش صورة المراقبة عليها ،ثم بسرعة خاطفة همّت سيلين بحمل الطفل الرضيع ثم إلتقطت بطانية بيضاء صغيرة و لفتها على الرضيع ثم نزلت من على الدرج متجهة إلى المطبخ الذي يقود إلى الباحة الخلفية للمنزل
فأخرجت من حقيبتها قارورة غاز سريع الإشتعال و فتحتها ليتسرب الغاز في أنحاء المنزل ، في تلك الأثناء كاد جاك أن يفقد صوابه جرّاء عجزه على رؤية أي شيء ، فقط إشارة ضعيفة جدا مكنته من سماع صوت سيلين المتقطع بسبب إختراق لولة ويب لرادار جاك و بينما كان جاك فاقد للسيطرة تماما على الوضع المفاجئ الذي حصل له و هو يضرب الطاولة بيده قائلا :
اللعنة! ، لقد فقدت الإتصال تماما ، بالكاد أستطيع سماع أي شيء… “.
و في تلك الأثناء وصلت لولة إلى منزل آل كروز و قامت بوضع جثة مشرحة أنثى مطابقة لسيلين في الطول و الشكل أيضا كما إتفقوا في الخطة فتفاجأت لولة عندما رأت سيلين وهي تحمل طفلا صغيرا بين يديها و تحتضنه بشدة فإنصدمت قائلة :
” ماذا ؟.. طفل رضيع ؟! “.
فإنفجرت سيلين في وجه لولة ثم أمسكت بيدها و غادرا المنزل بسرعة و هي تصرخ بصوت عال :
” هيا بنا!! …لا وقت ، أركضي الآن !!”
ثم قالت عبر هاتفها الجوّال لسبارك الذي كان ينتظر الإشارة منها ليطلق رصاصته :
” الآن!! يا سبارك !! فجّر المكان!! ” .
و فجأة إنفجر المنزل كليا بعدما قام سبارك بتصويب سلاحه القناص على عبوة الغاز فتسبب بإهتزاز الأرض بفعل الإنفجار هائل، فإلتهمت ألسنة اللهب المنزل كله ، وتبعها تصاعد دخان أسود كثيف، بينما
في وسط كل هذه الفوضى ،إستطاعت لولة و سيلين رفقة الرضيع الصغير بالهرب و ركوب شاحنة تم إعدادها مسبقا لتقلهما بسرعة ،بعيدا عن موقع الإنفجار و هكذا نجتا معا و تمكنت سيلين من إنقاذ الطفل الرضيع .
بينما في تلك الأثناء كان سبارك قد غادر هو أيضا
لحظة تفجيره للمنزل ، فركب دراجته النارية و غادر وسط الظلام المشع و كأنه فجر يوم جديد .
[بعد ربع ساعة / خارج مدينة ستون وول – في الشاحنة]
كانت سيلين جالسة بجانب لولة التي كانت تقود
الشاحنة ، تنظر عبر النافذة و الطفل الرضيع في حضنها و هو فاتح عينيه و ينظر إليها دون أن يبكي.
فوقعت عينا لولة على الطفل الصغير لوهلة تنظر إلى ملامحه الملائكية و سيلين التي لم تقل شيئا منذ ركوبهما الشاحنة و مغارتهما مكان الإنفجار فقالت بنبرة خفيفة:
“صراحةً يا سيلين … لقد فاجأتني حقا عندما رأيتك و أنت تحميلن هذا الطفل الصغير الذي لم يكن ضمن الخطة … فأنا لم أشكك يوما بخططك البتة و لكن هل كنتي متأكدةً مما فعلته حقا ؟ ”
فظلت سيلين صامتة تنظر من النافذة و شعرها يتناثر و يتراقص مع الهواء ثم تنهدت بعمق قائلة بصوت مكتوم و كأنها كانت تخبئ بكاء خفياً
” لقد أراد مني جاك أن أقتله! …”.
ثم نظرت إلى لولة بعيون إغرورقت بالدموع و إنسابت على خذها ببطء ثم أردفت قائلة :
” فلم أستطع… “.
ثم أخفضت رأسها تبكي بهدوء و إقتربت من الطفل و قبلّت خذه بلطف ٍ ثم رفعت رأسها و جسدها يرتجف من البكاء فقامت لولة بمواساتها و بوضع يدها على كتفها تبتسم لها بهدوء ، فأخذت سيلين نفسا عميقا و مسحت دموعها ثم قالت لولة ملطفة الجو :
“الآن تأكدت أنكي لم تفقدي عقلك… أرجوكي توقفي عن البكاء فسوف تبكين أنا أيضا ، لا تقلقي فلن أخبر سبارك بأنك بكَيتِي “
فضحكت سيلين ضحكة خفيفة ثم نظرت إلى الطفل و همست له قائلة:
“”من الآن فصاعدًا… لا أحد سيعرف من نحن. لا ماضي. لا اسم. فقط… بداية جديدة لي و لكَ” .
[ منطقة ستريم ريفر النائية/منزل لولة ويب / الساعة 01:45 صباحا بعد منتصف الليل]
وصلت الشاحنة إلى مكان نائيٍ تسكنه لولة ، فنزلا ببطء من على الشاحنة بعدما ركنتها لولة في المرآب
ثم دخلتا البيت الذي كان عبارة عن طابق واحد مقسم إلى مطبخ مفتوح على غرفة معيشة واسعة مطلية كليا بالأبيض و غرفة نوم صغيرة و حمام صغير . فجلست سيلين بهدوء على أريكة في وسط الغرفة بعدما وضعت الرضيع الصغير في غرفة النوم ليغط في نوم عميق .
فقامت لولة بتجهيز ثلاث أطباق عجة بيض و قارورات مشروب غازي ثم نادت سيلين للمجيئ للأكل ،فبدت سيلين مستاءة و هي جالسة تفكر في عواقب فعلتها و ماذا ستفعل لاحقا ، ثم طُرق على الباب فجأة فقفزت سيلين في مكانها فهدأتها لولة قائلة :
” إهدئي ، لا داعي للخوف … لا بد منه أنه سبارك “
ففتحت لولة الباب ثم دخل سبارك يسأل عن سيلين
ثم إنتبه لها و دخلا غرفة المعيشة ،فجأة توقف سبارك في مكانه و بدأ ينظر إليهما و كأنه أحس بشيء غريب فسأل لولة التي كانت بجانبه قائلا :
” ماذا ؟، ماذا هناك … هل حصل شيء ما ؟” ثم إلتفت لولة إلى سيلين و هي تنظر إليها صامتة…
[ قصر موريارتي /غرفة العمليات /الساعة
02:00صباحًا بعد منتصف الليل]
جلس أبناء موريارتي في غرفة واسعة بمصابيح معلقة على الجدران و مليئة بلوحات فخمة و ستائر قرمزية أمام طاولة يتوسطها إبريق شاي ، و على الجدار إلتصق تلفاز ذو شاشة ضخمة مسطحة، يعرض خبرا عاجلا :
( “حادث مأساوي: انفجار غامض في أحد المنازل النائية يؤدي إلى مقتل ثلاثة أشخاص … التحقيقات جارية.”)
فبدى عليهم مظاهر الإستياء بشدة، فحادثٌ مروع
كإنفجار المنزل آل كروز بدون أي سابق إنذار كان لا يصدق و الأسوء أنه سوف يجلب مشاكل معقدة لا حصر لها لأبناء موريارتي .
رفعت إيلارا فنجانها لشفتيها… وهي تراقب الخبر يتكرر على شاشة التلفاز فانسكب قطرة على الطاولة كدمٍ صغير. فلمحت عينا سيباستيان ذلك و ظل ساكنا.
بينما كانت قدم جاك اليسرى تهتز بقلق و هو ينظر إلى مشاهد الإنفجار و كيف أصبح المنزل ركاما أسودا بعدما تمكن رجال الإطفاء من إخماد الحريق فضرب الطاولة بكفّه، وصرخ ،مُقَطَّبا حَاجِبَيْه قائلا :
“اللعنة! قلت لها ألا تترك أثراً، لا أن تحرق المكان بمن فيه!” .
فردت إيلارا عليه بنبرة حذرة:
” لا ، إنتظر… فتقرير الصحافة الذي قام بتغطية موقع الإنفجار كشف أن سببه كان تسريب غاز منزلي …” .
فصمت جاك قليلا، يفكر في الموضوع مليا ثم إبتسم بخبث وقال مستهزءاً :
” إذا ، لقد إختفت عن الوجود أخيرا ، جيد من يهتم
فأنا بنفسي كنت أفكر في أن أنهي أمرها منذ زمن طويل”.
فظل سيباستيان صامتا كالتمثال دون أن ينبس بكلمة واحدة فإنتبهت عليه إيلارا قائلة:
” ما رأيك في الحادث يا أخي ؟”
فظل سيباستيان صامتا لوهلة ، يحدق في تكرار صور المنزل الذي أكلته النيران ثم قال بنبرة منخفضة :
“لا يوجد ما يقال أبدا ، فسبب الإنفجار المزعوم يشير أنه مجرد إنفجار بسبب تسريب غاز… و لكن ألم تلاحظوا شيئا مُهما ؟”.
فإتسعت عينا جاك و إبتلعت إيلارا ريقها ثم صوبوا نظرهم إلى أخيهم ،فحدق سيباستيان في جاك للحظة ثم قال :
” ألم تقل أنكم وجدتهم طفلا صغيرا في منزل آل كروز ؟”.
فتمتمت إيلارا بشكٍّ يُخفي ارتياحًا: ”ثلاث جثث…؟”
ثم أردف جاك ساخرًا:
“أكيدٌ… هي ، و الزوجان ،هذا فقط ؟”
فأخفض سيباستيان عينيّه و هزّ رأسه ثم رمقهُما نظرة باردة ثم قال :
“الأطفال ، لا يختفون من التقارير ، إلا إذا أرادوا إخفاء شيء ما… على كلٍ… الأيام القادمة سوف تكشف الحقيقة لا محالة “
ثم نهض فجأة، وتقدم نحو الباب ،فإلتفت إليه جاك وقال:
” إنتظر يا أخي …ماذا عن سيلين ، ألن تقول شيئا ؟؟”.
فإستدار سيباستيان وقال بنبرة منخفضة :
“إن كانت قد ماتت فعلاً… فليس ثمة ما يُقال.”
ثم فتح الباب و غادر القاعة وبقي جاك يحدّق في الباب المغلق، و همس قائلا :
” سحقا ، أحيانا يزعجني بروده اللامحدود ،أنا فقط… كنت أتمنى أن أراها تموت وأنا أنظر في عينيها.”
أمّا إيلارا،فظلت تنظر إلى أساورها تحت الطاولة… لأن ريبة سيباستيان كانت كسكينٍ على حلقها، لكن في أعماقها همست قائلة: ” لقد فعلتها … سيلين أخيرا !”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات