كان البحر ساكنًا في تلك الظهيرة الطلقة ، يتكسر موجه الخفيف قبل وصوله إلى الشاطئ على الصخور كما لو أنه يحاول البوح بسر . كانت السماء الصافية ، لا شمس ولا سحابة… فقط صوت الموجه يعزف لحنه المألوف ، و لكن شيء في الأفق البعيد يوحي بتغير مفاجئ …
وصل الشاب حسن المظهر ، أنيق الثياب في العشرين من عمره إلى البيت المطلّ على الخليج بصمتٍ مماثل . يجر حقائبه ، وخطى نحو الباب الخشبي العتيق الذي بدا كأنه لم يُفتح منذ أعوام. أخرج المفتاح الذي أعطته له مربيته صباحًا، وأداره في القفل.
تسلل صوت صرير الباب يخترق السكون الذي خيم على البيت لسنوات…
فهمس قائلا:
“لقد وصلت أخيرا … هذا هو المكان “
كان المنزل مغطّى بملاءات بيضاء وبلاستيكية. المقاعد، الطاولة و الأثاث، حتى الساعة الأرضية بدت نائمة تحت الغطاء خوفا من إفساد الغبار إطارها الخشبي العتيق الذي لايزال جميلا و خلابا ، ولكن الزمن تجمّد فيها منذ رحيل من عاشوا هنا ذات يوم. كل شيء كان محفوظًا، كما لو أن أحدًا كان ينتظر عودته.
أدخل الشاب حقائبه و تركها عند المدخل، و بدأ بالتجول داخل غرف المنزل . غرفة معيشة واسعة تقود إلى الشرفة الحجرية المطلة على البحر الذي لا يهدأ ، مطبخ صغير و حمام ، غرفة نوم بسيطة بسرير كبير بالإضافة إلى غرفة ثانية فارغة تماما . ثم انتبه لوجود شيء صغير على منضدة خشبية بجانب للباب. دفتر جلدي أحمر، محكم الإغلاق بخيوط مطاطية عديدة تحكم قبض فحواه ، تغطيه طبقة خفيفة من الغبار. يبدو أن أحدا قد تركه هناك عن عدم . وعندما لمسه، انبعثت منه رائحةُ ماءٍ مالحٍ وبارود ، فدقق فيه جيدا ليقرأ ما نُقش على جلده متعفن بخط واضح أسود :
(إلى لويس فيث… من امرأة بلا اسم. مذكرات الهادئ.)
تجمد للحظة. يتساءل عن هذا المدعو بالهادئ و لماذا الدفتر منقوش عليه إسمه الكامل ، فجأة إنعكس على المنضضة ظلٌّ لامرأةٍ واقفةٍ كالتمثال، فإلتفت بسرعة خلفه فلم يرى شيئا سوى شعاع الشمس يتكسر بين الزجاج الشرفة ثم نظر إلى الدفتر العتيق وأخذه معه خارج المنزل على الشاطئ.
خرج إلى الشاطئ، و أخذ يتمشى على حوافه ، و لاشئ أمامه سوى إمتداد طريق الشاطئ إلى مالانهاية، والموج يضرب حذاء الرياضي دون أن يبالي له . فجلس على صخرة ملساء ضخمة و مزق الخيوط باستخدام مفتاحه … فحُلّ وثاق الدفتر أخيرا .
وفي اللحظة التي قلب فيها الصفحة الأولى، سقطت منها صورةٌ قديمة لامرأة شاحبة الوجه تمسك بطفل رضيع، و على ظهرها كُتب بخيط عريض :
**اغفر لي قبل أن تقرأ… أنيتا**
فانقلب معها الزمان و شهق قائلا :
” أمي …؟! “
قبل عشرين سنة من الآن …كانت البدايةُ في قصرٍ لا
يرحم
[في قصر أبناء موريارتي]
انتهى
__________________________________________
أتنمى أن يعجبكم المشهد الإفتتاحي للرواية و الذي سوف يفتح آفاق واسعة في الفصول القادمة مع تطور الأحداث قبل 20 سنة من الآن …
لا تنسونا بالدعم و التعليقات
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"