*كحة.*
كما لو أن التنفس المكتوم قد تحرر أخيرًا، أطلقتُ نفسًا خشنًا. فتحت عينيّ بصعوبة. عندما بدأت الرؤية الضبابية تتضح، خطرت في ذهني سؤال واحد.
“أين… أنا؟”
ببطء، رفعتُ جسدي العلوي، فاصطدمت زجاجات زجاجية موضوعة حولي، مُصدرة صوت قرقعة.
“…زجاجات دواء؟”
على الطاولة التي كنت مُنكبًا عليها، رأيتُ مساحيق مبعثرة بشكل فوضوي ونباتات غامضة.
عندما وسّعت نطاق رؤيتي قليلًا، لاحظت أيضًا زجاجات الدواء المصطفة في الخزانة.
هل هذا مختبر؟
“مختبر ساحرة، أم ماذا؟”
ربما بسبب الستائر الحمراء السميكة التي تغطي النوافذ، كان المكان يبعث على شعور غريب وكئيب بشكل خاص.
أتذكر بوضوح أنني كنت أقرأ كتابًا ونمت على الطاولة… لكن هذا المكان بالتأكيد ليس المكان الذي نمتُ فيه.
من الذي نقلني إلى هنا؟
للإجابة على هذا التساؤل، وضعت يدي على سطح الطاولة وحاولت النهوض.
“آه.”
لكن ما إن رفعت مؤخرتي عن الكرسي حتى شعرت بصداع شديد. بل إن ذراعيّ كانتا ترتجفان بالكامل.
“ما هذا؟ إحساس وكأنني قضيت ثلاثة أيام أشرب مشروبات الطاقة وأسهر ليالٍ بأكملها، مثل جسد متعب تمامًا.”
كان شعورًا مألوفًا، لكنه قذر. عندما نظرتُ، بدت يديّ شاحبتين بشكل مفرط، خاليتين من أي لون.
“أليس هذا نقصًا في الدم؟!”
مذعورًا، رفعت يدي الأخرى وفركت يدي الشاحبة. ربما توقف الدم عن التدفق أثناء نومي؟
في تلك اللحظة، فُتح الباب فجأة بقوة.
“السيدة هيلي! ماذا تفعلين هنا؟!”
عند سماع الصوت العالي النبرة، التفتُ مذعورًا نحو الباب. كانت هناك امرأة ذات شعر أحمر ترتدي زيًا يشبه زي الخادمة، تناديني بلهفة.
هل هي حقًا تناديني؟ شعرت بالحيرة، لكن نظراتها كانت موجهة إليّ بوضوح.
“ليس هذا وقت الجلوس هكذا!”
“نعم…؟”
رمشت بعينيّ ونظرت إليها. عندما ركزتُ أكثر، لاحظت أن عينيها كانتا بلون أخضر عميق.
ما هذا؟ هل هذا حي للأجانب؟
“أسرعي، احضري الدواء!”
“دواء؟ أين…؟”
دواء فجأة؟ أليس من المفترض أن يكون شيئًا مثل المخدرات؟ كنت أشعر أن أجواء الغرفة غريبة بعض الشيء!
لاحظت المرأة ارتباكي وقالت:
“إنه في يدك الآن!”
نظرت إلى يدي بناءً على كلامها، فوجدت زجاجة دواء تحتوي على سائل أصفر. يبدو أنني، في دهشتي من ظهور شخص فجأة، أمسكت بهذه الزجاجة دون وعي.
“عليكِ الذهاب فورًا! جلالة الإمبراطور يفقد السيطرة مرة أخرى! والسيدة روبنشيا ليست هنا، فكيف يمكنكِ أن تكوني مشتتة هكذا؟!”
“نعم؟”
ما هذه الحالة؟
الإمبراطور؟ هل هذا لقب أم كنية؟ شيء مثل “إمبراطور الليل”؟ ألم أشارك في تجمع غريب ما؟ ومن هي روبنشيا؟
بدأت أظن أنني ربما شربت كثيرًا الليلة الماضية وانتهى بي المطاف في مكان غريب. حاولت استعادة ذكرياتي، لكن لا شيء تبادر إلى ذهني.
أنا متأكد أنني كنت، كالمعتاد، أقرأ رواية حتى وقت متأخر من الليل ونمتُ…
“أسرعي! أسرعي!”
لكن الدخيلة ذات الشعر الأحمر لم تمنحني وقتًا لإكمال أفكاري. اقتربت مني بنفاد صبر ودفعتني من ظهري مباشرة.
“لا أريد أن تُقطع رقبتي معكِ، لذا تعاوني قليلًا!”
بجسدها الصغير وقوتها الهائلة، لم يكن بإمكاني، في حالتي الضعيفة، سوى أن أُدفع بلا مقاومة.
* * *
“…”
تقريبًا جرّتني إلى هنا، ووضعت زجاجة الدواء على صينية، ثم دفعتني بالقوة إلى غرفة ما.
كل هذا حدث في غضون دقائق قليلة.
لأكون صريحًا، المشاهد التي رأيتها وأنا أُسحب إلى هنا جعلتني أتساءل إن كانت حقيقة أم لا.
الأشخاص الذين صادفتهم في الرواق كانوا يرتدون ملابس باذخة تشبه ملابس العصور الوسطى، حتى ظننتُ للحظة أنني في حفلة هالوين.
في هذه المرحلة، بدأت أشعر بالخوف والرعب. ما هذا المكان الذي وصلت إليه؟
“…أعطيه.”
“يا إلهي!”
في الغرفة المظلمة، كدت أسقط الصينية من الذعر عندما سمعت صوتًا فجأة.
“…من، من أنت؟”
يا إلهي، أعتقد أنني وصلت إلى مسرح جريمة ما.
في الظلام، رأيت سريرًا كبيرًا وشيئًا يتحرك فوقه.
“أحضر الدواء!”
صوت عاجل، كأنه صوت معدن يُحك، أو وحش يزمجر بهدوء. شعرت بحدس غريزي أن شيئًا سيئًا سيحدث إذا بقيت واقفًا هكذا. حملت الصينية بسرعة وتوجهت نحو السرير حيث جاء الصوت.
“أم، هنا…”
هل أنا أرتجف الآن؟
خائفًا من أن يؤذيني هذا الكائن الغامض، رفعت ستارة السرير بارتجاف وقدمت صينية الدواء.
فجأة، امتدت يد كبيرة من الداخل وانتزعت زجاجة الدواء. تبعت عيناي اليد بدهشة.
“…ما هذا؟”
عندما تقابلت عيناي مع الشخص داخل الستارة، تجمدت كالتمثال.
“وسيم.”
وجه جانبي كالتمثال، عينان حادتان، استحوذتا على انتباهي في لحظة.
شعره الأسود المجعد كان متفرقًا بحرية، وسائل ما – عرق أو ماء – كان يتدفق على خط فكه النحيف.
كان يرتدي رداءً مفتوحًا جزئيًا، ويا إلهي… لحسن الحظ، كان الخصر مربوطًا بإحكام، وإلا…
“هل هو ممثل؟”
شعرت وكأنني في موقع تصوير.
لكن، بينما كنت أراقب الوضع بهدوء، بدا حال الرجل غريبًا. كان مُنكبًا على السرير، يتلوى ذهابًا وإيابًا، وكأن شيئًا يسبب له إزعاجًا شديدًا.
كان يتأوه من الألم، ممسكًا بملاءة السرير بقوة بيده الكبيرة التي تبرز منها الأوتار.
“هل، هل أنت بخير؟”
سألته متأخرًا. لكن يبدو أن الرجل لم يسمع صوتي على الإطلاق.
كان مشغولًا بفتح زجاجة الدواء بيده المرتجفة وصب محتواها في فمه.
“تبدو متألمًا… أممم، هل تسمعني؟”
شعرت بقلق شديد. بدا حاله غير طبيعي على الإطلاق، وماذا لو حدث له مكروه أمام عينيّ؟ عندها، سترميني الشرطة باللوم كمجرمة، وسينتهي بي المطاف في زنزانة باردة… لا يجب أن يحدث هذا.
“أممم…”
خوفًا من أي احتمال، لمست كتفه بأطراف أصابعي برفق.
“آه!”
فجأة، أمسك الرجل بمعصمي بقوة.
“آه، آه! سأقع…!”
*سقطت.*
انهرت على السرير مباشرة. في لحظة، وجدت نفسي محاصرة داخل ذراعيه. بدلًا من الملاءة التي كان يمسكها، بدأ يعانق خصري بإحكام.
لم يكن الأمر بنية غريبة، بل بدا وكأنه يمسك بأي شيء يستطيع الإمساك به ليتحمل الألم.
يا إلهي، ما الذي أفعله في حضن رجل نصف عارٍ بهذا الشكل المحرج؟ لا يمكن أن يستمر هذا.
يجب أن أنهض. يجب أن أنهض الآن…
“هـ…”
في تلك اللحظة، سمعت تأوهًا خافتًا من الرجل خلفي. واو، صوته مذهل. في الوقت نفسه، شعرت بعضلاته القوية والواضحة ملتصقة بظهري.
حسنًا، ربما أظل مستلقية قليلًا؟
لقد كنت في حالة من الفوضى منذ وصولي إلى هنا… ولماذا لا، أليس هناك مقولة تقول “كلما كنت في عجلة، خذ وقتك”؟
“ولماذا رائحته طيبة هكذا؟”
تسلل إليّ عبير ناعم ومنعش، لا أعرف إن كان من رائحة جسده أم من الفراش.
“ولماذا جسمه ساخن هكذا؟ كأنه مدفأة بشرية!”
كان جسمه المحموم ينضح بدفء مذهل. بمجرد أن فكرت أنني إذا نمت هكذا سأحظى بنوم عميق مئة بالمئة، بدأت جفوني تشعر بالثقل فجأة.
“آه… آه.”
هل يعقل أن ينام أحدهم في موقف خطير كهذا…؟
ها هو موجود هنا.
شعرت منذ أن فتحت عينيّ أن حالة جسدي ليست طبيعية. هل بسبب تلك الرائحة الحلوة القوية؟ شعرت وكأن رأسي يزداد ضبابية. وكأنني ثملة، فقدت وعيي تمامًا.
* * *
“ما الذي كنتِ تجرين تجربة عليه بالضبط لتصلي إلى هذه الحالة؟”
أريد أن أسأل أيضًا. لماذا أنا هكذا؟
في اليوم التالي، استيقظت في مكان مختلف عن الأمس. الشخص الذي أيقظني كانت الخادمة ذات الشعر الأحمر التي التقيتها بالأمس.
كانت ترتدي شارة تحمل اسم “سيسيا”، وكانت تناديني بـ”هيلي”.
من هنا بدأت أدرك أن شيئًا ما غير صحيح.
من الاسم الغريب “هيلي” إلى سلسلة الأحداث التي وقعت بالأمس، بدأت أستعيد الأمور تدريجيًا حتى أدركت أخيرًا.
رأيت انعكاسي في المرآة، مظهرًا مختلفًا تمامًا. الجسد الذي ظننت أنه في حالة سيئة بشكل غير عادي… لم يكن جسدي الأصلي.
شعر فضي لامع، عينان زرقاوان، وبشرة بيضاء كالثلج. كأن كل الألوان الداكنة في جسدي قد تلاشت.
صرخت مذهولة لمدة عشر دقائق كاملة، بينما كانت سيسيا الخادمة تنظر إليّ وكأنني مجنونة.
عندما هدأت أخيرًا وقبلت حقيقة تغير جسدي، سألتني بوجه متصلب:
“هل… تناولتِ دواءً غريبًا آخر؟”
من ردة فعلها الهادئة، يبدو أن هذا الجسد قد تسبب في مواقف محرجة من قبل، وهذه ليست المرة الأولى.
بالإضافة إلى ذلك، سؤالي عن كيف تمكنت من النوم في تلك الحالة بالأمس حُل بسرعة بتعليق سيسيا التالي:
“كنتِ تقضين أيامًا بلا نوم تجرين تجارب، فلا عجب أن تأتي الآثار الجانبية أخيرًا.”
لقد فكرت أن حالة جسدي تشبه من سهر ثلاثة أيام، ويبدو أنني كنت محقة تمامًا. لا عجب أنني غفوت كالمغمى عليها في موقف غريب كهذا.
“أنتِ حقًا شخصية مذهلة، السيدة هيلي.”
بينما كنت أستمع إلى حديثها، بدأ الفضول يتسرب إليّ. ما نوع التجارب التي أجرتها هذه المرأة وكيف أخطأت فيها حتى انتهى بي المطاف في جسدها؟
لم يكن ه
ناك من يجيب، لكن ما كنت متأكدة منه هو أن هذا ليس حلمًا على الإطلاق.
بعد فترة طويلة من التفكير العميق، لم يكن أمامي سوى أن أقول:
“يبدو أنني فقدت ذاكرتي.”
يومًا ما، سأقول بالضبط تلك الجملة التي كنت أفكر فيها: “واو، هذا مبتذل وواضح”.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
اخيرا شفتها مانهوا على مانجا نون لكن معاد ينزلوها