40
الفصل 40: نهاية اللعنة
الخوف هي الغريزة التي تبقينا بعيدًا عن الخطر.
لهذا السبب كان جسدي يرتجف و كأنه يحاول اخباري بالعودة.
لكنني لا أستطيع, يجب أن أكون هنا، يجب أن أفعل هذا حتى لو كان آخر شيء أفعله في حياتي.
كنت أنا وأخي مختبئين كما اتفقنا.
وحالما اقتربنا بما يكفي من كوخ الساحرة القديم، خرجت.
كان شعرها أسود طويل يصل إلى الأرض و جسدها نحيفًا بطريقة مرعبة.
بفستانها الأسود الطويل، بدت وكأنها حاصدة الأرواح.
“شممت رائحة شيء قذر والآن أعرف ما هو، ابن الكاذب هنا” قالت وهي تنظر لرايموند.
كانت طريقة تحركها غير إنسانية و جسدها ينحني بطريقة غريبة، وكأنها نست كيف تكون إنسانًا.
“أنا هنا لأقدم لكي أي شيء تريدنه في مقابل إنهاء العنة وشفاء ابني” قال رايموند بعزم في عينيه.
“ليس ممكنًا” أجابت على الفور.
“سأفعل أي شيء تريدينه، حتى لو كان ذلك يعني أن تنقلي اللعنة إليّ”
بدأت تضحك بشكل هستيري.
“واعف عن احفاد ذلك الكاذب؟ لا شكراً”
“من غير المجدي التحدث معها” قال إريك وهو يتخذ وضعية القتال.
حتى أوليفر بدء يستعد لأن الكلام لم يكن ينفع معها.
وكانت هذه إشارة لي ولأخي للتسلل إلى كوخها، بينما بدأ الآخرون في قتالها.
تسللنا من نافذة في الجزء الخلفي من كوخها، لكن ما رأيناه بعد ذلك لم يكن ما توقعناه.
اعتقدنا أن داخل الكوخ سيكون صغيرًا وسهل البحث، لكن يبدو أن الجزء الخارجي من الكوخ وهم والداخل كبير مثل القصر.
“علينا أن ننفصل لنبحث بشكل أسرع” قال أخي بتعبير قلق.
إنه محق، لا نعرف إلى متى يمكن للآخرين إيقافها.
ثم بدأنا في الركض في اتجاهين مختلفين.
كنت أنظر حولي كالمجنون، أفتح كل باب في طريقي.
مع مرور كل دقيقة كنت أشعر بالتوتر أكثر ، وكان تنفسي يصبح غير منتظم، لأنني لم يكن لدي أي فكرة عما يحدث في الخارج وما إذا كان الاخرين أحياء أم أموات.
لكن التوقف لم يعد خيارًا بعد الآن، لذا واصلت الركض بأسرع ما يمكن للتحقق من كل شيء.
أخيرًا، صادفت بابًا كبيرًا بمقابض ذهبية.
كان من الواضح أن شيئًا ثمينًا كان بالداخل لأن تطميمه بدا مختلفا عن الأبواب الاخرى.
التقطت أنفاسي وبدأت في دفع الباب قليلاً حتى انفتح، وشققت طريقي عبره.
بالداخل كانت قاعة كبيرة بها أرفف كثيرة مثل المكتبة.
ولكن بدلاً من الكتب كانت بها أشياء غريبة.
صورة عائلية، بنس واحد، دمية طفل، زهرة، ومنزل مصغر والعديد من الأشياء الأخرى.
كلها محفوظة في حالة جيدة باستخدام السحر.
عرفت على الفور أنني في المكان الصحيح، لكن الوقت كان ينفد.
لذا واصلت النظر حولي بأسرع ما يمكن.
وأخيرًا لفت انتباهي شيء ما.
دمية بدت واقعية للغاية وكأنها إنسان.
“ليليانا؟” تمتمت لنفسي.
على الرغم من أنني لم أكن متأكدة ولكنها بدت في نفس العمر الذي ذكره رايموند وكان شعرها بنيًا مثله.
لم أكن متأكدة بالكامل ولكنني كنت أعلم أنه يتعين علي الخروج بأسرع ما يمكن.
لففتها داخل وشاح وهربت.
بمجرد أن وجدت أخي، حاولنا الخروج من نفس النافذة.
ولكن بمجرد أن خطونا للخارج كان هناك شيء غريب.
كان المكان هادئًا بشكل غريب بالنسبة لساحة معركة.
ألقيت نظرة سريعة من خلف المنزل، وكنت في حالة صدمة.
وكأنني نسيت كيف أتنفس، ثم وضعت يدي ببطء على فمي حتى لا أصدر صوتًا.
كان رايموند مغطى بالدماء وغائبًا عن الوعي بالقرب من شجرة.
وكان إيريك في حالة يرثى لها ويحاول الوقوف مرة أخرى.
ولكن بالنظر الى حالة بدا الاستمرار في القتال مستحيلاَ.
و أكثر مشهد مرعب كان أوليفر الذي كانت تخنقه بيدها.
“تانا!” نادى علي أخي لأركض، ولكن قدمي لم تتحرك.
ضربها أوليفر للمرة الأخيرة ليحرر نفسه ثم سقط على الأرض.
كانت الساحرة أكثر غضبًا وخرجت أطراف إضافية من جسدها مثل العنكبوت.
ثم أطلقت صرخة غاضبة وكانت على وشك قتله.
لذلك ركضت.
ولكنني لم أهرب… ركضت نحو أوليفر ووقفت بينه وبين سيليكا.
“ليليانا” صرخت بطريقة غير إنسانية أوجعت أذني “أعيديها!!!”.
“لماذا عدت!” صرخ أوليفر علي.
كان الجانب الأيمن من جسده مصابًا بجروح بالغة لدرجة أن النزيف لم يتوقف.
“كيف يمكنني تركك تموت؟” أجبت والدموع في عيني.
أدرت رأسي نحوها “استمعي!” صرخت في وجهها.
“إذا كنت تحبين ليليانا إلى هذا الحد، فلتدعيني أخذها لدفنها مع عائلتها”
يبدو أن كلماتي أغضبتها اكثر.
“عائلتها؟؟!!!
لقد سافر ذلك الوحش لمدة 3 أيام دون توقف مع فتاة تبلغ من العمر عامًا واحدًا، عندما أحضرها إلي، كانت ميتة بالفعل” قالت بنبرة حزينة.
“ليليانا كان لها ايضا أخ وأم أحبوها كثيرًا
ولكن بدلًا من معاقبة الشخص المسؤول، أخرجت غضبك على الأشخاص الخطأ وعانى العديد من الأبرياء بسببك”
“هذا ليس خطئي!!” صرخت ثم بدا صوتها وكأنه حيوان يبكي “لقد أخبرته عن اللعنة، لكنه فعل ما يريد”.
هاجمها أخي دان من الجانب ولكن دون جدوى، ألقته بعيدًا بضربة واحدة، لولا تعويذة حماية المرأة العجوز لكان من المحتمل أن يموت جراء الضربة.
بدت عيناها السوداء مرعبة وهي تنظر إلي مباشرةً.
ثم خطرت لي فكرة.
“هل تريدين ان تأخذي ليليانا؟” قلت وأنا أخطو ببطء نحوها.
“تانا!!” صرخ أوليفر.
“ابقى هادئاً”.
عندما اقتربت منها، لفّت أطرافها الزائدة حولي، وأخذت ليليانا.
بدأت تضغط علي من جميع الجوانب وكان الأمر مؤلمًا.
شعرت بأعضائي تنضغط بسبب قوتها.
“الآن أوليفر! هاجم عينيها!!!” صرخت بكل قوتي المتبقية.
ضربها بسحره مباشرة في عينيها.
على الرغم من أنها ليست بشرية تمامًا، إلا أن عينيها لا تزال نقطة ضعف.
رمتني على الارض ثم أسقطت ليليانا.
التقطها و هربت بها بين ذراعي.
كانت سيليكا تصرخ من الألم ولأنها لم تستطع رؤية أي شيء كانت تطلق إبرًا مصنوعة من السحر من جسدها، من كل اتجاه.
لكن درع المرأة العجوز كان يحمينا، على الرغم من أن الوهج بدا وكأنه تلاشى قليلاً.
ساعد دان وأوليفر رايموند لأنه كان لا يزال فاقدًا للوعي، وكان إريك قادرًا على الوقوف بصعوبة، لكنه دفع نفسه لأنه كان علينا الخروج من الغابة.
لسبب ما لم تخرج الساحرة من الغابة أبدًا وكأنها مقيدة بها بطريقة ما.
لهذا كل ما كان علينا فعله هو محاولة مغادرة الأرض بأسرع ما يمكن.
لا يزال بإمكاني سماع صراخها المؤلم من بعيد ولم يتوقف هجومها السحري بالإبر ولكن الأشجار الكثيفة حجبت جزءًا منه.
مشينا بعيدًا عنها لدرجة أنني تمكنت من رؤية عربتنا من مسافة بعيدة.
نظرت بين ذراعي وسرعان ما بدأ جسد ليليانا يتلاشى شيئًا فشيئًا، مما يعني أننا كنا نبتعد بما يكفي عن مجال سيليكا وكان سحرها أضعف.
عندما كنت على وشك اتخاذ الخطوات الثلاث الأخيرة شعرت بضربتين من الخلف.
ثم أدركت أن الدرع قد اختفى.
سقطت على الارض، وسقطت ليليانا من يدي.
لكنها لم تعد تشبه دمية، كانت مجرد عظام.
(فعلناها) ابتسمت.
بينما كنت على وشك ان أفقد وعيي حاول الآخرون مساعدتي على النهوض ورأيت إيفان.
يركض نحوي والدموع في عينيه الخضراوين.
بعد ذلك، أظلم كل شيء.
لكنه كان ظلامًا هادئًا، ولم أكن خائفة مما سأراه بعد ذلك.
عندما فتحت عينيّ فجأة، شعرت بألم شديد, بمعنى اخر لازلت على قيد الحياة.
سمعت شخصًا يفتح الباب وكان أوليفر.
أسقط الوعاء الذي كان يحمله ووقف هناك في حالة صدمة.
“أنا سعيدة برؤيتك مرة أخرى” قلت له.
“أنا أيضًا” اجابني بأبتسامة حزينة .
وسرعان ما جاء الجميع لرؤيتي.
على الرغم من اصاباتي، عندما عانقني إيفان بوجهه الباكي، بدا الأمر وكأن الألم توقف للحظة.
بعد ذلك أخبروني أنني كنت فاقدة للوعي لمدة 4 أيام.
اما بالنسبة للاخرين.
انفجرت طبلة أذن رايموند لأنه ضرب رأسه بشدة أثناء المعركة ، وفقد معظم قدرته على السمع.
بمعجزة إريك كان يسيرعلى قدميه على الرغم من كسر ضلعين.
أما أنا فلدي 10 غرزات في رأسي, و تضررت ركبتي كثيرا لدرجة انه حتى بعد شفاء سوف أعرج لبقية حياتي.
إلى جانب ذلك، نحن جميعًا على قيد الحياة ولا يمكنني أبدًا أن أكون أكثر امتنانًا لمثل هذه المعجزة.
ومن هنا ستبدأ حياتنا الحقيقية… بلا قيود… ودون أي شيء يعيقنا.
****
Instagram: Cinna.mon2025