38
الفصل 38: اوليفر
منذ ثلاث سنوات ونصف عندما بدأت هذه الرحلة مع أخي، كنت في حلقة لا نهاية لها من البؤس.
كنا نسافر باستمرار دون راحة.
صرت أكره رائحة النزل و الأسرة المعدنية الغير مريحة.
وبحلول الوقت الذي اعتدنا فيه على مكان ما كنا على وشك مغادرته.
وكان البحث عن حل للعنة إيفان أصعب كثيرًا مما كنا نظن.
ليس الأمر وكأن ألاطباء يستطيعون شفاء لعنة.
لذلك كنا نبحث فقط عن السحرة الذين قد يعرفون شيئًا ما يمكن أن يساعدنا.
ولكن كل السحرة الذين قابلناهم كانوا محتالين.
استمر الأمر على هذا النحو لمدة عامين، ثم قرر أخي الانفصال عنا لتغطية مساحة أكبر بحثًا عن علاج.
وهكذا التقيت بأوليفر.
الرجل الذي أعاد لي الأمل.
ولكنني لا أزال لا أفهم كيف انتهى به الأمر إلى الإعجاب بي.
من بين الثلاثة، أوليفر هو الشخص الوحيد الذي لا أفهمه.
لم أقم له بمعروف أو أعامله بشكل خاص.
كان لقاؤه شيئًا خطط له القدر وكنا نتبعه فقط.
إذن لماذا انتهى به الأمر بهذا النحو؟
في ذلك المساء خيمنا بالقرب من النهر، لأنه لم تكن هناك منطقة مأهولة بالسكان بالقرب.
أشعلنا النار وتناولنا العشاء.
كان العشاء صامتًا على عكس المعتاد.
كل الطاقة التي كان لدى أوليفر وإريك من قبل لمضايقة بعضهما البعض تم استبدالها الآن بصوت النهر القريب.
لم يعد رايموند هو نفسه منذ اكتشاف التاريخ المظلم لعائلته.
كان هنا معنا بجسده لكن عقله كان في مكان ما.
حتى إيفان الذي لا يعرف القصة بأكملها هادئ بطريقة مخيفة.
ربما شعر بشيء ما أيضًا.
أننا وصلنا أخيرًا إلى نهاية رحلتنا الطويلة.
رأيت أوليفر متجهًا بعيدًا عن خيمته.
وقررت أن أتبعه.
وعندما اقتربت سمعت صوت المرأة العجوز.
“هل أنت متأكد أنك تريد القيام بهذا، سيؤلم كثيرًا”.
“نعم، افعلي ذلك”أجاب أوليفر.
بدا الحديث جادًا، ولا أعرف ما إذا كان عليّ التدخل أم لا، لذا قررت الانتظار قليلاً قبل أن أفعل أي شيء.
جلس أوليفر على الأرض ووضعت المرأة العجوز يدها على ظهر أوليفر.
رأيت ضوءًا أزرق خافتًا يخرج من يدها ويدخل ببطء إلى جسد أوليفر.
لم أفهم ما كان يحدث ولكن بعد ذلك أدركت أن أوليفر كان يضغط على أسنانه من الألم.
ويحاول حبس صوته.
“ماذا تفعلين به”اندفعت نحوها.
“لا تشتتي انتباهي إنها عملية دقيقة” قالت بصوت عالٍ.
“لماذا هو في ألم؟” صرخت عليها.
“أراد مني أن أجعل قناة قوته أكبر حتى ينتقل سحره بشكل أسرع في جميع أنحاء جسده.
إنه مثل توسيع الأوعية الدموية بالقوة لزيادة تدفق الدم” اجابتني.
من تعبيرها، يمكنني أن أقول أنها كانت قلقة على أوليفر.
“أوليفر، هل تسمعني؟” قلت وأنا انحنيت على ركبتي ولمست وجهه بكلتا يدي.
بدا متألمًا لدرجة أنه لم يستطع أن يجيبني.
“أولي” قلت بينما بدأ صوتي يتكسر لكنني منعت نفسي من البكاء.
“ليس عليك أن تفعل هذا من أجلنا” توسلت إليه.
وضعت ذراعي حول رقبته وعانقته لأنه بدا وكأنه في ألم شديد.
لحسن الحظ توقف جسده عن الارتعاش بعد بضع دقائق وارحت يدي حول رقبته، حتى ألقي نظرة جيدة على وجهه.
لكن بينما كنت أحاول أن أبتعد، احتضني بقوة.
أشد مما كنا عليه من قبل.
كنت محرجة حقًا من مدى قربنا ولكنني لم اقل شيءً ولم أدفعه بعيدًا.
عندما تركني أخيرًا، ألقيت نظرة فاحصة على وجهه.
بدا منهكًا ومتعبًا.
لكن عينيه البنيتين اللامعتين كانتا تلاحقانني، وكأنهما تستطيعان الرؤية من خلالي.
“لا تفعل هذا مرة أخرى، لا من أجلي ولا من أجل أي شخص آخر، لا تعرض حياتك للخطر” قلت وأنا أحاول تغير الجو لاني كنت محرجة.
“أحبك” قال وهو يضع يده اليمنى على خدي.
“أحبك تانا” قال لي بنبرة ناعمة.
تنهدت السيدة العجوز وتركتنا وحدنا.
كان هذا أول اعتراف مباشر أتلقاه في حياتي.
لم أعرف كيف أرد، لذلك وقفت هناك مثل التمثال.
ثم بدأ يضحك.
“ما المضحك في هذا؟” سألته بصوت عالٍ.
“أتمنى أن ترى وجهك الآن، تبدين كحبة طماطم”
“ و خطا من هذا؟”أجبت على الفور.
“أنا آسف، أعلم أن هذا ليس الوقت المناسب، لكن كان علي أن أقول ذلك، لأننا لا نعرف ماذا سيحدث”.
“لا تقل ذلك، لن يحدث شيء سيء”
“لا أحد يعرف، لذلك أردت أن أعترف لكي على الرغم من أنني لا أملك فرصة, بعد كل شيء أنا مجرد يتيم لا يمكنني التنافس ضد دوق وأمير” قال بتعبير حزين.
لقد حطمت كلماته قلبي، لأنه يقلل من شأنه.
وقفت ونظرت إليه مباشرة بتعبير جاد.
“لا تتحدث بهذه الطريقة عن نفسك، أنت رجل عظيم”
“لكنني لا أريد أن أكون رجلاً عظيماً، أريد فقط أن أكون رجلك…
أريد أن أصبح عائلة معك ومع إيفان، لأن الوقت الوحيد الذي شعرت فيه بالحياة كان الوقت الذي أمضيته معكما” ثم نهض عن الارض و قال.
“لا بأس، لا أتوقع إجابة منك الآن”
بعد تلك الليلة أصبحت الأمور محرجة حقًا بيني وبين أوليفر
لدرجة أنني لم أستطع النظر إليه مباشرة في عينيه.
اعتبر أوليفر رد فعلي كفرصة وحاول تجاوز الحدود كلما سنحت له الفرصة.
عندما ناولني طبقي، جعلها ايدينا تتلامس.
عندما أراد أن يقول شيئًا ما، كان يهمس في أذني حتى لو لم تكن المعلومة مهمة.
و اكبر تغير كان انه يبتسم أكثر الان.
أصبح الرجل الغاضب الذي أعرفه مشرقاً مثل الشمس.
لكن الأمر كان لا يزال محرجًا بالنسبة لي ولهذا السبب كنت سعيدة عندما وصلنا أخيرًا إلى مكاننا.
الغابة حيث تقيم سيليكا.
*****
Instagram: Cinna.mon2025