حين أجبت بعينين تلتمعان بالحماسة، أبدى البارون إعجابه.
“لقد قال لنا صاحب السمو إنك فتاة ذكية، ويبدو أنه كان محقًا. لا تبقي واقفة، اجلسي يا صغيرتي.”
هدّأت خفقات قلبي المتسارعة وجلست على المقعد.
“نعم، حاضر.”
حسناً… هل هذا يعني أنني اجتزت الانطباع الأول؟
“كم عمركِ، صغيرتي؟”
“خمس سنوات.”
“أفهم. وهل سمعتِ من قبل عن عائلة فريزيا؟”
بدأت المقابلة الجادة.
“نعم، بالطبع!”
‘لقد جمعت معلومات عن عائلتكم طوال شهر كامل تحسّبًا لهذه اللحظة.’
ابتسمتُ ابتسامة مؤدبة، من النوع الذي يحبّه الكبار.
“عائلة فريزيا هي أول عائلة في مملكة فروزن يُمنح فيها شخص من العامة لقب النبالة، وقد منحها صاحب السمو كاليبس بنفسه، مع أرض خاصة بها.”
“يا ألهى!”
“الإقليم المعروف باسم فرينديا، يحيط به نهر، ويُعد منطقة زراعية خصبة. على حد علمي، فإن القمح هو المنتج الرئيسي للتصدير.”
“…أوه!”
اتّسعت عينا الزوجين النبيلين بدهشة، إثر الكلمات التي انسابت من فمي كأنها قطع نقانق مصطفّة.
(قطع نقانق معناه إن الكلام بيطلع بسرعة وبسلاسة ومتواصل بدون توقف، زي لما تطلع النقانق متتابعة من ماكينة التصنيع.)
هل اجتزتُ المقابلة بهذا؟
لا. عليّ أن أُتمّ الأمر بإحكام، وأترك لديهم انطباعًا لا يُمحى.
حافظت على ابتسامتي حتى النهاية دون أن تفارق شفتيّ.
“إن تم تبنّيي، أودّ تعلم فنون السيف في عائلة فريزيا. كنت في الأصل أطمح لأن أكون مرتزقة، لكن إن سمحتما لي، فأنا أفكّر جديًّا في أن أصبح قائدة لفِرقة الفرسان.”
“وطبعًا، لا أمانع الزواج أيضًا… طالما كان ذلك من أجل مجد آل فريزيا.”
“……”
“لكن بالطبع، هذا كله جزء من خطة شخصية أعددتها لأصبح القمح الذهبي لعائلة فريزيا. لذا إن كان لديكما أي ملاحظات أو اقتراحات، فلا تترددا بإخباري.”
رشفة
شربتُ الحليب كما لو كان شايًا بالحليب، ثم ابتسمت بهدوء.
“فالأهداف قابلة للتغير في أي وقت.”
“……”
حينها، حدّق البارون بي باستغراب ودهشة، ثم همس لزوجته:
“…بهذا المستوى، لا أستبعد أن يكون صاحب السمو أراد تبنّيها بنفسه، لكنه أشفق علينا لأننا بلا أولاد، فعرّفنا بها!”
“…نعم، هذا ما أعنيه.”
عادةً ما يكون المديح الذي يُقال خفيةً صادقًا في معظمه. شعرت أنني سأعيش حياة هادئة في عائلة فريزيا من الآن فصاعدًا.
لكن في تلك اللحظة—
دقّ باب الغرفة، ثم دخلت إحدى الخادمات وهي تنحني برأسها احترامًا.
“سيدي البارون، أعذرني على المقاطعة أثناء الطعام، لكن صاحب السمو قد عاد. فهل تودّون مقابلته للترحيب به؟”
“ماذا؟ عاد بالفعل؟”
“حين ذهب إلى مملكة دوكتيا، لم يُسمح له باستخدام البوابة السحرية، لذا سافر بنفسه… لكن—”
واصلت الخادمة حديثها وهي لا تزال منحنية:
“لكن في طريق العودة إلى مملكة فروزن، تمكّن من استخدام البوابة، فوصل بسرعة.”
“أفهم. هل جاءت الآنسة برفقته إذن؟”
وقف البارون من مكانه، وشعرت أنا بشيء من التوتر، فاعتدلت في جلستي ورفعت ظهري.
لكن الخادمة، التي بدا وكأنها سترد مباشرة، التزمت الصمت على نحوٍ مفاجئ.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات