وسرعان ما صار ذلك الكائن الصغير المكسوّ بالفراء بين ذراعي.
وفي اللحظة التي التقت فيها عيناي بتلك العينين البنفسجيتين في الظلام، تجمّد جسدي كلّه.
‘آيشا.’
حين كنتُ أهرب عبر مصرف الحديقة…
لا يزال يرنّ في رأسي صوت ذلك الرجل اليائس الذي كان يناديني في عتمة ذلك النفق.
‘هل كان شعوره عندما وجدنى آنذاك مثل ما أشعر الآن؟’
“………..”
لم يدم شرودي طويلاً، فالهرّ كان أولى بالاهتمام.
هززت رأسي سريعاً وقدّمت الهرّ فجأة إلى لوكاس.
“يا سيدي، أنقذ هذا الهرّ الصغير.”
“ماذا؟”
“قلت إنك ستردّ لي دَيني، أليس كذلك؟ عندما تعود إلى بيت الدوق، اجعل ردّ الجميل هو إنقاذ هذا الصغير.”
حدّق فيّ لوكاس بعينيه الغامضتين، ثم خدش مؤخرة عنقه بيده.
“…سأحمي جميع المخلوقات الضعيفة، سواءً كانت حيوانات أو بشرًا. هذا ما يجب على آل كروست فعله، فهذا أمر بديهي.”
كانت إجابته إيجابية بلا شك، لكن طريقته في الكلام بدت غامضة بعض الشيء.
‘هل لم تعجبه فكرتي بأن يكون ردّ الدين إنقاذ هرّ صغير؟’
‘لماذا ردّه فاتر هكذا رغم أنه قال إنّه سيُسدّد الدين؟’
لكن سواء أعجبه أم لا، انشغلت أنا بتفقّد الهرّ.
رغم أن حياته كانت توشك أن تنطفئ، إلا أنني شعرت بدفءٍ خافت في راحة يدى.
من المؤكّد أنهم أحضروه ليكون طعاماً للوحوش.
‘لكن بحق السماء، ما الذي يُمكن أن يُؤكل في هذا الجسد الصغير؟ لماذا اختطفوه؟’
كان الهرّ هزيلاً حتى كاد جلده يلتصق بعظمه، وكأنهم لم يطعموه شيئاً.
كان هناك حذر طفيف في عينيه الأرجوانيتين، والتي كانت مغطاة بغشاء، لكنه بدا ضعيفًا جدًا حتى أنه لم يتمكن من الضغط على فكه.
“أمنيتي ليست ذلك، بل أن تصبحي تابعتي وتعيشي في قصر الدوق…”
“يا سيدي! الهر يبدو شديد البرودة.”
“آه.”
توقّف عن مدّ يده لمداعبة الهرّ، وأخفى يده خلف ظهره.
يبدو أنّ حرارة جسده انخفضت بسبب قواه الخاصة.
“أنا بارد، لذا عليكِ أن تحتضنيه أنتِ.”
“حسناً.”
أدخلتُ بصعوبة تلك الكرة الصغيرة من الفراء، التي بالكاد تتنفس، داخل ثيابي.
“ميآااو-“
أصدر أنيناً ضعيفاً من الضيق، لكن عندما شعر بدفئي لم يقاوم أكثر.
كان وجهه مرتاحاً، كأنّه لأول مرة يختبر هذا الدفء.
لو لم أكتشفه الآن، لكان على الأرجح قد فارق الحياة على الأرض الباردة.
تماماً كما كنتُ أنا ذات يوم، أرتجف وحيدة قبل أن يجدني كاليبس.
“………”
رؤية هذا الكائن الصغير أعادت إليّ ذكرى نفسي في الماضي.
“أولاً، هندباء.”
قطع لوكاس شرودي، فرفعت رأسي إليه.
“لنبدأ من جديد. أنتِ ستحمين الهرّ، وأنا سأحميكِ.”
قال ذلك وهو يومئ برأسه.
لكن ما إن همّ بالإيماءة—
حتى ظهر فجأة ظلّ ضخم خلف كتفيه الصغيرتين.
وفي اللحظة نفسها ارتفع سيفٌ هائل.
“الأفضل أن تموت، أيها المستخدم للقوى!”
اتّسعت عينا لوكاس فجأة على حين غرّة.
وفي لحظة قصيرة اجتاحت رأسي عشرات التصوّرات.
يموت لوكاس وأبقى أنا حيّة.
حينها سأفقد ثقتهم بي، وسأعود وحيدة.
ينجو لوكاس وأموت أنا بدلاً منه.
عندها لن أخسر ثقتهم، ولن أُترك وحيدة.
“يا سيدي!”
لو كان عليّ أن أختار بين الاثنين—
‘صحيح أنّهم أشفقوا لحالي وتبنّوني، لكنهم لا يثقون بي بعد.’
‘انت التي كذبت أولاً، يا آنسة.’
اخترق رأسي صوت ماي، كالسهم، يوبّخني.
وبفضله، حُسم قراري.
حتى لو متُّ، سأُنقذ لوكاس.
“آيشا!”
—
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 22"