لكن قول ذلك الآن… لن يصدّقنى. لذا آثرت التريّث عن ذكر موضوع التبنّي.
“نعم، حسنًا. سأفكر في ذلك لاحقًا.”
حين وبّخته ببرود، هزّ لوكاس كتفيه ثم نهض فجأة كأنه اتخذ قراراً حاسماً.
ثم مد أمامي كفّه الخشنة.
“إذا انتهيتِ من البكاء، فقفي بسرعة.”
“…لماذا؟”
“علينا الخروج من هنا. لا يمكن أن نبقى هنا إلى الأبد.”
ذلك بالضبط ما كنتُ أفكر فيه طوال الوقت.
همم… لم يخطر ببالي بعدُ أيّ حل، لكن لا بد أن أحاول بطريقة ما.
“حسناً، فلنخرج.”
وبعزم راسخ، أمسكتُ يده ووقفت، رافعةً حاجبيّ.
“فقط ثقي بي واتبعيني!”
“أتبعك ماذا…؟”
وما إن قال ذلك حتى أمسك بيدي بقوة وأخفاني خلف ظهره.
“سأتقدّم أنا في المقدمة. أنتِ قفي خلفي.”
“ماذا؟ لكنني جئتُ لإنقاذك أنت…”
“من ينقذ مَن هنا بالضبط؟”
اتسعت عيناي فى دهشة وأنا أنظر إليه، إذ بدأت بلورات جليدية تطفو حوله.
“إن مجرد أن حررتِني من جهاز تقييد القوى كان هذا أمر كافى تماماً.”
صحيح. كان التفكير في أنني سأحمله للخارج غباءً. فهو لوكاس، وريث آل كروست، وصاحب قدرات خارقة.
“حسناً، فلنخرج!”
شهيق–
مسحتُ بظهر يدي أنفي المبلل الذي لم يتوقف بعد.
“إذا كان الأمر هكذا، فاستخدم الكثير من الجليد.”
“انظري كيف تغيّرين موقفك فوراً. شكلك يشبه بذور الهندباء المتطايرة…”
“هاه؟ ماذا قلت؟”
عندما سألت مرة أخرى، وأنا أخرج رأسي لأنني لم أستطع سماع ما قال، احمرّ وجه لوكاس فجأة وأدار رأسه بسرعة.
“آه، قلتُ لننطلق بسرعة!”
هذا الفتى لا يستطيع أن يقول كلمةً واحدة بلطف.
لكن لم يكن هذا المهم الآن.
دفعتُ بالفتى الموثوق أمامي وأمسكت بمقبض باب المخزن. عندها سرعان ما بدأ هواء بارد يتسرب إلى الأجواء.
“لأرِك مهارةً صقلتُها على مدى خمس سنوات.”
—
في تلك اللحظة، داخل سيرك آهِيلي.
…اللعنة. لقد أفلتت مني.
كان نوكس لا يزال يفتش في كل اتجاه.
لقد كان ممسكاً حتى بمؤخرة عنقها يراقبها خشية أن يضيعها، ومع ذلك فقد ضاعت منه.
إلى جانب ذلك، كان سلوك الجمهور الذي جاء لمشاهدة عرض الوحوش غير القانوني في منتهى السوء.
“آيشا!”
“وااااه–!”
“أوه، ابتعدوا قليلاً…!”
اندفع وسط الحشد الكثيف الذى كان أشبه بجيش من النمل حتى وصل إلى أعلى المدرجات، وقد ارتدى منظاراً أحادياً على عينيه.
أرجوك. أرجوك.
بما أنها فتاة لافتة للنظر، كان يظن أنه سيجدها بسرعة.
لكن الطفلة ذات الضفيرتين الذهبيتين لم تكن في أي مكان.
بل وحتى لو وجدها.
أتمنى فقط أن لا تكون قد تم دهسها تحت أقدام هؤلاء الناس.
حتى وإن كانت في مهمة تجسس، فإن السيرك كان مكتظاً بالبشر.
ولكي تصل إلى مكان اللقاء، فعليها أن تشق طريقها وسط تلك الجموع….
“………”
عندها شعر ببرودة تسري في ظهره.
ذلك لأن كاليبس، الذي عاش طوال الوقت خلف قناع بعد أن فقد عائلته، قد كشف أخيراً عن وجهه الحقيقي.
صحيح أن كونها جاسوسة بدا أمراً مريباً، لكن على أي حال، كانت هذه الطفلة هى التى أعادت إحياء ربّ أسرة آل كروست الذى كان حافة الانهيار.
وما إن وقع بصره على ذلك الحشد الهائل، حتى تذكّر نوكس الحوار الذي جرى بينه وبين كاليبس.
‘إنقاذ تلك الفتاة. هذا وحده ما تبقى لي من خيارات في حياتي.’
عليه أن ينقذها مهما كان.
حتى لو كُشف أنها جاسوسة وأُودعت السجن، فلا بد أن يري فخامته وجهها ولو لمرة واحدة.
“أرجوكِ… فقط لا تُسحَقي….”
وبينما كان يتلفت حوله، لعله يجدها، إذ وقعت عيناه على باب جانبي في مكان معزول.
[مستودع الموظفين]
لم يكن يبدو مكاناً ذا أهمية.
ربما هو مجرد مخزن لحفظ البضائع.
لكن في اللحظة التي همّ فيها بتجاوز الباب.
سيرك آهِيلي. الساعة الثانية عشرة. مستودع الموظفين.
توقف كعب حذائه عن الحركة.
—-
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 21"