‘صحيح أن الأمر مخيف بعض الشيء لكن على الأقل وصلنا إلى هذه المرحلة بسلام.’
تحت مراقبته الشديدة، دخلنا إلى داخل السيرك،ضريتنا برودة حادّة أشبه بما يشعر به المرء حين يدخل غرفة تجميد.
في تلك اللحظة، سلطت الأضواء الكاشفة القوية على المذيع الذي صعد إلى المنصة.
“أهلاً بكم في أعظم عرض لمخلوقات الوحوش على وجه العالم—سيرك أهيللي والذي كنتم جميعًا تنتظرونه!”
“وااااه!”
“واااه!”
ترددت كلمات المذيع بصوت جهوري في أرجاء القاعة، فيما نهض الجمهور من مقاعدهم بحماسة عارمة.
“…وحوش؟ اجتمعوا هنا لمشاهدتها…؟”
توقّف نوكس فجأة وقد بدت الدهشة في صوته عند التحول غير المتوقع للأحداث.
أجل.
كان هذا السيرك يقدّم عروضاً للوحوش أُدخلت إلى البلاد بطرق غير قانونية.
لكن من يزور هذا المكان لأول مرة، مثل نوكس، لا بد أن يتساءل: كيف يعرضون مخلوقات كهذه، وهي لا تفهم لغة البشر، وعدوانيتها تجعل حتى صيدها أمراً بالغ الصعوبة؟
نوكس، الذي يعرف خصائص الوحوش جيدًا، سيجد هذا الأمر أكثر غرابة.
إذن، كيف يقومون بإحضار الوحوش وإدارتها في هذا السيرك؟
أما الجواب، فهو أنهم يستخدمون هنا قدرة نادرة—قدرة الجليد.
الابن الثاني لدوق كروست، لوكاس، هو من يمتلك تلك القدرة، وهو الآن مسجون في هذا المكان، حيث يُجبر على استخدامها.
وكان دوري أن أنقذه مستقبلاً.
—
في تلك الأثناء في أقاصي العالم.
“لقد قضينا على قطيع ذئاب الشتاء الذي كان يقترب من جدار الجليد.”
“والأورك؟”
تطاير شعر كاليبس الأسود وسط عاصفة ثلجية عاتية، وتنافر بياض العالم من حوله مع اللون القرمزي لقطرات الدم التي لطخت المشهد.
انساب الدم من كفّه، لكنه مسحه ببرود، ولف الجرح بضماد خشن بلا مبالاة.
نزف الدم أثناء قتال الوحوش كان أمراً معتاداً.
“رصدنا حوالي عشرة من الأورك عند الحدود.”
“والقوة القتالية؟”
“ثلاثة غير قادرين على القتال، والبقية بخير.”
“إذن فجر اليوم سن…”
توقّف كاليبس عن الكلام، إذ قفز إلى ذهنه فجأة وجه طفلة صغيرة ككرة من القطن—آيشا.
الطفلة التي تنتظره في قصره.
كان واثقاً أنها ستتصرف بشجاعة حتى في غيابه، لكنه رغم ذلك شعر بشيء من القلق لتركها تحت رعاية نوكس.
ترى، هل يوبّخها الآن على أمر تافه؟
بعد لحظة تفكير، قال بصوت حازم:
“فلننهي الأمر بأسرع وقت، استعدوا فوراً.”
“أمرك جلالتك.”
أحكم لف الضماد، وارتشف جرعة من الخمر القوي؛ ففي طقس تنخفض حرارته عن ثلاثين درجة تحت الصفر، كان الكحول الحاد ضرورياً للبقاء.
كانت عيناه الحمراوان الساخنتان كتيار الحمم تتجهان شمالاً، حيث وُجدت الأورك.
إن أنهيت المهمة بسرعة، قد أعود الليلة.
كان هناك من ينتظر عودته.
وعندما يعود إلى المنزل، سيكون هناك من يعانقه.
“……….”
ومع إحساسه الدافئ النادر، ارتسمت على شفتيه المتيبستين ابتسامة بالكاد تُرى—لكنها لم تدم.
“سيدي، رسالة عاجلة من السيد نوكس.”
اختفى وجه الطفلة الأبيض من ذهنه، حين تناول الرسالة من يد الفارس.
“برقية عاجلة؟”
مستحيل.
فالخطر الوحيد الذي يهدّد دوقية كروست هى الوحوش السحرية، لكن بما أنّه هو نفسه من يتولّى إبادتها الآن، فلا ينبغي أن يكون هناك أي أمر خطر.
“………..”
لكن—
[لقد اكتشفتُ الآنسة آيشا وهي تكتب تقريرًا سرّيًا. وهي الآن في طريقها إلى موقع اللقاء المذكور في التقرير.ملاحظة: ألم أقل لك من قبل؟]
“سيدي؟ لقد انتهت تجهيزات حملة الإبادة.”
“سنعود.”
“عفوًا؟”
“افتح البوابة. هناك مكان يجب أن أذهب إليه فورًا.”
شعر كاليبس وكأنّ الدم يتجمّد في عروقه، وهو يطوي الرسالة بقبضة متشنّجة.
—-
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 19"
عندي فضول إبغى اعرف إيش حيصير بالبطلة بعد مايلقط الدوق أبنائه🫠 متأكدة بانه حيعتبرها كبنتو بس حاسة انو البطلة ماحتقبل تقعد وياهم 😅