<الفصل العاشر>
“تقولين إن الآنسة ليست هناك؟ ماذا تقصدين؟”
امتلأت غرفة الطعام بصوت أدوات المائدة، ثم خيّم عليها الصمت فجأة.
سألت السيدة وهي تعقد حاجبيها وقد أدركت أن هناك أمراً غير طبيعي.
“…تمّ تمشيط المنطقة المحيطة بدوقية فوز بالكامل، لكن لم يتم العثور على الآنسة. قيل إنهم انسحبوا مؤقتًا…”
“وماذا عن الدوق؟ هل هو بخير؟”
“كل ما وصلنا هو برقية تفيد بأنه وصل إلى مدخل قصر الدوق. لا أعلم حالته بدقة.”
…الآنسة لم تكن هناك؟
بدأ وجهي يزداد شحوبًا شيئًا فشيئًا بينما أُصغي إلى حديث الثلاثة.
حسب القصة الأصلية، من المفترض أن تكون في دار الأيتام قرب المستنقعات داخل حدود دوقية فوز.
لا يمكن أن تكون أحداث القصة الأصلية قد اختلت…
في تلك اللحظة، وبينما كنت أحدق في الفراغ بنظرات مرتجفة، التقت عيناي بعين شخص ما.
“لقد قالت إنها رأت الآنسة هناك…”
كانت عينا الخادمة تلمعان بنظرة مليئة باللوم.
في تلك اللحظة أدركت الحقيقة.
الآن كل ما ينتظرني هو ان يتم هجرى.
“….”
حين تبع الزوجان النبيلان –دون وعي– نظرات الخادمة وبدآ ينظران إليّ، شعرت وكأن سهامًا حادة تخترق قلبي فجأة، مؤلمة بوحشية.
ارتجفت يدي الموضوعة على الطاولة بعنف.
السبب الوحيد الذي جعل الدوق يتستر على كوني جاسوسة… كان بسيطًا:
“العقد لا يزال ساريًا، أيتها الصغيرة.”
لأني أنا من دلّهم على مكان الآنسة النبيلة.
‘لكن… ماذا لو لم تكن هناك؟’
قلبي الذي تجمّد من قبل عاد ينبض بذعر شديد.
إذا لم يجدوا الطفله، فالعقد يُصبح بلا فائدة. ولم يعد لدى كاليبس أي سبب ليُبقي عليّ حيّة.
أنا جاسوسة مرسلة من دوقية فوز، يتيمة أجنبية لا قيمة لها.
“علينا مقابلة سموّه أولاً، آيشا!”
فجأة–!
صرخت السيدة النبيلة وقد أفزعها المشهد، لكنني نهضت من مقعدي على الفور دون أن ألاحظ حتى سقوط الكرسي، واندفعت خارج الغرفة راكضة.
دُمدُم– دُمدُم–
نبضات قلبي كانت أعلى من صوت خطواتي، وكأن مسامير حديدية تُدق في صدري بكل عنف.
قد أموت.
لا، بل لا مفرّ من الموت الآن.
“آيشا؟”
ناداني الفارس المألوف الذي كان واقفًا في نهاية الممر، لكنه لم يكن يعلم أنني كنت أقاتل دموعي، أمسحها بعنف بينما أمرّ من جانبه دون أن أردّ عليه.
ذلك الرجل الذي كان دائمًا لطيفًا معي، من المؤكد أنه سيكرهني حين يسمع أن وريثة الدوق قد اختفت، وسيظن أنني كذبت عليه.
كلاك–
دخلت غرفة التخزين وأغلقت الباب خلفي.
منذ أن تم التخطيط لاقتحامي منزل دوق كروست، كنت قد حفظت مسبقًا تفاصيل هيكل القصر من الداخل.
كان عليّ أن أهرب.
وقفت على أطراف أصابعي ومددت ذراعيّ إلى أعلى.
“أرجوك… فقط، دعني أصل… لا بد أن أتمكن…”
كنت أحاول الوصول إلى أعلى خزانة الأدراج، لكن يدي لم تكد تلامسها.
حينها، وقعت عيناي على كرسي قريب.
تب–
صعدت عليه وجعلته نقطة انطلاق، فارتقيت أولًا إلى سطح المكتب، ثم قفزت بخفة إلى خزانة الأدراج المجاورة.
كانت حركاتي خفيفة وسريعة كطائرة سنجاب، لا شك أنني جاسوسة حقيقية.
جاسوسة لا ينبغي أن تكون داخل قصر دوق كروست…
هدف يجب التخلّص منه بلا تردد.
تعلّقت بالعمود القريب من خزانة الأدراج كما تتشبث الحشرة بالحائط، وبدأت أتسلق ببطء حتى وصلت إلى السقف.
دفعت السقف من الأعلى برأسي.
…كما توقعت، هناك ممر دائري.
ظهر أمامي ممر ضيق مظلم ورطب، لا ضوء فيه.
كان ذلك الممر يؤدي إلى الحديقة… ممرًا سريًا دائريًا.
انكمشت قدْر استطاعتي وبدأت أزحف إلى الداخل.
بما أن هذا الممر لم يُصمم لتحرك البشر، حتى جسدي الصغير بالكاد استطاع أن يتحرّك فيه.
“في هذا المكان… لن يخطر ببال أحد أن يبحث عني.”
وحين وصلت أخيرًا إلى النقطة التي تؤدي إلى الحديقة، لاح لي المخرج السري بوضوح.
انكمشت هناك أكثر ما يمكن.
لكن جسدي ظلّ يرتجف كغصن شجرة في مهب الريح، ولم أستطع السيطرة عليه.
كان عليّ أن أهدأ. ففي النهاية، هدفي في هذه الحياة هو البقاء على قيد الحياة.
حسنًا، لقد نجحت في الهروب.
الآن لن يتمكن أحد من العثور علي.
زحفت مسافة كافية بعيدًا عن المدخل، ثم توقفت في مكاني.
تمدّدت هناك، ووضعت يدي المرتجفتين فوق صدري، واحدة فوق الأخرى، ومع مرور الوقت… بدأ الخوف العارم الذي اجتاحني يهدأ شيئًا فشيئًا.
سأبقى مختبئة هنا حتى يحلّ الليل، ثم أهرب من القصر.
لكن… بعد مرور خمس دقائق فقط.
“……..”
وبعد ساعة كاملة…
هل يعني هذا أنني سأظل أهرب هكذا إلى الأبد؟
تسللت هذه الفكرة فجأة إلى رأسي.
بصمت، حدّقت في الممر الضيق الممتد أمامي كخط مستقيم.
الظلام كان كثيفًا إلى حد أني لم أستطع حتى أن أتخيل إلى أين يؤدي هذا الممر، أو إن كان له نهاية أصلًا.
هل يجب أن أعيش حياتي بأكملها هاربة هكذا؟
وفي تلك اللحظة… اجتاحتني ذكريات حياتي السابقة.
فقدت والديّ في سنّ مبكرة.وعندما كنت قاصرة، عشت وسط أقارب لم يعاملوني أبدًا كأنني فرد من العائلة، كنت كائنًا شفافًا، لا يُرى ولا يُحسّ.
لذلك كان هدفي الوحيد هو الاستقلال.
عملت بجد حتى وجدت وظيفة، لكن ما كان يعود إليّ في النهاية؟فواتير الإيجار، فواتير الكهرباء والماء، وفتات لا يكفي للعيش الكريم.
…هل هذا هو كل شيء؟
كنت أتناول كوب نودلز رخيص في المنزل حين راودتني تلك الفكرة لأول مرة.
هل سأمضي حياتي هكذا؟
أصارع لأعيش كل يوم بيومه، في غرفة لا تتجاوز 16 مترا مربعا، بالكاد أملك ما يكفي من المال للطعام؟
من دون عائلة… ولا أصدقاء؟
“………”
وهكذا، في الحاضر.
بينما أحدق في الممر المظلم الذي لا نهاية له، عاد إليّ ذلك الشعور بالوحدة الذي عايشته في حياتي السابقة… وها هو يطاردني من جديد في هذه الحياة.
“…هْهَأب… هـب…”
كنت أحاول ألا أبكي.
كنت أعلم جيدًا أن البكاء حين أكون وحدي لا يجلب لي سوى الخسارة.
لكن رغم ذلك، تسللت شهقة باكية من بين أسناني المشدودة… وبدأت دموعي تتساقط في صمت حزين.
كنت أريد أن أفعل ما بوسعي هذه المرة، منذ أن وجدت نفسي متجسدة في هذا العالم.
كنت أعلم أحداث القصة الأصلية، وظننت أنني أملك على الأقل ميزة الوعي السابق، فربما أتمكن من أن أعيش كإنسانة طبيعية.
لكن… لم يكن هناك أي ميزة.
لا شيء تغيّر.
فحتى في حياة جديدة…كنت لا أزال أنا.
“…كْهَه…”
كتمت شهقتي وبدأت أفتش في جيبي، حتى أخرجت زجاجة صغيرة من الجرعة التي أحملها.
[جرعة الموت]
جرعة يستخدمها الجواسيس حين يُكشف أمرهم، ليتناولونها قبل أن يقعوا في قبضة التعذيب.
نزعت سدادة الزجاجة بأطراف أصابعي.
“…….”
فطالما أن الموت آتٍ لا محالة…
كنت أفكر…
في هذه الحياة، ربما يمكنني أن أموت على الأقل من دون ألم.
—
“هذا كل ما وُجد؟”
في يد كاليبس الكبيرة، كانت هناك فردة جورب صغيرة.
“نعم، لم نعثر على شيء آخر.”
دار الأيتام، الذي استغرق الوصول إليه أسبوعًا، كان أكثر قسوة وبرودة مما تخيّله.
منطقة مستنقعات موحشة، يصعب تصديق أن أحدًا قد عاش هنا.
وسط الأشجار المتشابكة كخيوط العنكبوت، وقف كوخ خشبي مهترئ، وحيدًا بين الأدغال.
حتى بعد أن حشد فرسانه لتفتيش المنطقة المحيطة بالكامل، لم يجدوا شيئًا… لا طفلًا، بل حتى لمحة من حياة.
وفي النهاية، جاء أحد الفرسان متأخرًا حاملاً جوربًا صغيرًا، يُعتقد أنه لطفل.
فقط ذلك لا أكثر.
هل هو جورب إيف؟
أغمض كاليبس عينيه بهدوء.
رغم أن هذه الأرض تُعرف باسم دوقية فوز،
فقد كانت أرضًا مهجورة، منسية، لم تطأها يد إنسان منذ زمن بعيد.
منذ الحرب، تحولت إلى أرض قاحلة لا يسكنها أحد.
وإن كانت كلمات آيشا صحيحة، وإن كانت فعلاً ابنته قد عاشت هنا فلا بد أنها فارقت الحياة منذ زمن.
وكان ذلك الجورب الممزق والبالي هو الدليل الصامت على ذلك.
حتى إنني لم أُنادِها باسمها قط
فكيف يُفترض بي أن أفتقدها الآن؟
حرّك مفاصل أصابعه الثقيلة بصعوبة، وقبض على الجورب بقوة،ذلك الجورب الصغير اختفى تمامًا داخل يده الكبيرة.
واختفى أيضًا بصيص الأمل الذي وُلِد داخله حين سمع كلمات آيشا.
“دعونا ننسحب.”
“أمرك، سيدي!”
دسّ الجورب في جيبه ، ثم صعد إلى العربة بصمت.
دون حتى أن يُلقي التحية على دوق فوز، غادر وفد عائلة كروست مملكة دوكتيا متجهًا إلى مملكة فروزن.
قعقعه، قعقعه—
تحركت العربة فوق الطريق الترابي الوعر، لكن الرجل الضخم، الذي يشبه الجبل، لم يُظهر أي علامة على الدهشة أو الانفعال.
حتى الحزن… لم يشعر به.
لقد عاد فقط إلى حاله السابق.
إلى ما كان عليه قبل أن يسمع من آيشا أن لديها معلومات عن مكان وجود الأميرة الشرعية.
لقد عاد الى ذلك الوقت الذى لم يكن يملك فيها سببًا ليعيش.
‘…الآن بشكلٍ كامل،’
أغلق الستارة التي كانت مفتوحة قليلاً.
‘لم يعد هناك سبب للحياة.’
فهو لا يستحق أن يعيش.
تلك كانت الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها كاليبْس التكفير عن ذنبه، لأنه فشل في حماية عائلته.
‘يمكن تسليم وراثة دوقية كروست إلى الفرع الجانبي، ماركيز ليلِيس.’
في اليوم الذي التقى فيه بـآيشا، كان قد حسم قراره بالموت، وبدأ يتخيل ما سيحدث بعد اختفائه.
إن مات، فسوف تعم الفوضى دوقية كروست لبعض الوقت.
لكن ماركيز ليلِيس، أحد فروع العائلة، كان دائماً مستعدًا لتولي الوراثة منذ اختفاء الورثة الشرعيين للدوقية.
بل وكان يترقب تلك الفرصة بشغف.
ورغم أنه لم يكن مرتاحًا للفكرة، إلا أن عائلة ليلِيس ستحسن التدبير.
فهم كانوا دومًا عائلة طموحة ومليئة بالحيوية، على عكس كاليبْس.
وبينما ظلّ غارقًا في أفكاره المتشابكة لأيامٍ، كان فرسان كروست قد وصلوا إلى القصر.
“سيدي، لقد وصلنا.”
كالِبس، وهو يرتدي القناع دون أي قوة، فتح باب العربة.
فانحنى كبير الخدم الذي كان بانتظاره مسبقًا برأسٍ مكسوٍّ بتعبيراتٍ قاتمة.
“لقد وصلنا الخبر، يا سيدي. من الأفضل أن تستريح أولاً.”
“حسنًا.”
أجاب كاليبْس بامتثال وتجاوزه، فتطلّع إليه كبير الخدم بنظرةٍ تحمل شيئًا من الدهشة.
يبدو أنه لم يتوقع أن يقبل الدوق المحطم لفقدان ابنته اقتراحه بهذه السهولة.
لكن لم يعد الأمر مهمًا.
ففي النهاية، سيُستبدل رأس دوقية كروست قريبًا.
ولن يضطر بعد الآن أولئك المحيطون به، المفعمون بالحيوية والنور، إلى السير على أطراف أصابعهم بسبب وجوده الثقيل.
ربما سيملأ ضحك الوريث الشاب لعائلة ماركيز ليلِيس القصر، فيعمّ صداه الأرجاء.
وفجأة، ركض أحد الفرسان الموكلين بحراسة بوابة القصر باتجاههم.
هذا هو الصواب.
فهو لم يكن يملك سببًا للعيش.
“س… سيدي الدوق…”
لا شك أن شيئًا قد حدث.
لكن كاليبْس لم يشأ أن يعرف.
“إن لم يكن الأمر طارئًا، فدعني أولًا…”
“تلك… تلك الطفلة الصغيرة، يبدو أنها هربت.”
توقفت خطوات كاليبْس عند تلك الكلمات.
في لحظة، انبثق في ذهنه وجه آيشا الذي نسيه فجأة.
ضفيرتان ذهبيتان تتفجران كنافورة.
وعينان زرقاوان تشغلان نصف وجهها.
ونبرة حديثها الجريئة وتعابيرها الماكرة.
هل اختفت… تلك الطفلة؟
“ابحثوا عنها حالًا.”
“أمرك!”
قلبه، الذي كان قد استعد للموت، بدأ يخفق بعنف.
كان على وشك العودة إلى غرفة نومه، لكنه خلع معطف الفرو الثقيل الذي كان يرتديه ورماه بلا مبالاة، ثم اندفع إلى داخل القصر.
فنظر إليه كبير الخدم، الذي كان يلاحقه، بملامح مذهولة وسأله:
“م-ما الذي تنوي فعله…؟”
“أولًا، يجب أن نعثر على تلك الصغيرة.”
“ماذا؟ نحن سنتولى الأمر يا سيدي، لا داعي لأن…”
“لا. لن تتمكنوا من العثور عليها بسهولة.”
تلك الفتاة… جاسوسة.
“سيدي!”
وفي تلك اللحظة—
بينما كان أحد الفرسان يخرج من باب المخزن، اقترب من كاليبْس وملامحه مشدودة بالتوتر، ثم ناوله شيئًا.
كان ذلك الشيء… زجاجة تحتوي على إكسير الموت.
“وجدنا الإكسير ملقى داخل المخزن، فقمنا بتفتيشه… لكن تلك الصغيرة…”
كان ذلك الإكسير وسيلة يستخدمها الجواسيس لإنهاء حياتهم قبل أن يتعرضوا للتعذيب.
هل يعقل… أن تكون قد…؟
“سيدي!”
دفع كاليبْس الفارس بقوة فجائية وأصدر أمرًا عاجلًا:
“سأكون في غرفتي لأستريح، تابعوا البحث عنها. ولا تسمحوا لأي أحد بالدخول إلى غرفتي!”
لم يكن هناك وقت.
نزع قناعه على عجل، وارتدى عباءة تخفيه، ثم غادر القصر متنكرًا في هيئة بستاني.
“آيشا! إن كنتِ هناك، أجيبي!”
صوته العميق، الذي لطالما بدا هادئًا، تَشَقّق إلى نداء يائس.
“آيشا، اخرجي! لا أحد غيري هنا!”
لا بد أن آيشا لم تغادر حدود القصر بعد.
فمدخل دوقية كروست، في غياب سيدها، يخضع لحراسة شديدة لا تسمح لأي أحد بالخروج.
“آيشا!”
إنها ليست سوى طفلة.
ومع ذلك، لمجرد أنها هربت… اجتاحه خوف هائل، كان أكبر من الموت نفسه.
“آيشا! إنه أنا، عمّك البستاني!”
لكنه، رغم تجواله الطويل خارج القصر، لم يعثر لا على شعرٍ ذهبي، ولا حتى على ظلّ لطفل.
هل يُعقل…؟
توقفت قدماه عن السير فجأة، وسط اضطراب مشاعره.
هل يُعقل أنها تناولت إكسير الموت بالفعل؟
لا… مستحيل. تلك الصغيرة لم تكن من النوع الذي يستسلم. كانت تقاتل بكل ما أوتيت من إرادة من أجل البقاء!
“…آيشا… أرجوكِ…”
ثم في تلك اللحظة—
“آ… عمي…”
كان يدفن وجهه بين يديه، غارقًا في دوامة من اليأس، حين سمع نحيبًا خافتًا يتسلل من مكانٍ ما.
وكالِبس، الذي لم يكن ليفوّت مثل هذا الصوت، رفع رأسه فجأة.
من داخل الحديقة.
من ركنٍ خفيٍّ في أحد أطرافها.
ركض دون تردد نحو ذلك الاتجاه، وهناك، خلف كومة من السماد والتراب، لاح له مدخل مجرى للصرف الصحي.
ومن داخل ذلك المجرى الرطب المظلم—
“آ… عمي… لقد ارتكبت الكثير من الأخطاء، لذلك… أردت أن أموت…”
كانت آيشا هناك، منكمشة على نفسها، تبكي.
“آيشا…”
“…أريد أن أعيش.”
عند هذا الجواب الخافت، سمع كاليبْس صوت شيء ما ينهار داخله.
لأول مرة، شعر وكأن هناك سببًا ليبقى حيًّا.
رغم أن الأسباب التي كانت تدفعه للموت لا تُعد،
فقط فكرة إنقاذ تلك الطفلة الصغيرة كانت كافية.
ومن أجلها—اشتعل داخله شوق يائس للحياة.
—–
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 10"