I am doomed to evil - 04
نظرتُ لاري ليونارد، الذي كان يحدّق في أوسكار بهدوء، قبل أن يقول بصوت رزين:
“أوسكار، كفاك! ستؤذيها!”
عندها، سحب أوسكار يده فورًا، وسحبتُ يدي بعيدًا، محاوِلةً تجاهل الألم الشديد الذي شعرتُ به. رغم ذلك، حرصتُ على ألّا أُظهر أي تعبير يدلّ على معاناتي. عندما نظرتُ إلى أوسكار، لاحظتُ تعبيرًا غريبًا على وجهه… لم أتمكّن من تفسيره، هل كان ندمًا أم إحباطًا؟ لم أفهم، لكنه اختفى سريعًا ليحلّ محله تعبيره البارد المعتاد.
ثم قال بنبرة هادئة، وكأنّ شيئًا لم يكن:
“أنا آسف… لم أقصد إيذائكِ… لكنكِ تثيرين غضبي.آسف.”
هاه؟ هل يمزح معي؟! كدتُ أفقد معصمي، وكلّ ما لديه ليقوله هو أن “الغضب طغى عليه”؟! حقًا، أكره الأشخاص أمثاله.
لكن قبل أن أتفوّه بشيء، أكمل أوسكار بحدّة:
“لكن، أوريانا، أنتِ المخطئة هنا. كان عليكِ التوقف عن ارتكاب الأخطاء.”
ثم التفت إلى ليونارد، مضيفًا بصوت حانق:
“انظر إليها الآن، التي كنتَ تدافع عنها بالأمس… ارتكبت نفس الأخطاء اليوم!”
لم أستطع التحمل أكثر، قدّمتُ نحوه بخطوات هادئة، لكن نظرتي كانت تزداد حدة :
“هل يمكنك أن تخبرني ما هو الخطأ الذي ارتكبته؟ هل تعرف حتى ما الذي حدث بيني وبين الخادمة؟”
ساد الصمت، ولم أحتج إلى إجابته، كنت أعرفها مسبقًا. “
بالطبع لا تعرف… لم تكلّف نفسك حتى عناء السؤال. دخلتَ هنا، قررتَ مسبقًا أنني المخطئة، وانتهى الأمر بالنسبة لك. أنظر إلى معصمي… لم يكن ينقص سوى القليل حتى تكسره لولا تدخل ليونارد.”
ثم ابتسمتُ بسخرية قبل أن أتابع:
“أتعرف؟ أنتَ جيدٌ جدًا في استخدام القوة، أوسكار، لكنني أتساءل… هل يمكنك أن تستخدمها ضد الأشخاص المناسبين، أم أنك تفضّل استخدامها ضدي فقط؟”
ساد الصمت للحظات، قبل أن يقطع ليونارد الجو المتوتر بقوله بهدوء:
“أنت المخطئ هنا، أوسكار. كان عليك أن تستمع إلى ما جرى من أوريانا قبل أن تصدر حكمك.”
نظر أوسكار إلى ليونارد، ثم ابتسم ابتسامة باردة وهو يقول:
“إذًا، أخبريني يا أوريانا… ماذا حدث؟”
نظرتُ إليه ببرود، ثم قلت بلامبالاة:
“هل أنا مضطرة لإخبارك؟”
رفع حاجبه باستغراب:
“هاه؟ ماذا تعنين؟”
فأجبته بصوت هادئ، لكنّه يحمل في طيّاته تحديًا واضحًا:
“هل أنت مالك الدوقية؟ أو الإمبراطور؟ أم ماذا بالضبط؟ لا أرى أنني مضطرة لإخبارك بأي شيء.”
حينها صرخ اوسكار بغضب:
“أنتِ ما الذي-“
لكن قبل أن يُكمل، سحبتُ الأداة التي أخرجتها من الدرج هذا الصباح، لوّحتُ بالأداة أمامه ببطء، تاركةً ضوء الغرفة ينعكس على سطحها المعدني اللامع… ثم نظرتُ إليه مباشرةً وابتسمتُ ابتسامة هادئة، “أظن أنك تعرف ما هذه، أليس كذلك، أيها الدوق الشاب؟”
اتّسعت عيناه بصدمة وهو يتمتم:
“هذه… هذه…”
أومأتُ برأسي:
“أجل، كما تظن… إنها أداة تسجيل عالية المستوى.”
استطعتُ رؤية الدهشة في عينيه. لم يكن ذلك مفاجئًا، فأدوات التسجيل هذه نادرة للغاية، وغالية الثمن، ولا تتوفر إلا في أماكن محدودة. لحسن الحظ، حصلتُ عليها بفضل الدوقة كاميلا.
تحدّث ليونارد عندها قائلاً:
“إذًا، هل يحتوي هذا الجهاز على تسجيل لما حدث؟”
أجبته بثقة:
“أجل، لكنه لن يُعرض إلا بحضور الدوق. لستُ مضطرة لعرضه أمام أي أحد آخر هنا.”
احتدّ غضب أوسكار، وأصبحت عيناه كجمرة متّقدة وهو يقول بغضب:
“ألا ترين أنكِ تقلّلين من شأني؟ أنتِ تتصرفين بوقاحة معي ومع ليونارد!”
ابتسمتُ بسخرية مجددًا، قبل أن أقول بهدوء قاتل:
“أنا لستُ مضطرة لاحترام من يعاملني باحتقار… ومن يعاملني بطريقة أقلّ حتى من الخدم.”
عندها، وضع ليونارد يده على كتف أوسكار، في محاولة لتهدئته، وقال بصوت هادئ:
“إذًا، أنتِ مصممة على عرض التسجيل فقط عندما يأتي والدي؟”
أومأتُ برأسي مجددًا، وقلت بحزم:
“هذا صحيح.”
أجاب ليونارد بهدوء:
“إذًا، لا بأس. أبي الآن في مكتبه وليس مشغولًا بأي اجتماع، لذا يمكنكِ عرض التسجيل عليه.”
ثم التفت إليّ قائلًا:
“هل نذهب؟ ستأتي معنا كلارا.”
ثم نظر إليها مباشرة وأضاف بلهجة باردة:
“ليس لديكِ مانع، أليس كذلك؟ بما أنكِ لستِ مخطئة.”
استدرتُ نحو كلارا، فلاحظتُ ارتجافًا واضحًا في تعابير وجهها… كانت تبدو مختلفة تمامًا عن الثقة التي أظهرتها في حديثها معي سابقًا.
أما فيكتوريا، فقد لاحظتُ لمحة خوف طفيف في عينيها، لكنها سرعان ما أخفته بابتسامة مشرقة. تقدمت نحوي قليلًا وسألت بلطف:
“أوريانا، هل يدكِ بخير؟ ما رأيكِ أن تأتي معي قبل أن نذهب إلى أبي؟ يمكنني علاجها لكِ.”
نظرت إليها ببرود وأجبت:
“لا داعي، ليس أمرًا كبيرًا. ستزول مع الوقت.”
لكنها لم تستسلم بسهولة، فأردفت بصوت قلق:
“ولكن، أختي…”
عندها، تقدم ليونارد ووضع يده على كتفي برفق، ثم قال بصوت هادئ لكنه حازم:
“فيكتوريا، أوريانا تريد الذهاب إلى أبي الآن. لا داعي لإجبارها على فعل شيء آخر.”
ثم التفت إليّ وسأل:
“هل نذهب الآن، أوريانا؟”
نظرت إليه وأجبت ببرود:
“حسنًا، فلنذهب.”
بدأنا في السير عبر الممرات الطويلة للقصر، بينما كانت فيكتوريا وكلارا تتبعاننا من الخلف، تتحدثان عن شيء ما بصوت منخفض لم أتمكن من سماعه بوضوح.
بينما كنت أمشي، لاحظت ظلًا يتحرك خلفي بسرعة… وشعرتُ بحركة غير طبيعية خلفي… ابتعاد فورًا، وبلمح البصر، كانت فيكتوريا هي من يسقط أرضًا. عيناي اتسعتا في لحظة استيعاب الحقيقة”
“هاه…؟”
تجمدت لثوانٍ، قبل أن أدرك ما حدث-لقد كانت تحاول إسقاطي! أدركت السبب على الفور… أرادت تحطيم أداة التسجيل، فهي هشة ويمكن كسرها بسهولة.
لكن بدلًا من الاعتراف، تجمّدت لثوانٍ… ثم انهمرت في البكاء فجأة، وكأنها كانت تنتظر اللحظة المناسبة.
“هاه… لا تخبرني أنها ستقول الآن أنني-“
قاطعتني بصوت متحشرج:
“أختي… أنا آسفة! لم أكن أقصد!”
سرعان ما هرعت كلارا إليها وجلست بجانبها على الأرض، ثم رفعت رأسها ونظرت إليّ بغضب مصطنع قائلة:
“آنسة أوريانا، لماذا دفعتِ الآنسة فيكتوريا؟ هذا قاسٍ جدًا!”
كما توقعت… بما أنها لم تنجح في كسر الأداة، فهي تحاول إلصاق التهمة بي الآن.
لكن قبل أن أنطق بحرف، جاء صوت حاد مليء بالغضب:
“كلارا.”
التفتُ لأجد أوسكار يقف على مقربة، يرمق كلارا بنظرة باردة حادة.
“هل رأيتِ أوريانا تدفع فيكتوريا بنفسك، أم أنكِ تتحدثين بلا دليل؟ ومن سمح لكِ بالتكلم من الأساس؟”
ارتبكت كلارا وقالت بصوت خافت:
“سيد أوسكار، كل ما قصدته هو-“
لكنه قاطعها بحدة:
“لا يهمني ما كنتِ تقصدين، لأنني رأيت كل شيء… وأوريانا لم تدفع فيكتوريا.”
ثم انحنى قليلًا نحو فيكتوريا، التي كانت لا تزال على الأرض، وقال بصوت هادئ لكنه نافد الصبر:
“فيكتوريا، هل أنتِ بخير؟ هيا، انهضي.”
سرنا حتى وصلنا إلى غرفة الدوق. استأذن أوسكار للدخول، وعندما سُمح لنا، دخلنا إلى الداخل. ما إن وقع نظر الدوق علينا، حتى ارتسمت على وجهه ملامح الاستغراب، ثم سأل بصوت حازم:
“لماذا الجميع هنا؟ ما الذي يحدث؟”
تقدم أوسكار خطوة للأمام وأجاب بثقة:
“أوريانا متهمة مجددًا بارتكاب خطأ لم تفعله، وجاءت لتثبت براءتها أمامك.”
تحول نظر الدوق نحوي، وعلى وجهه مزيج من الغضب والتساؤل:
“ما الذي يحدث يا أوريانا؟ هل لديك ما تقولينه؟”
أومأت بهدوء وتقدمت نحو مكتبه، وضعت أداة التسجيل أمامه وقلت ببرود:
“أريدك أن تستمع إلى هذا بنفسك، لتحكم إن كنت مخطئة أم لا.”
ضغطت زر التشغيل، وبدأ الصوت ينبعث من الجهاز، كاشفًا كل ما حدث في الغرفة. ما إن بدأ الصوت يخرج من الجهاز حتى اتسعت عينا فيكتوريا، وسرعان ما أمسكت بتلابيب فستانها، وكأنها تحاول إخفاء توترها. أما كلارا، فقد بدت وكأن الدم قد تجمد في عروقها. ومع نهاية التسجيل… ساد الصمت. ثقيلًا. خانقًا. قبل أن تتحول جميع الأنظار نحو كلارا، التي كانت مختلفة تماما عما كانت عليه من قبل. كانت ترتجف، عاجزة عن الكلام، قبل أن تهمس بصوت مرتجف ومهزوز:
“أ-أنا… ل-لم أفعل ذلك! ه-هذا التسجيل… مزيف! أنا متأكدة!”
ساد الصمت للحظة، ثم ارتسمت على وجه ليونارد تعابير لم أرها من قبل-كانت باردة حد التجمد، نظرة تحمل قسوة مخيفة وهو يقول ببرود قاتل:
“هل تدركين ما الذي كنتِ تقولينه لأوريانا في الغرفة؟ والآن تحاولين إنكار ذلك بكل بساطة؟”
ثم تقدم أوسكار ناحيتي فجأة، ومد يده قائلاً بصوت جاد:
“أعطني يدك، أوريانا.”
نظرت إليه للحظة، ثم مددت يدي بهدوء. ألقى نظرة على كتفي، حيث كان الحرق واضحًا، ثم استدار نحو كلارا وسألها بحدة:
“أخبريني يا كلارا، ما هذا الحرق على كتف أوريانا؟”
تجمدت كلارا في مكانها، لم تستطع التفوه بكلمة واحدة. كانت عيناها تتسعان، وكأنها عالقة بين خيارين كلاهما مهلك.
وقبل أن تنطق بأي شيء، قُطع الصمت بذلك الصوت المزعج-صوت فيكتوريا وهي تنفجر في بكاء مصطنع، وكأنها تحاول قلب الطاولة مجددًا…
“كلارا، كيف تجرؤين على قول مثل هذا الكلام عن أختي الكبرى؟”
اقتربت فيكتوريا مني، متظاهرة بالحزن والقلق، وأمسكت بيدي برقة قبل أن تقول بصوت خافت:
“أوريانا، لم أكن أعلم أنكِ تعانين بهذا الشكل مع هذه الخادمة… أنتِ يا أختي مسكينة ، لا بد أن الأمر كان صعبًا عليكِ.”
حاولت كلارا التحدث، فهتفت بصوت مرتجف:
“آنسة فيكتوريا! أنتِ من أمرتني بفعل ذلك للآنسة أوريانا! لقد طلبتِ مني أن أفعل ذلك!”
اتسعت عينا فيكتوريا وامتلأت بالدموع، ثم بدأت بالبكاء قائلة بصوت منكسر:
“كيف يمكنكِ أن تتهميني بهذا؟! أنا لا يمكنني إيذاء أختي!”
في تلك اللحظة، دوّى صوت أوسكار في القاعة بغضب:
“يا لكِ من وقحة! لم يَكفِكِ الافتراء على أوريانا، والآن تتهمين فيكتوريا ظلمًا؟!”
ثم اتبع دوق إدوارد بصوت حازم:
“اعتبري نفسكِ من اليوم مطرودة. وساصدر أمرًا بمنعكِ من العمل كخادمة في أي قصر من قصور النبلاء!”
ثم التفت إلى الحراس وأمرهم:
“خذوها من هنا.”
بدأت كلارا تصرخ بيأس بينما كان الحراس يسحبونها خارج القاعة:
“صدقوني! سيدي الدوق، السيدة فيكتوريا هي من أمرتني! أرجوكم، صدقوني!”
لكن أحدًا لم يستمع إليها. وبمجرد أن اختفى صوتها خلف الأبواب المغلقة، اقترب أوسكار من فيكتوريا ليهدئها.
راقبتُ المشهد ببرود قبل أن أفكر بسخرية:
“هل تمزح معي؟ لم يُصب معصمها بأذى حتى، ومع ذلك تركض إليها وكأنها الضحية الحقيقية هنا!”
تكلام الدوق بلطف معي وقال:
“أوريانا، سأعين لكِ خادمة شخصية جديدة، وسأرسل إليكِ كبيرة الخدم لتختاري واحدة بنفسك.”
شعرتُ بالاشمئزاز من الفكرة. “خادمة جديدة؟ لا أريد، ولا أحتاج إلى خادمة من الأساس.”
اتسعت عينا أوسكار غضبًا، ثم صاح بنبرة مستنكرة:
“هل فقدتِ عقلكِ؟ كيف يمكن لنبيلة ألا يكون لها خادمة شخصية؟!”
ابتسمتُ بسخرية، ثم نظرت إليه بتحدٍّ:
“نبيلة؟ وهل تعامل النبيلة كما لو كانت أدنى من الخدم؟ هل يمكنك أن تضمن لي، أيها الدوق الشاب، أن الخادمة الجديدة لن تعاملني بالطريقة ذاتها؟ أفضل ألا يكون لي خادمة على أن أُعامل بهذه الإهانة.”
ساد الصمت في القاعة، قبل أن يقطعه صوت ليونارد الهادئ:
“دعونا نتركها تفعل ما تشاء. أوريانا،ثم التفت إليّ ومد يده قليلاً كما لو كان مستعدًا لمرافقتي أعتقد أنه من الأفضل أن تذهبي إلى غرفتك الآن لتستريحي. سأرافقكِ إلى هناك.”
نظرتُ إليه ببرود، ثم قلت:
“لا داعي، أعرف مكان غرفتي جيدًا، يمكنني الذهاب وحدي.”
ابتسم بلطف وأجاب:
“لكني أرغب في مرافقة أختي الصغرى إلى غرفتها. تبدين متعبة، لذا سأذهب معكِ.”
لم أرغب في الجدال معه أكثر، فتنهدت وقلت بملل:
“افعل ما تشاء.”
حين وصلنا إلى غرفتي، وقبل أن أدخل، أمسك ليونارد بيدي برفق وقال بصوت جاد، لكن نبرة من الأسف تسللت إليه:
“أنا آسف… لم أكن أعلم أنكِ تعانين بهذا الشكل. عادةً، لا أحب التدخل في شؤون العائلة، ولم اكن ارغب بي الاقتراب منك او من فيكتوريا، لكن انا…”
ساد الصمت للحظة، قبل أن يخرج شيئًا من جيبه ويناولني إياه، ثم قال:
“خذي هذا، سيساعدكِ على تخفيف الألم.”
ثم استدار ورحل قبل أن أنطق بكلمة.
وقفت للحظات، أحدق في الشيء الذي أعطاني إياه، هذا؟
“العدالة انتصرت هذه المرة… لكن هل ستظل الأمور بهذه السهولة؟ 😏🔥 ما رأيكم في تصرفات أوسكار؟ وهل ليونارد حقًا في صف أوريانا؟ 🤨✨ شاركوني أفكاركم!”
كلماتكم وتشجيعكم في التعليقات تعني لي الكثير! 💖💬 لا تبخلوا عليّ برأيكم ودعمكم، فهذا ما يجعلني أواصل الكتابة بحماس أكبر! ✨🔥
لا تنسوا متابعة حسابي علي انستا لمعرفة كل جديد aya.san._1@