I am doomed to evil - 03
بعد أن أمسكتُ بتلك الأداة، لاحظتُ أنها تالفة قليلًا. حاولتُ تشغيلها، وبدا أنها لا تزال تعمل رغم تلفها وشكلها القديم. على الأرجح، يمكن استخدامها مرة أو مرتين على الأكثر، لذا يجب عليَّ اختيار أهدافي بدقة.
سأبدأ بذراع فيكتوريا اليمنى، الخادمة المخلصة لها، خادمتي الشخصية كلارا. الآن، عليَّ استدعاؤها، لكن أين هي؟ أليس من المفترض أن تكون هنا بما أنها خادمتي الشخصية؟ حسنًا، أتذكر أنها لم تكن تبقى في غرفتي، بل كانت تقضي وقتها في غرفة فيكتوريا وتتركني وحدي. عليَّ الذهاب لاستدعائها.
بينما كنتُ أمشي في الممرات، لاحظتُ نظرات الخدم المليئة بالاستحقار أو الاستغراب. لا عجب، فأوريانا لم تكن تخرج من غرفتها أو تحمل هذا البرود الذي أظهره الآن. لكن هذا لا يهم. بعد وقت قصير، وصلتُ إلى غرفة فيكتوريا. كانت الغرفة تشبه غرفتي كثيرًا، ولم يكن هناك اختلافات كبيرة.
طرقتُ الباب، وسمعتُ صوت فيكتوريا يقول: “تفضلي”.
هاه؟ لقد طلبت مني الدخول دون أن تعرف حتى من أنا؟ فتحتُ الباب، وكانت الصدمة واضحة على وجه الجميع، خاصة فيكتوريا. كانت فيكتوريا شاردة تمامًا، وكأنها تفكر في أشياء كثيرة.
“ما الذي تفعله أوريانا هنا؟ لم تأتِ إلى هنا من قبل. في الحقيقة، هي لا تخرج من غرفتها أبدًا.”
تقدمتُ إلى الداخل وقلت ببرود: “فيكتوريا، لدي سؤال واحد فقط. من المفترض أن تبقى الخادمة الشخصية بالقرب من سيدتها، أليس كذلك؟”
أجابت بارتباك: “أجل، يا أختي، لكن لماذا هذا السؤال؟”
نظرتُ إليها بحدة: “إذن، ما الذي تفعله خادمتي عندك؟”
اتسعت عيناها، وسرعان ما بدأت الدموع تتساقط منها وهي تقول بصوت مرتجف: “أختي… كنا جميعًا نتحدث. جمعتُ الخادمات معًا لكي يسترحن ونتحدث مع بعضنا ونتقرب من الجميع. ما رأيك أن تنضمي إلينا؟”
رددتُ ببرود: “أنا لم آتِ إلى هنا للانضمام إليكِ. أليس من المفترض أنه عندما تأخذين خادمتي، تطلبين إذني أولًا؟ فيكتوريا، سأقول لك شيئًا واحدًا فقط: من الأفضل لكِ ألا تقتربي مني أو من أشيائي.”
بدأت فيكتوريا تذرف دموع التماسيح المعتادة، وقالت بصوت باكٍ: “أختي، لماذا أنتِ قاسية هكذا؟ كل ما أردته هو راحة الخادمات.”
تأملت دموعها المتساقطة، لكنها لم أشعر بأي تعاطف. كم مرة رأيت هذا المشهد من قبل؟ نفس الوجه البريء، نفس الارتجاف المصطنع في صوتها..
نظر إليَّ الخدم بنظرات استحقار، وبدأوا في تهدئة فيكتوريا. يا له من مشهد مثير للاشمئزاز. رؤيتها تتصنع البكاء بهذا الشكل… كم هذا مقزز. الآن، الجميع يرونني كشريرة أكثر من قبل، لكن لا يهمني ذلك.
التفتُ إلى كلارا وأمرتها بمتابعتي. كانت تنظر إلى فيكتوريا قبل أن تغادر، عندما التفتت كلارا إلى فيكتوريا وكأنها تنتظر إذنها، لم أستطع منع نفسي من الابتسام بسخرية. كما توقعتُ تمامًا، لم تكن خادمتي بقدر ما كانت خادمتها.
بعد مغادرتي، بدأ الخدم في تهدئة فيكتوريا.
“آنسة فيكتوريا، لا تدعي ذلك يحزنكِ. أنا متأكدة من أن الآنسة أوريانا ستُجازى على أفعالها الشريرة وستندم لاحقًا.”
أجابت فيكتوريا بابتسامة لطيفة: “لا تقولي هذا عن أختي. أنا متأكدة من أنها لم تقصد كل هذا. أختي فقط سيئة في التعبير عن مشاعرها واختيار كلماتها… لا أعلم ما الذي غيّرها، لكنني أتمنى أن تعود كما كانت..”
ردت إحدى الخادمات: “آنسة فيكتوريا، كم أنتِ لطيفة!”
“أجل، سيدتنا هي الأفضل والأنقى. سنترككِ الآن لترتاحي.”
أجابت فيكتوريا بلطف: “شكرًا لكم.”
بمجرد أن أُغلِق الباب، زالت تلك الهالة البريئة، وظهر وجهها الحقيقي. عيناها اللطيفتان قبل لحظات امتلأتا ببرود قاتل، وشفتيها اللتين نطقتا بالكلمات الرقيقة قبل قليل عضت علىهما بغضب.
“ما الذي يحدث مع أوريانا؟ لماذا تتصرف بهذا الشكل؟ المفترض أن تبقى بعيدة ولا تتخذ أي خطوة. كانت مجرد لعبة في يدي، وكانت بخضوعها تسهِّل تنفيذ مخططاتي. لكنها الآن… رغم أنها تبدو أكثر شرًا، إلا أنني لا أعلم إن كانت خططي ستسير كما أريد. سأعتمد قليلًا على كلارا، ربما تستطيع إعادتها إلى ما كانت عليه.”
دخلتُ إلى غرفتي وخلفي كلارا. جلستُ على كرسيي وأمرتها بإغلاق الباب. ثم نظرتُ إليها ببرود.
“كلارا، أريد أن أسألكِ. البارحة، أمرتكِ بإعداد الحمام لي، لكنني وجدته باردًا. واليوم، عندما استيقظت، لم أجد فطوري ولم أجدكِ هنا. هل يمكنكِ أن تخبريني لماذا؟”
نظرت إليّ باحتقار شديد وقالت ببرود: “منذ متى وأنا أعد لكِ حمامًا ساخنًا أو أُحضِّر لكِ الفطور؟ دوري يقتصر فقط على إعداد وجبة الغذاء لكِ حتى لا تموتي جوعًا، أوريانا.”
ابتسمتُ بسخرية، ثم انفجرتُ ضاحكة: “هاهاها! هههه! ههههههه!”
ارتجف كتفا كلارا قليلًا، ربما لم تكن تتوقع رد فعلي هذا، لكنني واصلتُ الضحك ببرود.
رفعتُ يدي إلى فمي ومسحت دمعة صغيرة تسللت من عيني بسبب الضحك. ثم نظرتُ إليها بحدة،
“ما الذي تعنينه؟ كيف تتحدثين معي هكذا؟ أنتِ مجرد خادمة وضيعة، كيف تجرئين على مخاطبتي بهذه الطريقة؟ ألستِ خائفة حتى؟”
ابتسمتْ بمكر شديد وقالت لي: “”أخاف؟ هه! من ماذا بالضبط؟ لا أحد يهتم لأمركِ هنا، آنسة. سواءً كنتِ على قيد الحياة أم لا، الأمر سيّان بالنسبة لهم. لن يصدقكِ أحد حتى لو أخبرتيهم بما يحدث، لذا من الأفضل لكِ أن تعودي مطيعة وتنفذي كل ما يُطلب منكِ. وإلا… قد تتعرضين لحروق أخرى مثل الحرق الذي على كتفكِ. لا تنسي، أنتِ مجرد عار على هذه الدوقية.”
بمجرد أن سمعتُ كلماتها، لم أتمالك نفسي. صفعْتُها بقوة، فسقطت على الأرض. سمعتُ صوت ارتطامها بالأرضية، ورأيتُ عينيها تتسعان بصدمة، لكنها سرعان ما تماسكت.
رفعت يدها إلى وجنتها، حيث بدأت حمرة الصدمة تظهر على بشرتها. عضّت على شفتيها وكأنها تحاول كبح غضبها، لكنها لم تستطع إخفاء ارتعاش يدها الطفيف.
“عار؟ هذه الكلمة سمعتها كثيرًا، لكن لن أسمح لخادمة وضيعة مثلكِ بأن تقولها لي.”
نظرت إليَّ بغضب، ثم ابتسمتْ بسخرية: “هل تعتقدين أن تصرفكِ هذا سيجعل منكِ شخصًا أقوى؟ لقد جعلتِ نفسكِ فريسة سهلة.”
بدأت بالبكاء المصطنع، عيناها لم تحملا أي أثر للحزن الحقيقي، بل كانت تراقبني من طرف رمشيها، تترقب ردة فعلي.
وبسبب الضجة، فجأة، انفتح الباب بعنف، وارتطم بالجدار بقوة، مما جعل الهواء في الغرفة يثقل فجأة.
وقف أوسكار عند المدخل، عينيه الباردتين تمسحان الغرفة سريعًا، قبل أن تستقران عليّ.
كان جسده مشدودًا، كأنه على وشك الانقضاض، وصوته خرج أكثر حدة مما توقعت:
“ما سبب هذه الضجة هنا؟”
دخلت بعده فيكتوريا، وقد وضعت يدها على صدرها ثم أسرعتْ بالدخول، عيناها تبرقان بقلق مصطنع، لكنني رأيت الترقب في ملامحها. وكأنها تنتظر لحظة مناسبة لإلقاء اللوم عليّ.
“أختي، لماذا تفعلين هذا؟ كلارا لم تفعل شيئًا!”
تابعت بقلق: “إن كنتِ ضربتها لأنها جاءت إليّ، كان يجب أن تضربيني أنا، لا أن تعامليها بهذه القسوة!”
رأيت كلارا تنهمر في البكاء وهي تقول بصوت مرتجف: “لقد صفعتني فقط لأنني طلبت منها أن تكون ألطف مع الجميع… لم أكن أتوقع أن تفعل هذا بي!”
نظرتُ إليها باستغراب، كنتُ أرغب في الضحك مجددًا، لكني منعت نفسي. أردتُ فقط أن أعرف كيف تمتلك هذه القدرة على التظاهر بالبكاء بهذه السهولة.
ثم سمعتُ همسة خافتة من إحدى الخادمات تقف بالقرب من الباب: ‘الآنسة أوريانا تتصرف كوحش جامح… لا عجب أن الجميع يكرهونها.’ لم تكلف نفسها عناء خفض صوتها كثيرًا. أرادتني أن أسمع.
قبل أن أتمكن من الرد، شعرتُ بقبضة قوية تمسك معصمي، رفعتُ رأسي لأجد أوسكار يقترب مني، وجهه متجهم، وأصابعه تضغط بقوة حتى شعرتُ بألم حاد.
قال بلهجة صارمة: “هذه هي المشكلة الثانية التي تتسببين بها في اليوم الثاني فقط! لم يمضِ وقت طويل على المشكلة السابقة، ومع ذلك تكررين الأخطاء نفسها دون أي ندم. ألم تتعلمي شيئًا؟”
نظرتُ إليه مباشرة وقلتُ ببرود: “أتيتَ للدفاع عنها دون حتى أن تسألني عما حدث؟ لم أكن بحاجة إلى سؤالك لأعرف أنك ستقف ضدّي كالعادة، أليس كذلك؟ كما هو متوقع… لم تعتبرني أختك يومًا، أليس كذلك، أيها الدوق الشاب؟
تجمد للحظة، ونظر إليّ بدهشة ممزوجة بالغضب. كانت هذه المرة الأولى التي لا أناديه فيها بـ”أخي”، لكنه بدا وكأنه يفضّل ذلك.
ضغطت أصابعه بقسوة على معصمي، وكأنها تحاول طحن العظام تحته. شعرتُ بوخزٍ حاد يمتد حتى طرف أصابعي، لكنني حبستُ أنفاسي ولم أُظهر أي ضعف. قال بصوت بارد: “أوريانا، ألا تدركين أنك تزدادين شرًّا يومًا بعد يوم؟ لم أعد أحتمل هذا بعد الآن.”
ضغط على معصمي بعنف حتى لم أعد أحتمل، وصرختُ: “توقف! هذا يؤلم!”
في تلك اللحظة، امتدت يد أخرى وأمسكت بمعصمي، بقوة لا تقل عن قوة أوسكار. لكن هذه المرة… كانت برودة مختلفة تمامًا، برودة تحمل معها إحساسًا غير مألوف، وكأنها تحذرني قبل حتى أن أرفع رأسي لأرى من هو صاحبها.
الأمور تزداد تعقيدًا… برأيكم، كيف ستكون ردة فعل أوريانا على ما حدث؟ توقعاتكم تهمني! 👀🔥
وهنا تنتهي القصة… أو ربما هي مجرد البداية؟ 🔥 توقعاتكم للفصل القادم من هو صاحب اليد الاخري برايكم؟
✨ “إذا أعجبكم الفصل، لا تنسوا ترك تعليق! حتى لو بكلمة واحدة، فهي تعني لي الكثير! ❤️✍️