I am doomed to evil - 02
بابتسامة مشرقة ووجه لطيف دخلت تلك الفتاة… إنها فيكتوريا.
أعرف هذه الابتسامة… إنها نفسها تلك الابتسامة التي رأيتها في حياتي السابقة. ابتسامة بريئة، لكنها مجرد قناع يخفي خلفه خبثًا لا متناهيًا. مكرها لا يعرف حدودًا، وكرهها أعمق مما يتصوره أحد.
لكن عندما نظرت إليها مباشرة في عينيها، تسلل ارتجاف غير إرادي إلى جسدي. شعرت بقشعريرة خفيفة تمر عبر عمودي الفقري.
عبستُ قليلًا.
ما هذا؟ جسدي يتفاعل تلقائيًا؟ أهه… هذا بسبب أوريانا السابقة، أليس كذلك؟ يبدو أن هذا الجسد لا يزال يحمل آثار خوفها المتجذر منها. ولكن، أنا لستُ أوريانا التي تعرفينها.
فيكتوريا تقدمت بخطوات هادئة، وحدقت إليّ بعينيها اللامعتين، قبل أن تقول بصوت ناعم ملائكي:
“أختي، هل أنتِ بخير؟ أنا أعرف أنكِ لم تقصدي ذلك! أبي، صدقني، أختي لم تقصد ذلك. صحيح أنها سكبت النبيذ على فستان الأميرة عندما كنا نتحدث عن جماله، لكنها لم تفعل ذلك عن قصد… أرجوك، صدقني!”
كل هذا، بينما كانت عيناها اللامعتان تنظران برجاء، وصوتها يقطر لطفًا زائفًا.
هل هكذا تحاولين إظهار نفسكِ كالملاك؟
هل تعتقدين أنكِ بهذه الطريقة ستجعلين الجميع يرونني كالشريرة، بينما أنتِ الفتاة البريئة التي تسامح الجميع وتحبهم؟
لكن قبل أن أفتح فمي للرد، جاء صوت الدوق حازمًا، ليقطع تلك المسرحية الرخيصة ببرود:
“فيكتوريا، لقد كنا نتحدث أنا وأوريانا، ولم أطلب منكِ الإدلاء بأي شيء. أنا أعلم أن أوريانا لم تفعل شيئًا، لذلك فليتوقف الجميع عن التحدث عن هذا الموضوع.”
عيناي اتسعتا قليلاً.
هاه؟ لقد أوقفها بهذه البساطة؟
فيكتوريا ارتجفت قليلاً، عضت على شفتها وكأنها تحاول حبس دموع التماسيح، قبل أن تهمس بصوت مرتعش:
“أ-أبي… لا تغضب… أنا لم أ-أقصد أي شيء…”
لكن الدوق لم يعرها اهتمامًا، واكتفى بتوجيه أمر صارم:
“أوريانا، ارتاحي الآن. وأنتِ يا فيكتوريا، عودي إلى غرفتك. أين هي الخادمة الشخصية… كلارا؟”
كان اهتمامي علي فيكتوريا ترتعش بسبب صراخ الدوق عليها.
إنها تستحق حقًا ما جرى لها!
كانت تحاول أن تظهرني بصورة الشريرة، ولكن الدوق أوقفها عند حدها! كما ذكر عنه في الرواية، إنه عادل بين الجميع، ولا يفضل أحدًا من أبنائه على الآخر. إنه مختلف تمامًا عن والدي في حياتي السابقة… لقد أحببت شخصيته.
وهنا فتح الباب، وظهرت فتاة ذات شعر أسود وعيون سوداء، تبدو في السادسة عشرة من عمرها، ثم انحنت له باحترام:
“نعم، سيدي الدوق.”
قال الدوق بصوت صارم ولكن هادئ:
“اعتني بأوريانا، وفّري لها كل ما تحتاجه حتى تستريح جيدًا.”
“حاضر، سيدي الدوق.”
أثناء خروجه من الغرفة، التفت ونظر إليّ نظرة لم أستطع تفسيرها.
هاه؟ لماذا ينظر إليّ بهذه الطريقة؟
هل لا يزال يعتقد أنني مذنبة؟ حسنًا، لا يهمني ما يعتقده أيضا.
فيكتوريا استدارت نحوي بابتسامة متكلفة، لكن عينيها كانتا تشتعلان غضبًا مكبوتًا:
“إذًا، سأغادر الآن يا أختي. أتمنى أن تستريحي جيدًا… إلى اللقاء.”
رؤيتها تكافح لإخفاء غيظها جعلني أشعر بسعادة لا توصف.
أخيرًا! لقد رأيت هذا التعبير على وجهها!
هذا التعبير… لم أكن لأراه على وجه أختي في حياتي السابقة أبدًا!
أتساءل… لو قمتُ بردع أختي السابقة عند حدها، هل كانت ستظهر هذا التعبير؟
لكن لا داعي للتفكير في الماضي.
التفتُّ إلى كلارا وقلت بصوت هادئ:
“كلارا، خذي أختي إلى غرفتها”
لكن فيكتوريا سارعت بالرد، محاوِلة التماسك:
“لا داعي، شكرًا لعطفكِ يا أختي، ولكني سأذهب وحدي”
ابتسمتُ ببرود:
“لا يجوز أن تذهبي وحدكِ بعد أن وبّخكِ أبي. يجب أن أؤدي واجبي كأختكِ الكبرى.”
توترت عينا فيكتوريا للحظة، لكنها سرعان ما أجبرت نفسها على الابتسام:
“ش-شكراً لكِ يا أختي…”
لكن تعبير الغيظ على وجهها لم يكن خافيًا عني.
استدارت سريعًا وهي تقول:
“هيا بنا، يا كلارا.”
أجابت الخادمة بانحناءة خفيفة:
“حاضر، سيدتي.”
في تلك الاثناء بينما كان الدوق يعود لمكتبه فكر بعمق
“هذا غريب… هذه أول مرة تناديني فيها أوريانا بالدوق، كما أن هذه أول مرة تظهر تعبيرات باردة بهذا الشكل. هل حدث شيء ما في الحفلة؟ حتي لو سألتها لا أتوع ان تجيب يجب أن أعرف ما الذي جرى ليجعلها تتصرف هكذا
التفت إلى أحد خدمه المخلصين، نيكولاس، الذي دخل فور استدعائه.
وهنا حضر شخص بشعر اسود وعيون بنية
نيكولاس : نعم يا سيدي الدوق كيف يمكنني خدمتك
الدوق: اريدك ان تتحق ما الذي جري في الحفلة التي ذهبت اليها اوريانا اريد ان اعرف كل شئ بالتفصيل
نيكولاس : حاضر سيدي الدوق
بعد مغادرة فيكتوريا، بقيت أوريانا وحدها تفكر…
“حسنًا، ماذا علي أن أفعل الآن؟”
“عليّ أن أتذكر ما الذي جرى في الرواية…”
في الرواية الأصلية – “الأميرة وعبء المعجزة”، تدور الأحداث حول الأميرة سيلينا ديلور، أميرة إمبراطورية أوكتافيا، التي تمتلك قدرة على الشفاء، مما جعلها مطمعًا للنبلاء الذين أرادوا استغلالها. وبسبب طيبتها وسذاجتها، وجدت نفسها دومًا في مواقف خطرة.
الأشخاص الذين وقفوا بجانبها كانوا:
أدريان إيـزك: ابن وزير الوزراء، والبطل الرئيسي.
الأمير فاليوس ريتشارد: وريث مملكة رافينيا.
لوسيان جوليوس: ساحر الظلام.
في الرواية، ظهرت فيكتوريا كشريرة رئيسية لكنها كانت تخفي حقيقتها خلف قناع، بينما كانت أوريانا تُعتبر شريرة في نظر الجميع رغم أنها لم تفعل شيئًا.
أما مصير أوريانا؟
لقد تم إعدامها في سن التاسعة عشرة بعد اتهامها زورًا بمحاولة قتل الأميرة سيلينا.
“حسنًا، لنرَ…”
نظرتُ إلى انعكاسي في المرآة، وبدا أنني في السابعة عشرة من عمري. إذن، تبقى لي سنتان قبل موتي.
سأستمتع بهما قدر الإمكان!
“أنا ابنة دوق، هذا يعني أنني ثرية! سأستمتع بالطعام والملابس وكل شيء قبل أن أموت.”
“في حياتي السابقة، كنتُ مديرة لشركة كبيرة، وكنت أعمل ليل نهار بلا توقف، ولم أستمتع حتى بالثراء الذي كنت أملكه. لذا، سأستمتع بهذه الحياة!”
أول شيء عليّ فعله الآن هو الاستحمام وتغيير هذا الفستان المزعج. ولكن…
“أين كلارا؟ لقد تأخرت منذ أن ذهبت مع فيكتوريا…”
طرق… طرق…
كلارا:
“سيدتي، لقد أتيت.”
“ها! لقد أتت فورًا عندما ذكرتها!”
استدرتُ نحوها وقلت لها:
“ادخلي.”
ثم سألتها مباشرة:
“هل أوصلتِ فيكتوريا إلى غرفتها؟”
كلارا:
“نعم، سيدتي.”
أوريانا:
“حسنًا، جهّزي لي الحمام، أريد الاستحمام. وبعدها، أحضري لي بعض الطعام… ولا تنسي الحلوى!”
منذ بداية حديثي، كانت كلارا تبدو مندهشة.
“حسنًا، لابد أنها مصدومة… فأوريانا كانت في الرواية فتاة هادئة، أما الآن، فأنا أتصرف بطريقة مختلفة تمامًا.”
انتظرتُ لبعض الوقت، ثم سمعت صوتها من الخارج.
كلارا:
“آنستي، تم تجهيز الحمام.”
أوريانا:
“حسنًا، يمكنكِ المغادرة.”
بعد أن دخلتُ للاستحمام وخلعتُ ملابسي، لاحظتُ شيئًا غريبًا…
“هاه؟ ما هذا؟ لماذا توجد هذه العلامات على جسد أوريانا؟”
أنا لا أتذكر أي شيء عنها… رغم أنني تجسدتُ في هذا الجسد، إلا أن هناك بعض الذكريات المشوشة التي لا أستطيع تذكرها جيدًا. شعرتُ بألم مفاجئ في رأسي، وكأن شيئًا يمنعني من التذكر، لكن… هذه العلامات…
“إنها علامات حروق…!”
كلما حاولتُ تذكر شيء عنها، ازداد الألم في رأسي، لكن بعض الذكريات بدأت تعود لي ببطء مع مرور الوقت.
“حسنًا، لن أضغط على نفسي… سأترك الذكريات تعود بمرور الوقت.”
لكن الآن، هناك شيء آخر يزعجني…
“لماذا هذا الماء ليس دافئًا؟! ما الذي يحدث بحق الجحيم؟!”
أنا متأكدة أنني طلبتُ من الخادمة تجهيز الحمام لي، إذن… لماذا الماء بارد؟!
“رأسي… الألم لا يُحتمل. لا خيار أمامي سوى النوم قليلًا، وبعدها سأقرر كيف سأتصرف مع تلك الخادمة.”
خرجتُ من الحمام دون أن أتمكن حتى من الاستحمام. شعرتُ بالإرهاق وألم الرأس يزداد، وعندما خرجتُ، وجدتُ كلارا واقفة هناك.
كلارا:
“سيدتي، هل انتهيتِ من الاستحمام؟”
أوريانا:
“لا، أشعر بألم في رأسي… سأرتاح قليلاً، وعندما أستيقظ، قومي بإعداده لي مجددًا.”
استلقيتُ على السرير الناعم المريح، وبمجرد أن أغمضتُ عيناي…
بدأت الذكريات تعود لي.
“أجل… لقد تذكرت كل شيء.”
تلك الحروق… كانت من فعل الخادمة.
ورعشة جسدي عندما رأيت فيكتوريا لأول مرة؟ لم تكن بلا سبب… بل بسبب ما فعلته لأوريانا في الماضي.
رأيتُ كل شيء… رأيتُ معاناتها… رأيتُ الألم الذي تحملته بصمت…!
استيقظتُ على إحساس غريب… وجدتُ وجنتي مبللتين. دموع؟ متى بدأتُ بالبكاء؟
لكنني لم أكن أبكي، أليس كذلك؟ أغمضتُ عيني مجددًا، محاولةً استيعاب الذكريات التي اندفعت إلى ذهني كطوفان جارف.
“لقد عانت أوريانا كثيرًا… من الجميع… ولكن رغم ذلك، لم تتكلم أو تحاول إيذاء أحد منهم.”
لكن…
فيكتوريا… لقد انتهى زمن لعبك معي.
“أنا آسفة يا أوريانا، ولكنني لن أكون مثلكِ. لن أسمح لأحد بأن يقلل من شأني في هذه الحياة مجددًا.”
ولكن أولًا، هناك شيء أحتاج إليه…
ذلك الشيء… الذي تذكرته في ذكريات أوريانا.
كان شيئًا أعطته دوقة سيريوس، السيدة كاميلا دي فالنتين، لأوريانا… لكنها لم تستعمله أبدًا، خوفًا من أن يحدث له شيء لانها احبت الدوقة كثيرا وارادت ان تحتفظ به.
“لكنني أحتاجه الآن…!”
سيساعدني هذا الشيء على امتلاك دليل ضد تلك الخادمة.
صحيح انا لا انوي ان اجعل الجميع يحبني لكي انجو من الموت ولكن لن اجعل احد يقلل من شأني مجددا
نهضتُ من السرير وسرتُ إلى الدرج، فتحتُه ببطء، وعندما رأيتُ ما بداخله…
“رائع… لا يزال موجودًا!”
أمسكتُ به بين يدي، نظرتُ إليه للحظات، ثم ابتسمتُ ابتسامة باردة.
“حسنًا… الست انا الشريرة في هذه القصة سأري الجميع كيف تكون الشريرة الحقيقة.”
لا تنسوا متابعة حسابي علي انستا لمعرفة كل جديد ابتسامة aya.san._1@