لكن الباب الذي كان يُفتح عادةً بسرعة، ظلّ هادئًا تمامًا.
ما هذا؟ بينما كان إدريان يميل رأسه متعجّبًا.
“…كلا! لا يمكن!”
فجأة، ارتفع صوت ضجيج من الداخل، ثم انفتح الباب فجأة.
وهكذا، خرج شخص من داخل المنزل فجأة…
“مرحبًا!”
“…ماذا؟”
كانت فتاة صغيرة ذات شعرٍ أبيضٍ فضّي مربوطٍ على شكلِ ضفيرتين.
تنظر إلى إدريان بثباتٍ بعينيها الزرقاوين المستديرتين.
من الواضح أنّها فتاةٌ لم يرها من قبل.
…لكن، لسببٍ ما، يبدو أنّها تميل إليه بشكلٍ غريب.
‘هل تعرفني هذه الفتاة؟’
في اللحظةِ التي كان فيها إدريان يتبادل النظرات مع الفتاة بوجهٍ متعجّب،
“ميبيل! قلتُ لكِ لا تخرجي…”
هرعت سابينا إلى خارج الباب بسرعة.
شعرها البنفسجي، الذي كان دائمًا مرتّبًا بعناية، أصبح الآن مشعّثًا وفوضويًا.
“…سابينا؟”
نادى إدريان سابينا بصوتٍ مذهول.
“آه.”
في تلك اللحظة، تجمّدت سابينا كالجليد.
‘سابينا، التي كانت كالحصن الحديدي، تظهر بهذا الشكل المبعثر؟’
بينما كان إدريان يغرق في صدمته،
فجأة، شعر بحافّة ثوبه تُسحب برفق إلى الأسفل.
عندما أنزل بصره، كانت تلك الفتاة تبتسم له بودّ.
ثم قالت:
“أنا ميبيل!”
واحتضنت إدريان بقوة.
كانت معلّقة به كالكوالا المتشبّثة بشجرة.
دون وعي، ربّت إدريان على رأس الفتاة.
“ههه… مرحبًا، أشكركِ على إعجابكِ بي.”
رفع إدريان رأسه قليلًا.
كانت عيناه الخضراوان، اللتان تنظران إلى سابينا، مليئتين بالحيرة.
“إذن… سابينا؟ هل يمكنكِ أن تشرحي لي ما الذي يحدث هنا؟”
* * *
قبل لحظاتٍ من زيارة أخي إدريان،
أمسكت سابينا بيدي بقوّة وطلبت منّي:
“اسمعي جيدًا.
اليوم سيأتي البطل، لذا يجب أن تبقى ميبيل هادئة هنا.”
“حسنًا!”
عندما أومأت برأسي بحماس، ظهرت علامات القلق على وجه سابينا فجأة.
‘تسك!’
نقرت بلساني في داخلي.
كما توقعت، أختي تعرفني جيدًا.
من الواضح أنها أدركت أنّ ردّي لم يحمل ذرّة من الصدق.
“ألا يمكنكِ العودة إلى شكل قطة؟”
“لا أريد!”
“آه، منذ متى أصبحتِ بهذا العناد؟”
أمسكت سابينا جبهتها كأنّها تُعاني من صداع.
لكن…
‘لجعل أختي وأخي يُصبحان أقرب، يجب أن أتحوّل إلى إنسانة أولًا!’
هذا كلّه استنتاجٌ استند إلى تجارب حياتي السابقة.
القصة هي كالتالي:
عندما استقررنا للتو في العاصمة، كان إدريان وسابينا في حالةٍ من التوتّر الشديد.
“أممم، سابينا؟”
“إذا لم يكن لديك شيءٌ لتقوله، فلا داعي لمناداتي.”
كانت أختي دائمًا شائكة كالقنفذ.
وكان إدريان يراقب تعابير وجهها بحذر.
في البداية، كنت أراقب الجوّ بينهما بحذرٍ أيضًا.
لكن، لا يمكن أن نظل نعيش في هذا التوتّر إلى الأبد.
عندما لم أعد أحتمل، بدأت أحمل ألعابهما، وسحبت أطراف ملابسهما لأجلسهما جنبًا إلى جنب.
حتى تخلّيت عن كبريائي وتصرفت بلُطفٍ مع إدريان…
‘لكن، جسد القطة كان له حدود واضحة.’
بالطبع، أفهم مشاعر أختي.
كانت دائمًا تُخبرني:
بما أنّ الفاميليار القادرين على التحوّل إلى بشرٍ نادرون جدًا، يجب ألا يعرف أحدٌ عن وجودي.
الناس يربطون السحرة بالفاميليار.
(ميري : الفاميليار أو المألوفين هم الكائنات السحرية المرافقة السحرة)
لكن، على عكس هذه الشهرة، لا يمكن إلا لقلّة من السحرة ذوي التوافق العالي مع السحر امتلاك فاميليار.
لذا، مجرّد عقد اتفاقٍ مع فاميليار، يعني أنّ الساحر يمتلك قدرات متميّزة.
‘لكن أختي تكره لفت الأنظار.’
ومع ذلك، كنتُ أثق بإدريان.
في حياتي السابقة، اكتشف إدريان شكلي البشري في النهاية.
نظر إلي، وأنا متجمّدة من التوتر، وقال:
“واو، ميبيل! أنتِ رائعة حقًا!”
وابتسم ابتسامةً مشرقة.
وجهه كان خاليًا من أيّ نيّة أو طمع، نقيّ تمامًا.
‘لذا، لا بأس!’
والأهم من ذلك، إذا التقيت به كـ’ميبيل البشرية’ من البداية، كيف سيعرف أنّني ‘ميبيل القطة’؟
هذا يتماشى تمامًا مع هدف سابينا في إخفاء هويتي كـ’فاميليار’.
راقبت بعيني الصقر وجه سابينا وهي تُغادر الغرفة بنظرةِ شك.
ثم…
‘واخيرًا!’
قررت ان أستغل الفرصة.
اندفعت بسرعةٍ عبر الباب المفتوح نصفه.
“ميبيل؟!”
صاحت سابينا مذعورة من خلفي.
‘آسفة، أختي!’
قد لا أكون قطة الآن، لكن غرائزي لا تزال حيّة!
مثلما كنت كقطة، ركضت بسرعة إلى المدخل وفتحت الباب فجأة.
في اللحظة التي انفتح فيها الباب، تدفّق ضوء الشمس الدافئ بإبهار.
وذلك الرجل الذي تلقّى هذا الضوء بالكامل…
“…ماذا؟”
كان شعره الذهبي المتدفّق فوق جبهته المستقيمة، يبدو كأنّه خيوطُ ذهبٍ مذابة.
عيناه، اللتان تنظران إلي، كانتا خضراوين داكنتين كالغابة.
شخصٌ يُشبه الربيع الدافئ، كان لطيفًا معي ومع أختي طوال حياته.
فتح إدريان عينيه بدهشةٍ وهو ينظر إليّ.
مظهره المليء بالحيوية لم يكن له أيّ صلة بالمأساة التي عاشها في حياتي السابقة.
“أخيييي!”
لم أستطع إلا أن أحتضن إدريان بقوة.
* * *
“إنها أختي.”
بينما تمسك بيد الفتاة المشاغبة التي خرجت أخيرًا، قالت سابينا بحزم.
“أختكِ؟”
ألم تكن سابينا تعيش مع قطّتها فقط؟
لاحظت سابينا نظرة إدريان المتعجّبة، فأعلنت بوجهٍ لا يقبل النقاش:
“أنها من أقاربي.”
“آه…”
بصراحة، لا يبدو أنّ هناك أيّ تشابهٍ بينهما.
لكن، مع هذا الحسم، لم يكن لديه ما يقوله.
أومأ إدريان برأسه بهدوء.
‘بالمناسبة، هذا…’
بعد أن هدأت دهشته، بدا هذا الموقف مضحكًا نوعًا ما.
مظهر سابينا المتوتّرة، التي كانت دائمًا صلبة معه، وهذه الفتاة الصغيرة التي، لسببٍ ما، تُعامله بودٍّ كبير.
إذا بدا أنّ الجو البارد الذي كان يعمّ هذا المنزل أصبح أكثر صخبًا ودفئًا…
‘هل هذا خيالي؟’
كتم إدريان ابتسامته بهدوء.
ثم خاطب الفتاة الصغيرة أمامه بصوتٍ هادئ:
“قلتِ إنّ اسمكِ ميبيل، أليس كذلك؟”
أومأت الفتاة ذات المظهر الجميل برأسها بسرعة.
مع إيماءتها الحماسيّة، تمايلت ضفيرتاها الفضّيتان.
في تلك اللحظة، شعر إدريان بانزعاجٍ طفيف.
“بالمناسبة، سابينا، تلك القطة…”
ألقى نظرة خاطفة على سابينا.
“أليس اسم القطة مي أيضًا؟”
في تلك اللحظة، تجمّدت كتفا سابينا وميبيل معًا.
‘أختييي، افعلي شيئًا!’
‘قلتُ لكِ لا تخرجي لهذا السبب!’
تبادلت سابينا نظرة سريعة مع ميبيل، ثم استعدّت وقالت بلا مبالاة:
“…لأنني أخذت الاسم من ميبيل.”
“اسم القطة… أخذتيه من قريبتك؟”
أصبح تعبير إدريان غامضًا.
لكن سابينا لم تهتز.
“نعم، لأنّها أختي التي أحبّها كثيرًا.”
“حقًا؟”
أومأ إدريان دون شكّ يُذكر.
ثم…
“بالمناسبة، أين مي؟”
من المؤكّد أنّه يقصد القطة مي.
تدفّق العرق البارد على ظهر سابينا.
“خرجت للتنزّه.”
“همم، حسنًا.”
لم يُفكّر إدريان كثيرًا وتجاوز الأمر.
في الواقع، كان من الشائع أن تخرج ميبيل لتفقّد منطقتها بشكلٍ دوري.
في تلك اللحظة، سارعت سابينا لتغيير الموضوع:
“إذن، ما الذي أتى بكَ إلى هنا؟”
“آه، هذا…”
تفادى إدريان عينيها فجأةً.
نظرت سابينا إليه بهدوء، بينما بدأت زاوية عينيها ترتفع تدريجيًا.
“بالمناسبة، سمعت أنّك ذهبت لمحاربة الوحوش هذه المرة.”
“أمممم، سابينا؟”
“لا تقل لي إنك تصرّفت هذه المرّة أيضًا كجوادٍ جامحٍ بلا عقل؟”
“جـ-جواد جامح…”
تأمّل إدريان هذا التعبير الصريح بوجهٍ متألّم قليلًا.
لكن سابينا لم ترحم.
“ما هذا؟ أُعالجك، فتتأذّى مجددًا، ثم تتأذّى، وتتأذّى مرةً أخرى…”
طوت سابينا ذراعيها، وأمالت رأسها بسخرية.
“أتساءل إلى أيّ مدى تنوي استغلالي؟”
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
التعليقات لهذا الفصل " 7"