آمل أن تكون هذه الرّائحة المرّة الغريبة التي اكتشفتُها مفيدةً، ولو قليلاً، لتعافي أخي.
* * *
توجّهت سابينا مباشرةً إلى غرفة نوم أدريان.
في الغرفة الهادئة.
كان أدريان لا يزال غير قادرٍ على فتح عينيه.
وجهه، الذي كان يبتسم لها مازحًا في السابق، كان شاحبًا خاليًا من أيّ لونٍ.
عند رؤية هذا المشهد.
…شعرتْ بألمٍ خفيفٍ في صدرها.
‘أدريان.’
ضمّت سابينا شفتيها بقوّةٍ، ونظرت إلى أنبوب التّغذية المثبّت بجانب السّرير.
كان السّائل الشّفاف عديم اللّون يبدو وكأنّه لا يمكن أن يؤذي أدريان بأيّ شكلٍ.
‘…رائحةٌ مرّة.’
كانت سابينا تثق بفاليميارها.
بدون تردّدٍ، استبدلت سابينا أنبوب التّغذية، وحدّقت بعنايةٍ في كيس السّائل الذي أمسكته بيدها.
أمسكت الكيس بقوّةٍ، ثمّ استدارت بحدّةٍ.
كانت عيناها، وهي تسير بخطواتٍ واسعةٍ، غارقتين في برودةٍ جليديّةٍ.
* * *
بعد يومين.
بفضل العناية المخلصة من سابينا، استرد أدريان وعيه لأوّل مرّةٍ.
“أدريان، هل أنتَ بخير؟!”
انحنت سابينا نحوه، وسألته بحماسٍ.
عاد التّركيز ببطءٍ إلى عينيه الخضراوتين الضّبابيّتين.
ثمّ، ظهرت ابتسامةٌ خفيفةٌ على شفتيه.
“…من هذه؟ هل أحلم الآن؟”
خرج صوته منخفضًا.
على الرّغم من أنّ صوته كان خشنًا ومتقطّعًا، إلّا أنّه كان مليئًا بروح المزاح المميّزة له.
“ألستِ سابينا؟”
“يا إلهي، أدريان!”
لم تستطع سابينا كبح فرحتها، فاحتضنت أدريان الرّاقد بقوّةٍ.
تنفّس أدريان بعمقٍ من المفاجأة.
استيقظ ذهنه الضّبابي فجأةً، كما لو أنّه رُشَّ بالماء البارد.
“سـ-سابينا؟”
احمرّ وجه أدريان مثل الطّماطم النّاضجة.
لكن سابينا، دون أن تهتمّ، تشبّثت به بقوّةٍ.
خرج صوتها مبللًا بالعاطفة.
“حقًا، ظننتُ أنّك لن تستيقظ…”
“…”.
في تلك اللحظة، شعر أدريان بتأثّرٍ عميقٍ.
من كلمةٍ واحدةٍ، شعر بمدى القلق الذي عاشته سابينا.
ربّت أدريان على ظهرها بحذرٍ.
“آسف، لقد أخفتكِ كثيرًا، أليس كذلك؟”
“…”
على الرّغم من أنّ سابينا لم تجب.
لكن جسدها المرتجف قليلاً كان يعبّر عن كلّ المشاعر التي مرّت بها.
ردّ أدريان بعناقٍ قويٍّ لها.
استمرّ ذلك لبعض الوقت.
كانت عينا سابينا محمرّتين، ثمّ ابتعدت عنه فجأةً.
“على أيّ حال، الحمد لله أنّك استيقظت.”
ثمّ، شحذت عينيها بحدّةٍ، وبدأت تطرح الأسئلة بعنفٍ:
“إذًا، كيف حال جسدك؟ هل هناك مكانٌ يؤلمك؟ ماذا عن قلب الأورا؟”
“أ، أ؟ أنا بخير…”
حاول أدريان، مذهولاً من هجومها، أن يجيب بأنّه بخير.
في الوقت نفسه، عبست سابينا وعاتبته مرّةً أخرى:
“لا تقل فقط إنّك بخير، تحقّق من حالتك.”
عند هذا، حاول أدريان تحريك الأورا بحذرٍ.
في تلك اللحظة، خرجت آهةٌ من شفتيه.
“آه.”
“ماذا؟ هل تشعر بعدم راحةٍ؟ هل هناك مكانٌ يؤلمك؟”
سألت سابينا بقلقٍ فوريٍّ.
عبس أدريان بعمقٍ، وكأنّ شيئًا يزعجه بشدّةٍ.
“الأورا… لا تتحرّك كما أريد. أشعر وكأنّ هناك شيئًا يعيقها.”
“سيكون الأمر صعبًا بعض الشّيء الآن، لا تجهد نفسك.”
في تلك اللحظة.
بوم!!
فُتح الباب.
ظهر من خلفه الدّوق فالنسيا، ومعه الطّبيب الخاصّ.
“أدريان!”
ما إن رأى الدّوق أدريان وقد استرد وعيه، حتّى اندفع نحوه بسعادةٍ.
لكن ردّ فعل الطّبيب الخاصّ كان مختلفًا تمامًا عن الدّوق.
“كيف…؟”
لم يستطع الطّبيب إخفاء دهشته.
كانت نظرته المثبّتة على أدريان تقول: ‘لا يمكن أن يحدث هذا.’
في الوقت نفسه، ابتسمت سابينا ببرودةٍ.
“كيف، تقول؟ سؤالٌ غريبٌ حقًا.”
تحوّل شكّها إلى يقينٍ.
ضيّقت سابينا عينيها وسألت:
“كأنّك تقول إنّه لم يكن ينبغي للابن الثّاني أن يستيقظ؟”
“مـ-ماذا؟ ما الذي تقصدينه…!”
رفع الطّبيب الخاصّ صوته فجأةً، كمن أصابه الذّعر.
لكن سابينا، دون أن تهتمّ، أخرجت كيس التّغذية من حضنها.
“هل كنتَ تعتمد على هذا؟”
في تلك اللحظة، اتّسعت عينا الطّبيب بدهشةٍ.
تحت أنظار الدّوق فالنسيا، وأدريان، والطّبيب الخاصّ.
كشفت سابينا الحقيقة بهدوءٍ.
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 22"