“ميبيل، انتظري لحظة…”

 

لم تُكمل سابينا جملتها، وهرعتُ نحو الباب بسرعة.

 

تبعتها أنا أيضًا على عجل.

 

عبرت سابينا الحديقة كأنها تطير، وأبطلت سحر الحماية.

 

جنغ!

 

اهتز الهواء بقوة، وظهر جدار الحديقة والباب الحديدي المحيطان بها.

 

خلف الباب، وقف رجل بوجه قلق.

 

ما إن رأى سابينا حتى تكلم بنبرة عاجلة: “السيد الثاني قد أُغمي عليه.”

 

في لحظة، تلاشت الألوان من وجه سابينا.

 

أضاف الرجل بسرعة:

 

“أمر الدوق بإحضار الآنسة سابينا فورًا.”

 

…لم أكن أرغب في زيارة عائلة الدوق لأول مرة بسبب أمر كهذا.

 

‘أخي أدريان.’

 

أمسكت طرف تنورتي بقوة، ونظرت إلى أدريان الممدد على السرير بعينين مليئتين بالقلق.

 

قادونا مباشرة إلى غرفة أدريان.

 

كانت سابينا هناك بصفتها المعالجة التي عالجته حتى الآن، وأنا بصفتي أختها الصغرى.

 

بالمناسبة…

 

‘لماذا ساءت حالته فجأة؟’

 

من الخارج، بدا وكأنه نائم فقط.

 

لكن وجهه كان شاحبًا للغاية، كما لو كان ورقة بيضاء تمامًا، كما يُقال عادة.

 

سمعت أنه قبل أسبوع، تقيأ دمًا وأُغمي عليه.

 

‘ومنذ ذلك الحين، لم يفتح عينيه.’

 

في هذه الأثناء، جلست سابينا بجانب أدريان تتفحص حالته بعناية.

 

بعد أن أدخلت طاقة سحرية لفحص جسده بدقة لفترة طويلة: “هوو.”

 

تنفست سابينا زفرة قصيرة ورفعت رأسها.

 

في الوقت نفسه، سألها رجل أشقر الشعر كان يقف بجانبها بقلق:

 

“حسنًا، كيف هي حالته؟”

 

إنه إدوين فون فالنسيا، الأخ الأكبر لأدريان بثلاث سنوات.

 

الدوق الحالي لفالنسيا.

 

قبل عودتي في الزمن، لم أرَه إلا مرتين من بعيد، وهذه أول مرة أقابله في هذه الحياة.

 

لا عجب أنهما أخوان، فقد كان يشبه أدريان كثيرًا.

 

لكن، على عكس أدريان الذي يشع دفء كأشعة شمس الربيع، كان إدوين يبدو أكثر برودة وجدية.

 

بينما كنت أرمق الدوق بنظرة خاطفة، أجابت سابينا بحذر:

 

“عندما أدخل الطاقة السحرية، هناك رد فعل رافض.”

 

كان تعبير سابينا غير مطمئن وهي تقول ذلك.

 

لاحظ الدوق ذلك وأصبح وجهه جديًا أيضًا.

 

“رد فعل رافض؟”

 

“نعم. لكن حتى الآن، لم يكن لدى السيد الثاني أي مشاكل تذكر…”

 

تلعثمت سابينا في نهاية جملتها.

 

في تلك اللحظة، وجه رجل في منتصف العمر ذو مظهر صارم سؤالًا حادًا إلى سابينا: “لا مشاكل؟ ألم تصل حالته إلى هذا الحد من السوء؟”

 

“…هذا.”

 

“إذا كان الأمر كذلك، كيف يمكننا أن نثق في علاج الآنسة سابينا بعد الآن؟”

 

“…”

 

“كطبيب رئيسي لعائلة الدوق، أعتقد أن هذا الأمر لا ينبغي أن يمر بسهولة.”

 

في الوقت نفسه، عبست بشدة.

 

إذن هذا الرجل هو الطبيب الرئيسي لعائلة الدوق.

 

لم أتعرّف عليه لأنه يبدو أصغر سنًّا مما كان عليه في ذكرياتي.

 

أتذكر أنه كان يتردد كثيرًا على المعبد الكبير، ويتباهى علنًا بعلاقاته مع أشخاص المعبد.

 

‘هذا الرجل، حتى قبل عودتي في الزمن، كان يكره سابينا كثيرًا، أليس كذلك؟’

 

وبالتأكيد، كان يكرهني أنا أيضًا، بصفتي فاليميار سابينا.

 

ماذا كان يقول… ‘قطة ملعونة، أليس كذلك؟’

 

بل إن الطبيب الرئيسي، عندما كانت سابينا توضع على منصة الحرق، صرخ قائلاً: “احرقوها بسرعة!”

 

ما زلت أتذكر بريق عينيه المتلألئ تحت النيران.

 

بينما كنت أعض شفتي السفلى بقوة، اقترح الطبيب على الدوق:

 

“بما أن الحالة ساءت إلى هذا الحد، أليس من الأفضل إرسال السيد الثاني إلى المعبد للعلاج؟”

 

“لا يمكن ذلك!”

 

ردت سابينا بسرعة وهي مفزوعة.

 

“السيد الثاني يتلقى علاجًا بالطاقة السحرية بالفعل. إذا خضع الآن لعلاج بالقوة المقدسة، سيحدث رد فعل رافض في جسده.”

 

“إذن، هل تقترحين أن نكتفي بالمشاهدة فقط؟”

 

سخر الطبيب بصوت عال كي يسمعه.

 

“منذ البداية، ألم تفشلي، أيتها الآنسة سابينا، في معرفة سبب مرض الأمير؟”

 

“لكن…!”

 

في اللحظة التي حاولت فيها سابينا الاحتجاج، تدخل الدوق لدعمها:

 

“على أي حال، كانت الآنسة سابينا هي من يعالج أدريان، أليس كذلك؟”

 

نظر الدوق إلى سابينا بنظرة جانبية.

 

“ولم يكن تقدم شفائه سيئًا حتى الآن.”

 

“…سيدي الدوق.”

 

“لذا، دعينا نثق بها هذه المرة أيضًا.”

 

رسم الدوق خطًا واضحًا بكلامه.

 

نظرت سابينا إلى الدوق بوجه مندهش حقًا.

 

‘حقًا؟’

 

أنا أيضًا تفاجأت كثيرًا.

 

الطبيب الرئيسي المدعوم من معبد ريغاليس، وساحرة عادية.

 

واختار سابينا من بينهما؟

 

في الأصل، كان أدريان هو من قرر تلقي العلاج من سابينا.

 

سمعت أن عائلة الدوق لم تكن راضية عن ذلك القرار.

 

ومع ذلك، يثق بسابينا؟

 

“ماذا؟”

 

في هذه الأثناء، عبس الطبيب الرئيسي بشدة لهذا القرار.

 

“هذا لا يُعقل، أنا…”

 

رفع الدوق يده ليُسكت الطبيب.

 

ثم تكلم بنبرة باردة:

 

“أدريان هو من اختار الآنسة سابينا بنفسه. قد يبدو ساذجًا، لكنه ليس من النوع الذي يتخذ قرارات عشوائية بشأن جسده.”

 

“هذا، حسنًا…”

 

“إذن، هل من الغريب أن أثق بالآنسة سابينا أكثر قليلاً؟”

 

واصل الدوق كلامه بحزم.

 

في النهاية، أغلق الطبيب فمه بإحكام.

 

حوّل الدوق نظره إلى سابينا وحدق بها مباشرة.

 

“لكن، كما ترين، مرض أدريان خطير كما هو واضح.”

 

عيناه الخضراوان اللتان تشبهان عينيْ أدريان كانتا عاديتين تمامًا.

 

لا ود فيهما ولا عداوة، مجرد نظرة هادئة.

 

…بصراحة، كان ذلك بحد ذاته مدهشًا.

 

حتى عندما كنت أعيش مع سابينا وحدنا في الغابة، أو عندما غادرنا الغابة بناءً على اقتراح أدريان، كان الناس يلصقون بسابينا لقب “الساحرة الشريرة” فقط لأنها امرأة تعيش بمفردها في مكان نائي وتستخدم السحر.

 

“أتمنى أن تبقي في قصر الدوق لبعض الوقت. هل هذا مقبول؟”

 

“…”

 

سكتت سابينا للحظة.

 

كانت عيناها الحمراوان تعكسان شعورًا معقدًا.

 

من الواضح أن سابينا كانت لديها مقاومة تجاه البشر.

 

ربما لم يكن هذا العرض مرحبًا به، لكن…

 

“نعم، سيدي الدوق.”

 

أجابت سابينا بحزم.

 

أومأ الدوق برأسه قليلاً.

 

“حسنًا، سنترككِ الآن. إذا احتجت إلى شيء، لا تترددي في استدعاء أحد.”

 

بهذه الكلمات، خرج الدوق من الغرفة يقود الطبيب الرئيسي.

 

في الوقت نفسه، انهار وجه سابينا، الذي ظل خاليًا من التعبير طوال الوقت، لأول مرة.

 

“أدريان.”

 

أمسكت سابينا يد أدريان بقوة.

 

وضعت جبهتها على يده وهمست بهدوء:

 

“لماذا؟”

 

ظل أدريان، الغارق في نوم عميق، صامتًا.

 

همست سابينا مرة أخرى بنبرة كأنها ستنطفئ في أي لحظة:

 

“لماذا يُصاب أناس طيبون مثلكَ… دائمًا أولًا…”

 

كان ظهر سابينا وهي تتمتم يبدو هشًا للغاية.

 

شعرت بألم في قلبي أنا أيضًا.

 

في تلك اللحظة…

 

“كينغ.”

 

شممت الهواء دون وعي.

 

‘مهلاً؟’

 

كانت هناك رائحة مرة خفيفة جدًا ممزوجة في الهواء.

 

رائحة يصعب على البشر ملاحظتها، لكنني، بحاسة الشم القططية، كنت الوحيدة القادرة على اكتشافها.

 

‘رائحة دواء؟’

 

أملت رأسي قليلاً باستغراب.

 

لكن سابينا تستخدم العلاج بالطاقة السحرية فقط، ولا تُستخدم أدوية معيّنة عادة.

 

…كان هناكَ شيء مريب.

 

 

✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧

 

ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،

 

حَسابي واتباد : _1Mariana1

( حسابي السابق قد حُذف)

 

وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀