في الواقع، لم يكن هناك أي خطأ في حالة إيلينا الحالية.
لكن مقارنةً بالعام الماضي، بدت طاقتها ضعيفة.
“بالطبع، قد يكون الأمر مجرد سوء فهم.”
إيلينا، الساحرة العظيمة، كانت شخصيةً غارقةً في شغفها بعملها.
لطالما كانت منغمسةً في أبحاثها ودراساتها، لذا ربما كانت تشعر بالإرهاق مؤخرًا.
“حتى لو كان الأمر كذلك، فلا بأس في الاستعداد المُسبق.”
كارين لم تكن تريد أن تفقد ساحرتها الثمينة.
***
بعد لقاء الأرشماج (الساحر الأعظم)، اتجهت إيلينا إلى مختبرها.
كان من المفترض أن تلتقي بليكسيون في فترة الظهيرة، لكن الوقت والمكان لم يُحددا بعد.
“أليس ليَكسيون سَيَأتي إلى هنا؟”
إلى المختبر المُتصل ببوابة مكتبه.
هذا ما فكرت فيه.
قررت إيلينا أن تقرأ الكتاب الذي حصلت عليه من جيريمي بينما تنتظر وصول ليكسيون.
كتاب عن كل معادن العالم كان كافيًا لإثارة فضولها.
“باستخدام هذا، ربما أستطيع تطوير علاج لتساقط الشعر.”
ابتسمت إيلينا برقة وهي تستوعب المعرفة من الكتاب.
وفجأة…
“إيلينا.”
سمعت صوت ليكسيون الهادئ العميق.
عندما التفتت ناحية الصوت، رأت ليكسيون يرتدي ملابسًا أنيقة.
كان يرتدي قميصًا أزرق فاتحًا، وجاكتًا أبيض، وسروالًا أسود، واقفًا بمظهر مهيب دون حُليّ باذخة.
‘كيف استطاع أن يملأ ذلك القميص بهذا الشكل…؟’
ملابسه العلوية لم تكن مجرد زينة عادية.
بدا وكأن عضلاته الممتلئة على وشك أن تتمزق منها في أي لحظة.
“إيلينا؟”
استعادت إيلينا وعيها بعد شرودٍ قصير.
فجأة، كان ليكسيون قريبًا جدًا منها.
“أتى ليكسيون بالفعل؟”
حاولت إيلينا تجميع أفكارها ثم رحبت به.
نظر إليها ليكسيون وابتسم، ثم مدّ لها شيئًا.
“عيد ميلاد سعيد، إيلينا.”
“هذا…”
ما قدمه لها كان باقةً من الورود المتفتحة وصندوقًا صغيرًا.
داخل الصندوق كان هناك عقدٌ مرصع بجواهر زرقاء بلون عيني إيلينا.
“إنها هدية بسيطة.”
بسيطة؟!
عرفت إيلينا نوعية العقد الذي قدمه لها ليكسيون.
كان مرتبطًا بحديث دار بينها وبين جين في آخر لقاء.
كان هناك قطعة مجوهرات أثارت ضجة بين فتيات الإمبراطورية.
دموع حورية البحر
إنه العقد الذي أمامها الآن.
“أليس هذا ‘دموع حورية البحر’؟”
“… أظن أنه يُسمى بهذا الاسم.”
ذهلت إيلينا ولم تستطع إلا أن ترمش بعينيها.
فسحب ليكسيون العقد من الصندوق.
“ألا يعجبك؟”
“لا، ليس الأمر كذلك…”
شعرت ببعض الثقل.
بالطبع، لن يكون هذا العقد شيئًا يُذكر بالنسبة له كدوق هالوس.
عندما لم تُجب، اقترب ليكسيون من خلفها ليضع العقد.
“دعيني أضعه عليك.”
فكرت إيلينا للحظة، ثم رفعت شعرها.
‘أنا حبيبة مؤقتة، لكن… لا بأس في قبول هدية كهذه.’
بينما كانت تفكر بذلك، كانت يدا ليكسيون ترتجفان.
عندما رفعت إيلينا شعرها، انكشف خط عنقها وظهرها جزئيًا.
على الرغم من أن هذا لا يُعتبر كشفًا، إلا أن ليكسيون كان متوترًا للغاية.
كان يريد لمس بشرتها على الفور، لكنه كبح نفسه بصعوبة.
ثبت العقد عليها بأسرع ما يمكن.
“إنه يناسبك.”
قال ليكسيون ذلك دون أن ينظر في عينيها، بينما كان وجهه محمرًا، لكن إيلينا لم تلاحظ.
“شكرًا لك، ليكسيون.”
بعد ذلك، رتبت إيلينا باقة الورود التي قدمها لها ليكسيون في مزهرية في جانب المختبر.
منذ أن غادرت قصر هالوس، كلما رأت ورودًا، تذكرت كيليان.
لم يكن هناك سبب كبير.
في ذلك الوقت، كان كيليان يضع الورود أمام غرفة إيلينا كل يوم، وظنت إيلينا أن ليكسيون هو من أرسلها.
بسبب ذلك، اضطرت لسماع اعترافٍ من كيليان.
وجدت الأمر مضحكًا حين اعتقد كيليان أنها معجبة به لمجرد أنها اعتنت بالورود جيدًا.
بينما كانت تسترجع الذكرى، اقترب منها ليكسيون.
“بماذا تفكرين، إيلينا؟”
عند سؤاله الهادئ، ترددت قليلًا.
هل تُخبره بكل أفكارها؟
رغم أنهما عاشقان مؤقتان، إلا أنهما ما زالا عاشقين.
علاوة على ذلك، بدا أن ليكسيون أكثر غيرةً مما توقعت.
‘لأنني احتضنت معلمي، فَغَضَّ نظره وكأنه على وشك البكاء.’
بينما كانت تفكر، سألها ليكسيون كما لو أنه قرأ أفكارها.
“ربما… أخي؟ هل تذكرتِ كيليان؟”
أصبحت عينا ليكسيون أكثر برودةً عند ذكر اسم كيليان.
فأسرعت إيلينا بالقول
“أقول هذا تحسبًا لأي سوء فهم، لكنني لا أحب كيليان ولا أكرهه.
فقط ظننتُ أنك أنت من ترك تلك الورود أمام غرفتي، بينما كان كيليان هو الفاعل.”
“كيليان، بعد أن خمّن ما حدث، أخذ يتوهم الأمور.”
“أعلم. لأنني سمعتُ كيليان يعترف بحبه لأختي حين كنتُ صغيراً.”
ظنّت أنه سمع فقط الجزء الذي تحدثت فيه عن ذوقها مع كيليان، لكن يبدو أن الأمر لم يكن كذلك.
بينما كانت إيلينا تحدّقه في ذهول، أضاف ليكسيون
“لهذا السبب أرسلتُ لكِ تلك الورود. إذا كانت الورود ستذكركِ بكيليان كلما رأيتها، فسأعمى غيرةً.”
تغيمت عينا ليكسيون، كأنما التهمتهما النيران.
“ليكسيون…”
“أهديتُكِ الورود لِتُفكّري بي كلما رأيتها من الآن فصاعداً.”
نظراته كانت محرقة، لكن شفتيه ارتسمت عليهما ابتسامة لطيفة.
تأملته إيلينا لبرهة.
لم يعد هناك أثرٌ لشخصيته الطفولية.
الواقف أمامها الآن كان رجلاً ناضجاً بكل ما للكلمة من معنى.
طريقة تحدّقه بها بتلك العينين جعلتها تشعر باحراج غريب.
لكنها لم تكره ذلك.
دق. دق. دق.
بل على العكس، بدأ قلب إيلينا يخفق بقوة، وكأنما سيخرج من صدرها.
تلك النظرات الحارقة بدت وكأنها انتقلت إليها هي أيضاً.
أسرعت بتحويل نظرها بعيداً عنه، مبتسمةً بقلق بينما تبتعد مسافةً عنه.
فنظر إليها ليكسيون وقال
“لنذهب الآن، إيلينا.”
كانت هذه بداية موعدهم التاريخي، أول لقاءٍ بينهما منذ أصبحا عاشقين.
***
تبعته إيلينا عبر البوابة السحرية.
كان الشعور مشابهاً لأول مرة عبرت فيها، لكن هذه المرة كان مكتب الدوق هو وجهتهم.
مدّ ليكسيون يده لمساعدتها.
بعد ترددٍ قصير، وضعت يدها في يده، فانفرجت شفتاه بابتسامة عريضة.
دق. دق.
خفق قلبها أسرع قليلاً.
رغم التوتر المحرج، لم تكره إيلينا هذا الشعور.
أثناء مغادرتهم المكتب والسير في الممر، قطع ليكسيون الصم
“شكراً لأنك خصصتِ وقتكِ لي اليوم، إيلينا.”
“ماذا؟”
“أنا سعيدٌ أنكِ لم تقيمي حفلةً.”
ابتسم بخجل.
عندئذٍ، شعرت إيلينا بدغدغةٍ غريبة في قلبها.
‘يبدو أنني حقاً فقدت صوابي’
يده الكبيرة تغطي يدها، وعيناه لا تفارقانها.
كل هذا جعلها تشعر بالارتباك.
لو استمر الحال هكذا، ستنهار قبل انتهاء اليوم! فحاولت تشتيت نفسها بأي شيءٍ آخر.
أثناء سيرهم، تطلعت حول قصر الدوق الذي تغير كثيراً عما كان عليه سابقاً.
في عهد والد ليكسيون، كان الممر مليئاً بالزخارف الملوّنة.
أما الآن، فقد اختفت جميعها باستثناء القليل.
“ليكسيون لا يحب ارتداء الكثير من الإكسسوارات… يبدو أنه يفضل البساطة.”
كانت تغوص في هذه الأفكار عندما…
“آه، سيدتي!”
صوتٌ فرحٌ قطع صمت الممر.
الخدم الذين كانوا ينظفون القصر تعرفوا عليها.
“لم نرك منذ وقتٍ طويل! يا سيدتي!”
لكنهم توقفوا فجأةً حين رأوا ليكسيون، وبدا الخوف على وجوههم.
لم يقولوا شيئاً، لكن جوّ الارتباك كان واضحاً.
“سررت بلقائكم. كيف حالكم جميعاً؟”
بادرت إيلينا بالكلام لتهدئة الأجواء.
فارتفعت زوايا شفتي ليكسيون أيضاً، مما أزال التوتر.
“نحن بخير. لكننا لم نسمع بزيارتك. متى وصلتِ؟”
“منذ قليل.”
“لكننا لم نركِ تدخلين…”
“ألم تعرفوا؟ أنا ساحرة.”
“حقاً!”
بينما كانت تتحدث معهم، سعل ليكسيون متعمداً.
فأدرك الخدم الإشارة وانسحبوا.
“شكراً لك، ليكسيون. كان الموقف سيصبح محرجاً.”
“نعم. توقعت ذلك فأرجعتهم.”
ارتفعت زوايا شفتي إيلينا.
‘هل لأنه عرفني منذ زمن؟’
شعرت أنه يفهم مشاعرها بعمق.
ثم نزلا الدرج، عبرا القاعة، وخرجا من المبنى.
خلال تلك الرحلة القصيرة، قابلت مدبرة المنزل، الخدم، والعديد من الوجوه المألوفة.
كلهم سعداء برؤية إيلينا في القصر بعد غياب.
كانت هي أيضاً سعيدة، لكنها لم تتمكن من التحاور طويلاً خوفاً من التأخير.
أخيراً، ركبا عربة دوق هالوس.
جلسا متقابلين.
حدّق ليكسيون فيها للحظة، ثم التفت نحو النافذة.
خشي أن يشعرها بعدم الراحة.
وكما توقع، كانت إيلينا متوترة.
لكن عندما حوّل نظره، استرخت قليلاً.
أخذت تتأمله تحت ضوء الشمس.
شعره الأشقر الرقيق ورموشه الذهبية يتلألآن كالجواهر تحت أشعتها.
وعيناه الحمراوتان تحت جفنيه المتمايلين كانتا آسرتين.
‘… هذا الرجل هو حبيبي.’
الشخص الذي أُعجب بها حتى طلب يدها للزواج.
بمجرد ما خطر لها هذا، احمرّ وجهها كله من الخجل.
على الرغم من أن ليكسيون طلب من إيلينا أن تكون حبيبته،
لم تستطع أبداً أن تُحدّد بدقة ما يشعر به تجاهها.
لو فعلت ذلك، ستظلّ واعيةً بكل نظرةٍ ولفتة.
لكن في النهاية، كان هناك شيءٌ ما.
حتى دون أن يصرّح به، ألم تظلّ تتنبّه لوجود ليكسيون أكثر من اللازم؟
‘… ليكسيون يحبّني.’
إذن، ما رأيها فيه؟
من الطبيعي أن ينجذب إليها، فقد قضيا طفولتهما معاً.
بالطبع، لم يكن إعجاباً عائلياً، بل حبّاً رومانسياً.
لكن عندما كبر ليكسيون وبدأ في ملاحقتها، انبعثت مشاعر غريبة في صدرها.
كان قلبها يخفق ويضطرب في آنٍ واحد.
للأسف، مشاعرها لم تكن بنفس عمق مشاعره.
‘لذا، لا يمكنني الوقوع أكثر من هذا.’
كان لديها الكثير مما تريد تحقيقه لنفسها.
عندما تكون معه، تُغمرها مشاعر غير مألوفة…
وهي لا تحبّ ذلك.
رفضت قبول حبّه لأنها فضّلت عملها.
بالإضافة إلى ذلك، لم ترد أن تتعمّق الأمور أكثر.
بينما كانت غارقة في أفكارها، التفت ليكسيون نحوها.
التقت عيناهما لثانية، فانحنت عيناه في ابتسامةٍ جميلة.
حَبست أنفاسها للحظة.
طريقة نظره إليها كانت… ساحرة.
كافحت إيلينا بأقصى ما تستطيع.
ألّا تقع في حبّه.
كلما بدا لها جذّاباً، تذكّرت المعادن التي رأتها في الكتاب.
عندما يبتسم، تتخيّل تلك البلورات اللامعة.
بينما كانت تصارع نفسها هكذا، توقفت العربة فجأة.
‘لقد نجوت.’
بينما أخرجت زفيراً طويلاً، قفز ليكسيون من العربة.
ثم مدّ يده نحوها.
‘آه! ظننت أنني نجوت، والآن يضعني في اختبارٍ جديد!’
شعرت بيأسٍ شديد.
لكن من الصعب رفض لمسة ليكسيون.
أمسكت بيده بينما تبكي في داخلها.
عندما أمسكا بأيديهما في قصر الدوق، كان الأمر عادياً. لكن الآن، الوضع مختلف.
لأن هدفها هو ألّا تقع في حبّه!
مع ذلك، احمرّت وجنتاها بينما تلتفّ حول يدها تلك الأصابع الدافئة والقوية.
وبينما شعرت بقلبها يخفق بسرعة، تذكّرت قائمة أبحاثها.
‘لأبدأ بالوردة، ثم أمرّ على كل العناصر في القائمة…’
وفجأة، تحوّل نظرها إلى المبنى الشاهق أمامها.
المكان الذي نزلا عنده كان مطعماً شهيراً في العاصمة.
على الرغم من افتتاحه منذ بضع سنوات فقط، إلا أنه استطاع إبهار ذوق النبلاء بما فيهم العائلة الإمبراطورية.
‘تقول الشائعات أن العائلة الإمبراطورية حاولت استقدام طاهي المطعم إلى القصر، لكنها فشلت…’
فكّرت إيلينا في زيارته سابقاً، لكنها لم تنفّذ ذلك أبداً.
‘والآن، سأذهب إليه مع ليكسيون.’
ضحكت دون أن تدري.
بينما كانت تسير خلفه، وصلت إلى مدخل المطعم.
هناك، استقبلهما المدير باحترام
“أهلاً بك، دوق هالوس. لقد جهزنا كل شيء كما طلبت.”
“أحسنت.”
تجاوزه ليكسيون ودخل، فتبعته إيلينا.
‘هل حجز مسبقاً؟’
ما إن دخلت حتى لاحظت شيئاً غريباً…
المطعم كان خالياً تماماً!
‘أليس هذا المكان ممتلئاً بالزبائن كل يوم؟’
بعد كل تلك الشائعات عن شغف الإمبراطور به، وعن النبلاء وأثرياء الطبقة الوسطى الذين يتزاحمون على أبوابه…
اليوم، لا يوجد أحد.
‘ما الذي يحدث؟’
بينما كانت تتفحص المكان، قادها ليكسيون إلى الداخل.
توقفت خطواته عند طاولة الـVIP.
كان هناك فواصل حولها للحفاظ على الخصوصية.
وهناك…
“واو…”
نافذة ضخمة تفيض بأشعة الشمس.
خارجها، كانت هناك شجرة دائمة الخضرة، تبدو كلوحةٍ فنية تحت الضوء الذهبي.
“اجلسي، إيلينا.”
بينما كانت منبهرةً بالمنظر، سحب لها كرسياً.
“شكراً لك.”
جلست، وجلس مقابلها.
ما إن استقرّا حتى اقترب المدير
“كما طلب الدوق، الوجبة جاهزة. إذا رغبتما في أي أطباق إضافية، أخبرانا فقط.”
“جيد.”
سلّمه القائمة وانسحب، فناوله ليكسيون بدوره إلى إيلينا
“لقد طلبتُ مجموعةً من الأطباق مسبقاً. إذا أردتِ شيئاً آخر، يمكنكِ الطلب.”
“حسناً.”
نظرت إلى القائمة…
وفتحت عينيها على اتساعهما.
‘هل هذه الأسعار حقيقية؟!’
عرفت أن النبلاء يترددون عليه، لذا توقعت أن تكون الأسعار باهظة.
لكنها كانت ضعف ما تخيّلت!
‘لا أصدق أنني سأتناول طعاماً بهذا الفخامة.’
بالطبع، كلاهما يمتلك ثروة طائلة.
فدوق هالوس يمكنه الحصول على أي شيء، وإيلينا حققت أرباحاً هائلة من الأدوية التي طورتها.
‘أحب تناول الطعام، لكنني لم أدفع مثل هذا المبلغ من قبل أبداً…’
في الواقع، لم تكن إيلينا من النوع الذي ينفق بسخاء على الطعام.
بينما كانت تفكر في ذلك، تذكرت فجأة حياتها الماضية.
‘… ما زلت أحتفظ بإحساس الفقر الذي عانيته في حياتي السابقة.’
مرت سنوات طويلة منذ جاءت إلى هذا العالم، ونسيت معظم ذكريات حياتها الأولى.
لكن يبدو أن جرح العوز المالي ظل عالقاً في قلبها.
رغم أنها الآن تمتلك ثروة لا بأس بها.
‘حسناً… لا داعي للقلق بشأن المال الآن.’
ليكسيون إذا استخدمنا مصطلحاً من حياتها السابقة كان من فئة “شيبول” (أقطاب المال والأعمال).
ملاحظة: “شيبول” هو مصطلح كوري (재벌) يشير إلى العائلات التجارية الثرية التي تسيطر على مجموعة كبيرة من الشركات.
أشرقت ملامح إيلينا بعد أن نظمت أفكارها.
“إيلينا، هل اخترتِ ما تريدينه من القائمة؟”
سألها ليكسيون بابتسامة دافئة.
ضحكت إيلينا بصوت عالٍ أمام براءته الظاهرة.
“لماذا تضحكين؟”
ابتسم هو الآخر تلقائياً.
كان لطيفاً لدرجة جعلها تضحك أكثر.
في تلك اللحظة، بدأ الطعام بالوصول.
من المقبلات إلى السلطات والشوربات، ثم الأطباق الرئيسية.
استمتع الاثنان بالوجبة بينما يناقشان نكهات الأطباق.
وبعد تناول الحلوى الأخيرة، انتهى العشاء.
غادرت إيلينا المطعم بانطباع إيجابي بعد وجبة فاخرة أشبعت كل حواسها.
‘لهذا يُنفق الناس أموالهم على الطعام الجيد.’
كان كل شيء في الوجبة متناغماً تماماً مع ذوقها.
لم يكن مالحاً أكثر من اللازم، والتوابل كانت مثالية، والشبع كان مُرضياً.
بفضل تلك التجربة الرائعة، ارتسمت على شفتيها ابتسامة عريضة.
ليكسيون الذي كان يراقبها باهتمام، ابتسم بسعادة.
“هل استمتعتِ بالوجبة؟”
“نعم، كانت لذيذة جداً. أفضل طعام تناولته في حياتي.”
أجابت ببراءة طفلة.
ثم أضافت بعد قليل
“آه! بالطبع، طعام قصر هالوس وبرج السحرة لذيذ أيضاً. لكن هذا المطعم يستحق سمعته التي وصلت حتى العائلة الإمبراطورية.”
“إذن لنأتي مرة أخرى في المرة القادمة.”
“بالتأكيد! لكن في المرة القادمة، لا تستأجر المطعم كاملاً!”
ابتسم بهدوء أمام تعليقها.
في الحقيقة، لم تكن إيلينا قد لاحظت الأمر من البداية.
ظننت أنهم قد يكونون الزبائن الوحيدين لأن المطعم كان قد افتتح للتو.
لكنها أدركت لاحقاً أنه لم يدخل أي زبون حتى انتهوا من الحلوى.
“ألا تكرهين الضوضاء الصاخبة؟”
سألها بابتسامة عريضة.
فكرت للحظة ثم أجابت
“لا أحبها إذا كانت مزعجة جداً، لكن… الضجيج المعتدل مقبول.
لا أعتقد أن رواد هذا المكان سيسببون ضوضاء.”
“سنأخذ ذلك في الاعتبار.”
بعد أن ودعهما المدير، غادرا المطعم.
إلى أين سيتجهان الآن؟
بينما كانت تتساءل، سألها ليكسيون
“بحيرة أنتيزيوم قريبة من هنا. هل زرتها من قبل؟”
بحيرة أنتيزيوم.
إحدى أشهر بحيرات العاصمة، تُعرف بمساحتها الشاسعة ومناظرها الخلابة.
كانت وجهة مفضلة للنبلاء والعامة على حد سواء.
زرتها إيلينا قبل سنوات مع صديقتها جين.
“نعم، ذهبتُ مع جين في نزهة هناك.”
“أوه، هذا محزن أنني لست الأول… لنذهب للتمشية حول البحيرة إذن.”
“حسناً.”
اتجها مباشرة نحو البحيرة.
كان بإمكانهما استخدام العربة، لكن المسافة قصيرة والجو لطيف، فقررا السير على الأقدام.
آخر أيام الصيف، لكن الهواء كان منعشاً مع غروب الشمس.
“إنه عيد ميلادك، هل هناك شيء معين تريدين فعله؟”
بينما كان يشاهد الأطفال يلعبون، سألها.
“حقيقةً، لم أفكر في الأمر مطلقاً.
منذ دخولي البرج، كدت أنسى عيد ميلادي. دائمًا ما أكون منشغلة بالأبحاث.”
“إيلينا حقاً تحب عملها.”
امتلأت عينا ليكسيون بالحزن، لكنها لم تلاحظ.
“نعم، إنه ممتع حقاً أن أبتكر أشياء جديدة وأستخدم السحر.”
عندما ابتسمت بهذا البهاء، لم يستطع أن يضيف شيئاً.
أخيراً، وصلا إلى الحديقة المحيطة بشاطئ البحيرة.
قررا عبورها للوصول إلى المياه.
لكن عند المدخل، صادفا شخصاً مألوفاً.
رجل يبدو أنه في موعد مع سيدة تبدو أرستقراطية.
شخص بملامح وقحة وشعر أحمر باهت.
تعرفت عليه إيلينا فوراً.
‘أليس هذا ذلك الوغد سابيل؟’
قبل سنوات، في حفل النصر لدوق هالوس…
كان هو من أهان ليكسيون.
________________________________
عيدكم مبارك تقبل الله منا ومنكم سائر الاعمال واعاده الله علينا وعليكم بالصحة والعافية
التعليقات لهذا الفصل " 22"