الفصل 18 _الطفلة نمرة الثلج من عائلة النمر الأسود
عندما أرادت ثـيل شكر كاسيوس، شعرت بالحرج لسبب ما.
لكنها تخلصت من حرجها وقالت :
“شكرًا لك على الغرفة الجميلة. كل شيء جميل بها . أوه! كما أن ماسك الضوء جميل حقًا.”
“يبدو أنك قد أحببتي ماسك الضوء.”
أومأت ثيل برأسها بينما احمرت خجلا.
“نعم، لقد أحببته كثيرا.”
لم تدرك ثيل القيمة الكبيرة لماسك الضوء المصنوع من الألماس الأزرق، لكنها كانت تعلم بأن الألماس باهظ الثمن، ولكن لم تعر ذلك اهتماما أكثر من جماله.
“أنا سعيد أنه أعجبك. في المرة القادمة، سأحضر لك ياقوتة صفراء مثل لون عينيك تمامًا.”
“……هذا.”
لم يكن هناك داعٍ للوصول إلى هذا الحد! لكنها أومأت برأسها فقط لأنها لا تريد أن تتجاهل صدق كاسيوس.
في هذه الأثناء، أحضرت الخادمات صينية تتكون من ثلاث طبقات مليئة بالحلويات والكعك. بعدها قاموا بترتيبهم على الطاولة بعناية، وضعوا الكاكاو وقهوة كاسيوس جنبًا إلى جنب وغادروا الغرفة بسرعة.
‘…حلويات.’
حاولت ثيل قمع الرغبة القوية في وضع الحلوى اللذيذة على الفور في فمها وأبعدت نظرها عنها.
بحيث قد جاءت هنا اليوم لتعرب عن امتنانها لـكاسيوس، لذلك لم ترغب في أن تظهر نفسها مفتونة وتحب الكعك والحلويات.
لكن وبطبيعة الحال، لم تستطع إخفاء نظرتها التي كانت تدل على حبها للكعك.
ابتسم كاسيوس دون أن يدري ، الذي لاحظ نظرة ثيل، التي كانت مثبتة على الحلوى منذ اللحظة التي أدخلت الخادمات الصينية فيها.
“حسنا، يمكنك الأكل.”
حمل كاسيوس الطبق الذي يحتوي على كعكة الفراولة 🍰 والتي كانت عيون ثيل مثبتتة عليها وشوكة صغيرة ووضعها في يد ثيل.
“شكرًا لك….”
لم تتردد ثـيل في إمساك الطبق وإدخال الشوكة في زاوية الكعكة.
مع ذلك، وعلى عكس ما حدث عندما أطعمتها ليا، لم تقطع الكعكة إلى قطع ولكنها تفتتت مثل المسحوق عند طرف الشوكة.
ونتيجة لذلك، تجعدت حواجب ثيل لأنها لم تتمكن من وضع الكعكة في فمها.
كاسيوس الذي كان يراقبها بهدوء، وضع يده على يد ثيل، وأمسك بالشوكة بقوة، ورفع قطعة من الكعكة ليضعها في فمها.
علقت ابتسامة صغيرة على زاوية فم ثيل.
فتحت الطفلة فمها مثل طائر صغير وتناولت قطعة من الكعكة. وعندما لمس الكريم لسانها، ملأ شعور بالسعادة وجه ثيل.
“كلي ببطء، سأعطيك الكعك بقدر ما تريدين.”
انتظر كاسيوس بصبر حتى مضغت ثيل قطعة الكعكة، ثم قام بوضع قطعة أخرى في فم الطفلة بعدما تأكد من أنها أنهت مافي فمها.
في بعض الأحيان، كانت كاسيوس يقدم لها تشرب الكاكاو الدافئ ، خوفًا من أنها قد تختنق.
وبينما كان كاسيوس يراقب الطفلة وهي تقبل كل شيء دون تردد وتتناول الكعك، قام بإرجاع شعرعا المجعد خلف أذنها لضمان عدم التصاق الكعكة به.
فجأة، منذ وقت ليس ببعيد حدث ذلك. تذكر الفارس الذي جاء إلى مكان التدريب يرتدي بروشًا أعطته إياه ابنته، وهو يقول مفتخرا:
“ابنتي هي الأفضل والأجمل! إنها لطيفة للغاية وصغيرة ، أنا أنتضر فقط متى أراها!”
في ذلك الوقت اعتبرت ذلك مجرد تفاخر بحيث لم أعر ذلك اهتماما كبيرا.
وبالفعل كما قال…..
تربية ابنة أمر ممتع ورائع، تمتم كاسوس، وهو يداعب خذ ثيل بشكل لطيف.
* * *
“أنت أيها الخائن! ألم نقل ألا نقترب من الطفلة لفترة لأنها خجولة للغاية!”
– قال ألفريس وهو يحدق في كاسوس بنظرة مليئة بالخيانة.
“ومع ذلك، ماذا فعلت أنت؟ أجلست الطفلة في حجرك وقمت بإطعامها الكعك؟”
“يبدو بأن الشائعات قد انتشرت بسرعة داخل القصر.”
أجاب كاسيوس بلا مبالاة.
عندما أصبح ألفيوس أكثر انزعاجًا من رد كاسيوس اللامبالي، حول كاسيوس، الذي كان يحتسي الشاي نظرته نحو ألفينوس.
“أرادت طفلتي أن تشكرني، فما الذي تريدني أن أفعله؟”
“لا تقم باختلاق الأعذار! سمعت أنك أطعمتها الكعك من قبل!”
صرخ ألفينوس وهو غاضب في وجه كاسيوس.
بحيث كان ألفينوس يكبح رغبته في مقابلة حفيدته، والتربيت على رأسها الصغير.
ابنه الذي طلب منه عدم مقابلتها لأن الطفلة خجولة للغاية، تناول الكعك مع حفيدته، لذلك شعر بالخيانة.
لكن كاسيوس رد بهدوء وكأنه لا يهتم.
“الآن وبعد أن أصبحت لا تخاف كثيرا أو تتجنب أن يلمسها أحد ، لا بأس وإن قابلتها. علاوة على ذلك، يجب عليها المجيئ لأشرح لها قوتها. ”
“قوتها؟”
“ألا تظن بأنها يجب أن تعرف نوع القوى التي تمتلكها؟”
كاسيوس الذي تذكر ثيل التي بمجرد أن استعادت وعيها في ذلك اليوم نظرت إلى يدها باهتمام، تمتم قائلا :
“لكن لم يمض وقت طويل منذ أن أتت ثيل إلى القصر، ومع ذلك ستتحدث عن ذلك بالفعل….”
ثم أكمل كلامه قائلا :
“يجب أن تعرف ثـيل، لأنها تعتقد بأنها طفلة عديمة الفائدة.”
“ماذا؟ عديمة الفائدة؟ “
وقف ألفينوس من مقعده فجأة. كانت عيناه المتسعتان ونبرة صوته المنخفضة والمهددة مقلقة.
“عديمة الفائدة! لماذا ستكون كذلك؟”
كانت ثيل حفيدة ألفينوس والخليفة الشرعية لأستيريان.
لم يكن ذلك فقط لأن ثيل أظهرت قوة النور.
كان ذلك لأن ثيل هي ثيل ولن يتغير شيء.
كما أنها ابنة كاسيوس سيليست أستيريان ولينا نيستيان.
ثم إنه لا يوجد شيء اسمه “طفل عديم الفائدة” بالنسبة للوالدين.
وحتى لو لم تظهر الطفلة أي قوة، كان ألفينوس سيعتز ويحب الطفلة التي أخيرا قد وجدوها. وهذا ما يفعله الآباء وهذه هي الأسرة.
ولكن ليتم مناداتها بعديمة الفائدة! أصبح وجه ألفينوس معقدًا. بحيث شعر بمشاعر غريبة.
لكنه لا يستطيع إلقاء اللوم على الطفلة لأنها تفكر بهذه الطريقة.
هناك مسؤولية على عاتق البالغين، بما في ذلك ألفيوس، لتصبح ثيل أصبحت هكذا.
شعر ألفينوس بالأسف لفشله في حمايتها. بحيث كانت السنوات حيث عاش الجميع بدون معرفة أنها على قيد الحياة فظيعة ناهيك عن حمايتها.
نظر كاسيوس إلى وجه ألفينوس الذي أصبح قاتما بسرعة، وفتح فمه بهدوء.
“لقد سألت عما إذا كان بإمكانها أن تكون مفيدة لأستيريان.”
“هذا…هل يمكنني أن أكون مفيدة لعائلة أستيريان ؟”
تجعد وجه كاسيوس، الذي تذكر صوت ثيل المرتجف.
ثم قال مكملا كلامه :
“ولقد قالت بأن الجد قال إن الطفل يجب أن يكون سندا للعائلة.”
ثم صرخ ألفينوس وهو غاضب قائلا :
“سيندر ذلك الفاسق!”
من المستحيل أن يكون الطفل سندا للأسرة! بل يجب أن تكون الأسرة هي من تساند أطفالها!
علاوة على ذلك، ثيل تبلغ من العمر 7 سنوات فقط.
ومع ذلك وبما أنها قالت ذلك بحذر، فهذا يعني أن الطفلة قد كانت تسمع ذلك منذ فترة طويلة جدًا.
جلس ألفينوس، الذي كان يكافح، على كرسي.
وجه حفيدتي، الذي لم أره بشكل صحيح بعد لأنني اعتقدت أنها ستخاف، ظل عالقا أمام عيني.
“لذلك حان الوقت لمناقشة تلك المسألة المهمة.”
تحولت نظرة كاسيوس إلى نظرة حادة بسرعة.
وبينما كان يضع فنجان الشاي، كان الشاي بداخله يدور في شكل دوامة. انعكست صورة كاسيوس في الشاي لكنها اختفت بسرعة.
“التخلص من نيستيان.”
لقد كانت المسألة والقضية الأكثر أهمية.
في الوقت نفسه، كانت هذه أيضًا هي القضية التي كان الجميع في أستيريان ، بما في ذلك كاسيوس وألفينوس، حريصين عليها بشدة.
“أجل، كنت اخطط لإرسال رسالة إلى نيستيان على أي حال.”
وجه ألفينوس، الذي كان يرتجف من الغضب تجاه نيستيان وشعوره بالذنب تجاه ثيل طوال الوقت، هدأ في لحظة.
جاءت ثيل إلى أستيريان بمفردها، لذلك الباقي الآن على عاتق البالغين.
لقد حان الوقت لإرسال رسالة إلى نيستيان مفادها بأن الطفلة في أستيريان ولن يجرؤوا على أخذها أبدا.
أردت أن أتجاهل هذه الشكليات، لكنني لم أستطع. لأنني إذا فعلت ذلك، فيمكن أن يحتج نيستيان لاحقًا ويأخذوا الطفلة بعيدًا.
منذ أن أظهرت ثيل قوة النور ، كان لابد من التعامل مع أي شيء يمكن أن يكشف بأنها تمتلك هذه القوة.
حتى لا تعترض للخطر.
وكان عليه أن يشكر ولي العهد على إحضار ثيل إلى أستيريان .
والمسألة التي تم تأجيلها بحجة رعاية الطفل كان لابد من فعلها الآن.
كان لا بد من العمل عليها خطوة بخطوة. نقر ألفينوس على مسند ذراع الأريكة وقال :
“ثيل هي ابنتك أيضًا، ولكن في نفس الوقت ابنة لينا، لذا لا نستطيع تحميلهم مسؤولية إخفائها.”
توقف ألفينوس عن الكلام للحظة، وسرعان ما أكمل كلامه مرة أخرى.
“… ولكن يمكننا أن نجعله يدفع ثمن ذلك بطرق أخرى.”
“نعم أفهم.”
لقد قام سيندر نيستيان بتخبيء ثيل والإساءة إليها رغم معرفته بأنها ابنة كاسيوس سيليست أستيريان.
والآن حان الوقت ليدفع الثمن..
يتبع…….
التعليقات لهذا الفصل "18"