نما الجرح الذي كان ينظر اليه طوال الطريق إلى العاصمة أمام عينيه لدرجة أنه أصبح مزعجًا .
لابدَ أن السير آهين كان قادرًا على شفائه بدون ألم ، لكنه لا يمكن أن يشعر بالارتياح إلا عندما يرى هذا بأم عينيه . لا يعني هذا أنه لا يثق بآهين ، هو فقط لا يشعر بالراحة .
نهض كارسيل باندفاع و غادر من الغرفة . كانت غرفة شارلوت تقع أمام غرفة كارسيل بشكل مائل.
بمجرد أن فتح الباب رأى بصيصًا خافتًا من الضوء في شق الباب الخاص بشارلوت .
ولقد كان على وشكِ أن يطرق الباب .
“آنسي ، يجب أن تحصلي على قسط من النوم .”
“أليس الوقت مبكرًا ؟”
“يجب أن تذهبي للفراش في وقت أبكر من المعتاد ، ألستِ متعبة من الرحلة الشاقة ؟ لا تفرطي في السهر و اذهبي إلى الفراش على الفور .”
“آه ، فهمت . إيما يجب أن تنام قريبًا أيضًا .”
عند سماع الأصوات التي كانت بالداخل ، شدّ كارسيل يده عن طرق الباب .
كانت يده و أصابعه المتيبسة تحوم بلا هدف أمام الباب للحظات .
سرعان ما استدار و غادر .
عندما أغلق بابه انفتح باب شارلوت و خرجت إيما بالشمعدان و سارت في الردهة .
في الردهة حيث سارت إيما ، خمد الظلام و الصمت فقط .
***
بعد أيام قليلة ، أُقيمت جنازة السير هيذر .
خارجيًا ، قيل أنه قد مات في حادث أثناء حماية ثيو من بوابة المانا .
كان دفنه مهيبًا بسبب رعاية كارسيل الخاصة .
شقت شارلوت ، التي كانت ترتدي رداء الحداد الأسود الذي أعدته عائلة هاينست لها ، طريقها إلى غرفة ثيو لاصطحابه .
قالت إيرينا التي كانت قد استعدت مسبقًا ، أنها سوف تساعد ثيو في تغيير ملابسه ، ولكن بطريقة ما كان هناك ضوضاء قادمة من الباب المفتوح .
“سيدي!”
“سيدي الصغير ، لا بأس . هل نجرب هذا ؟”
“سيدي الصغير !”
دخلت شارلوت الغرفة وهي تشعر بالدوار . كان المشهد الذي يحدث في الغرفة الآن مشابهًا لما رأته في قصر لانيا من قبل .
ثيو الذي يحتضن جسده في الزاوية ، و أولئكَ اللذين لا يهدؤون على بعد خطوات قليلة منه .
‘لماذا يفعل ذلك اليوم ؟’
على عكس ملكية لانيا ، التي أمامه الآن هي وجوه مألوفة لذا لا يجب عليه فعل هذا .
“ثيو ، لماذا تفعل هذا .”
“نونا ؟”
ثيو الذي كان على وشكِ الركض إلى شارلوت كما يفعل في العادة ، تجمدت ساقه اليمنى بمجرد أن رآها .
نظر لشارلوت صعودًا و هبوطًا ثم استدار و عاد إلى الزاوية مرة أخرى. نظرت شارلوت إلى نفسها كما فعل ثيو .
‘هل يخاف من ملابس الحداد ؟’
لقد كان افتراضًا معقولاً . ربما لا يجب الأطفال الألوان الداكنة ، لأن كل فرد في القصر يرتدي ملابس حداد .
‘لابدَ أنه قد شعر بالجو القاتم .’
غُمِرَ الجو في الملابس القاتمة . لابدَ أن ثيو قد شعر بشعور مشؤوم بمجرد أن فتح عينيه في الصباح .
علاوة على ذلك ، كان من الطبيعي أن ثيو قد حضر جنازة والده ، دوق هاينست السابق قبل نصف عام فقط .
سيشعر الطفل الذي عانى عانى من انفصال أبدى غريزيًا بالنفور من ملابس الحداد .
“سوف أغير ملابس ثيو .”
“هل لا بأس بهذا ؟”
أومأت شارلوت برأسها لإيرينا التي كان لديها وجه قلق .
لم تستطع إيرينا أن تزيل تعبيرها القلق و أخذت الخادمات و خرجت للخارج .
“ثيو ، لا بأس .”
جلست شارلوت على ركبتيها و بسطت ذراعيها حتى لا يخاف ثيو .
ومع ذلك ، لم يكن ثيو ينوي التحرك . لقد نادته شارلوت بأنعم صوت لها كما فعلت من قبل عندما حدثت له اليقظة .
“لا بأس . تعال إلى نونا .”
نظر ثيو لشارلوت لأعلى و لأسفل ثم اقترب منها بحذر خطوة بخطوة . سارت شارلوت أسرع منه و اصبحت أمامه .
نظر ثيو إلى العباءة السوداء التي كانت في يدها و هز رأسه بقوة .
“خذيها بعيدًا .”
“هل اللون داكن للغاية ؟ لكن عليكَ أن ترتدي هذا لهذا اليوم فقط ، حسنًا ؟”
“لماذا ؟”
كانت شارلوت صامتة فجأة بسبب سؤاله الساذج . فجأة شعرت بالعطش .
لم يكن لديها الثقة في الشرح لطفل أن هذا الفستان الأسود هو فستان حداد .
‘كيف اشرح ذلك لثيو ؟’
طفل لازال يجهل ما هو الموت أو الانفصال الأبدي .
عندما التقيا في المرة الأولى ، أخبر ثيو شارلوت أن هيونج كان نائمًا .
لم يسأل أين كان ‘هيونج الفارس’ منذ ذلك الوقت ، وكأنه يشعر بالسوء . لقد اعتقد للحظة بأنه قد رحل .
للأسف ، اعتاد ثيو على الانفصال المفاجئ .
منذ أن اختفى والده ووالدته بشكل مفاجئ ، لقد كان يعتقد أن شقيقه الفارس قد اختفى أيضًا.
للمعلومة : هيونج كلمة بتتقال للاخ او شخص مقرب اكبر منك و الكلمة بتتقال من الولاد بس يعني لو ثيو كان بنت كانت بقت أوبا مش هيونج .
لكن هذا لا يعني أنه قد عرف الموت .
أكدت شارلوت أنها لم تكن واثقة من أنها تستطيع أن تشرح لثيو ما هو الموت . كان موضوعًا صعبًا بالنسبة له ، حتى بالنسبة لها كشخص بالغ .
الوداع الأبدي . ألم عدم رؤية الشخص الذي تحبه بعد الآن . شوق أبدي .
هل يستطيع ثيو فهم تلك المشاعر ؟
ربما لا يعرف . لكن ثيو لايزال صغيرًا ولا يفهم هذا الشعور المعقد .
بعد كثير من التفكير ، بذلت شارلوت قصارى جهدها لشرح الأمر على مستوى عقل الطفل .
“عليكَ أن ترتدي هذا لتقول وداعًا لشقيقكَ الفارس .”
“هيذر هيونج ؟”
“نعم ، ستقول وداعًا للفارس .”
“لماذا ؟ هل يريد هيونج الرحيل بسببي ؟”
بعد سؤال الطفل البريء ، هوت شارلوت رأسها لأنها فد شعرت بالاختناق فجأة .
“شقيقكَ الفارس لا يكره ثيو … لقد أحبكَ كثيرًا .”
“إذًا لماذا أقول وداعًا؟”
“أمم ، هيونج لديه ما يفعله لذا قد ذهب في رحلة .”
لقد كان تفسيرًا سيئًا . ألقت شارلوت اللوم على نفسها لأنها لم تستطع التفسير بشكل مناسب .
لابدَ أنها كانت محظوظة ، لم يصر ثيو على عدم ارتداء ملابس الحداد لكنه لم يكن يفهم .
وضعت شارلوت ثوب الحداد عليه بعناية ، ورفعت ذراعه للأعلى و عانقته و خرجت من الغرفة .
“إذن ، هل نذهب ؟”
إيرينا التي كانت تربت على عينها بمنديل في الردهة ، ابتسمت بانتباه لصوت شارلوت و غادروا معًا .
منذ أن الجنازة أُقيمت في مقبرة في شرق العاصمة ، سافر الثلاثة في عربة تجرها الخيول .
بعد أن شعر بالجو الخانق ، وضع ثيو يده على حجرها و لف عيونه لشارلوت .
عانقته شارلوت بإحكام .
حتى أثناء الجنازة ، أمسكَ ثيو بيد شارلوت و كان صامتًا .
نظرت شارلوت حولها ، وأقنعت ثيو بالاختباء خلف تنورتها .
بينما كان الفرسان يذرفون الدموع أثناء حزنهم هلى المتوفي ، كان من الواضح مدى جودة السير هيذر خلال حياته .
‘آه ، كارسيل هناك أيضًا .’
ثُبِتت عيون شارلوت على ظهر كارسيل .
كان كله بالأسود من رأسه حتى اصابع قدميه ، و على عكس الآخرين لقد كان ظهره ممشوقًا .
أدار ظهره لكنه لايبدوا و كأنه يبكي .
‘لابدَ أنه تعلم إخفاء عواطفه .’
فقط لأنه لا يظهر مشاعره الداخلية لا يعني هذا أنه ليس حزينًا . يجب أن يكون حداد كارسيل على السير هيذر الذي مات أثناء حماية ثيو ، أثقل من حداد أى شخص آخر .
بعد فترة ، حان الوقت لتوديع المتوفي . اقترب الفؤسان ممسكين بأقحوان أبيض ، من التابوت حيث كان يرقد هيذر .
اقترب كارسيل وهو يراقب المشهد بهدوء من شارلوت ، وجلس أمام ثيو الذي كان يدفن وجهه في حافة تنورة شارلوت .
“ثيو .”
“همم؟”
“دعنا نذهب و نقول وداعًا للسير هيذر .”
نظر ثيو إلى شارلوت بعيونها القلقة ، وأومأت برأسها .
كانت شارلوت قلقة من أن ثيو كان ينظر لها باستمرار ، لذلك تابعتهم ببطء .
سمعت أن هناك عدد كبير من الجروح لأنه قد تعامل مع القتلة ، لكن السير هيذر كان في حالو جيدة لأنه قد تم شفاء الجروح كلها بالسحر .
للوهلة الأولى ، بدى و كأنه كان نائمًا ، لذلك كان من الجيد أن ينظر له الطفل ثيو .
نظر ثيو إلى هيذر وهو يفرك وجهه بكتف كارسل و من ثم رفع رأسه .
“هل هيذر هيونج نائم ؟”
“نعم .”
ربت كارسيل على ظهره برفق .
“وداعًا ، هيونج .”
عبث ثيو بشفته و أرجح يده اليمنى .
“وداعًا !”
لقد كانت تحية مشرقة لا تناسب جنازة قاتمة .
***
حتى بعد دفن نعش السير هيذر في الأرض ، نادرًا ما غادر الفرسان المكان .
كان كارسيل واحدًا منهم . نظر إلى النصب التذكاري الذي كان في الأرض و عليه زهور الأقحوان .
ومع ذلك. على عكس الفرسان اللذين عزوا بعضهم البعض لقد كان وحيدًا .
‘حسنًا ، من سيعزي الدوق .’
كانت المكانة التي كان فيها مكانة لا يمكن فيها إذلاله أو الشفقة عليه بسهولة .
عبثت شارلوت التي سلمت ثيو النائم لإيرينا ، بالمنديل الذي كانت تمسك به .
كان إعطاء منديل لشخص لا يبكي حتى قصة مضحكة .
لكن شارلوت أرادت بطريقة ما تسليم هذا المنديل إلى كارسيل. الذي كان يبدوا من الخلف وحيدًا إلى حد ما.
بعد لحظة من التفكير , تشجعت شارلوت و اقتربت منه .
استدار كارسيل بعد أن شعر بوجودها ، ووسع عيناه .
“ماذا يحدث ؟”
“كنت ساعطيكَ هذا .”
سلمته شارلوت المنديل الذي كانت تمسكه في يدها .
“الجو حار بسبب الشمس ، يمكنكَ أن تمسح عرقك ….”
ابتسمت شارلوت بإحراج لأن كارسيل لم يعطي اهتمامًا بالمنديل .
حان الوقت لأخذ المنديل الذي كانت تحمله في يدها .
مد كارسيل يده و أمسكَ بيدها برفق .
‘…….؟’
على عكس قولها أن الجو كان حارًا ، لقد كان الطقس بارد اليوم .
منذ فترة وجيزة ، لف ثيو بطانية حول جسده حتى لا يصاب بنزلة برد .
ومع ذلك ، على عكس يد شارلوت التي كانت باردة ، لقد كانت يد كارسيل ساخنة بشكل غريب .
‘هل لديكَ حمى ؟’
حاولت شارلوت بدون أن تدرك ذلك أن تضع يدها على ظهر يده بيدها الأخرى .
ولكن قبل ذلك ، أخذ كارسيل المنديل من يدها .
“شكرًا لكِ …”
نظر كارسيل إلى المنديل وهو غير قادر على مواصلة كلامه .
“هل هناك مشكلة ؟”
لكنه الإجابة على سؤالها كانت سؤال مختلف تمامًا .
“هل قامت الآنسة بصنع هذا المنديل بنفسها ؟”
–ترجمة إسراء .
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "29"