لم يمضِ وقت طويل على بدء العرض حتى غرقتُ تمامًا في الأحداث.
في الواقع، لم أشاهد عرضًا كهذا من قبل، لذا كنتُ قلقةً بعض الشيء، لكن لم يكن هناك داعٍ لذلك.
فقد كانت القصة تفوح برائحة “الميلودراما*” المألوفة جدًا.
*الشرح آخر الفصل
“أ-أنتِ……؟”
“نعم، أنا الابنة السرية للمرأة التي قتلتها! اقتربتُ منكَ للانتقام!”
“كيف يمكن لهذا أن يحدث؟ لقد خدعتِني؟! لكن في الحقيقة، لم أكن أنا من قتل تلك المرأة.”
“ماذا؟ إذاً……”
“القاتل الحقيقي هو……زوجكِ السابق!”
دووونغ-!
يا إلهي، قلبي ينبض بشدة. لم أستطع أن أشيح بنظري ولو للحظة عن مجرى الأحداث.
تذكرتُ فجأة المسلسلات الميلودرامية التي كنت أشاهدها سابقًا، مما جعل الأمر أكثر إثارة.
ولكن عندها……
دينغ-!
<تمت إزالة خطأ هيلديون (‘◉⌓◉’) Σ!
• إزالة خطأ هيلديون (6/10)>
ظهرت رسالة تنبيه فجأة.
كنتُ في قمة التركيز، لذا أملتُ رأسي بحيرة عند ظهورها المفاجئ.
‘لحظة، لماذا ظهرت في هذا التوقيت تحديدًا؟’
هل من الممكن أن يكون خطأ هيلديون قد أُزيل لأن عرض الأوبرا كان ممتعًا؟
لم أكن أعرف بعد المعيار الدقيق لإزالة أخطاء هيلديون، لكن من خلال تحليل البيانات السابقة، بدا أنها تُزال في اللحظات التي يكون فيها مزاج هيلديون جيدًا.
‘يبدو أنه أُزيل بالفعل لأنه استمتع بالعرض.’
ابتسمتُ بخفة لهذه النتيجة المعقولة، ثم نظرتُ إلى هيلديون.
وعندها، تلاقت أعيننا مباشرة.
“…..؟”
شعرتُ بارتباك شديد.
أولًا، تفاجأتُ لأنه لم يكن يشاهد العرض، وثانيًا……
‘لماذا ينظر إليّ بهذه الطريقة؟’
تسبب تعبيره في ارتباكي.
كانت شفتيه مرفوعتين بابتسامة. و من بين جميع المرات التي رأيته فيها، بدت ملامحه الآن الألطف والأكثر سعادة.
وكأنه ينظر إلى شخص يحبه.
……لا، ما الذي أفكر فيه الآن؟
نظراتٍ كمن يحدق في شخص يحبه؟ هذا يعني، بطريقةٍ ما، أن هيلديون يحبني؟
هذا ليس مجرد وهم، بل مبالغةً شديدة.
استجمعتُ شتات أفكاري أخيرًا، ثم همستُ بسؤال هادئ.
“……هل هناك شيء على وجهي؟”
مرّت ثلاث ثوانٍ من الصمت.
“أوع.”
تنهد بخفة، ثم حرك رأسه يمينًا ويسارًا.
وأخيرًا، تحركت نظراته المذهولة عني ببطء لتتجه نحو المسرح.
‘إذًا، لماذا كان ينظر إليّ بهذه الطريقة؟’
لكن لم يكن لدي وقت للتفكير، إذ دقّ الجرس معلنًا بداية الفصل الثاني، واندفعت الأحداث من جديد.
ظهر حتى الجد الأكبر لابن عمة الزوج السابق للبطل، وبدأ الجميع في الصراخ: “نحن في الحقيقة إخوة!”، “بل نحن أخوات!”، “لا، نحن والدٌ وابن!”
لكن، بطريقة غريبة، لم أعد قادرةً على التركيز على العرض.
‘لماذا حدّق بي هكذا؟ لماذا نظر إليّ بتلك الطريقة؟’
كل ما تبقى في ذهني هو تلك العيون الخضراء العميقة التي كانت تراقبني برفق.
***
هيلديون حاول جاهدًا تهدئة قلبه الذي كان يخفق بعنف.
‘لم أتوقع أن تلتقي أعيننا!’
كان ينبغي أن يحول نظره فورًا، لكنه كان مذهولًا تمامًا فلم يتمكن من ذلك.
في الواقع، كان يحدق برويلا طوال العرض.
في البداية، كان ينوي التركيز على الأداء.
“بعد مشاهدة العرض، ستتحدثون عادةً عن أدائه، لذا يجب أن تركز عليه.”
قبل مغادرته القصر الإمبراطوري اليوم، كان قد استمع إلى نصيحة هيستين. ووفقًا لكلامه، حاول التركيز على المسرحية حتى يتمكن من التحدث مع رويلا بعد انتهائه.
لكن، كان يُجذب بصره وكأنه مسحور كلما سمع ضحكة رويلا تتردد من حين لآخر.
في الظلام، كان ضوء المسرح الخافت ينعكس عليها برقة. و كانت هي تبتسم تحت ذلك الضوء.
ومن بعدها، لم يعد الأمر بيده.
توقفت عيناه على وجهها ولم تستطع الانفصال عنه.
صدرت ضحكةٌ صادقة من استمتاعها الحقيقي. و عيناها كانتا متألقتين وهي تركز على العرض. وتلك التنهدات العفوية التي تطلقها عند المشاهد المثيرة للغضب، مثل “آه، يا إلهي!”
كلٌ تعبير منها كان شديد الجمال ومليئًا بالجِدّية، فلم يستطع أن يشيح بنظره عنها.
‘ركّز، هذا يكفي’
ضبط نفسه وهو يحدق بها، لكنه لم يستطع منع عينيه من العودة إليها مرارًا وتكرارًا.
حقًا، لا يوجد مرضٌ أكثر خطورةً من هذا.
تنهد بصمت وثبّت نظره على نقوش جدران المسرح، ثم بدأ في عدّ الخطوط المرسومة عليها.
لو لم يفعل ذلك، لشردت عيناه نحوها مرة أخرى.
ولهذا، لم يكن يعلم.
أن رويلا، على عكس ما كانت عليه قبل قليل، لم تعد قادرةً على التركيز على العرض، بل كانت تسرق النظرات نحوه بين الحين والآخر.
***
بعد جهد، انتهى عرض الأوبرا، وانتظرنا قليلًا حتى هدأ تدفق الناس قبل أن نخرج من المبنى.
“هل نمشي معاً قليلًا؟”
“آه-احم. لما لا؟”
كادت كلماتي تتعثر وأنا أجيب على اقتراح هيلديون.
قررنا تناول العشاء معًا قبل العودة.
وبينما كنا نمشي، لفت انتباهي متجر مكتظٌ بالناس أكثر من غيره.
‘هل يمكن أن يكون……’
كان مشهدًا مألوفًا للغاية، فتفحصت اللافتة بحذر. و كانت اللافتة مكتوبةٌ بوضوح: “قافلة إيشليان”.
بالطبع، كما توقعت.
نظرت إليه ببرود ونقرت لساني بضيق.
وبعد برهة، بدا أن هيلديون لاحظ الأمر أيضًا، فتوقف عن المشي وحدّق في مبنى المتجر.
لا، بل كان يحدّق فيه بحدة، وكأنه يطلق أشعة ليزر من عينيه.
“حقًا، لا خجل لديهم ولا ضمير.”
تمتم بصوت يملؤه الاحتقار، وكان هناك غضبٌ كامنٌ في نبرته.
لم يكن الأمر سيئًا بالنسبة لي، فقد بدا وكأنه يغضب بدلًا عني.
شعرت بأن شفتيّ ترتسمان تلقائيًا في ابتسامة، ثم ضربت ذراعه بخفة.
“؟”
وحينما التفت إليّ أخيرًا بنظره،
“لا تقلق. لم يبقَ سوى يومين.”
“ماذا تقصدين؟”
“حتى يذرف ذلك المتجر الدموع ندمًا.”
رفعت كتفيّ بلا مبالاة ثم نظرت إلى لافتة قافلة إيشليان مجددًا.
‘انتظروا فحسب. سترون ما سيحدث بعد يومين!’
وبعد مرور يومين،
كل شيء سار تمامًا كما توقعت.
***
“آه، اليوم حارٌ بشكل فظيع مرة أخرى. متى ستنتهي هذه الحرارة؟”
تمتمت بيكي وهي تمسح العرق المتصبب من جبينها.
كانت بيكي تدير متجرًا للسلع العامة في العاصمة.
ورغم أن المتجر صغير، إلا أن نقل البضائع وترتيبها وبيعها كان يشغلها طوال الوقت دون لحظة راحة.
وبالكاد كانت تستوعب ما يجري من حولها حتى تجد نفسها غارقةً في العرق وكأنها استحمت به.
ومع اقتراب وقت الظهيرة، أخيرًا حان وقت استراحة قصيرة.
جلست بيكي على الكرسي الموضوع في زاوية المتجر، ثم شغّلت جهاز التبريد بحركة مألوفة.
ولم يمضِ وقت طويل حتى بدأ الهواء البارد يتدفق.
‘يا إلهي، لو لم يكن لدي هذا، فكيف كنت سأقضي هذا الصيف؟’
مجرد تخيل الأمر كان مروعًا.
في الحقيقة، حتى قبل بضعة أيام فقط، كانت لا تزال مترددةً بشأن شرائه. فهي تكره إنفاق المال بلا ضرورة، لدرجة أنها اشتهرت بالبخل في الحي.
خمسون شيلينغ.
بالنظر إلى هذا الحر الخانق، كان السعر معقولًا، ومع ذلك لم تستطع اتخاذ القرار بسهولة.
صحيح أنها سمعت الكثير من الآراء الجيدة عنه، لكن لا يمكنها تصديق كل ما يُقال هكذا ببساطة.
وربما، فقط ربما، سيختفي هذا الحر قريبًا من تلقاء نفسه.
لكن الحرارة لم تُظهر أي نية للانحسار.
وفي النهاية، في أحد الأيام التي سُجلت فيها أعلى درجات الحرارة على الإطلاق، قررت بيكي شراء جهاز التبريد.
‘قالوا إنه يُباع في متجر ميلورا، أليس كذلك؟’
وهكذا، خرجت متجهة إلى متجر ميلورا، لكن أثناء سيرها، قام أحدهم بتوزيع منشورات إعلانية.
<تم إطلاق جهاز تبريد جديد! الأداء كما هو، لكن السعر أصبح أرخص!>
‘يا إلهي، يا لها من صفقةٍ مفاجئة!’
على الفور، توجهت بيكي إلى قافلة إيشليان، العنوان المكتوب على المنشور.
وعند وصولها، وجدت المتجر مزدحمًا بالناس بالفعل. وكانت أجهزة التبريد معروضةً بكثرة على منصات العرض الكبيرة.
“هيا، هيا! هذا هو المنتج الجديد الذي تم طرحه مؤخرًا. السعر فقط خمسة وثلاثون شيلينغ!”
خمسة وثلاثون شيلينغ؟
‘إنه أرخص من جهاز ميلورا بمقدار خمسة عشر شيلينغ!’
أمسكت بيكي بأحد الموظفين على الفور وسألته مجددًا للتأكد.
“هل أنت متأكد من أن أداءه مماثل تمامًا لمنتجات الشركات الأخرى؟”
“بالطبع! كلاهما مصنوع بنفس التقنية. لذا، فالأداء متطابقٌ تمامًا!”
“هل هذا صحيح؟”
‘بالطبع. مديرنا يضمن ذلك. ماذا، هل ستشترين واحدًا؟”
اشترت بيكي جهاز التبريد على الفور في ذلك اليوم. ثم، أعجبت به.
“إنه باردٌ حقًا!”
كانت تعتقد أن تقييمات الأشخاص من حولها ربما كانت مبالغًا فيها إلى حد ما، ولكن حقًا بمجرد تشغيل جهاز تبريد واحد، شعرت أن المكان بأسره يصبح باردًا.
‘لكن، مع ذلك، يجب أن أكون حريصة.’
بما أنها اشترت الجهاز، كانت تفكر في استخدامه بحرص لكي يدوم طويلاً.
وبعد أسبوع من شراء جهاز التبريد، اليوم.
“اليوم أيضًا، سأتركه يعمل ثلاث ساعات فقط!”
بعد أن تحققّت بيكي من الوقت، مدّت جسدها أمام جهاز التبريد.
كانت تفكر في أخذ قسط من النوم لفترة قصيرة.
لكن بعد فترة قصيرة، بدأ الجو يصبح حارًا مجددًا.
بدأت بيكي تتعرق بغزارة وفتحت عينيها.
“لماذا الجو حار هكذا؟ لقد نمت وأنا أشغل جهاز التبريد……أوه؟”
شكّت في عينيها. فقد كان زر تشغيل جهاز التبريد مضغوطًا، لكن الجهاز لم يعمل.
“ما هذا؟ هل هو معطل؟”
تنهدت بيكي بعمق وأطفأت جهاز التبريد وأعادت تشغيله عدة مرات.
لكن، لم يحدث أي تغيير حتى الآن.
“لا يُصدق. معطل بعد أسبوع فقط من الشراء! لم أسمع من قبل عن أحد اشترى جهاز تبريد من ميلورا واشتكى من عطل….”
أبعدت بيكي شفتيها بغضب وبدأت تثرثر باستمرار بينما كانت تحمل جهاز التبريد بين يديها.
كانت تنوي التوجه إلى “قافلة إيشليان” في الحال لتسليمه للصيانة.
لكن، عندما وصلت إلى المتجر،
“كيف يمكنكم بيع شيءٍ كهذا؟!”
“35 شيلينغ في الأسبوع؟ هل أنتم مجانين؟”
“أريد استرداد أموالي الآن، فورًا!”
بينما كانت الأصوات العالية تتنقل بين الحشود، شعرت أن هناك شيئًا ما خاطئً.
_________________________
حلووووووو رويلا تكة وتطيح😭
ياخي يجنن 🫂 راح خطا بس عشانه استانس بنظراتها للمسرح؟ وش ذا القلب الرهيف 🤏🏻
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات