داخل العربة المتجهة إلى دار الأوبرا.
أخبرتُ هيلديون أن هناك احتمالًا لوجود صلةٍ بين قافلة إيشلِيان التجارية وعائلة كِيليان.
وأضفتُ أن المبرّدات المزيفة تعدّ مشروعًا خاسرًا للغاية، ويبدو أنهم يتكبدون الخسائر عمدًا فقط لإسقاطي.
“……لهذا السبب تشتبهين في وجود علاقة بين قافلة إيشلِيان التجارية وعائلة الدوق كِيليان.”
أومأتُ برأسي ردًا على هيلديون، الذي كان يستمع إليّ بجدية.
“نعم، كلما فكرتُ في الأمر، وجدتُ أن عائلة كِيليان هي الأكثر احتمالًا. حتى أن ابنهم جاء إلى متجري بكل جرأة ليسخر مني.”
“……هذا تصرف بغيضٌ حقًا.”
“ماذا؟”
“لا شيء، لا شيء.”
لكن إن كان لا شيء، فلماذا بدا غاضبًا بهذا الشكل للحظة؟
هل كنتُ أتخيل الأمر؟
“على أي حال، يبدو هذا مريبٌ بالفعل.”
“أليس كذلك؟ لكن لا يزال مجرد شك، لذا طلبتُ من شخص أعرفه أن يحقق في الأمر.”
تساءل بذهول طفيف عن كلماتي.
“طلبتِ من شخص آخر……؟”
“نعم. شعرت بالأسف لأنني أطلبُ المساعدة منكَ في كل مرة.”
كانت هذه هي الحقيقة.
كنت أشعر بوخز الضمير لأنني كلما سنحت الفرصة كنت أطلب منه التحقيق في هذا أو ذاك.
وفوق ذلك، ألم أتلقَ منه مساعدةً كبيرة منذ وقت قريب؟ فحتى هذا اللقاء لم يكن سوى امتداد لذلك اليوم.
نعم، يجب أن يكون الإنسان ذا مروءة.
‘بل وهناك زعيم نقابة المعلومات بجانبي أيضًا.’
بالطبع، كنت لا أزال أشعر ببعض القلق بشأن ما إذا كانت تلك النقابة حقيقيةً وسليمة، لكنني أوكلت المهمة إلى فابيان على أي حال.
بينما كنت أفكر في ذلك، قاطعني هيلديون فجأة وتحدث.
“لا داعي لأن تشعر بالأسف.”
“……آه.”
“ألم أعدكِ بالفعل بالمساعدة في كل شيء؟”
“لكن ذلك كان فقط بخصوص تطهير طاقة آهوبيف……”
“لا. لم أقطع الوعد بسبب ذلك فحسب.”
……إذن، لأي سبب قطعته……؟
لم أستطع النطق بكلمة واحدة، واكتفيت بفتح فمي وإغلاقه مرارًا.
لا، هل يعقل أنه يضغط عليّ بهذا الشكل؟
تلك النظرات، ذلك الوجه، ذلك الصوت، ذلك الكلام.
أليست هذه جريمة كاملة تقريبًا؟
“……شكرًا جزيلاً.”
“لا داعي للشكر. وبالمناسبة، سأحقق أنا أيضًا في هذا الأمر.”
“سموك أيضًا؟”
“إذا كان هذا صحيحًا، فهذه مشكلةٌ كبيرة جدًا. عادةً ما يكون تواطؤ شركة تجارية كبرى مع نبلاء رفيعي المستوى……”
مدّ كلماته قليلًا، ثم واصل حديثه بعد أن رفع حاجبيه بانزعاج.
“يهدف إلى إنشاء أموال سرية.”
“إنشاء أموال سرية……؟”
“ويمكنكِ اعتباره تهربًا ضريبيًا أيضًا.”
لم يكن ذلك مفاجئًا جدًا. فمنذ البداية، توقعتُ أن يكون هناك شيء مريب طالما أن شركةً تجارية قد تواطأت مع النبلاء.
‘همم، سيكون من الرائع حقًا لو كانت هناك علاقة بينهما.’
لو كان الأمر كذلك، فسيكون ديموس قد جاء إليّ بنفسه ليمنحني تلميحًا.
مجرد التفكير في ذلك كان يبعث على الارتياح.
“حسنًا، لننهِ هذا الحديث عند هذا الحد.”
كنت أبتسم بخفة عندها بادر هيلديون بالكلام.
“آه.”
الآن بعد أن فكرت في الأمر، لقد ذكر في رسالته أنه يريد التحدث وجهًا لوجه عن شيء ما.
شعرت بتوتر غامض جعلني أبتلع ريقي جفافًا. وفي نفس اللحظة، تحدث مجددًا.
“أريد التحدث عن ذلك اليوم.”
“ذلك اليوم، أتقصد؟”
بلعت ريقي الجاف مرة أخرى.
بمجرد أن استعدت ذكريات ذلك اليوم، بدأ جسدي يتفاعل من تلقاء نفسه.
هاه، كل هذا بسبب أن هيلديون وسيمٌ جدًا ويملك جسدًا رائعًا.
كنت أترقب بقلق ما الذي سيقوله تاليًا، بينما تحركت شفتاه ببطء.
“جيلي.”
“……ماذا؟”
لكن، وعلى عكس توتري، خرجت منه كلمةٌ مختلفة تمامًا بشكل مفاجئ.
جيلي؟
“أعني تلك القطة السحرية التي كنتِ تتحدثين معها حينها. أليس اسمها جيلي؟”
“آه، صحيح! جيلي، تمامًا!”
أدركت الأمر متأخرة، فأومأت برأسي بسرعة ورددت عليه على عجل.
نظر إليّ وهو يميل رأسه قليلاً، وكأنه لم يفهم سبب ردة فعلي. فأخفيت تعابيري بسرعة وسألته بأقصى قدر من البرود.
“ولكن، لماذا تسأل عن جيلي؟”
“فقط لأنني لم أرَ مخلوقًا سحريًا يتحدث من قبل. فبعد ذلك اليوم، بحثت في مكتبة القصر الإمبراطوري من الأعلى إلى الأسفل، ولم أجد أي كتاب يذكر شيئًا عن مخلوقات سحرية تتحدث.”
“آه، حقًا؟”
‘طبعًا، هذا متوقع.’
جيلي ليست مجرد مخلوق سحري تتحدث، بل أشبه بـ شخصية لعبة تخفي سرًا.
‘تعرف النظام، وتعرف عن مهامي ومتجر العناصر أيضًا.’
من المبالغ فيه اعتبارها مجرد “مخلوق سحري يتحدث” والتحقيق فيها على هذا الأساس.
“في الواقع، لا أعرف الكثير عنها أيضًا. لم يمضِ وقت طويل منذ أن بدأت بالكلام.”
“لم يمضِ وقتٌ طويل؟”
“نعم. كان ذلك في يوم حادثة مكتب الرهن، حينها تحدثت لأول مرة.”
“ذلك هو اليوم الذي تلقيتِ فيه الرؤية.”
آه، صحيح. لقد كذبت حينها وقلت إنني تلقيت رؤية.
“حسنًا، شيء من هذا القبيل.”
أجبت بتهرب، لكن هيلديون واصل تفكيره بجدية.
“إذاً، ربما يكون لها علاقة بالسيدة لوكيرا.”
……ماذا؟ كيف توصل إلى تلك النتيجة؟
لم أستطع فهم منطقه، فحدقت فيه بجدية.
وكأنه قرأ تساؤلي من نظرتي، فأوضح أمراً،
“إن بدأت بالكلام بالتزامن مع تلقيكِ للرؤية، فقد يكون هذا نتيجة لقوة السيدة لوكيرا. علاوةً على ذلك……”
توقف عن الحديث للحظة، ثم وضع يده على يسار صدره.
“عندما استخدمت القطة السحرية قدرتها لتعيدني إلى القصر الإمبراطوري، شعرتُ بشيء غريب.”
“شيء غريب؟……لا، انتظر لحظة!”
توقفت عن الكلام فجأة، إذ أدركت حقيقةً مهمة.
“انتظر لحظة……قلتَ أن جيلي استخدم قدرتها لتعيدكَ إلى القصر الإمبراطوري؟”
“نعم، هذا ما حدث.”
رمشت بعيني في دهشة، غير مصدقة.
ماذا؟ هل كانت املك مثل هذه القوة؟
‘دائمًا ما تخبرني أن هذا سر، وذلك سر……’
ولكن مع هيلديون، أراها تستعرض قدرات خاصة أيضًا؟ بل قدرةً على الانتقال الفوري! بينما أنا اضطررت إلى شراء عنصر بمالي الخاص لأتمكن من الانتقال!
“هل هناك مشكلةٌ ما؟”
تراجعت قليلاً عند سؤاله بحذر، فأزلت تعبير وجهي الغاضب وأومأت برأسي.
“لا، فقط فكرت بأنني بحاجة للتحدث مع جيلي أكثر. على أي حال، ماذا عن ذلك الشعور الغريب؟”
“أصابني ألمٌ في القلب.”
“……هل كان ذلك تأثيرٌ جانبي؟”
كنت صادقةً في سؤالي. إذا كان الألم في القلب حقيقيًا، فقد يكون الأمر خطيرًا.
“لا أعرف. لم يكن تأثيرًا جانبيًا، بل كان شعورًا بأن قلبي كان يتفاعل.”
كان قلبه يتفاعل؟
……لم أتمكن من الرد فورًا على تلك العبارة غير العادية.
“هل……من الممكن أن يكون الألم في قلبكَ بسبب أن جيلي لطيفةٌ جدًا؟”
أرسل هيلديون إليّ نظرةً محبطة.
“همم، صحيح. ذلك غير منطقي.”
ابتسمت محرجةً وبدأت أتفادى النظر.
في تلك اللحظة، سمعت صوت السائق من الأمام.
“لقد وصلنا!”
توقيتٌ ممتاز!
***
أجلنا الحديث لفترةٍ قصيرة ودخلنا مسرح الأوبرا.
يبدو أنه كان عرضًا شهيرًا، حيث كان المكان ممتلئًا بالناس.
الشيء المميز كان أن الجميع كانوا يرتدون أقنعة.
“لماذا يرتدي الجميع الأقنعة؟”
“لكي يتمكنوا من التركيز على العرض دون إزعاج. إنها تقليد قديم يعود لزمان بعيد.”
“آه، حقًا؟ لو علمت بذلك مسبقًا، لجهزت قناعًا.”
الآن، أين يمكنني أن أجد قناعًا؟ هل يوجد مكانٌ يمكنني شراء قناع منه بسرعة؟
بدأت أبحث بعيني عن مكان لشراء قناع، لكن هيلديون أخرج قناعين من تحت معطفه.
“لا تقلقي. لقد أحضرت قناعًا لكِ أيضًا، آنسة رويلا.”
كان القناعين الأحمرين الذي يشبه اللهب أحدهما مزينٌ بتفاصيل زرقاء والآخر خضراء.
كان الأمر كما لو كانا مصنوعين كزوج متكامل.
أعطاني هيلديون القناع الذي زُين بتفاصيل زرقاء.
“شكرًا.”
أخذته بشكل عفوي.
وبدلاً من الرد، ابتسم هيلديون ابتسامةً خفيفة وارتدى قناعه.
‘……حتى مع القناع، لا يزال وسيمًا.’
من فكّه المكشوف، كان يبرز إشارة قوية تقول “أنا وسيمٌ جدًا!!!”
بينما كنت معجبةً داخليًا، تبعته ووضعت القناع بتردد.
“كيف يبدو مظهري؟”
“أنتِ جميلة.”
“……آه.”
لم أكن أقصد ذلك، كنت أسأل إن كان هناك أي شيء غير متناسق في مظهري.
لكن لم أتمكن من تصحيح ذلك، فعضضت على شفتي وأبقيت عينيّ على الفضاء الفارغ.
و شعرت فجأةً بحرارة تتسلل إلى وجهي.
بعد قليل، مد هيلديون ذراعه باتجاهي.
“إذاً، هل ندخل الآن؟”
“نعم.”
أجبت وأنا أضع يدي برفق على ذراعه.
لم نتبادل أي كلمات أثناء الطريق إلى مقاعدنا.
و بين الحشود التي مررنا بها، كان لدي شعور غريب، شعرت وكأننا نحن فقط من نتواجد بوضوح.
‘حقًا غريب.’
على ما يبدو، كنت متحمسةً بعض الشيء بسبب توقعاتي من العرض، فخفضت رأسي قليلًا.
في تلك اللحظة، لاحظت قدمينا ونحن نمشي جنبًا إلى جنب.
كانت قدميّ تمشي كالمعتاد، بينما كان هيلديون يسير ببطء شديد.
و بينما اكتشفت تلك اللفتة الرقيقة الصامتة، شعرت أن حرارة عنقي ارتفعت أكثر.
_________________________
يسايرهااا ياااااااوك يجنن يالجنتل مان مابعدك مان يتجنتل
المهم ترا هيلديون احياناً ينادي رويلا باسمها حافه واحياناً آنسه بس الفصول الجايه يبدا يكثر يناديها رويلا بس
لأن هي سمحت له وهو مستانس بذا الشي 🤏🏻❤️🔥
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 97"