“حتى الدوقة كانت تعلم أن حياتها في خطر. ومع ذلك، قررت إنجابكَ يا سيدي.”
بمعنى آخر، وفاة والدتي لم تكن حادثًا مفاجئًا، بل كانت اختيارها.
ولكن.
“لماذا بحق…..”
رويلا، التي كانت تراقب بصمت، جلست لتقابل نظرة راون.
“ذلك لأن والدتكَ كانت تحبك.”
“……أختي؟”
سرعان ما بدأت الخلفية تتلاشى، واختفى كل شيء. و لم يبقَ سوى راون، الذي عاد إلى عمر الثانية عشرة، ورويلا.
مدّت رويلا يدها وربّتت على خدّ راون.
“لقد وُلدتَ وسط البركة والمحبة، لذا لا أحد يلومك.”
“……لكن،بسببي توفيت والدتي.”
“لم يكن ذلك بسببك، راون. لقد كان اختيارها. اختيار والدتكَ التي لم تُرد التخلي عنك لأنها أحبّتك. اختيارٌ لا داعي لأن تعاني بسببه من الذنب أو تتحمّل أي مسؤولية.”
“ألا تكرهينني، أختي؟”
عند سؤاله المتقطع بالبكاء، ابتسمت رويلا بحرارة وعانقته.
“بالطبع لا. كيف لي أن أكرهكَ؟ أنت أخي الوحيد.”
“و……ووالدي أيضًا……هل تعتقدين أنه لا يكرهني؟”
وصل صوته المرتجف والمختلط بالدموع بصعوبة.
هزّت رويلا رأسها بقوة.
“بالطبع، والدك أيضًا لا يلومك. لن يكرهكَ أبدًا. أنا ووالدك نحبك……”
راون، نحن نقدّرك كما أنت. نحملك في قلوبنا بمحبة. لذا……
“لست مضطرًا لأن تكون مثاليًا. لستَ بحاجة لتحمّل أي مسؤولية. لا بأس إن لم تكن كاملًا، لا بأس إن أخطأت، لا بأس إن كنت غير بارع، لا بأس إن ركضت ولعبت كالأطفال. سنحبك، أيًّا كنت.”
“..هئ……ههئ…”
مع شهقاته العنيفة، دفن راون وجهه في كتف رويلا. وبدون أن تدري، بدأت دموع رويلا تنهمر أيضًا.
في الحقيقة، الكلمات التي وجهتها لراون، كانت موجهةً أيضًا إلى طفولتها.
“لا داعي لأن تشعر بالذنب حيال ولادتك. لم يكن ميلادك خطيئة.”
فقد عاشت طفولةً مشابهة لطفولة راون.
“والداكِ أنجباك ثم هربا، أليس كذلك؟”
“آه يا إلهي، لماذا أنجبت طفلاً في هذا العمر الصغير؟ لقد أصبح عبئًا كاملًا.”
نظرات متدفقة من كل صوب. و همسات الكبار. و جدتها التي كانت تعاني بسببها.
طفلةٌ صغير غارقةٌ في الذنب ولوم الذات.
‘كان يجب ألا أولد.’
تلك كانت أفكارها عن نفسها.
لهذا حاولت أن تتصرف بنضج أكبر. حاولت مرارًا وتكرارًا أن تجعل لنفسها قيمة.
“أنتِ ناضجةٌ حقًا.”
الإطراء الذي لم يكن إطراءً، والذي سمعه كل يوم، تحول تدريجيًا إلى عبء ساحق يثقل كاهلها.
كان على الطفلة أن تصبح بالغةً قبل أوانها. تمامًا كما هو حال راون الآن.
ولهذا، على الأقل أنتَ……
“خذ وقتك لتنمو ببطء، راون. لا بأس بذلك.”
بمجرد أن أنهت كلماتها، اختفى راون من بين ذراعيها.
“……راون؟”
رويلا، بينما كانت دموعها تنهمر، كانت تتلفت بحثًا عن راون في المكان الذي كان يقف فيه.
ثم لاحظت شيئًا.
‘هذا…..’
كان هناك قلمٌ شمعي أصفر. و بعدها، ظهرت نافذة نظام في الهواء.
< نسبة إتمام المهمة: 99% >
تحت نافذة النظام، ظهرت لوحةُ أحجية غير مكتملة.
التقطت رويلا القلم الشمعي وتقدمت نحو اللوحة.
ثم همست،
“صحيح، لا داعي لأن تكون مثاليًا، راون.”
ومع كلماتها، مدت يدها نحو القطعة الناقصة.
دينغ-!
< المهمة ناجحة! “ لنتخلص من خطأ راون ヽ(・∀・)ノ!” >
• تمت إزالة خطأ راون بنجاح.
– مكافأة النجاح: السمعة +3 >
دينغ-!
< المهمة ناجحة (✧▽✧)! “لنحرص على ألا يفقد هيلديون السيطرة تحت تأثير الخطأ!” >
• تمت إزالة الأخطاء المحيطة بنجاح، مما يمنع هيلديون من فقدان السيطرة!
• مكافأة النجاح: إضعاف لعنة هيلديون / الحفاظ على الحياة >
***
فتح راون عينيه ببطء.
‘……كان حلمًا غريبًا.’
حلم بدا حيًّا بشكل غير عادي.
وربما بسببه، اختفى الصداع الذي كان يلازمه منذ الأمس.
لكن، لم يكن ذلك فقط.
فذلك الثقل الذي كان يضغط على قلبه طوال الوقت أصبح، بشكل غريب، خفيفًا وضبابيًا.
أهو بسبب ذلك الحلم؟
‘لكن، ذلك مجرد حلم.’
من غير اللائق أن ينجرف وراء حلم كالأطفال.
نهض راون من مكانه مع عتاب صغير لنفسه.
ثم لاحظ ذلك.
رأى رويلا نائمةً على الأرض أمام طاولة الأريكة.
“أختي……؟”
لماذا تنام هناك؟
ومتى دخلت الغرفة؟
‘حقًا، إنها فريدة من نوعها.’
هزّ رأسه يمينًا ويسارًا واقترب من رويلا.
وفي تلك اللحظة……
توقف راون في مكانه على الفور.
على طاولة الأريكة، كان اللغز الذي أسقطه بالأمس قد عاد إلى وضعه الأصلي.
ولا تزال هناك قطعةٌ مفقودة كما كانت.
لكن، كان هناك شيء واحد مختلف……
“رسم.”
كان هناك رسم غير مرتب في المكان الفارغ.
“نعم، ليس من الضروري أن يكون مثاليًا، يا راون.”
بدا وكأن صوت أخته يتردد من مكان ما.
***
“لحسن الحظ، يبدو أنه تم حل المشكلة.”
همس هيلديون وهو ممسك بجيلي في يديه، وهو يراقب راون في الغرفة من النافذة.
كانت جيلي تدق على صدر هيلديون وتتكلم بتفاخر.
[كما قلت، لا داعي للقلق.]
“……أعتقد أن رويلا أيضًا بخير، أليس كذلك؟”
[آه، حقًا، هل كنت مخدوعًا طوال الوقت؟]
قبل لحظات، عندما أغشي على رويلا ومر بعض الوقت.
[الآن يمكنك الابتعاد عن رويلا وراون.]
ماذا؟
[اسمع كلامي بسرعة. سيستيقظ راون قريبًا. وعندما يستيقظ، كم سيفزع إذا وجدك هنا؟]
‘……هل هو كذلك؟’
صحيح.
الوقت كان لا يزال فجرًا. وجوده هنا في هذا الوقت ليس أمرًا طبيعيًا.
‘على أي حال، لا يمكنني إزعاج رويلا.’
“هل يجب عليّ حقًا أن أبتعد عن الاثنين؟”
[نعم، يمكن. فقط ثق بي.]
يا إلهي.
بالرغم من أنها تبدو غير موثوقة به تمامًا، إلا أنه يشعر بطريقة غريبة أن عليه أن يثق بها.
تنهّد-
هزّ هيلديون رأسه بحذر ووضع رويلا بجانبه.
بعد أن وضع راون على السرير، كان يخطط لإعادتها إلى الغرفة.
ولكن، في اللحظة التي وضع فيها راون على السرير……
“هممم.”
مع حركة صغيرة، ارتعشت رموش راون وكأنها على وشك أن تفتح.
“!”
[!]
تبادل هيلديون وجيلي النظرات، وتحركا كما لو كانا على اتفاق.
قفزت جيلي إلى صدر هيلديون، و فتح هيلديون النافذة وعلق على الجدار الخارجي.
وفي هذه اللحظة……
[آه.]
تنهدت جيلي بعمق وهي تضرب صدر هيلديون بيدها، و تحدثت بصوت منخفض،
[إذاً، إلى متى سنظل معلقين هنا……؟]
“لقد تم حل الأمر على ما يبدو، لذا يجب أن نذهب الآن.”
إذا علِقنا هنا لفترة طويلة، فسيكون هناك الكثير من الفوضى إذا اكتُشفنا.
[هل ستسير على قدميك؟]
أومأ هيلديون برأسه.
عندما جاء، استخدم القوة الغريبة التي تمتلكها رويلا للانتقال الفوري إلى هنا.
‘بالحديث عن ذلك، هل هي قدرة القديسة؟ أم أنها أداةٌ سحرية؟’
على أي حال، بما أن رويلا نائمة الآن، لم يكن هناك خيار سوى السير على الأقدام.
[تِشه، تِشه. إذا مشيت، ستصل بعد يومين.]
“أعتقد أن ذلك ليس صحيحًا.”
[……أنت لا تفهم المزاح، أليس كذلك؟ على أي حال، سأساعدك هذه المرة.]
ستساعدني؟
شعر هيلديون بشعور غريب من القلق فرفع حاجبه.
لكن على الرغم من ذلك، وضعت جيلي يدها المبللة على صدره.
[لا تقلق. سيكون أفضل من السير على الأقدام. حسنًا، اذهب الآن.]
“ماذا تقصدين بـ-“
لكن قبل أن يكمل حديثه، اختفى هيلديون فجأة.
هبطت جيلي برشاقة على حافة النافذة، ثم همست بتعبير متأخر.
[آه، قد يشعر بالقليل من الألم في قلبه. ومع ذلك، سيكون أفضل من السير على الأقدام، أليس كذلك؟]
•
•
“……آه.”
أمسك هيلديون بقلبه بسبب الألم الشديد الذي شعر به وزفر نفسًا عميقًا.
كان قلبه ينبض وكأنه على وشك الخروج من صدره.
‘اللعنة.’
على أي حال، أين أنا الآن؟
كان هيلديون مستلقيًا في مكانٍ ما. و كل شيء كان مظلماً، و هناك شيء يشبه السقف قريبٌ جدًا من فوقه.
‘إلى أين أرسلتني بحق؟’
أخذ نفسًا عميقًا وهو يبحث حوله، وعندما نظر بعيدًا، رآى الضوء يتسلل من تحت ستار يشبه الخيمة.
بصعوبة، استدار هيلديون وتقدم نحو الضوء وهو مستلقٍ على بطنه.
و ما قابله هناك كان……
“……صاحب السمو؟”
نظر هيستين إليه بعبوس، وكأنه في حالة من الدهشة.
سادت لحظةٌ من الصمت. و عندها فقط أدرك هيلديون أين هو.
‘ها. لماذا هنا بالذات……’
كان المكان مظلمًا، والسقف منخفضًا، وكان هناك ستار مغلق.
نعم، كان تحت السرير.
زحف هيستين من تحت السرير ورفع نظارته وهو ينظر إلى هيلديون الذي كان يزيل الغبار عن نفسه.
“لم أكن أعلم أن صاحب السمو قد أصبح لديه هواية النوم تحت السرير.”
“ليس هذا هو السبب.”
“على أي حال، سأكتب هذا في مذكرتي.”
“قلت لك، ليس هذا هو السبب.”
“لا بأس. أنا من نوع الذي يحترم التفضيلات. رغم ذلك، قد يكون هناك غبار، لذلك من الأفضل ألا تفعل ذلك……”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات