بعد أن لعبوا حتى التعب، عاد الجميع إلى منازلهم.
و من بينهم، كانت الأكثر نشاطًا هي سيلي.
كانت لا تزال ترغب في اللعب، لكن فابيان اضطر للركوع والتوسل إليها لتتوقف، ثم أخذها معه.
‘كما هو متوقع، لا يمكنني مجاراة طاقة الأطفال.’
والأمر المفاجئ كان هيلديون.
ظننت أنه لن يهتم بألعاب الأطفال، لكنه شارك فيها بجدية تامة.
في لعبة الغميضة، بذل قصارى جهده للاختباء، وفي لعبة المطاردة، ركض بكل قوته للهروب.
حتى في لعبة “تفتحت زهرة الورد*”، بدا وكأنه تمثال.
*مدري وش هذي بحثت عنها بس ماعرفتها
‘على أي حال، إنه غريب الأطوار بطريقته الخاصة.’
تذكرت كيف كان يتحرك بجدية بوجه متجهم، فلم أستطع منع نفسي من الابتسام.
‘هل تناول راون العشاء؟’
منذ حادثة الوجبة الخفيفة قبل قليل، بدا غاضبًا ولم يظهر وجهه.
شدَدتُ الحبل لاستدعاء جين.
“جين، هل تناول راون الطعام؟”
“لا، لم يأكل.”
“لم يأكل؟”
كم الساعة الآن؟
لقد تجاوز الوقت فترة العشاء بكثير.
“إذًا، لم يأكل أي شيء منذ الغداء؟”
“نعم، ومن الأساس لم يسمح لأحد بدخول غرفته.”
“يا إلهي.”
لم أكن أظن أن عواقب فشل الخطة ستكون بهذا الحجم.
نهضتُ من مكاني ونفضتُ ركبتيّ بلطف.
“ماذا تفعلين، يا آنسة؟”
“أستعد للركوع.”
“ستلجئين للركوع أمام السيد الصغير؟”
“بما أنه غاضب بسببي، فعليّ على الأقل أن أركع لأرضيه. لا بد أن يأكل شيئًا، أليس كذلك؟”
إنه في فترة النمو، ولا يمكن تركه بدون طعام.
وإذا كان مزاجه سيتحسن برؤية حركتي المنزلقة على الركبتين، فأنا على استعداد للدوران بها ثلاث مرات أيضًا.
توجهتُ إلى غرفة راون بعزيمة جادة.
ثم.
‘هاه، لقد تم تجاهلي.’
بل تم تجاهلي تمامًا وبشكل صارم.
طرقتُ الباب، لكنه لم يُظهر أي رد فعل. و لم يكن من السهل أن أناديه أكثر من ذلك…..
“قد يكون نائمًا.”
كان الوقت قد تجاوز المساء بالفعل.
غربت شمس الصيف، وحل الظلام في الخارج.
إذا كان قد نام، فمن الأفضل ألا أوقظه بلا سبب.
لم يكن لدي خيار سوى تأجيل الدوران على الركبتين إلى الغد.
‘سأضع القليل من الزيت على ركبتي قبل النوم الليلة.’
عدت إلى غرفتي متثاقلة وسرعان ما غلبني النوم.
و لا أعرف كم مضى منذ ان غفوت.
[استيقظي! استيقظي بسرعة، ميااااو!]
استفقتُ على صراخ جيلي المذعورة.
“ما الأمر؟ ماذا حدث…..؟”
مسحت عينيّ ونظرت حولي، كان الخارج لا يزال مظلمًا.
ألقيتُ نظرة خاطفة على الساعة، و كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بقليل.
“لماذا توقظيني؟ وفي منتصف الليل هكذا.”
[ليس هنالك وقت لقول مثل هذه الحماقات! إنها حالة طوارئ!]
“حالة طوارئ؟”
عندها، تذكرت حادثة محل الرهن في السابق.
في ذلك اليوم أيضًا، أيقظتني جيلي قائلةً إن الوضع خطير.
وهذا يعني، لا يمكن أن يكون…..
“خطأ؟”
[نعم!]
“وأين هذه المرة؟”
سألتُ بينما كنت أنهض وأتوجه إلى خزانة الملابس.
بما أنني لا أعرف إلى أين يجب أن أذهب هذه المرة، فكرت على الأقل في تغيير ملابس النوم قبل الخروج.
لكن لم يأتِني جواب واضح على الفور.
شعرت بعدم الارتياح، فتوقفت عن الحركة ونظرت إلى جيلي بقلق.
التقت أعيننا، لكن جيلي تجنبت نظرتي.
[لا داعي لتغيير ملابسكِ، مياو!]
“….ماذا تقصدين…..؟”
[لن تخرجي إلى الخارج، لذا لا حاجة لتغيير الملابس.]
“…..لا يمكن أن يكون….”
[إنه راون. الخطأ الخاص براون أصبح خطيراً!]
***
بانتفاض، وصلت إلى غرفة راون راكضة.
أغلقت الباب من الداخل بهدوء، ثم اقتربت من السرير.
و كان راون نائمًا، لكن العرق البارد كان يتصبب من جبينه، والهالات السوداء تحت عينيه كانت أكثر وضوحًا.
“لماذا…..لماذا يحدث هذا؟ هل هذا بسببي؟ هل لأنني جعلته يغضب؟”
[الأمر ليظ كذلك. فقط…..لقد انتهت المهلة المحددة، هذا كل شيء.]
انتهت المهلة؟
“إذًا، هذا يعني أن الأمر في النهاية بسببي.”
لأنني لم أجد الخطأ بسرعة، ولم أتمكن من إزالته في الوقت المناسب، حدثت هذه الكارثة.
بينما كنت أنظر إلى الطفل الذي يتألم وكأنه على وشك الموت، شعرت بحرارة تتصاعد تحت عيني.
لقد تعلقت به بالفعل، وأصبح يبدو لي كأخٍ حقيقي.
لو كان لدي أخٌ فعليًا، فهل كان هذا هو الشعور؟
‘تبا، هذا ليس وقت البكاء.’
مسحتُ دموعي بخشونة.
“إذًا، ماذا علينا أن نفعل الآن؟ لم نعثر على الخطأ بعد، ولا نعرف طريقة لحله.”
[قد يكون من الأفضل استخراج الخطأ بالقوة.]
“استخراج الخطأ؟”
[نعم، إذا قمنا بتضخيم قوة الخطأ مؤقتًا، فقد يتمكن النظام من التعرف على معلوماته بدقة، مياو.]
“لكن، إذا قمنا بتضخيمه، ألا يعني ذلك أن راون سيكون في خطر أكبر؟”
[تركه على هذا الحال لا يقل خطورة. على الأرجح، الخطأ مختبئ بعمق داخل عقله. في مثل هذه الحالات، لا يوجد خيار آخر سوى إجباره على الظهور.]
عند كلمات جيلي، مددت يدي ولمست خد راون بلطف. و كانت بشرته باردة جدًا تحت يدي، تمامًا مثل يد جدتي الراحلة.
عضضت شفتي من التوتر.
“حسنًا، سأفعل ذلك. كيف يتم الأمر؟”
[هيلديون.]
“ماذا؟”
[نحتاج إلى قوة…..لا، إلى لعنة هيلديون، مياو.]
“لأن قوة أهوييف والخطأ يتفاعلان معًا؟”
بغض النظر عن السبب، كنت أشعر بالقلق.
سيستغرق الذهاب إلى القصر الإمبراطوري وقتًا طويلًا.
ولا أعلم إن كان راون سيتمكن من الصمود حتى ذلك الحين.
…..آه، صحيح، هناك شيء يمكنني استخدامه.
فتحت متجر العناصر بسرعة.
و عندما دخلت إلى مخزون الأدوات، وجدت أنني لا أزال أملك تذكرتين من “تصريح الانتقال الفوري”، اللتين اشتريتهما أثناء حادثة محل الرهن.
لم أتردد، وضغطت فورًا على زر الاستخدام.
***
شعر هيلديون بوجود شخص، ففتح عينيه فوراً.
وفي الوقت نفسه، انعكست ظلال على جانب الغرفة.
“من هناك؟”
تمتم بصوت منخفض وهو يلتقط السيف الموضوع بجانب السرير.
لكن بعد لحظات،
عندما اعتادت عيناه على الظلام، لم يستطع إخفاء دهشته.
“…..آنسة رويلا؟”
لأن الظل لم يكن سوى رويلا نفسها.
رأى أنها تترنح وكأنها تشعر بالدوار، فمد يده بسرعة وأمسك بها.
“كيف أتيتِ إلى هنا؟ لا، قبل ذلك، هل أنتِ بخير…..؟”
“سموك.”
قاطعت كلماته بصوت مرتجفٍ تغمره الرطوبة.
بدا الاضطراب واضحًا على وجه هيلديون، لكنه سرعان ما هدأ بملامح جادة.
“…..ما بكِ؟ ما الذي حدث؟”
عند سؤاله اللطيف والهادئ، عضّت رويلا شفتيها ودفنت وجهها في صدره.
“هـيك.”
تبع ذلك أنينٌ صغير.
و بدأت الرطوبة تتسرب شيئًا فشيئًا إلى ردائه حيث لامس وجهها.
لكن ذلك لم يستمر طويلًا.
‘لا وقت لهذا، لا تتصرفي كالحمقاء.’
تماسكت رويلا بسرعة ومسحت عينيها بقوة بطرف كمها.
هيلديون لم يقل شيئًا، و فقط انتظر بصمت.
“سموك.”
بعد أن استجمعت نفسها، تحدثت بصوت ثابت.
“أرجوكَ، ساعدني.”
أومأ هيلديون برأسه دون أي تردد، ثم شدّ رباط ردائه.
“إلى أين يجب أن نذهب؟”
كانت إجابتهُ خاليةً تمامًا من أي تردد.
***
“هنا…..”
في قصر الدوق. وفي غرفة راون تحديداً.
“إذًا، هل يعني أن…..”
بدلاً من سماع ما تبقى من كلامه، أومأت برأسي.
ثم توجهت مباشرةً إلى راون.
نهضت جيلي ببطء من مكانها، التي كانت تحرس قرب راون.
“جيلي، ماذا يجب أن نفعل الآن؟”
نظرت جيلي بسرعة إلى هيلديون خلفي.
ثم تنهدت بعمق قبل أن تتكلم.
[الأمير فقط يجب أن يقترب ويمسك بيده.]
“القطة…..قالت ذلك الآن…..”
همس هيلديون في دهشة، لكنه قطع كلامه في تلك اللحظة.
على الأرجح، شعر بالدهشة، لكنه كان يعتقد أن هناك أمورًا أكثر إلحاحًا الآن.
تقدم نحونا. ثم توجه بالكلام إلى جيلي.
“هل يكفي فقط أن أمسك بيده؟”
[نعم، لكنك أيضًا ستشعر بالألم.]
“لا يهم.”
بعد هذه الإجابة القصيرة، مد هيلديون يده نحو راون دون تردد.
تابعتُ الموقف بقلق كبير.
للحظة، بدأ شيء أسود يخرج من يدي هيلديون وراون عندما تلامستا.
كان الخطأ.
ثم، فجأة…..
دينغ-!
<المهمة: إزالة خطأ راون (.﹒*︣︿﹒*︣.)!**
• التفاصيل: أوه لا، بدأ الخطأ ينمو في قلب راون! كيف يمكن لطفل صغير أن يشعر بهذا الظلام في قلبه؟
إنه حقًا مؤلم ( °̥̥̥̥̥̥̥̥˟°̥̥̥̥̥̥̥̥ )!
بعد معرفة سبب الخطأ في قلب راون، قومِ بإزالته!
شروط إزالة الخطأ: أكمل 1000 قطعة من اللغز في غرفة راون.
مكافأة المهمة عند النجاح: +3 سمعة
عقوبة المهمة عند الفشل: -10 سمعة / تدهور العلاقة مع راون / تطور خطأ راون (بؤس).>
(كثرة الغبار -> الشقاء)
الوقت المحدد: 05:00:00
‘يمكن التعاون مع هيلديون.’
يجب أن تبقى يد هيلديون متصلة بالهدف (راون) طوال الوقت.>
دَينغ-!
<مهمة جديدة مخفية!
يجب الحذر لكي لا يفقد هيلديون السيطرة بسبب تأثير الخطأ (>△<)!
الشروط: الاتصال الجسدي بهيلديون.
(※لا يهم الجزء من الجسم.)
مكافأة إتمام المهمة بنجاح: تخفيف لعنة هيلديون / الحفاظ على الحياة.
عقوبة فشل المهمة: فقدان السيطرة على هيلديون / حدوث كارثة / إصابة خطيرة أو وفاة.
الوقت المحدد: 05:00:00
المهمة مرتبطة بالمهمة السابقة.
※ هذه مهمة مخفية لا يمكن رفضها.>
ظهرت مهمتان تباعًا.
______________________
يعني لازم هم الثلاث يتماسكون 😭
رويلا بكت! بس خساره هدت نفسها بسرعه حسبتها بتكمل ويضمها هيلديون🤏🏻
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 90"