Hush Now, Saintess! - 81
“؟”
“؟”
خرجت إلى مكان اللقاء، وعندما تأكدت من هوية الطرف الآخر، رمشت بعيني باستغراب.
وكذلك الطرف الآخر، حين رآني، رمش بعينيه بنفس الطريقة.
لماذا هذا الشخص هنا؟
لا يمكن…..هل يمكن أن يكون الشخص الذي عرّفتني عليه نيلا…..
“…..السيد هيستين؟”
“سيّدتي القديسة؟”
“هل أتيت بتوصيةٍ من نيلا؟”
“نيلا..…؟ أوه.”
عندما كرر الاسم متسائلًا، بدا وكأنه أدرك شيئًا ما، فأغلق فمه.
ثم تمتم بصوت منخفض.
“لم أكن أتوقع ذلك، لكنكما أصبحتما صديقتين حقًا..…”
“ماذا؟”
“لا، لا شيء. على أي حال، نعم، أتيت بتوصية من السيدة نيلا. لكن لم يخطر ببالي أبدًا أن تكون سيّدتي القديسة هي الطرف الآخر.”
“وأنا كذلك. لم أتوقع أن يكون السيد هيستين هو من سيظهر. كيف تعرفت على نيلا؟”
تردد قليلًا قبل أن يجيب على سؤالي.
“…..إنها والدة أحد زملائي.”
“آه، والدة زميلك…..ماذا؟”
انتظر لحظة. ليس زميله، بل والدة زميله؟
إذًا، كم عمر نيلا بالضبط؟
‘ربما تكون في نفس عمر الدوق.’
إذاً، هل أصبحتُ صديقة لشخص في نفس عمر الدوق؟
هل…..هل هذا مقبول؟
بينما كنت غارقةً في أفكاري، بادر هيستين بطرح سؤال.
“على أي حال، ماذا تعنين بقولكِ أنكِ بحاجة إلى مساعدتي؟”
“سأفتتح متجرًا قريبًا، وأبحث عن شخص يتولى إدارته بدلًا مني. كنت قلقةً بشأن من يمكنني تكليفه بالأمر، وعندما تحدثت عن ذلك..…”
“تمت إحالة الأمر إليّ، إذاً.”
“يبدو ذلك.”
“في الواقع، أعرف شخصًا مناسبًا لهذا المجال.”
“حقًا؟”
“نعم، إنه زميلٌ لي من الأكاديمية، مهووس بالمال مثلي تمامًا.”
“همم، يبدو شخصًا رائعًا بالفعل.”
“إن أردتِ، يمكنني أن أعرفكِ به.”
“إذًا، سأكون ممتنة…..لا، انتظر لحظة.”
كنت على وشك الموافقة، لكنني تذكرت فجأة أمرًا مهمًا لم أتحقق منه بعد.
وهو:
“هل…..يستحم بانتظام؟”
“……؟”
نظر إليّ هيستين وكأنه لا يصدق السؤال.
لكنني كنت في غاية الجدية.
الشخص الأكثر أهمية ومحورية في المشروع، سواء من ناحية الإدارة أو أي جانب آخر، كانت هاميل.
‘لقد هربك من برج السحرة بسبب القذارة، فماذا لو هربت مجددًا؟’
لذلك، كان عليّ التأكد من أن المرشح مناسب لذوق هاميل.
“نعم، إنه يحرص على النظافة، كما أنه منظم جيدًا.”
“…..وهل مظهره الخارجي..…؟”
“لا بأس به، في الواقع.”
‘رائع، إنه مثالي.’
“إنه تمامًا الشخص الذي أبحث عنه. أرجوك قدّمه لي.”
“نعم، سأفعل ذلك.”
وهكذا، انتهى الحديث بسرعة وسلاسة.
حتى أن الشاي أمامنا لم يبرد بعد.
كنت أفكر في أن الوقت قد حان للرحيل، لكن هيستين تحدث بصوت منخفض.
“على أي حال، سيّدتي القديسة.”
“نعم؟”
“هناك شيء أودّ قوله لك.”
ما الذي قد يكون جادًا إلى هذا الحد؟
“أنا ممتنٌّ لكِ حقًا لمساعدتكِ لسموه.”
“….…”
“وأرجوكِ، واصلي الاعتناء بسموه في المستقبل أيضًا.”
لم أكن أتوقع سماع مثل هذا الكلام، فلم أعرف كيف أرد واكتفيت بالتحديق حولي.
‘ثم إن…..نبرته بدت غريبةً بعض الشيء…..’
وكأنه تجنب عمدًا ذكر كلمة الل&نة بسبب قلقه، مما جعل كلماته تحمل إيحاءً غريبًا.
‘كأنني ألتقي بوالدي شريك زواجي.’
كان الأمر أشبه بتلقي طلب: ‘أرجوكِ اعتنِ بابننا جيدًا’.
ضحكتُ بتوتر وأومأت برأسي.
“نعم، سأفعل. وأرجو منك أيضًا الاعتناء بي.”
“سأساعدكِ قدر استطاعتي، لكن بالمقابل، يكفي أن تطلبي من سموه أن يمنحني بدل مخاطر.”
“مفهوم، فبدل المخاطر مهم جدًا.”
أنهينا حديثنا بأجواء ودية، ثم خرجنا معًا.
وهناك، صادفنا هيلديون الذي بدا مصدومًا تمامًا.
“يا إلهي؟ يا لها من مصادفة!”
“لا أعتقد أنها مصادفة تمامًا..…”
حين أبديتُ دهشتي بسعادة، تمتم هيستين بهدوء.
وعلى الفور، تحوّل نظر هيلديون المرتجف بسرعة نحو هيستين، كالسهم الذي أصاب هدفه.
“أنت…..لماذا أنتَ وحدك مع الآنسة رويلا؟”
“من أرسلك إلى هنا، هو من أرسلني أيضًا.”
“الشخص الذي أرسلني..…؟”
“نعم، وهو على الأرجح مختبئ في مكان ما الآن، يستمتع بمشاهدة سموك مصدومًا ومرتبكًا.”
بسبب كلام هيستين، بدأت ملامح الصدمة تخف تدريجيًا عن وجه هيلديون.
ثم تمتم بتنهد عميق.
“أجل…..إنه من فعل والدتي.”
“نعم، كل هذا من تدبير جلالة الإمبراطورة.”
لم أفهم تمامًا ما يجري، لذا التزمت الصمت واستمعت باهتمام. لكن هيلديون بدا وكأنه لا يزال غير مستوعب تمامًا وسأل مجددًا،
“حسنًا، لنفترض أن وجودي أنا وأنت هنا منطقي.”
توقفت نظرته عليّ للحظة، ثم ابتعدت.
“لكن كيف استدرجت الآنسة رويلا إلى هنا؟ لا أظن أن بينهما أي صلة وثيقة.”
“إنهما صديقتان.”
“ماذا؟”
“؟”
أنا وهيلديون فتحنا أعيننا على اتساعها، مصدومين من إجابة هيستين العادية وكأنها أمر بديهي.
صديقتان؟ أنا…..والإمبراطورة؟
أي هراء هذا..…؟
عندها، خطرت لي فجأة فكرة مقلقةٌ جدًا.
‘انتظرِ لحظة…..لقد قال هيستين سابقًا إنه جاء بتوصية من نيلا.’
كما أنه ذكر أن نيلا هي والدة أحد زملائه في العمل.
إذًا، لا يمكن…..هل يُعقل..…؟
“أيها السيد هِستين.”
“نعم، سيّدتي القديسة.”
“زميل العمل الذي قلت إن نيلا هي والدته…..هل هو..…؟”
“إنه صاحب السمو ولي العهد.”
“آه، فهمت.”
… فهمت؟! لا، لم أفهم شيئًا!
صديقتي الجديدة هي الإمبراطورة؟!
هذا أشبه بعنوان لرواية خيالية!
‘نيلا! كيف حدث هذا؟!’
صرخت داخليًا دون أن أتمكن من التفوه بكلمة.
***
“إذاً، لقد أنهيتُ ما جئتُ من أجله اليوم، لذا سأغادر أولًا. يجب أن أذهب لمقابلة جلالة الإمبراطورة فورًا والحصول على مكافأة إضافية.”
“حسنًا، وأبلِغها أيضًا أنني أود رؤيتها على العشاء.”
أضاف هيلديون هذه الكلمات بينما كان هيستين يهمّ بالمغادرة.
أجاب هيستين بالموافقة ثم رحل بخطوات هادئة، تاركًا إياي وحدي مع هيلديون في الشارع.
لكنني لم أكن قد استوعبت الصدمة بعد.
ابن صديقتي هو ولي العهد؟
يا إلهي، هذا أغرب موقف مررتُ به على الإطلاق.
“ما الذي يحدث حتى..…؟”
يبدو أن هيلديون هو الآخر غير قادر على تصديق الأمر.
نظرتُ إليه للحظة، ثم انفجرتُ ضاحكة.
“إذاً، ما علاقتنا الآن؟ هل أصبحتُ أنا صديقة والدة جلالتك، مما يجعلك ابن صديقتي؟”
بمجرد أن فكرتُ في الأمر، بدا لي سخيفًا جدًا، فلم أستطع التوقف عن الضحك.
راقبني هيلديون بصمت، ثم ابتسم هو الآخر.
وبدأنا نسير معًا نحو طريق هادئ بعيد عن الأنظار.
نظرًا لأن لقاء القديسة وولي العهد معًا قد يلفت الأنظار، اخترنا التوجه إلى مكان أكثر هدوءًا.
وما إن دخلنا إلى منطقة أقل ازدحامًا، حتى تحدث هيلديون مجددًا.
“والدتي تحب المداعبات كثيرًا. أعتذر عن ذلك.”
“لا بأس، لم ترتكب أي خطأ يستدعي الاعتذار. لكن الأمر لا يزال غريبًا.”
تذكرت فجأة جزءًا من المحادثة لم أستطع فهمه تمامًا.
“لماذا كانت جلالة الإمبراطورة تعتقد أن سموك ستصاب بالصدمة وترتجف عندما تراني مع السيد هيستين؟”
صحيح أنه بدا متفاجئًا بعض الشيء وارتجف قليلًا، لكن كيف توقعت الإمبراطورة رد فعله بهذه الدقة؟
بدا أن هيلديون أدرك الأمر متأخرًا، فتغيرت ملامحه إلى نظرة غامضة.
رفعتُ بصري إليه ورمشتُ بعيني، متسائلة.
“لماذا يا ترى؟”
عند سؤالي مجددًا، ارتبك وأشاح بنظره بعيدًا.
“ربما لأن والدتي…..أخبرتني عن..…”
“؟”
لكن شفتيه لم تتحركا أكثر من ذلك.
***
في تلك الليلة.
عاد هيلديون إلى القصر على الفور، وتوجه مباشرةً إلى والدته.
كانت عيونه الخضراء تشتعل بالغضب.
‘كيف يمكنها أن تمازحني بهذه الطريقة..…؟’
ابتسمت نيكيتا بتوتر، وكان واضحًا عليها الإحراج.
“يا بني، إذا استمريت هكذا ستظهر لك تجاعيد على جبهتك. حاول أن تهدئ قليلاً.….”
“كيف تعرفتِ على الأميرة بريتا؟”
“فقط، حدث ذلك بالصدفة..…”
بالصدفة؟
بسبب هذه الإجابة الغامضة، تعمقت تجاعيد جبين هيلديون.
أما نيكيتا فقد وضعت يدها على فمها، وضحكت بهدوء.
“إذاً، هل نجحت في تخريب موعدهما اليوم؟”
“ماذا..…؟!”
كان أسلوبها المباشر يثير غضب هيلديون، فصرخ بوجهها. لكنه لم يتمكن من قول المزيد.
في الواقع، كان من الصحيح أنه خرج بهدف غير نزيه.
في الظهيرة من نفس اليوم.
فجأة، جاءته والدته دون سابق إنذار، وطلبت منه العثور على هيستين.
“لقد خرج. قال إنه لديه موعد.”
“آه، صحيح! بالمناسبة، كان لديه موعد مع الأميرة بريتا، أليس كذلك؟”
“…..ماذا؟ مع من، وماذا يفعلان؟”
“مع الأميرة بريتا. قال إنه سيشرب الشاي في مقهى تاشار.”
بمجرد سماعه ذلك، ترك كل شيء كان في يده، ووقف مسرعًا.
“أمي؟ إلى أين تذهبين؟”
“…..جولة مشي.”
لكن وجهها لم يكن يشير إلى أنها ستذهب للتنزه.
“على أي حال، استمتعي.”
‘عندما أفكر في الأمر الآن، أرى أن هناك الكثير من الأشياء الغريبة. لكن في ذلك الوقت، لم أكن ألاحظ أي شيء غريب على الإطلاق.’
موعد.
كان هذا الكلمة الوحيدة التي ملأت عقله، حتى لم يعد يستطيع التفكير في شيء آخر.
قرر أولًا أن يرى الأمور بعينيه مباشرة، وبعدها، سيتصرف مهما كان…..
…..ماذا كان يريد أن يفعل؟
وسط الحيرة التي لا يمكنه الإجابة عليها، ركض بسرعة حتى وصل إلى المكان.
وعندما رأى هيستين و رويلا معًا، استطاع هيلديون أن يجد الجواب على سؤاله.
لماذا جاء إلى هنا.
ماذا كان يريد أن يفعل بعد أن رآهما.
السبب الذي جعله يذهب إلى هناك هو…..
‘كان يريد أن يفسد موعدهما.’
كان السبب تافهًا وسخيفًا لدرجة أنه لم يستطع حتى أن يضحك.
_____________________
تجنن😭😭😭😭😭😭
خلت هيلديون يغار كفو يا ماما😭
المهم رويلا درت ان نيلا هي الامبراطوره باقي هاميل احسها بتصرخ😂
Dana