بعد أن انتهى التحقيق باستخدام مطرقة العدالة عدت أنا وديون إلى الغرفة خلسةً متجنبين أعين الناس.
بينما تولى هامل وفابيان مهمة تسليم الرجلين إلى طاقم الأمن.
‘أوهه، سأموت من التعب فعلًا.’
خرجنا من الغرفة في أوائل المساء لكننا لم نعد إلا في منتصف الليل.
‘كل هذا حدث في بضع ساعات فقط…..ما الذي جرى بحق.’
بدأ جسدي المنهك ينهار وكأنه يذوب.
تماسكت بالكاد بقوة إرادتي وتمتمت بـ”إلغاء التحول.”
وفورًا اختفى زي الـ”باورينجر” وسط ضوء باهت لامع.
و تأكدت أنني أرتدي الفستان الذي كنت أرتديه في حفلة السفينة ثم تنهدت بانهاك وأنا أندفع نحو السرير.
في الأحوال العادية كنت سأغير ملابسي قبل أن أستلقي، لكن لم يكن لدي طاقةٌ لذلك اليوم.
“هل أنتِ بخير يا رويلا؟.”
“لا. أشعر أنني سأموت من التعب والإرهاق.”
“يا للأسف.”
تنهد هيلديون بأسف ثم أضاف بجدية.
“انتظري قليلًا. سأبدل ملابسي وأعود لأعطيكِ تدليكًا على الأقل.”
“لا بأس، لا بد أنكَ مرهقٌ أيضاً.”
“أفعل هذا لأنني أريد ذلك، لذا اسمحي لي من فضلكِ.”
إنه يطلب إذنًا ليقوم بالتدليك.
كانت جملةً عبثية إلى حد السخرية لكن لم أستطع منع الابتسامة من التسرب من بين شفتي.
“زوجي المستقبلي رائعٌ فعلًا..…”
تمتمت بمزاح فضحك ديون بصوت خافت.
“إذًا، سأذهب لأبدل ملابسي وأعود.”
“أمم، إلى اللقاء.”
لوحت له بيدي المتراخية بينما كان يحمل ملابسه ويتوجه إلى الحمام.
لكن لم يطل الأمر كثيرًا.
“آه، انتظر لحظة!”
“نعم؟”
انفتح باب الحمام الذي كان على وشك الإغلاق فجأة.
“ما الأمر؟ هل حدث شيء؟”
“لا، ليس كذلك.”
أجبتُ بإحراج ثم نهضت من السرير وتوجهت نحو خزانة ملابس ديون. و كان معلقًا فيها الزي الرسمي الذي ارتداه للحظات قصيرة اليوم.
ذلك الزي الذي اضطر لتغييره حتى قبل دخول قاعة الحفل بسبب تنبيه “الحالة غير الطبيعية”.
‘أنا فعلًا متعبة لدرجة أنني على وشك الموت، لكن إنهاء اليوم هكذا يبدو محبطًا.’
لقد ارتديت فستانًا جميلًا كهذا بعد وقت طويل. و صحيح أنه لا توجد قاعة فاخرة ولا ألعاب نارية، لكن…..
“ما رأيك أن نصنع نحن الأجواء ولو ببساطة؟”
“بكل سرور.”
أجاب بلطف وهو يقترب بخطى واسعة ليأخذ ملابسه.
“لكن أظن أن ارتداء هذا الزي داخل الحمام سيكون صعبًا.”
“…..إذاً، فقط ارتده هنا. سأدير ظهري.”
في الواقع، لا حاجة لأن أدير ظهري ونحن قد رأينا كل شيء بالفعل.
‘مر وقتٌ طويل، لذا أشعر بالخجل بلا سبب.’
منذ أن ظهرت الحالة “غير الطبيعية”، أنا وهيلديون…..لم نفعل شيئًا أبداً.
كانت حالةً طارئة حصلت فجأة، وأيامًا مزدحمة جعلتنا لا نفكر في الأمر أساسًا.
“أخبرني فقط حين تنتهي من ارتداء ملابسكَ.”
وبعد تلك الكلمات استدرت بسرعة.
كح كح. ثم سمعت سعالًا خافتًا من خلفي.
“إلغاء….التـ….التحول.”
كان صوته يتمتم بالكلمات الرئيسية بتردد. ثم غمر ضوء خافت وصغير الغرفة و اختفى.
وبعد لحظات.
سرب، طق-
سمعت صوت ملامسة أطراف القماش الناعمة، تلاه صوت أصابعه وهي تلامس الأزرار، وصوت احتكاك القميص.
…..هاه.
كنت أحدق بشرود في الجدار ثم أغمضت عيني بقوة.
لم أرَ شيئًا على الإطلاق، لكن وجه ديون وجسده ظهرا في مخيلتي بوضوح. كان المشهد الذي تخيلته هو صدر ديون وهو يرتدي ملابسه ببطء.
‘السمع…..يبدو أنه حاسة خطيرة فعلًا، أليس كذلك؟’
أن تتخيل المشهد كاملًا فقط من خلال الصوت.
قبضت يدي بقوة ثم أرخيتها مرارًا، وبينما أنا كذلك، توقفت الأصوات التي تشير إلى أنه كان يرتدي ملابسه.
“إيلا.”
“نـ….نعم؟!”
رددت بصوت مرتجف وكأنني مذنبةٌ بعدما ناداني فجأة.
“بإمكانكِ أن تلتفتي الآن.”
“آه، هل انتهيت من ارتداء الملابس؟”
أومأت برأسي ثم استدرت بتردد وخجل. وفي اللحظة نفسها، التقت عيناي بعيني ديون الذي كان يرتدي بدلة الذيل الطويل.
اقترب مني ديون بابتسامة خفيفة على وجهه.
“كيف ترغبين أن نستمتع نحن الاثنان بحفلتنا الخاصة، يا رويلا؟”
لم أكن قد فكرت في ذلك بعد.
وبينما أنا أتلعثم محاولةً اختيار الكلمات، اقترب ديون أكثر فأكثر. فبلعت ريقي لا إراديًا تحت وطأة التوتر، وتراجعت خطوتين إلى الوراء.
“أولًا…..ما رأيكَ أن نحتسي كأسًا من النبيذ معًا؟”
“النبيذ فكرةٌ جيدة. لكن لا إفراط، طبعًا.”
“لن أُفرط. وبعدها، يمكننا أن نرقص قليلًا..…”
“لكن…..لا توجد موسيقى، هل سيكون ذلك مقبولًا؟”
“حسنًا، إن طلبتَ مني أن أرقص وحدي فلن يكون ذلك مقبولًا، لكن بما أننا فقط نحاول صنع جو بسيط معًا..…”
ظننت أن ذلك سيكون مقبولًا.
كنت سأكمل كلامي، لكنني قطعت عبارتي فجأة و رمشت بعيني. فكلما استمرت المحادثة، كان ديون يقترب أكثر فأكثر.
وفجأة، لم يتبقَ سوى شبر واحد يفصل بيننا.
وفي اللحظة ذاتها، طرَق- شعرت بشيء يلامس أسفل ظهري. فنظرت خلفي بطرف عيني ر وجدت أن ما شعرت به كان الطاولة التي تُستخدم كطاولة طعام ومكتب في الوقت نفسه.
“ديون، فقط لأتأكد…..نحن نستمتع بالحفلة، أليس كذلك؟”
“طبعًا. رغم أنني…..لا أمانع الاستمتاع بشيء آخر أيضًا.”
الاستمتاع بشيء آخر؟
بينما كنت أعيد كلماته في ذهني، رفعني فجأة وأجلسني على الطاولة.
و عند هذه النقطة، لم أعد أستطيع إنكار الأمر.
“لماذا….تغريني بهذا الشكل اليوم؟”
“…….”
يا إلهي، هل كان سؤالي جريئاً أكثر من اللازم؟
ديون الذي أصبته في الصميم التزم الصمت وأخذ نفسًا عميقًا. و رأيت عضلات صدره المشدودة ترتفع وتنخفض بينما ظل متيبسًا في مكانه.
‘آه…..لم ألاحظ من قبل، لكنه فكّ ثلاثة أزرار من قميصه.’
ديون الذي يملك جانبًا محافظًا كان دائمًا يزرر قميصه حتى العنق أو يترك زرًا واحدًا فقط مفتوحًا. أما الآن فقد ترك ثلاثة أزرار مفتوحة؟
كان هذا بمثابة إعلان حرب، وكأنه يقول بوضوح أنه ينوي إغرائي.
ألقى علي نظرةً خاطفة وكأنه يتحسس ردّة فعلي، ثم سأل بنبرة حذرة.
“هل…..تمانعين؟”
“هيه.”
وكيف أمانع؟
ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على شفتي رغما عني.
خطة تقليد حفلة السفينة لم تسر كما توقعت، لكن هذا البديل لم يكن سيئًا أبدًا.
“ديون.”
ناديت اسمه بنبرة خافتة بينما لمست ياقة قميصه بطرف إصبعي. فرأيت عضلاته تتشنج فجأة كردّة فعل.
“في الحقيقة، أنا…..”
تركت عبارتي تتلاشى ببطء فيما بدأ إصبعي يتحرك بخفة على طول ياقة القميص.
مررت ببطء فوق الزر الأول المفتوح، ثم الثاني، ثم الثالث، حتى وصلت لأسفل صدره.
“حتى هذا الجانب الجريء من ديون…..يعجبني.”
توقفت عند الزر الرابع المغلق بإحكام. بينما علّقت أصابعي على فتحة القميص كالمخالب وجذبته ناحيتي.
ابتسمت ابتسامةً واسعة وأنا أحدّق في وجه ديون الذي اقترب أكثر.
“بما أنني ارتديت ملابس جميلة، من المؤسف أن أخلعها الآن.”
طبعت قبلةً خفيفة على شفتيه فمال جسده نحوي أكثر. و أخذ تنهداً خفيفاً ثم استند بجبهته إلى كتفي.
“في هذه الحالة–”
همس بصوت خافت داعب كتفي،
“ليس من الضروري أن تخلعيها.”
رفع رأسه ببطء وقال ذلك بابتسامة سلسة.
أوه…..يبدو أنه عازمٌ تمامًا الليلة.
انسكب ضوء القمر من النافذة فوق وجه ديون. و كانت عينيه الخضراوان اللامعتان واضحةٌ تحت الضوء.
وأنا أيضًا…..لا بد أنني أبدو مثله. لكن لحسن الحظ أنني كنت أجلس وظهري للنافذة.
طبعت قبلةً على شفتيه. وفي تلك اللحظة بالضبط.
فيووووم، بانغ-!
دوى صوتٌ قوي، وظهر ضوء ساطع خلف النافذة.
و مثل لص تم كشفه، قفزنا مبتعدين عن بعضنا بسرعة، ثم حدقنا بذهول إلى الخارج.
“إنها…..ألعابٌ نارية؟”
“يبدو ذلك. رغم أنها تأخرت قليلًا، يبدو أنهم قرروا متابعة ما تبقى من الفعالية.”
منطقي. لا بد أنهم قد حضروا الكثير من الألعاب النارية مسبقًا.
و بما أن الوضع قد تم احتواؤه بالكامل ولا إصابات موجودة. فمن الطبيعي أن يقرروا المضي قدمًا في عرض الألعاب النارية، ولو تأخر قليلًا.
“ماذا تودين أن تفعلي، يا رويلا؟”
“بخصوص ماذا؟”
“إذا كنتِ ترغبين في مشاهدتها، يمكننا الخروج سويًا.”
عندها بدأت أتأمل الغرفة من حولي بهدوء.
أنا الجالسة على طرف الطاولة، وذراعا ديون تحاصرانني مستندتين على الطاولة، وذلك الوجه الوسيم المتورد القريب جدًا من وجهي…..
همم.
“على ما يبدو، أنا أكثر اهتمامًا بهذا النوع من الحفلات.”
ومع إجابتي، جذبت جسده إليّ مرة أخرى بخفة. فانساب جسده نحوي بسهولة والتصق بي تمامًا.
“وأنتَ يا ديون؟”
“أنا أيضًا…..أوافقكِ الرأي.”
وقبل أن ينهي عبارته تمامًا، تلامست شفاهنا مجددًا.
في الخلفية، كانت أصوات الألعاب النارية تتعالى، وأضواءٌ متعددة الألوان تتوهج في السماء، لكن لم نُعر لها أي اهتمام.
وهكذا، بدأت حفلتنا الخاصة…..التي لا تخص أحدًا سوانا.
___________________
طول الفصل وهم يتغزلون هذا وهم تو ماتزوجوا ياويل ديون من ابو رويلا😭
Dana
التعليقات