كان العمل يسير بسلاسة إلى حدٍ ما أيضاً في جهة هاميل وفابيان.
كانا يتوجهان إلى النقاط المعلّمة على خريطة الخطر لصدّ الهجمات وإجلاء من لم يتمكنوا من الهرب.
في البداية، ارتبك الناس من رؤية الثنائي بملابس غريبة، لكن ما إن رأوهم يواجهون الأخطبوط العملاق المجهول، حتى بدؤوا يهتفون تشجيعًا.
“أووواه! هيا أسود، انتصر!”
“أنتِ رائعة يا صفراء! اصمدي!”
كان سيف هيلديون يقطع أرجل الأخطبوط، وكلما حاول السائل السام الحار واللزج أن يغمر السفينة، كان كا هاميل تستخدم تعويذة الحماية لتتصدى له.
وأحيانًا حين يهاجمونه بالبرق أو النار، تنبعث منه رائحةٌ شهية.
“لن أتمكن من أكل الأخطبوط لفترة….”
تمتم هيلديون بتقزز، ثم غرز نصل سيفه في نصف ساق الأخطبوط.
كييييييك-
راح الوحش يصيح من الألم ويتلوّى. ومع كل موجة ضخمة كانت السفينة تتمايل ويصرخ الناس من الخوف.
“آه آه. بهذه الطريقة لن ننتهي أبدًا! لماذا يتجدد بهذه السرعة؟!”
صرخت هاميل بضيق وهي ترى ساق الأخطبوط المقطوعة تعود للنمو شيئًا فشيئًا.
“هيه. كنت أود أن أتخلص منه بشكل رائع قبل أن تأتي وردية.”
“دورنا هو حماية السفينة من الانهيار.”
“…..نعم.”
أجابت هاميل بخفوت وهي تبدو محبطة. وكان كلام هيلديون صحيحًا، فمنذ البداية كانت مهمتهما وفقًا للخطة هي “حماية السفينة والبشر”.
لكنها كانت تأمل، ربما، أن ينهيا الأمر قبل أن تصل المديرة.
“صحيح. فالنهاية دومًا من نَصيب الشخص الأقوى والأجمل!”
ابتسمت هاميل ابتسامةً مشرقة وكأنها لم تكن مكتئبةً قبل لحظة، وأطلقت تعويذة برق. فارتجفت ساق الأخطبوط التي كانت في طور التجدد وانكمشت.
لكن هذا لم يدم طويلًا. فالساق التي بدت وكأنها كانت تنكمش نمت فجأةً من جديد واندفعت مباشرةً نحو سطح السفينة.
“ما هذا بحق..…!”
ظهرت دائرةٌ حمراء عملاقة على “خريطة الخطر”. تمامًا في الموقع الذي كان يقف فيه هاميل وهيلديون.
تبًا.
تمتم هيلديون باللعنات وشدّ قبضته على سيفه محاولًا القفز للأعلى.
“أسوددد!”
لكن جسده الذي كان يستعد للوثب توقف فجأة، ثم استدار للخلف. وكأنه يتحرك بدافع الغريزة، ركض نحو شخص ما.
وفي اللحظة ذاتها، قفز عليه شخص آخر بذراعين ممدودتين وتشبث بظهره.
كانت حركةً طبيعية كأنها مخططة مسبقًا.
“من تلك الجهة!”
“نعم!”
توجهت أنظار المتجمهرين في منطقة الإخلاء خلف سطح السفينة نحو الشخصين. و بينهم كانا راينا، وليون، ومربيتهما أيضًا.
كان الطفلان الصغيران يمسكان بيد المربية بإحكام، وينظران إلى الأبطال المجهولين بعيون متلألئة.
ظهور أبطال لا يُعرف من هم. قتالٌ مذهل يتواصل، ولحظةٌ خطيرة على وشك الانفجار، وظهور مفاجئ لوردية!
ثم…..
“لقد اندمجا!”
“نعم، اندماج!”
حتى مشهد الاندماج وكأنهما شخص واحد!
كل العناصر التي لا بد أن يعشقها الأطفال كانت مجتمعةً هنا.
“هيا، وردية!”
“أسود، صفرااء!”
مع الهتاف الحماسي للطفلين، عاد الآخرون الذين كانوا قد تراجعوا للحظة ليهتفوا من جديد.
“هيااا! وردية، تشجعييي!”
عند سماع هتافات التشجيع الحماسية خلفها، ارتسمت على وجه رويلا ابتسامةٌ باهتة.
لستُ سعيدة…..ولا أشعر بأي دعم.
رغم أنها حاولت الاستمتاع بما لا يمكن تفاديه، إلا أن سماع الهتافات جعل الحزن يتسلل إلى قلبها رغماً عنها.
أنا…..باورينجر؟!
كتمت رويلا تنهيدةً كانت تخرج من بين شفتيها، وأطلقت بدلًا منها صرخة حماس.
“إيااااااه!”
وفورًا، بدأ شعاعٌ قوي من الضوء يتفجر من يديها.
<تم تفعيل تذكرة استخدام عنصر التأثير لمرة واحدة.
• (عنصر التأثير) المقدس والجميل: ينبعث شعاع وردي عند استخدام القوة المقدسة.
(مدة الاستخدام – 23:58:59)>
أُعجب الناس بمشهد الشعاع الوردي الذي انطلق مستقيمًا من أطراف أصابعها.
“ما هذا التأثير الآن؟!”
الجميع أُذهل…..باستثناء رويلا فقط.
***
وفي النهاية، نجحت مهمة القضاء على الوحش السحري.
و كان ذلك بفضل نافذة النظام التي حددت لرويلا بدقة “نقطة تطهير الوحش السحري”، في مهمة عنوانها: “استهدف نقطة تطهير الوحش السحري بدقة وقم بتطهيره”.
<أطلقي القوة المقدسة نحو الدائرة الحمراء!>
للحظة ترددت بسبب العبارة المرحة التي لم تناسب الوضع الخطير. لكن سرعان ما بدأت رويلا، وهي على ظهر هيلديون وبتغطية من هاميل، تطلق الطاقة المقدسة نحو نقاط التطهير.
وكلما انطلق شعاعها الوردي، زادت هتافات الناس فرحًا.
وبينما كانت تسمع ذلك الهتاف، اتخذت رويلا قرارها. أن تنهي هذا بأسرع ما يمكن، وتنهي معه هذه الفوضى.
وربما بفضل ذلك العزم، ظهرت رسالة “نجاح المهمة” قبل انتهاء الوقت المحدد بنصف ساعة.
<مهمة “القضاء على ??? البحري” نجحت!>
المحتوى:
• تم القضاء على ??? البحري.
• لم تُسجّل أي وفيات.
• لم تُسجّل أي إصابات خطيرة.
دينغ!
<تم صرف مكافأة النجاح لهذه المهمة.
• مكافأة النجاح: تأمين سلامة السفينة والركاب / تزداد مقاومة هيلديون كايروس ضد حالات الإصابة.>
“هاااه.”
تنهدت رويلا بارتياح بعدما تأكدت من إشعار النجاح الذي ظهر بشكل مُرضٍ.
‘جيد. يبدو أن المهمة انتهت على ما يرام..….’
لكن ما زلتُ على هذه الهيئة.
“يبدو أن هذه البدلة لا تختفي إلا بعد نطق كلمة معينة.”
“آه، صحيح. إن اختفت بهذا الشكل فجأة..…”
رويلا أنهت جملتها بنظرة جانبية نحو هيلديون.
هي ليست بدلة ملاصقةً من نوع باورينجر الحقيقي، لكنها ضيّقةٌ بما يكفي لتُظهر تفاصيل عضلاته المتماسكة بوضوح.
ولو أن التحوّل اختفى هنا الآن أمام الجميع…..
“فلنتفق. لن نزيل هذا الشكل حتى نعود إلى الغرفة.”
“حسنًا. سأفعل ذلك.”
“هم؟ ولماذا؟ لماذا لا يمكن فكّ التحوّل هنا؟ هل عليّ أنا أيضًا الانتظار للعودة للغرفة؟”
“افعلي ما تشائين، هاميل.”
“هاااه. تمييزٌ واضح بيني وبينكم، هذا ظلم..…!”
بينما كانت هاميل تتذمر من خلفهم، كانت رويلا تتلفّت حولها.
فور الانتهاء من القضاء على الوحش، انتقلوا مباشرةً إلى مكان ناءٍ بعيد عن الأعين. خوفًا من أن يتجمهر الناس الذين كانوا يصفقون ويهتفون لهم قبل قليل.
ولو أن التحوّل اختفى وسط هذا الحشد، لكان الأمر كارثيًا، لذلك بحثوا مسبقًا عن مكان هادئ قبل أن يخوضوا القتال.
وبعد أن وصلوا إليه، بقي الثلاثة هناك دون أن يتحركوا.
“متى سيصل فابيان يا ترى؟”
فقد كانوا بانتظاره، إذ لم يكن قد انضم إليهم بعد.
“بالطبع، أنا سعيدةٌ بوجودي مع المديرة، لكنني أحب المديرة أكثر عندما تكون بلا قناع..…”
قالت هاميل ذلك متذمرة وقد بدأ الملل يتسلل إليها من طول الانتظار.
“لا مفرّ من الأمر. كان عليّ أن أنهي المهام الموكلة إليّ أيضًا.”
“أوووه، فابيان!”
يبدو أن النمر يظهر حين يُذكر، كما يقول المثل.
ابتسمت رويلا برقة وهي ترى فابيان يصل في التوقيت المثالي.
“هل أتممتَ ما طلبته؟”
“ومن أكون أنا؟”
قال طبك واثقًا وهو يرفع كتفيه فخرًا، ثم سلّم لرويلا مفتاحين يرنّان في يدها.
كانا مفتاحي الغرفتين 2032 و2033.
“آه، هذه هي إذًا.”
غرفة أولئك الدجالين.
مرت في ذهن رويلا صور كولتن وناثان.
‘الحق يقال، توقيت اختفائهما مريبٌ جدًا.’
فبعد أن اختفى الاثنان معًا، لم تمضِ فترةٌ طويلة حتى ظهر الوحش فجأة.
‘وفوق هذا كله، هذه ليست غابة الشمال.’
فما سبب ظهور الوحش هنا فجأة وكأنه خرج من العدم؟
وفي هذه المرحلة، لم يكن هناك من يمكن الشك فيه سواهما. كولتن وناثان.
‘حتى وإن لم يكن لهما علاقة مباشرة بما جرى..…’
فالشكوك حول انتمائهما لطائفة دجالية ما زالت قائمة. لذا، لا بأس بأن تزورهما وتنبش خلفهما قليلًا.
“حسنًا، فلنذهب إذًا.”
لنلقّن الأشرار درسًا لن ينسوه.
ابتسمت رويلا ابتسامةً جانبية وهي تصلح القناع على وجهها.
ثم، بعد قليل…..
“آاااه! أنقذو…..أغمف! أوغف!”
“أنا…..أنا لا أعرف شيئًا! أقسم أنني لا أعرف شيئًا..…!”
عثرت عليهم في الغرفة 2032.
كان كولتن وناثان متشبثين ببعضهما البعض، متكوّرين في زاوية الغرفة ويرتجفان بشدة، وما إن فتحنا الباب ودخلنا بكل هدوء حتى بدآ بالصراخ و الارتجاف من شدة الرعب.
وجوهنا مغطاة، وملابسنا غريبة الأطوار…..
‘همم، لا عجب أنهما ارتعبا.’
تفهمتُ الأمر، لكنهما كانا صاخبين أكثر من اللازم، وهو ما لا يناسب الوضع. فنحن على وشك التحقيق مع هذين الاثنين، وأي تدخل خارجي قد يفسد الأمر.
“أغلقي فميهما، صفراء.”
“نعم، اتركي الأمر لي!”
أجابت هاميل بنشاط، ثم أسرعت في تقييد الاثنين. و أخرجت كرتان من الورق من العدم واستقرتا مباشرةً في فميهما.
“الآن، لنبدأ. يا مطرقة العدالة، أرجوك.”
“نعم، اتركي الأمر لي.”
سرووونغ-
صوت إخراج السيف الحاد جعل شعر البدن ينتصب، وبدأ الاثنان يرتجفان بقوة.
ومع ذلك، استطاع كولتن أن يمضغ الكرة الورقية بصعوبة ويبصقها وهو يتمتم،
“مـ-مـ-مهلاً، ما…..ما هي مطرقة العدالة هذه؟”
“تسأل ما هي مطرقة العدالة؟ حسنًا، إنها..…”
“هذا السيف المقدّس.”
أكمل هيلديون كلام رويلا ورفع نصل سيفه عاليًا.
“يقطع رقاب من ينطق بالكذب، ولا يؤذي من يقول الحقيقة.”
وبهذه العبارة القاتلة، وقف فابيان بصمت يفكر،
…..يقولون إن الأزواج يشبهون بعضهم.
وبصراحة، لا يمكن إنكار كم يشبه هذان الاثنان بعضهما البعض.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات