صاح ناثان بصوتٍ يكاد يبكي، بينما كولتن صمت وشدّ على شفتيه.
‘يا له من مزعج.’
صحيح، كولتن هو من قال ذلك لناثان. فقط ليتمكن من جذب ناثان الثري إلى طائفتهم.
لأنه ظل مترددًا بشأن ما إذا كان يمكنه نيل “قوة لوكيرا”، قالوا له: “الفتاة التي تحبها قدرك، لوكيرا تشجعك. انضم إلى طائفتنا، وإن استعنت بقوة لوكيرا فسينتهي الأمر بكَ للزواج بها بكل تأكيد.”
‘…..تباً، لقد دمّرتنا تلك المرأة تمامًا.’
لو سمعت رويلا ما جرى، لانقلبت على ظهرها من شدة الدهشة من كمية إلقاء اللوم على الآخرين.
“اسمع يا ناثان، اهدأ أولًا واستمع إليّ.”
“أستمع؟ إلى ماذا؟ في النهاية، لقد خدعتني، أليس كذلك؟ استعارة قوة لوكيرا؟ لا يمكن أن تكون حقيقية!”
“أتشك في لوكيرا لمجرد أن اعترافكَ فشل؟”
“لا، أنا أشك فيكَ أنت.”
…..لماذا فجأة أصبح كلامه مرتبًا هكذا؟ ولماذا ينظر إليّ بهذه الطريقة؟
عينا ناثان المبللتان بالدموع كانتا مخيفتين على نحوٍ ما.
لم تكن عينا الرجل الضعيف والخجول المعتاد. كانت عينا ناثان الحمراوان و المليئتان بالدموع بدتا وكأنهما تنذران بحدوث كارثةٍ في أية لحظة.
“انتظر، ناثان، دعنا نهدأ ونتحدث من جديد-”
“لا، لم أعد أستطيع الوثوق بكَ. لذا، عليّ أن أتحقق بنفسي من ما تسمونه ‘قوة لوكيرا’.”
“تتحقق؟ ما الذي تقصده..…!”
في تلك اللحظة، مدّ ناثان يده فجأة وأمسك ياقة كولتن بخشونة، وبدأ يفتش في جيبه وصدره.
“ما الذي تفعله بحق؟!”
ارتبك كولتن وحاول المقاومة، لكن دون جدوى. فيد ناثان كانت سريعةً ودقيقة، وانتزعت منه مفتاح غرفته.
“ناثان! هذا جُرم! أنت ترتكب جريمةً الآن!”
“….…”
مهما قال كولتن، لم يُعره ناثان أي اهتمام، بل أسرع يخترق الردهة بخطوات واسعة.
وجهته كانت غرفة كولتن.
فتح باب الغرفة بسرعة وبدأ يتفقد المكان بعينيه. وسرعان ما وقعت عيناه على ثلاث زجاجات مصطفة بهدوء فوق المكتب.
كانت أشياءً يعرفها ناثان جيدًا. لأنه يتذكر جيدًا أن كولتن سبق وأعطاه إياها مدّعيًا أنها “مياه مقدسة” تحتوي على جزء من قوة لوكيرا.
“ها هي.”
“…..أنت…..ما الذي تنوي فعله؟!”
“لستُ أدري، راقب بعينيكَ فقط.”
قال ذلك، ثم التقط الزجاجات الثلاث بيده.
“ماذا كنت تقول وقتها؟ أن هذه المياه المقدسة تحتوي على بركة لوكيرا، وأن شربها يمنحك قوةً هائلة؟”
“نـ….ناثان..…”
“إذًا، سأجبركَ على شربها وأراقب النتيجة. أليس كذلك؟”
ذلك…..ذلك لم يكن ممكنًا. ربما ناثان لا يعلم، لكن بين تلك الزجاجات ما هو في غاية الخطورة.
وإن شرب إحداها…..
وبينما كان كولتن يتخيل أسوأ الاحتمالات، كانت يد ناثان تفتح أغطية الزجاجات الثلاث بسرعة.
“هيا، اشرب! وأرني! أرني ما هي تلك القوة العظيمة التي تتحدث عنها!”
“توقف! توقف! آه، قلت لك توقف!”
ومع اقتراب الزجاجة الزجاجية من وجهه، بدأ كولتن يلوّح بذراعيه بعشوائية. وما حدث بعد ذلك كان سلسلةً من الصدف البحتة.
أن تضرب إحدى الزجاجات بيده المتحركة…..و أن تكون النافذة خلفه مفتوحةٌ سهوًا، فتطير منها الزجاجات…..وأن تسقط مباشرة في البحر محدثةً صوت “بلبلة”…..
“…..تباً!”
تأمل ناثان الزجاجات وهي ترسم قوسًا في الهواء ثم تسقط في البحر، قبل أن يطلق شتيمةً غاضبة.
أما كولتن، فقد شحب وجهه تمامًا.
ورغم ارتياحه لكون أحدًا لم يشرب الزجاج، سرعان ما تملكه الذعر حين تذكّر أن تلك “الزجاجة الخطرة” قد سقطت في البحر.
‘مـ….ما الذي سيحدث الآن؟’
لقد تخيّل عدة مرات ما الذي قد يحدث لو سقطت في البحر، لكن نهاية كل احتمال كانت دائمًا كارثية.
أتمنى أن ينتهي الأمر دون أن يحدث شيء…..
“…..يا إلهي.”
لكن أمنيته لم تتحقق. فخلف ناثان الذي كان يلهث بغضب، بدأت اضطراباتٌ غريبة تظهر في البحر حيث سقطت الزجاجات.
ارتجافاتٌ خفيفة بدأت تتحول إلى اهتزازات واضحة. و دوائر مائية متتالية ظهرت على السطح بشكل منتظم لا يتوقف.
“لا، لا! علينا أن نهرب! فورًا!”
“ماذا؟ عمّ تتحدث؟!”
وفي اللحظة التي صرخ فيها ناثان ردًا على نداء كولتن الذي بدا في حالة ذعر…..
تششششااااااااااااخ—!
ضرب الآذان صوتٌ هادر، وشيءٌ ما خرج فجأةً من البحر.
“مـ…..ما ذلك الشيء..…!”
“آآااااااه!”
وفورًا، بدأت صرخات الناس تتعالى من كل الاتجاهات. يبدو أنهم هم أيضًا…..رأوا “ذلك الشيء”.
نعم، كنا نتحدث عن ذلك المجس الضخم لذلك الأخطبوط الغريب الهائل الحجم.
***
في تلك الأثناء، وبينما كان هيل الصغير وفابيان يتلفتان حولهما باحثين عن كولتن وناثان، كانت هناك زائرةٌ جديدة قد أتت إليّ.
بالأصح، لم تكن زائرتي تحديدًا—
“آنستي! سيدي الصغير!”
“المربية؟!”
“المربية..…!”
كانت زائرةً تخص راينا وليون.
امرأةٌ ذات شعر أبيض بالكامل، تقف بين كسيدة في منتصف العمر وعجوز، تمشي ببطء نحو الطفلين.
‘إذًا، هذه هي مربيتهما…..’
دائمًا ما كان يُقال أن عمرها كبير، ولذلك يجب ألا نزعجها. وبالفعل، كانت تبدو متقدمةً في السن.
وحين التقت عيناها بعيني، ابتسمت لي بلطف وألقت التحية.
“أعتذر على تأخري في التعارف. أشكركم جزيل الشكر على اهتمامكم الدائم بآنستي الصغيرة وسيدي الصغير.”
“لا بأس أبدًا، نحن أيضًا نستمتع كثيرًا بوجود الطفلين معنا.”
“هوهو، أنتم أشخاصٌ طيبون حقًا.”
وما إن انتهى الكبار من تبادل التحية، حتى بدأ الأطفال يثرثرون بحماس.
“لما أتيتِ؟ نحن بخير حتى من غير المربية.”
“أوه، هل آنستي الصغيرة لم تكن تريدني أن آتي؟”
“لا، لا! ليس كذلك، أنا فقط خفت أن تتعبي..…”
“هوهو، شكرًا على قلقكِ، آنستي. لكنني أنا أيضًا أردت أن أستمتع بالحفل معكما.”
وبكلماتها اللطيفة، اندفع ليون نحوها، وعانق ساقها وهو يغرس وجهه في تنورتها.
أما راينا، فنظرت إليّ بتردد، ثم قفزت من على ركبتي وركضت نحوها بسرعة. و كانت السعادة تفيض من وجهها المشرق والمبتسم.
‘يبدو أن العلاقة بينهما وبين المربية وثيقةٌ فعلًا.’
في هذا العالم، من الطبيعي أن الأطفال الذين يكبرون على يد المربية يعتبرونها بمثابة أحد الوالدين.
المربية التي كانت تداعب الطفلين الملتصقين بساقيها بلطف، رفعت نظرها نحوي. ثم، بصوت هادئ لا يسمعه الطفلان، حدثتني بحذر،
“شكرًا لكِ على اهتمامكِ الدائم. أرجوكِ، استمتعي بوقتكِ مع رفاقكِ اليوم.”
رمشت من أثر كلماتها المليئة باللطف، ثم ابتسمت وأومأت برأسي ردًا.
“شكرًا لكِ.”
“لا، بل الشكر لي أنا دائمًا.”
وبعد أن ختمت كلماتها بالشكر، قادت الطفلين بمهارة واتجهت بهما إلى جهة أخرى.
ويبدو أن الطفلين كانا في غاية الحماس للاستمتاع بالحفل برفقتها.
‘حقًا، تكوين الذكريات أمرٌ مبهج.’
وأنا أيضًا، عليّ أن أصنع ذكرياتي بطريقتي الخاصة. ذكرياتٌ مثل: “العمل على ظهر السفينة.”
تبا للراحة والهدوء.
تنهدت بعمق، ثم توجهت نحو فابيان الذي ما زال يلتفت حوله بقلق.
لكن، في تلك اللحظة—
تشششاخ-! قووووع-!
دوّى صوتٌ ضخم، واهتزت السفينة بعنف مرةً واحدة. وسرعان ما تعالت صرخات الناس من كل مكان.
“ما الذي يحدث..…!”
“رويلـ- إلينا!”
ركض ديون نحوي بسرعةٍ خاطفة رغم جسده الطفولي الصغير.
“هل أنتِ بخير؟”
“نعم، أنا بخير. لكن ما كان ذلك الصوت والاهتزاز..…؟”
لكن، قبل أن أكمل سؤالي— وجدت الإجابة أمام عيني.
دينغ—
<مهمةٌ جديدة: القضاء على الـ؟؟ البحري.
ظهر فجأة كائنٌ بحري مجهول. يرجى القضاء على الـ؟؟ البحري!
المحتوى: القضاء على الكائن البحري المجهول.
(خلال تنفيذ هذه المهمة، سيتم إيقاف حالة “هيلديون” السلبية مؤقتًا.)
– مكافأة النجاح: ضمان سلامة السفينة والركّاب / زيادة مقاومة الحالات السلبية.
– عقوبة الفشل: وقوع العديد من الإصابات والوفيات. هل ترغب في قبول هذه المهمة؟
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات