كان هاميل وفابيان يستمتعان بحفلهما الخاص في مكان بعيد هناك. يرتديان ملابس أنيقة، ويتلذذان بالحلوى والمشروبات معًا.
“تفضلا بالاستمتاع بوقتكما الخاص معًا، نحن لن نزعجكما.”
“آه، لكنني أريد التجول مع رئيستي……!”
“انتبهي، هاميل. إن تماديتِ قد يتم طردكِ.”
قبل بدء الحفل، كنت ممتنةً لفابيان على بديهته وسرعته في الفهم…..
حتى أنني فكرت أن أذهب إليهما الآن وأشاركهما بعض الشراب، لكنني تراجعت. لأنني وعدت هيلديون بأن أستمتع معه بالحفل، حتى ولو كان في هيئة طفل صغير.
وفوق ذلك…..
‘إنها حفلةٌ نادرة، لا بد أن يستمتع بها الموظفون معًا.’
أليس من المعروف أنه بمجرد أن ينضم المدير إلى تجمع الموظفين، يفقد الحفل نصف متعته؟
و لم أرغب أبدًا أن أكون تلك المديرة التي تفتقر إلى اللباقة.
انهرت على الأريكة وأسندت ذقني إلى ذراعها، بينما كنت أراقب الأرجاء بطرف عيني بسرعة.
‘ربما أشرب كأسين فقط من الكوكتيل؟’
كنت أظن أن الاستمتاع بمنظر الخارج الجميل مع كوب كوكتيل قد يخفف قليلًا من حزني هذا.
وبينما كنت على وشك النهوض متوجهة نحو الكوكتيلات،
“عذرًا.”
“……؟”
خيّم ظل شخصٍ ما أمامي فجأة.
كنت على وشك النهوض بخفة، لكنني عدت وجلست مجددًا وأنا أدير عيني بفضول نحوه.
“أنا؟”
“نعم، سيدتي.”
من تحدث إليّ كان رجلٌ ذو شعر داكن يميل إلى الأزرق الداكن.
‘من هذا؟ أراه لأول مرة.’
حدّقت به مطولًا أتساءل إن كان وجهًا أعرفه، لكنني لاحظت عينيه ترتجفان قليلًا.
ما الأمر؟ هل ارتكب خطأً تجاهي أو شيء من هذا القبيل؟
للأسف، كنت لا أزال جاهلةً تمامًا بشأن مشاعر الإعجاب بين الجنسين، باستثناء علاقتي مع هيلديون.
“عذرًا، هل لديكَ أي أمر……؟”
“آه، في الواقع، الأمر ليس مهمًا……هل يمكنني معرفة اسمكِ؟”
“اسمي؟ اسمي أنا؟ ولماذا تريده؟”
“في الحقيقة، الأمر هو……”
أملت رأسي بتعجب، فتراجع الرجل خطوةً صغيرة إلى الخلف بخفة.
ما به هذا الرجل؟ لا أعلم ما القصة، لكن تصرفه كان يثير الضيق، فهو لا يستطيع حتى الإجابة بسهولة رغم سؤالي المباشر عن غرضه.
“عذرًا، إن لم يكن لديكَ ما تقوله، هل يمكنني النهوض الآن؟”
“ماذا؟ لا، انتظري، مهلاً……ليس الأمر أنه لا يوجد سبب……”
كان يتلعثم ويتوتر بلا حول، وبينما هو على ذلك الحال،
“يا إلهي، كنت أعلم أن الأمر سينتهي هكذا.”
ما هذا الآن؟ من هذا أيضًا؟
ظهر رجل آخر فجأة، يرتدي بدلةً بيضاء أنيقة للغاية.
“أعتذر لتدخلي المفاجئ، سيدتي، لكنني لا أستطيع البقاء متفرجًا بصفتي صديق هذا الأبله.”
“مـ-مهلًا، كولتن.”
“لا تقلق، ناثان، فقط اعتمد عليّ.”
رفع الرجل الذي يُدعى كولتن كتفيه بثقة وكأنه يقول اترك الأمر لي.
“سيدتي، هذا صديقي ناثان. إنه رئيس إحدى أنجح الشركات التجارية في الشرق.”
“آه، حسنًا، فهمت.”
“هاها، لا تتعجلي في الانبهار، فما زال الوقت مبكرًا!”
“في الواقع، لم أُصب بالدهشة.”
“……يا لكِ من امرأة ممتعةٍ فعلًا!”
لكنني لستُ مستمتعةً إطلاقًا.
سواءً أعجبني الأمر أم لا، قام كولتن بترتيب ياقة سترته بكلتا يديه، ثم انحنى بخفة.
“في الحقيقة، صديقي ناثان هذا وقع في حبكِ من النظرة الأولى. لكنه للأسف ساذجٌ تمامًا فيما يتعلق بأمور الحب، لذا لم يتمكن من قول شيء، فقررتُ التدخل ومساعدته.”
……آه، هكذا إذاً.
‘الآن فقط بدأت أفهم.’
إذًا، تلك النظرات المرتجفة التي رأيتها في عينيه لم تكن قلق شخصٍ مذنب، بل كانت ارتجافةً نابعة من التوتر أو الارتباك بسبب الإعجاب؟
لكن، حتى لو كان هذا هو الحال……
‘ما هذا؟ كأنه والدٌ متسلط!’
رجلٌ بالغ وعاقل لا يستطيع حتى الاعتراف بمشاعره، فيضطر صديقه إلى التدخل والاعتراف بالنيابة عنه؟ لم أرى موقفًا كهذا في حياتي.
كدت أنفجر بالكلام الذي بلغ حلقي، لكنني تمالكت نفسي بشدة. فما الجدوى من إثارة المشاكل مع أشخاص لن أراهم مجددًا بعد يومين؟
“أنا أقدّر لطفه، لكن للأسف لدي حبيبٌ بالفعل.”
“آه، من يدري ما قد يحدث في هذه الدنيا؟”
“……ماذا تقصد بكلامكَ هذا؟”
سألت بحدة، فابتسم كولتن بلا أي كلمة، بتلك الابتسامة التي تثير الغيظ.
هاه، انظروا لهذا! أليس هذا موقفًا يفترض أن أشعر فيه بالضيق فعلًا؟
“يبدو أنكَ تظن أنني سأنفصل عن حبيبي، أليس كذلك؟”
“لا أحد يعلم كيف ستسير أمور الدنيا، وحده المستقبل يعلم، هه هه.”
حتى مع نبرتي الحادة، لم يتراجع، بل رد علي بجرأة مماثلة.
“هيه، كولتن……”
“في هذه المرحلة، بدأت أتساءل فعلًا……هل اقتربتَ مني بدافع الإعجاب كما تدّعي، أم أنكَ جئت لتتعارك معي؟”
“أعتذر يا سيدتي، كولتن كان يحاول مساعدتي فقط……”
ناثان، الذي كان متحفظًا وخجولًا طوال الوقت، أدرك أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، فسارع ليفصل بيني وبين كولتن بقلق شديد.
“يا للأسف، إن كنتِ قد شعرتِ بالضيق، فأنا أعتذر. لكنني فقط أردت أن أساعد صديقي العزيز الذي وقع في حبكِ من النظرة الأولى.”
“مساعدة؟ وكيف يمكن لحديثكَ الوقح أن يكون مساعدةً لي بالضبط؟”
“لم يكن وقاحة، بل نصيحةً مخلصة. أليس من المعروف أنه إذا ارتبط أشخاصٌ لا يجمعهم القدر، قد تنقلب حياتهم رأسًا على عقب؟ لذلك قصدتُ أنه سيكون من الأفضل لكِ أن تلتقي بالشخص المناسب حقًا……كان هذا هو المعنى.”
“آه، أفهم. والشخص المناسب هذا هو صديقكَ، صحيح؟”
“نعم، بالضبط. وأنا واثقٌ تمامًا من ذلك.”
“واثق؟ وعلى أي أساسٍ هذا اليقين؟”
كلما استمرت المحادثة، شعرت بالغضب يتزايد في داخلي، ومعه إحساس غريب يشبه شعورًا مألوفًا عشته من قبل.
هذا المشهد……كأنني مررت به في مكان ما من قبل.
فضيّقت عيني وأنا أحدّق بالرجل، بينما عقلي يحاول تذكّر هذا الشعور……
“في الحقيقة، لديّ قوى مقدسة تُمكنني من تمييز الأقدار.”
……ما هذا الهراء؟
“ما……ماذا قلتَ؟ قوى ماذا؟”
“القوى المقدسة، أقصد. هذا سر، لكن……”
خفض صوته فجأةً وأخذ ينظر حوله بحذر، قبل أن يهمس،
“في الحقيقة، نحن الاثنان من المختارين. ولهذا، نمتلك القدرة على رؤية من هو شريك القدر لكل شخص.”
المختارون. و”العيون” التي ترى شركاء القدر.
‘……آه، الآن فهمت.’
أخيرًا، أدركت مصدر ذلك الإحساس الغريب الذي كان يراودني.
في حياتي السابقة، حين كنت أتمشى وحدي متعبةً في الطرقات، و كنت أُصادف أحيانًا بعض الأشخاص المزعجين.
ثنائيٌ يحملان حقائب قديمة ويرتديان قمصانًا غريبة بنقوش مربعة، يوقفانك في منتصف الطريق ويسألان عن الاتجاهات.
وبمجرد أن تجيبيهم ببرود—
“معذرة، عيناكِ صافيتان جدًا، وروحكِ نقيةٌ للغاية. أعتقد أنكِ ستبرعين في مهنة التعليم، هذا قدركِ.”
فيبدآن فجأة بالتنبؤ بمستقبلكَ أيضًا!
‘لو حالفهم الحظ، كانوا سيعرضون عليّ لقاء أجدادي أيضًا.’
وجه ذلك الرجل، كولتن، بدأ يتداخل في نظري مع وجوه أولئك الأشخاص الذين كنت ألتقيهم سابقًا.
نعم، هذا يعني…..
‘دجّال.’
كانن الرائحة واضحة وقوية. رائحة دجّالين مشبوهين تفوح منه بشدة.
***
دينغ-!
<ستحدث حالة غير طبيعية لهيلديون كايروس!>
في اللحظة التي دخل فيها هيلديون إلى قاعة الحفل التي تُقام فيها حفلة السفينة، ظهر التنبيه في الهواء وكأنه يتفاخر بظهوره، فعض شفتيه بغيظ.
‘في النهاية..…’
كان يتمنى ولو لمرة واحدة ألا يُصاب بأي حالة غير طبيعية، لكن أمله ضُغط عليه بلا رحمة.
حتى روِيلا، التي كانت تبتسم بلطف حتى قبل لحظات، بان على وجهها خيبة أمل واضحة بعد رؤيتها نفس التنبيه.
“أعتذر.”
“لا تعتذر، ما الأمر الذي يدعوكَ للاعتذار؟ ليس بيدك أي شيء هنا.”
“لكن..…”
29، 28، 27…..
كانت الأرقام تتناقص بلا رحمة، وكان ذلك يستفزه بشدة.
كم تمنى لو كان قادرًا على مد يده والإمساك بها ليوقفها عن النزول.
“سأنتظركَ، اذهب بسرعة وبدّل ملابسك. لنستمتع بهذه الحفلة بقلوب الأطفال فقط، أليس هذا نوعًا نادرًا من التجارب أيضًا؟”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات