القصص التي رواها الأطفال ظلت تدور في رأسي لفترةٍ طويلة.
لم يمضِ سوى يوم واحد فقط منذ أن قررت ألا أفكر في الصيادين غير الشرعيين وغابة الشمال في إستان، لكن رأسي امتلأ مجددًا بالأفكار المتعلقة بذلك.
وكان هيلديون والاثنان الآخران في نفس الحال.
“أناسٌ يطمعون في قوة لوكيرا، لا بد أن لهم علاقةً بتلك الطائفة الزائفة التي كنا نراقبها.”
“آه، الأدلة متناثرةٌ مثل فتات الخبز في قصة هانسيل وغريتل، لا أعلم إن كان علي أن أفرح بهذا أم أنزعج….”
“حقًا، آه، ماذا لو أصبحت رئيستنا قلقةً لهذه الدرجة حتى تفقد النوم ويتضرر جلدها كله؟!”
لكن، في النهاية، كانت النتيجة نفسها تمامًا مثلما انتهينا بالأمس. فأولًا، نبلغ القصر الإمبراطوري وعملاء إستان، ثم لا نفعل شيئًا بعد ذلك.
لقد فكرنا بما فيه الكفاية، ولا يوجد شيءٌ آخر يمكن فعله على متن السفينة.
لكن، هناك أمرٌ واحد أُضيف إلى الخطة.
“يبدو أن هناك أشخاصًا على متن السفينة يملكون نفس هدفنا.”
“ماذا سنفعل؟ هل نبحث عنهم؟”
“هل يمكننا العثور عليهم؟”
“بصراحة……من الصعب العثور عليهم بدقة. كل ما قالت لنا راينا هو أنهم رجال، بالغون، وأحدهم كان صوته رفيعًا بعض الشيء. لكن، يمكننا حصر بعض المشتبه بهم.”
“حسنًا، إذًا سأترك الأمر لكم.”
“نعم.”
وهكذا، أُضيفت مهمةٌ جديدة إلى فترة الاسترخاء، وهي “مراقبة الأشخاص الذين يبدون مشبوهين.”
وبعد أن انتهى الحديث كله. وقبل أن تعود روِيلا إلى غرفتها، ذهبت إلى غرفة هاميل لتطمئن على حالة جيلي.
نظرًا لما حدث بالأمس، فكرت في أن تبقي جيلي معها في غرفتها للأيام القليلة المتبقية قبل النزول من السفينة….…
<لا أريد البقاء في غرفةٍ واحدة مع أشخاص يعيشون قصة حب.>
رفضت جيلي ذلك بصرامة عبر النظام.
……هل يجوز رفض نوايا الناس الطيبة بهذا الشكل؟
على أي حال، المهم هو رأي المريض، لذا تمت إعادة جيلي إلى غرفة هاميل مرة أخرى.
“مع ذلك، حالتها أفضل بكثير من الأمس.”
“نعم، يبدو أن السبب هو ما حدث بالأمس بخصوص ‘ختم غابة الشمال’، فقد تأثرت بذلك مباشرة.”
ربّتُ عليه بلطف براحة يدي بحذر، ثم دفعت القوة المقدسة إليها بهدوء.
وفور أن انسكب الضوء المتلألئ فوق جسدها الصغير، أطلقت جيلي صوت مواء خافت.
“آه، وبالمناسبة، لقد أحضرت الفستان أيضًا! كنت سأعطيكِ إياه قبل قليل لكنني نسيت!”
“هم؟ فعلًا؟ ألم تذهبي اليوم فقط لقياس الفستان؟”
كنت أظن أن الأمر سيستغرق على الأقل حتى صباح الغد حتى يكون جاهزًا.
“بما أنه متجرٌ على متن السفينة، لم يكن هناك خيارٌ سوى الفساتين الجاهزة. ففي النهاية، الأشخاص الذين يحتاجون إلى فساتين مصممة خصيصًا، على الأرجح أنهم قد….”
“أحضروا فساتينهم معهم، أليس كذلك؟”
“كما هو متوقع من رئيستي! إجابةٌ صحيحة!”
ضحكت روِيلا ضحكةً خفيفة وهي تراقب هاميل ترفع إبهاميها بحماس على شيء بسيط كهذا.
“إذًا، أين الفستان؟”
“آه، تفضلي!”
هرولت هاميل بخطواتٍ سريعة وأحضرت الفستان، ثم فتحته قائلة: تادا-!
“أوه، ما هذا؟ إنه….”
جميلٌ للغاية!
بصراحة، كنت أعتقد أن هاميل ستختار فستانًا فائق البهرجة مليئًا بالدانتيل والزينة، لكنها خالفت توقعي تمامًا.
الفستان الذي أحضرته بدا بسيطًا……لا، في الحقيقة، مع أنه جاهز الصنع، إلا أنه كان جميلًا للغاية.
“آه، رئيستي، ألا تعرفين ذوقي بعد؟ أنا……لا أتعامل إلا مع الأشياء الجميلة، حتى لو كان الأمر يتعلق بفستان.”
“آه، أجل. هكذا جرت الأمور إذًا.”
يبدو أن الذوق الرفيع لهاميل قد انطبق تمامًا أيضًا على اختيار الفستان. فضحكتُ ضحكةً خفيفة و أخذت الفستان منها.
“وماذا عن فستانكِ؟”
“آه، لقد جهزت فستاني أيضًا.”
“أسألكِ فقط للاحتياط……فستانكِ ليس مثل فستاني، صحيح؟”
فمن الممكن أن تظهر غدًا وهي ترتدي نفس الفستان بدافع ما يُسمى بالأزياء المتطابقة أو ملابس الثنائي.
ولأن هاميل شخصيةٌ قد تفعل مثل هذا الأمر فعلًا.
فرفعت هاميل جفنها ببراءة وأغمضت عينيها للحظة ثم فتحتهما،
“كيف عرفتِ؟”
“ماذا؟ بجـ-جدية؟!”
“لا، لا، لقد استعرت فستانًا مختلفًا تمامًا. يختلف في اللون والتصميم وكل شيء.”
“إذًا لماذا قلتِ تلك الجملة وكأنكِ فعلًا اخترتِ نفس الفستان……؟”
كادت تُفزعني!
“آه، في البداية كنت أحاول اختيار تصميمٍ مشابه قدر الإمكان، لأنني أردت ارتداء زي متطابقٍ معكِ……”
ثم أطلقت صرخةً خفيفة وهي تلتف بخجل في مكانها.
“لكن، فابيان عارض الأمر بشدة وقال أنه مستحيلٌ تمامًا. آه، يا للأسف.”
أحسنت، فابيان!
أنت الأفضل، فابيان!
“على كل حال، لهذا السبب استعرت فستانًا مختلفًا، لماذا؟! هل تريدين أن أبدله الآن إلى فستان مشابه……؟”
“لا! أنا لا أحب أن يرتدي أحدٌ نفس ملابسي. أنا ضيقة الأفق قليلاً بهذا الشأن.”
“آها! إذًا سأكتفي بما استعرته اليوم.”
سرعة تقبُّل الأمور وتفهُّمها كانت من مزايا هاميل.
وهكذا، وبينما تحمل روِيلا فستانها وقليلًا من الارتباك في قلبها، كان هذا اليوم يوشك على نهايته.
***
وكانت رحلة السفينة المتجهة إلى ميناء الشرق تقترب من نهايتها شيئًا فشيئًا.
فبعد انتهاء الحفل على متن السفينة وعرض الألعاب النارية، كان من المقرر أن تصل السفينة إلى الميناء بعد يومين تقريبًا.
“لا أدري لماذا، أشعر بالراحة والحزن في الوقت نفسه.”
“صحيح، بدأت أشعر بالملل من حياة السفينة تدريجيًا……لكن في الوقت نفسه أشعر بالأسف عند التفكير بأننا سنغادرها قريبًا.”
“صحيح، صحيح، أنا أشعر بنفس الشيء تمامًا.”
ربما لأن اليوم هو يوم الحفل. منذ الصباح كانت الكافتيريا تعج بالركاب.
وجوههم المتحمسة كالأطفال كانت تدور حول الحديث عن الحفل وعرض الألعاب النارية المقرر إقامته اليوم. و حتى النبلاء المعتادين على حفلات الرقص، كانوا متحمسين أيضًا، لأن إقامة حفل راقص على متن السفينة أمرٌ نادر الحدوث.
وكان بعضهم يحلم بحدوث مواقف رومانسية وسط هذا الحدث الخاص.
“على فكرة، ألم تقل أنكَ وقعت في حب امرأة من النظرة الأولى؟”
“بلى، يوجد بالفعل.”
“إذًا، لم لا تنتهز هذه الفرصة وتُصارحها؟ قد تتمكن من الاستمرار بالتواصل معها بعد النزول من السفينة.”
هذا صحيحٌ بالفعل.
أومأ ناثان برأسه موافقًا بهدوء. لكن، رغم موافقته، كانت هناك مشكلةٌ تمنعه من الإقدام على ذلك بسهولة.
حقيقة أنه وقع في حب امرأة من النظرة الأولى كانت صحيحة. ففي اليوم التالي لانطلاق السفينة، لمح امرأةً في الكافتيريا وسحره جمالها فورًا.
حين ضيقت حاجبيها قليلًا وكأنها تتأذى من سطوع ضوء الشمس، بدت كلوحة فنية غاية في الجمال. وشعرها الذهبي المتلألئ كان في غاية الروعة….…
و لطالما رغب في التحدث إليها، لكنه لم يستطع بسهولة. و في البداية كان يشعر بالحرج بسبب وجود رفاقها، ثم لاحقًا….…
“لكن، تلك المرأة، رأيتها برفقة بعض الأطفال.”
“هم؟ مع أطفال؟”
“ليس هذا فحسب، بل كانت دائمًا برفقة رجل وسيم جدًا، أظن أنهما حبيبان.”
“تبًا، يبدو أن الأمر أصبح صعبًا.”
شعر كولتن بالأسف تجاه حديث ناثان ونقر لسانه بحسرة.
لكن لم يدم ذلك طويلًا.
“مع ذلك، جرب التحدث إليها مرةً واحدة على الأقل، من يدري؟ ربما كان الأمر مجرد سوء فهم من جانبكَ.”
“حقًا؟”
“بالطبع! من لا يطرق الباب، لن يتلقى أي إجابة، هذا هو القانون.”
ابتسم كولتن ابتسامةً عريضة وهو يرد بذلك الحماس، ثم خفّض صوته ليهمس له سرًا.
“وفوق كل شيء، ألا تعلم أنك شخصٌ مختار بالفعل؟”
يقصد بذلك أنه تابع سيستعير ‘قوة لوكيرا’.
ابتلع نايثان ريقه الجاف وأومأ برأسه موافقًا على كلمات كولتن.
“صحيح، كلامكَ صحيح. أنا شخصٌ اختاره القائد بنفسه.”
“بالضبط، لذا كن واثقًا من نفسكَ يا صديقي، فلوكيرا دومًا تقف إلى جانبنا.”
حتى لو كانت تلك القوة قد انتُزعت قسرًا.
***
في تلك الليلة. عندما بدأ العالم يكتسي بلون المغيب الأحمر، انطلقت حفلة السفينة.
كانت الألحان التي تعزف على ظهر السفينة خلف البحر المتوهج بالأحمر جميلةٌ للغاية.
و كان هناك رجالٌ ونساء يرتدون أبهى حللهم من فساتين وبدلات رسمية كانوا يضحكون ويتبادلون الأحاديث بمرح وهم يستمتعون بالحفل.
<الجميع متساوون في حفلات السفينة.>
ربما بسبب هذه العبارة التي عُلّقت عند مدخل قاعة الحفل وكأنها مستوحاةٌ من تقاليد الأكاديمية. كان مشهد النبلاء والعامة وهم يتحادثون براحة يترك انطباعًا خاصًا.
و ربما بسبب الحاجز الذي لا يمكن تجاوزه بسهولة، لم تدم الأحاديث الودية طويلًا، وسرعان ما عاد كل شخص إلى مجموعته المعتادة…..
‘مشهدٌ جميل.’
يبدو الأمر ممتعًا.
حقًا، يبدو أنهم يستمتعون بوقتهم.
هاها، يا لهم من محظوظين، أليس كذلك؟
يبدو أن الجميع سعداء! أما أنا، فلا أشعر بالسعادة أبدًا!
والسبب في مزاجي السيئ كان بسيطًا للغاية.
‘لماذا……بالضبط هذا المساء، تحوّل إلى طفل؟!’
كنت قد اتفقت على الاستمتاع بالحفل مع هيلديون، لكن ما إن دخلا قاعة الحفل حتى ظهر تنبيه أمام عينيهما.
دينغ-!
<سيتم تفعيل حالةٍ غير طبيعية لهيلديون كايروس!>
……تبًا. هذا النظام اللعين!
________________________
ياحرام 😭
هاميل مجنونه تضحك ذا البنت تكفون شبكوها في فابيان محد مهجدها الا هو
المهم جمال رويلا له نتايج عن الي يلحقونهم بيجونهم برجلينهم😂
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات