“قليلاً فقط، ليس خطيرًا، لكن حالتها ساءت بعض الشيء على ما يبدو.”
جلستُ على طرف السرير واستخدمت طاقتي المقدسة على جيلي. و أنفاسها التي كانت متقطعة أصبحت أكثر هدوءًا.
‘يبدو أنها أصبحت أنحف.’
رغم أنني كنت أراها يوميًا، إلا أنهاً بدت هزيلةً على نحو خاص اليوم.
أي جزء في هذا القطة السمينة يمكن أن ينحف أصلًا…..يا للعجب.
هل يجوز لكيانٍ أن يكون ضعيفًا هكذا؟
إذا كانت هي الكيان الخالد المعروف بقوتها، فعليها أن تكون أكثر صحة وحيوية.
بسبب حزني، لامستُ جبهتها الصغيرة بجبهتي.
“ميانغ.”
فضحكتُ بسخرية على صوتها الذي يشبه بكاء الأطفال عند النوم، ثم وقفت.
“لا تقلقي كثيرًا، رويلا. سيُحل كل شيء قريبًا.”
“نعم، أنا أؤمن بذلك أيضًا. ديون وجيلي، كلاهما سيتعافى حتمًا. لأني سأجعل ذلك يحدث.”
عندما أضفت تلك الجملة بهدوء، ابتسم هيلديون وأومأ برأسه.
لكن، في تلك اللحظة.
دينغ-!
رنّ في أذني صوت الإشعار المألوف جدًا. فتبادلنا أنا وديون النظرات.
“لقد اقترب الوقت على ما يبدو.”
“أجل…..سأذهب لأبدّل ملابسي.”
دار بيننا حديثٌ صامت بذلك المعنى في لحظة خاطفة.
على كل حال.
‘لماذا لا تظهر نافذة النظام هذه المرة؟’
عادةً ما كانت تظهر مصحوبةً بالصوت، لكنها هذه المرة صامتة.
ما الأمر؟ هل لهذا علاقة بتدهور حالة جيلي أيضًا؟
لأن نافذة النظام أيضًا قد صُنعت بقوة لوكيرا، فربما يكون هذا نوعًا من الخطأ…..
لكن.
“…..هاه؟”
في اللحظة التالية، توقفت كل أفكاري عندما رأيت نافذة النظام تطفو في الهواء.
ويبدو أن هيلديون شعر بالأمر نفسه.
“ما هذا..…؟”
<?? ظهور.>
ظهرت كلماتٌ حمراء براقة وكأنها تحذر من شيء ما، ثم اختفت فجأة.
“ميااا.”
و تبعها صوت بكاء جيلي الرفيع والممتد.
وفي تلك اللحظة، سُمِع مجددًا صوت الطرق على الباب.
“سيدتي، هناك اتصال.”
وكان الزائر هذه المرة هو فابيان.
***
أنا وهيلديون، وفابيان، وهاميل كذلك. نحن الأربعة اجتمعنا في الغرفة وبدأنا مناقشة الأمر عن كثب.
“هذه هي تفاصيل الاتصال؟”
“نعم، لقد وصلت للتو.”
ما قدّمه فابيان كان ملخصًا للرسالة التي وردتهم عبر أداة الاتصال.
أن جماعة تبدو وكأنها طائفةٌ دينية متطرفة قد تم رصدها في إحدى الأراضي القريبة من إيستان، وأن أحد الغرباء الذين دخلوا إيستان قد اختفى.
“تقول أن هناك حالة اختفاء في إيستان..…”
وفي إيستان بالذات.
مرت أمام عينيّ نافذة الحالة التي كانت تومض قبل قليل.
<?? ظهور>
هل يمكن أن يكون لهذا الاختفاء علاقة بذلك الـ(??)؟
“متى تقريبًا وقعت حادثة الاختفاء؟”
“آخر مرة شوهد فيها كانت صباح الأمس. وقد بدأنا فورًا في تحقيقات حول الشخص المفقود من طرف نقابتنا.”
حادثة اختفاء حدثت بالأمس فقط، ومع ذلك أجروا تحقيقًا بالفعل. يبدو أن النقابة المتميزة مختلفةٌ فعلًا.
فأومأت برأسي بإعجاب صامت.
“نتائج التحقيق تشير إلى أن الرجل كان صائدًا غير شرعي. وبحسب شهادة من شربوا معه في الليلة السابقة، فقد أبدى اهتمامًا بـ‘غابة الشمال’ في إيستان.”
عندما ذُكرت “غابة الشمال في إيستان”، ارتسم على وجوهنا جميعًا تعبير متشابه.
“يبدو أن هناك علاقةٌ واضحة بالفعل.”
“نعم، يبدو كذلك.”
“هاه…..”
خرج مني تنهدٌ لا إرادي.
“ما كل هذا؟ ما الذي يحدث بحق؟”
منذ اللحظة التي بدأ فيها هيلديون يعود عشوائيًا إلى عمر أصغر، لم أعتبر هذه المشكلة بسيطة أبدًا…..لكن بدأ يراودني قلقٌ بأن ما يحدث قد يكون أخطر بكثير مما كنت أظن.
‘لم يمض وقتٌ طويل على حل مسألة أهوبيف، وها نحن نواجه مشكلةً جديدة.’
وبينما كنت أتنهد مجددًا، خرج صوتٌ من أحدهم.
“أوه؟ يبدو أن هناك إشارةً جديدة.”
قال هاميل ذلك مشيرًا إلى سوار فابيان.
ذلك السوار كان متصلاً بأداة الاتصال، وقد صُمم ليُظهر أي اتصال وارد في أي مكان، وكان من صنع هاميل أيضًا.
“سأذهب إلى غرفتي للحظة.”
“حسنًا، اذهب.”
نهض فابيان على عجل وتوجه إلى غرفته. وانتظرناه نحن الباقون بشعور بات أكثر توترًا.
أما هاميل، فقد كانت تعبّر عن قلقه بخدش فراء جيلي بقوة.
“…..سيدتي.”
ثم عاد فابيان بعد مرور عشر دقائق تقريبًا.
“لماذا؟ ما الأخبار هذه المرة؟”
“يقولون أنهم عثروا على جثة صائد الحيوانات المفقود.”
“…..ماذا؟”
ميت..…؟
لم تكن نتيجةً غير متوقعة تمامًا، لكنها لم تكن نتيجةً يسر سماعها أيضًا.
“وما سبب الوفاة؟”
“يبدو أنه قُتل على يد وحش.”
“وحش..…؟”
إذًا، هل كانت مجرد حادثة عشوائية ناتجة عن سلسلة من الصدف؟
ىحادثٌ بسيط، لكنه وقع في إيستان بالتحديد…..هل خدعنا أنفسنا وظننا أن له علاقة بحالة لوكيرا؟’
لكن، لا يمكن أن يكون الأمر بهذه البساطة.
“لكن، بناءً على حجم الجروح وحالة المكان المحيط….يبدو أن الفاعل لم يكن وحشًا عاديًا.”
“ليس وحشًا عاديًا؟ ماذا تقصد بذلك؟”
“لا يمكنهم تأكيد شيء بعد، لكن وفقًا للخبراء، فالحجم والخطورة يتعديان بكثير أي وحش بري مألوف.”
الحجم، والخطر.
“يا إلهي..…”
بعد كلام فابيان، خيّم الصمت الثقيل على الأجواء.
كيانٌ مجهول لا يمكن تحديد طبيعته بسهولة قد ظهر. ويمكنني الجزم أن هذا “الشيء” مرتبطٌ بالتأكيد بحالة لوكيرا الغريبة.
هذا هو الشيء الوحيد المؤكد.
***
وفي حين كانت الأجواء في جانب من الغرفة مشحونة بالقلق والجدية…..
“أنا أشعر بالملل!”
“…..هممم، وأنا أيضاً.”
راينا وليون، الطفلان الصغيران، كانا يتمددان على السرير ويركلان بأرجلهما من الملل.
كان شعور الملل يغمرهما لدرجة لا تُحتمل.
“تشيه، المربية نائمة مرةً أخرى..…”
“شش! لا توقظيها!”
عندما وضع ليون إصبعه على فمه وأطلق صوت “ششش”، أدارت راينا عينيها ونظرت بلمح البصر نحو المربية النائمة.
كانت تجلس على الأريكة وتحيك بالصنارة، لكنها غفت تمامًا وهي ما تزال تمسك بخيوط الغزل والإبرة بصعوبة.
حدّقت راينا بصمت في وجه المربية العجوز، ثم تمتمت بشفاه متدلّية،
“…..مملٌ جدًا. هيل والأخوة الكبار لا يخرجون من غرفهم أبدًا.”
ما شأن هذه الأمطار ليمنعهم من الخروج واللعب؟
راينا، في ذروة حيويتها، لم تستطع فهم ذلك أبدًا.
خلال الأيام الماضية، اعتادت أن تلعب معها رويلا ورفاقها كل يوم، لذا كان بقاؤها في الغرفة دون فعل أي شيء أمرًا لا يُطاق.
“ما رأيكَ أن نقوم برحلةٍ استكشافية في السفينة؟”
“…..رحلة استكشافية؟”
“نعم! نتجول معًا في كل مكان ونستطلع!”
“لكن…..أختي إلينا قالت ألا نتحرك من دون مرافق.”
“صحيح…..لكنها هي من قالت اليوم أنها مشغولةٌ و لن تلعب معنا.…..و لا يهم. هناك موظفين كبارٌ في الخارج، و هذا يعني بأنه لا توجد مشكلة!”
“لكن..…”
“ألا تريدُ الذهاب؟”
راينا كانت تبدو وكأنها على وشك أن تركض وحدها إن لم يوافق ليون، فبدأ يضرب الأرض برجليه بتوتر.
ثم أخيرًا،
“أنا…..أنا سأذهب أيضاً..…! خذيني معكِ، أختي!”
“هيهي، تعال بسرعة، ليون!”
أمسك الطفلان بأيدي بعضهما بإحكام وخرجا من الغرفة.
وبالفعل، ربما لأن الجو كان غائمًا، لم يكن هناك أحدٌ على سطح السفينة.
أخذ الطفلان يراقبان الخارج من خلال النوافذ بنظرات فضولية، ثم ركضا معًا نحو منطقة المطاعم. و تسللا بهدوء يراقبان الأشخاص الذين كانوا يتناولون طعامهم في وقت متأخر، ثم أخذا قطعتين من الحلوى من على الطاولة وتقاسماها.
وعندما حاولا التسلل لإلقاء نظرة على المطبخ، حيث كان الطهاة منشغلين بالدخول والخروج، تلقيا رفضًا مهذبًا مضمونه: “هذا المكان خطر، يُمنع الدخول.”
“هااه، لقد تعبت.”
“…..لقد تعبت أنا أيضاً.”
وبعد جولةٍ طويلة في أرجاء السفينة، جلس الطفلان في أحد الممرات الخالية من الناس.
“الجلوس هنا يعطيني إحساسًا أننا مغامرون حقيقيون، صحيح؟”
“أوه…..مرتزقةٌ مغامرين..…!”
“أوووه! بالضبط! مرتزقةٌ مغامرين!”
كان أحد كتب القصص المفضلة لديهم في المنزل يحكي عن مرتزق ينطلق في مغامرات، وكانت هناك فقرة يبيت فيها في سفينة.
والآن شعرا وكأنهما يعيشان تلك اللحظة.
“ما رأيكَ أن نزحف على الأرض؟!”
“مثل المرتزقة؟”
“نعم!”
في القصة، كان المرتزق يزحف منخفضًا على الأرض حتى لا يراه البحارة. فارتمى الطفلان أرضًا وبدآ بالزحف ببطء كأنهما في مهمة سرية.
“المرتزق ليون، اتبعني بحذر!”
“حاضر، يا زعيمة!”
وفورًا تحددت الأدوار. فراحا يضحكان بهدوء ويزحفان بكل حماس.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 188"