ظننت أن هناك خبرًا عظيمًا أو شيئًا من هذا القبيل. حتى هيلديون هو الآخر حدّق في فابيان بنظرةٍ مذهولة.
لا، بل قبل ذلك.
“ألم تكن تكره الحفلات أساسًا؟”
“أنا إنسانٌ يقدّر الفعالية مقابل التكلفة، أليس كذلك؟ بما أنني جئت مجبرًا وركبت السفينة، فلا بأس بأن أستمتع قدر الإمكان.”
…..حقًا، هذا مقنعٌ بطريقة غريبة.
أنا أيضًا أُعد من الأشخاص الذين يليق بهم وصف الإنسان ذو الكفاءة العالية.
صرت أكثر استرخاءً الآن، لكن مع ذلك لا يمكنني إنكار الغريزة المتبقية في جسدي.
…..حفلة على السفينة مع ألعاب نارية؟
بما أنني ركبت السفينة بالفعل، لا بأس بأن أستمتع قليلًا.
***
المنطقة الشرقية كانت متصلةً بالبحر الأزرق الممتد تحت السماء الصافية. وعند الدخول قليلًا من الساحل إلى الداخل، تظهر أراضٍ صغيرة تُعرف باسم إستان.
إستان كانت مكانًا صغيرًا لكنه مسالم. وفي هذه المدينة الصغيرة التي تبدو عاديةً للوهلة الأولى، كان هناك سرٌ واحد.
في الغابة الشمالية من إستان، الممنوع الدخول إليها، دُفن أحد أختام لوكيرا. وهو سرٌ لا يعرفه سوى الإمبراطور، وولي العهد الذي سيرث العرش، و الكونت إستان.
لكن، لا يمكن للسر أن يبقى سرًا إلى الأبد.
“هذا هو المكان بالضبط.”
“أوه، هذا هو..…!”
داخل الغابة المحرّمة، كان الجمع يحيط بشجرةٍ شامخة بشكل لافت، وقد تعالت أصوات إعجابهم.
و جميعهم بلا استثناء كانوا يخفون وجوههم تحت عباءات سوداء قاتمة.
“يبدو أن هالةً مقدسة للغاية تنبعث من هذا المكان.”
“وهذا طبيعي، ففي هذا المكان..…”
مدفونٌ فيه قوة كيانٍ خالد.
كان هناك صوتٌ خافت تردد صداه في أرجاء الغابة الهادئة.
بلع-
و ترددت أصوات بلع الريق الجاف من هنا وهناك.
تحت العباءات، كانت الأعين المتلألئة بالطمع تمسح الشجرة بنظراتها.
وأخيرًا.
“هيا، لنستعد.”
للاستعانة بقوةٍ خالدة.
عقب همساتٍ تشبه التعاويذ، أخرج كل منهم شيئًا وأمسكه بيده.
وكان ما أمسكوه هو فأسٌ يدوي صغير.
***
دق، دق، دق.
كانت نبضات القلب العنيفة تنتشر في أرجاء الجسد.
في الصدر، والعنق، والمعصم، والكاحلين، كأن زلزالًا يهز أماكن مرور الشرايين.
أآه…..أُهغ.
“هاه!”
استفاق هيلديون في اللحظة التالية، وهو يتقلب بتعب وكأن شيئًا يؤلمه، مطلقًا أنينًا خافتًا.
“…….”
ثم نهض من فراشه دفعةً واحدة، وألقى نظرةً ضبابية على يده.
“كما هي.”
لحسن الحظ، لم يتحول إلى طفل أثناء نومه، فقد كانت يده ما تزال يد شخص بالغ.
…..هاه.
تنهد بخفة، ثم مرر يده برفق بين خصلات شعره.
‘أشعر وكأنني رأيت كابوسًا.’
لكنه لم يتذكر ما كان الحلم، بل لم يكن متأكدًا من أنه حلمٌ أصلًا. فكل ما كان يشعر به هو انقباضٌ كريه يتصاعد ببطء من الأعماق، يملأ فمه بطعمه.
‘من المستحيل أن أعود للنوم مجددًا.’
ربما لأنه استيقظ بسبب هذا الشعور المزعج، فلم يعد النوم قريبًا منه. و بدلًا من محاولة العودة للنوم، اكتفى بإدارة رأسه لينظر إلى جانبه.
وعلى السرير القريب، كانت رويلا تغطّ في نومٍ هادئ. ففي هذه الرحلة البحرية، كان الاثنان يتشاركان الغرفة.
“ثلاث غرفٍ فقط؟”
بسبب استعجالهم في شراء تذاكر الرحلة، حصلوا على التذاكر لكن لم تكن هناك غرفٌ كافية.
ففكروا في بعض الطرق لتقاسم الغرف فيما بينهم–
“هاه؟ أن أكون أنا و ولي العهد في غرفةٍ واحدة؟ أشعر وكأنني أؤدي عملًا خارج أوقات الدوام!”
“أو، ما رأيكِ أن أشارككِ الغرفة، سيدتي؟ أنا بخير جدًا مع ذلك فنحن الفتيات..…”
رُفض كلا الاقتراحين في النهاية. ولم يبقَ سوى خيار واحد، وهو أن يشترك هو و رويلا في غرفةٍ واحدة.
و القلق من أن يناما في غرفةٍ واحدة رغم أنهما لم يتزوجا بعد، تبدد تمامًا بفضل الموظفة التي أرشدتهما إلى الغرفة.
“أوه، هل أنتما أمٌ وابنها؟ لكنكِ تبدين شابةً جدًا بالنسبة لأن تكوني أمًا.”
“نحن لسنا أمًا وابنًا..…”
“إذًا، هل هو ابن أختكِ؟”
“لا، هذا أيضًا ليس صحيحًا..…”
إذًا ما العلاقة؟
مع نظرات الموظفة التي بدأت تتغير تدريجيًا وكأنها تنظر إلى خاطفة وطفل، سارعت رويلا بالرد.
“هـ، هذا ابن الشخص الذي سأتزوجه.”
“آه، آه! فهمت الآن!”
ولحسن الحظ، الموظفة الذكية لم تحاول معرفة تفاصيل هذا الزواج المعقد، بل اكتفت بإرشادهما إلى الغرفة وغادرت.
“رويلا.”
“نعم..…”
“…..لا يجوز لكِ الزواج بأبي.”
“بالطبع لا!”
وهكذا، وبعد المرور بكل هذه التعقيدات، كان الاثنان يتشاركان الغرفة. و رغم أن فكرة مشاركة الغرفة قبل الزواج بدت غير مريحة، إلا أن الحظ حالفهما وكانت الغرفة تحتوي على سريرين.
رغم أنه، في الحقيقة، حتى لو كان السرير واحدًا فقط فسيكون على مايرام…..
“همم.”
عندما خطرت له دون قصد أفكارٌ غير نقية، قام هيلديون بتنقية حلقه بخفة. و في تلك اللحظة بالضبط.
فجأة.
“……!”
فتحت رويلا، التي كانت تغطّ في نومٍ هادئ، عينيها فجأة.
“أوه..…”
حاول هيلديون أن يغطي فمه بصمت، لكن رويلا نظرت إليه فورًا.
“أنا فقط…..استيقظت لأن نومي كان خفيفًا. آسف، لم أقصد أن أوقظكِ.”
“همم؟ لا، ليس بسببكَ. استيقظت لأنني رأيت كابوسًا.”
عند سماعه كلمة “كابوس”، تصلّب جسد هيلديون.
هل يعقل أنها رأت حلمًا مشابهًا لحلمه؟ تلك الأحلام التي لا يتذكرها المرء، لكن يبقى فيها شعورٌ مزعج يلتصق به بثقل؟
“…..رأيت حلمًا بأنني كنت أتزوج ديون الصغير، ثم قبضوا عليّ.”
“آه.”
إذًا لا.
‘كح كح. حسنًا، من جهةٍ ما، هذا مطمئن…..’
“يجب أن ننهي كل شيء ونعود قبل أسبوعين من موعد زفافنا. اتفقنا؟”
“بالطبع.”
“بالمناسبة، يبدو أنكَ تحتفظ بهيئتكَ البالغة حتى في الفجر.”
“يبدو أن الأمر كذلك، حتى الآن على الأقل.”
استمر تحوّله إلى هيئة البالغ ليلًا، لكنه لم يكن يراجع حالته عند الفجر كل يوم.
وفوق ذلك، لا أحد يستطيع أن يضمن إلى متى ستستمر هذه الحالة.
“إذًا…..”
تحدثت رويلا بصوتٍ كأنها تحدث نفسها، بينما كانت تحدق في هيلديون بنظرةٍ معقدة.
“حفلة السفينة ستُقام في المساء…..هل ستكون بالغًا في ذلك الوقت أيضًا؟”
“تقصدين يوم الحفلة؟”
“نعم. الألعاب النارية تُقام ليلًا، لذا أظن أن احتمال أن تكون بالغًا وقتها يصل إلى 90%. أما وقت الحفلة نفسه، فالتوقيت محيّرٌ قليلًا.”
تخيل هيلديون الحفلة التي ستُقام على ظهر السفينة. فعادةً ما تبدأ حفلات الرقص في أوائل المساء.
“أوائل المساء، إذًا..…”
في الواقع، في أوائل المساء البارحة، كان طفلًا. وكان يتذكر جيدًا الإهانة حين وُضع أمامه طبق طعام مخصصٍ للأطفال.
“أتمنى أن تكون بالغًا في ذلك الوقت، ديون.”
“وأنا أيضًا. حتى أستطيع صدّ كل من يطمع برويلا.”
“هاها، ما هذا الكلام؟”
ضحكت ضحكةً خفيفة كنسيمٍ منعش، و ترددت في أذنيه بدغدغةٍ دافئة.
“أنا فقط…..أردت أن أرقص مع ديون البالغ لا أكثر.”
“…..آه.”
“أوه، حتى في الفجر، يمكن رؤية احمرار وجهكَ، أليس كذلك؟”
عند كلمات رويلا المرحة، عضّ هيلديون شفته برفق ثم أطلقها.
بصراحة، نعم شعر بالخجل. فهو، على عكسها، كان يحترق بغيرة قذرة، بينما رويلا كانت تركز فقط على العلاقة بينهما، بكل نقاء.
“في ذلك اليوم، سأبذل جهدي لأبقى في هيئة البالغ…..لأنني أيضًا أرغب في الرقص معكِ.”
“وهل هذا أمرٌ يمكن تحقيقه بالجهد؟”
“…..سأحاول.”
ضحكت رويلا مجددًا وهي تنظر إلى هيلديون الذي عقد العزم. ثم انخرطا بعدها في حديثٍ هادئ وخافت.
تحدثا عن مدى تناسق لون الشعر والعينين اللذين قاما بتغييره لأجل التنكر أثناء وجودهما في الرحلة البحرية، وتحدثا أيضًا عن مدى لذّة وجبة الأطفال على غير المتوقع، وغير ذلك من الأحاديث.
ثم راوده شعور بأنه يجب أن يدع رويلا تنام أكثر، لكن اللحظات التي كانا يتهامسان فيها بصوت منخفض كانت ممتعةً للغاية، فلم يستطع التوقف.
قليلًا فقط. قليلًا بعد.
وبينما كانا يسرقان الوقت بهذا الجشع الجميل–
“آه، الشمس تشرق.”
وكان كما قالت رويلا. فقد بدأت خيوط الضوء تتسلل من خلف النافذة، معلنةً شروق الشمس.
و في وقتٍ ما، اختفى ذلك الشعور المزعج والغريب الذي كان يلازمه حين كان مستيقظًا بمفرده.
“رويلا.”
“نعم؟”
“أنا…..ممتنٌ لكونكِ بجانبي.”
عند كلماته التي نطق بها بكل عناية وصدق، رمشت رويلا مرتين بهدوء.
ثم، ومع ابتسامة ظهرت ببطء على شفتيها مرسومة بانحناءة رقيقة، بادلها هيلديون ابتسامة مماثلة…..ليستقبلا معًا هذا الصباح المنعش.
__________________
يجنوووون انفدا ذا الرخص البريء🤏🏻
المهم ذا المتلثمين عند لوكيرا حسبتهم هم بس شكلهم ملاقيف جدد🤡
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات