كيييروك كيييروك-
كان هناك نورسٌ يحلق فوق رؤوسنا مطلقًا صرخاتٍ صاخبة. و أمام عيني، كان البحر الشاسع يمتد بلا نهاية.
و أمواجٌ تتحطم وسماء زرقاء صافية.
“بصراحة، فكرت في هذا. قبل الزواج، رغبت أن أذهب معكِ إلى مكانٍ ما.”
همس هيلديون، الذي كان يتألق بجماله المعتاد تحت أشعة الشمس الساطعة، بنبرة مرة. فنظرت إليه بطرف عيني ثم أومأت برأسي.
“نعم، وأنا كذلك.”
بدأنا علاقتنا رسميًا، وتلقينا الإذن بالزواج. و لم يتبقَ سوى شهر ونصف على زواجنا، ومع ذلك لم نذهب في رحلة حقيقية معًا.
فأنا، كقديسة، وهو، كولي عهد، كنا مشغولين جدًا. وحين نتزوج، علينا الاستعداد بجدية لوراثة العرش، فثمة أمورٌ كثيرة يجب تجهيزها مسبقًا.
‘لذلك كنت أعتقد أن مجرد الذهاب في شهر عسل سيكون إنجازًا بحد ذاته.’
لم أكن لأتخيل أبدًا أننا سنذهب في رحلة بهذه الطريقة.
هل يجدر بي أن أفرح بهذا؟ أم أن أحزن؟
في تلك اللحظة، صدر صوت “دينغ” وظهر أمام عيني نافذة نظام.
<※تحذير من حالة تقلص!※
بعد 30 ثانية، ستبدأ حالة التقلص لهيلديون كايروس.
30
29
.
.
.
25>
“هاه.…”
بينما كنت أتنهّد وأنا أنظر إلى الأرقام التي تتناقص تدريجيًا.
“هااه.”
تنهد هيلديون الذي يقف بجانبي أيضًا بعمق. و كان نظره موجّهًا هو الآخر إلى نافذة النظام الظاهرة أمامي.
هذا كان تأثير خاصية <العضوية> التي تم قبولها تلقائيًا منذ وقتٍ قريب. و بسببها، أصبح هيلديون قادرًا على رؤية بعض الإشعارات التي لم أكن أراها إلا أنا فقط.
في البداية بدا عليه الارتباك وعدم الفهم، لكن بعد أن شرحت له الأمر بشكل مختصر، تقبله وتكيف معه بسرعة.
“يجب أن أدخل الغرفة الآن. ستكون كارثةً إن رآني أحد وأنا أتحول إلى طفل.”
“لقد وضعت الملابس على السرير. هل أساعدك في تبديلها..…؟”
“لا بأس، لست بحاجة إلى مساعدتكِ.”
أجاب بسرعة وقد ارتبك بشدة، ثم أسرع بخطاه نحو المقصورة ودخلها.
قبل ذلك رأيت أذنه وقد احمرت بلون أحمر قانٍ كالدم.
‘همف، لطيفٌ فعلًا.’
أمسكت أطراف شفتي التي تحركت لا إراديًا وابتسمت رغمًا عني، ثم أسندت جسدي إلى حاجز السفينة.
“أشعر بالسعادة وكأننا في رحلة فعلًا..…”
كنت أتمنى لو أنها رحلةٌ عادية نستمتع فيها ونضحك من قلوبنا.
لكن الحقيقة…..هدف هذه الرحلة هو “إتمام المهمة”.
رحلة لعلاج الخطأ لدى جيلي، وأيضًا لعلاج حالة التقلص لدى هيلديون.
ولم تكن حتى رحلةً تجمعني أنا وهيلديون فقط.
“أوه، سيدتي! كنتِ هنا إذًا!”
“أوووب. انتظري لحظة، هاميل. أنتِ…..أوووب.”
نظرت سريعًا إلى الشخصين اللذين يقتربان بضجيج وفوضى، ثم حولت نظري مجددًا نحو البحر.
كنتُ في رحلةٍ مع خطيبي الذي قد يتحول إلى طفل في أي لحظة، ومعي موظفاي المتدليان كالأوزان…..
“آه، وهناك قطةٌ غبية واحدة مضافة أيضًا.”
هاها. يا لقدر حياتي.
***
“تُرى، هل الأولاد بخير؟”
“بالتأكيد هم بخير. لم يمضِ على مغادرتهم سوى ثلاثة أيام، فلا داعي للقلق، أليس كذلك؟”
أجابت نيكيتا بحيوية على تساؤل الإمبراطور القلق.
“بالمناسبة، أليس الأمر مذهلًا؟ أن يتحول شاب بالغ بهذا الشكل فجأةً إلى طفل!”
“بالفعل. إنه أمرٌ خطير حقًا..…”
“لكنه في كااااامل اللطافة، أليس كذلك؟ انه ابننا!”
“…..؟”
سواءً أصيب الإمبراطور بالارتباك أم لا، بقيت عينا نيكيتا تلمع وهي تتذكر شكل هيلديون عندما أصبح طفلًا.
قبل حوالي عشرة أيام. جاء كلٌ من هيلديون ورويلا بوجهين مملوءين بالقلق الشديد.
وكانت رويلا هي من بدأت الحديث أولًا.
“لقد رأيتُ حلماً بعد طول غياب، لكنه كان…..مزعجًا بعض الشيء، لذلك جئنا على عجل.”
“حلمٌ مزعج؟”
ابتلعت رويلا ريقها الجاف بصعوبة وبدأت بالكلام ردًا على تفاعل الإمبراطور.
“من المؤكد أنكم تعرفون القصة التي تقول أن السيدة لوكيرا قسمت جسدها وروحها، وختمتهم في جهات الإمبراطورية الأربع لردع أهوبيف، أليس كذلك؟”
“بالطبع، من لا يعرفها في الامبراطورية. لكن، لماذا تذكّريننا بذلك فجأة، يا عروستنا الجديدة؟”
“يبدو أن هناك…..خطأ في ذلك الختم.”
“خطأٌ في الختم؟”
أومأت برأسها بجدية، ثم أظهرت من بين ذراعيها جيلي التي كانت تحملها.
القطة الذابل التي كانت في حالةٍ سيئة، كانت معروفةً جيدًا أيضًا لدى الإمبراطور وزوجته.
تجسيد لوكيرا.
“بعد أن تدهورت حالة القطة فجأة، رأيتُ حلماً بأن هناك خطأً في ختم لوكيرا. وقبل أن نأتي إلى هنا، مررنا أيضًا على كبير الكهنة…..لكنه قال أنه لا يملك أي حل حاليًا. وفوق ذلك..…”
“وفوق ذلك؟”
سأل الإمبراطور والإمبراطورة بوجوه متوترة، فقد بدأت الأخبار المزعجة تتوالى.
وكأن الوضع المعقّد أساسًا لا يكفي، يبدو أن هناك مشكلةً إضافية.
“وفوق ذلك، الأمر هو..…”
ترددت رويلا في إكمال حديثها، فبلغ توتر الإمبراطور وزوجته أقصى حدوده. و كادا يهتزان من فرط الرغبة في هز كتفي رويلا قائلين: “قوليها بسرعة!”
لاحظت رويلا مشاعرهما وكأنها تتفهمها، ثم أومأت برأسها ببطءٍ وبدأت تتكلم بحذر.
“ظهرت مشكلة أخرى…..وهي..…”
‘و هي؟!’
“…..سيُكشف عنه بعد 30 ثانية!”
‘…..بعد 30 ثانية؟’
نظر الإمبراطور والإمبراطورة إلى هيلديون بقلقٍ وارتباك، لكنه هو الآخر اكتفى بهز رأسه بجدية دون أن ينبس بكلمة.
ما الأمر؟ ما الذي يحدث هنا؟
في النهاية، انتظر الأربعة بصمتٍ مرور الثلاثين ثانية.
لكن، هل كانت الثلاثون ثانية دائمًا بهذا الطول؟
تيك… تاك…
في السكون التام، بدا صوت عقرب الثواني أعلى من المعتاد، وعندما مرت الثلاثون ثانية أخيرًا—
فلاش! باه!
مع ومضة من الضوء الأبيض—
“ديـ، ديون..…؟”
تحوّل هيلديون إلى طفلٍ صغير.
بعد ذلك، بدآ رويلا وهيلديون بشرح ما حدث لهما.
بسبب التأثير القوي للوكيرا عليه، حدث هذا التحول، ولحل هذه المشكلة، يجب أولًا حل مشكلة لوكيرا نفسها.
“همم، إذًا…..يتحول فجأةً إلى طفل بهذا الشكل؟”
“نعم، لكن قبل أن يتحول، أستطيع معرفة ذلك مسبقاً.”
“و في الليل أكون رااشداً.”
لكن رغم نبرة الحديث الرسمية، الا أن صوته وطريقة نطقه التي لم تكن رسميةً على الإطلاق جعلت شفتي نيكيتا والإمبراطور ترتجفان قمعًا للضحك.
كان من الواضح أن ابنه في خطر، لكن رؤية ابنه وقد أصبح طفلًا صغيرًا بهذا الشكل اللطيف كانت لا تُقاوم.
“أهمهم، أهمهم.”
ظل الإمبراطور يسعل متعمدًا مرارًا محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه.
“لكن هذا غريبٌ فعلًا. ألم يُمحَ أهوبيف كليًا بالفعل؟”
أليس سبب ختم القوى الأربع في الأصل كان للتصدي لأهوبيف؟
والآن بعد أن تم القضاء عليه، فهل لحدوث الخطأ في الأختام أي أهميةٌ تُذكر؟
لكن—
“لأن قوى جيلـ…..أقصد، السيدة لوكيرا، لم تعد بعد بالكامل.”
“قواها؟”
“لوكيرا هي كيانٌ خالد، أليس كذلك؟ لكنها لم تستعد كامل قواها بعد، لذا كانت تستخدم الأختام الأربعة كنقاط ارتكاز لاستعادة طاقتها وحماية الإمبراطورية في الوقت نفسه..…”
لكن يبدو أن خطأً حدث في إحدى تلك النقاط.
وكان أكثر ما تقدّسه لوكيرا دائمًا هو “التوازن”. فقط حين تتوازن جميع الأمور في انسجام تام، يمكن للسلام أن يستمر.
لذا، إذا اختل التوازن، فمن الطبيعي أن تحدث مشكلات. فجسد لوكيرا قد تأثر، وهيلديون قد أصبح طفلًا فجأة.
بل وقد تتعرض الإمبراطورية نفسها لكارثة لا تُتوقّع.
“علينا أن نجد حلًا بأسرع وقتٍ ممكن. في الوقت الحالي، فلنبقِ الأمر سرًا تامًا وسأُرسل من يبحث عن حل بشكل سري.”
بعد ذلك، أمر الإمبراطور نخبةً من رجاله الموثوقين بالتحقيق في كل ما يتعلق بـ”أختام لوكيرا”. ومر أسبوعٌ على ذلك.
ولحسن الحظ، وصلت نتائج تحقيق ذات أهمية. فقد بدأت تظهر ظواهر غريبة مؤخرًا في المنطقة الشرقية من الإمبراطورية.
كانت التقارير تفيد بأن الأرض بدأت تجف فجأةً دون سبب واضح، والنباتات تموت في بعض المناطق.
وبعد سماع هذه الأخبار، قررا رويلا وهيلديون التوجه فورًا إلى الشرق، إلى منطقة “إيستان” حيث ظهرت هذه الظواهر.
رغم وجود ترددٍ في اصطحاب هيلديون، الذي يتحول فجأة إلى طفل من حين لآخر…..
“وفقًا للحلم، يجب أن نذهب نحن الاثنان معًا.”
وما دام هذا هو كلام لوكيرا، فما من مجالٍ للاعتراض.
وهكذا، انطلقا رويلا وهيلديون معًا نحو إيستان.
“لكن لا يزال الأمر يثير قلقي…..ربما علينا إرسال عددٍ إضافي من نخبة الحرس الملكي معهم..…”
__________________
الامبراطور طلع حنون؟ طيب ودي افهم ليه كام مخلين هيلديون بعقدته يومه صغير
احس هيلديون ربى نفسه بنفسه
المهم مابيهم يطولون بذا السالفه ابي عرس وبزران ودموع
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 180"