لقد صغُر هيلديون وظهرت نافذة النظام من جديد.
يبدو أن الأمور ستصبح ممتعة…..هذا هراء.
أسرعت باصطحاب هيلديون الصغير إلى الغرفة واختبأت معه.
‘أن يصبح ولي عهد الإمبراطورية صغيرًا في السن…..’
لو علم أحدهم بذلك، ستكون كارثةً حقيقية.
أجلست هيلديون على الأريكة، وأحكمت إغلاق الباب جيدًا. ومن باب الاحتياط، أسدلت الستائر بإحكام، حينها فقط استطعت أن أتنفس الصعداء.
“هل أنتِ بخير، رويلا؟ يبدو أنكِ تفاجأتِ كثيراً.”
“…..نعم. تفاجأت كثيرًا فعلًا، لكنني بخير الآن.”
في تلك الأثناء، كانت نافذة النظام التي كانت تطفو أمام عيني قد اختارت خيار <نعم!> من تلقاء نفسها وقبلت المهمة.
هاه. هذا النظام اللعين…..
حدقت بعينين غاضبتين نحو السلة التي وُضعت فيها جيلي.
جيلي التي بدا أنها تحسنت قليلًا عن السابق، كانت تضع طرفها على حافة السلة وتنظر إلي بنظراتٍ جانبية.
“مـيانغ، مياو.”
من صوت تمتمتها شعرت وكأنها تريد الدفاع عن نفسها بشيءٍ ما. لكنها قطة، ومهما يكن فلن أفهم ما تقول.
آه، يا لحظي التعيس.
“…..حسنًا. لنبدأ بتنظيم الأمور أولًا.”
“حسناً. دعينا نفعل ذلك.”
تمتمتُ فجأة. فارتجف كتفي لا إراديًا عند رد هيلديون.
يا لها من جدية لا تليق أبدًا مع نطقه المتلعثم…..
“لطيف.”
“نعم؟ ماذا قلتي الآن، رويلا؟”
عندما تمتمتُ صادقةً بدون وعي، مال هيلديون الصغير برأسه متسائلًا.
يا إلهي، هذا أيضًا لطيف.
حين رمش بعينيه الكبيرتين ومال برأسه بتلك الطريقة، شعرت برغبةٍ عارمة في أن أضمه بقوة وأدلّله بلا حدود.
لكن…..
“احم. لا، لا شيء أبدًا.”
تماسكتُ بصعوبة. رغم أنني أردت فورًا أن أمد يدي وأشدّ ذلك الخدّ الطريّ كالزلابية، لكن حتى ديون له كرامته.
وفوق كل شيء، التفكير بهذه الطريقة مع ديون الذي ربما ما زال مصدومًا من تحوّله إلى جسدٍ صغير مع بقاء عقله كما هو…..
“رويلا؟”
“نعم..…؟ لماذا تناديني..…آه!”
يا إلهي. عندما أفقت من شرودي على نداء هيلديون، وجدت نفسي أداعب خدّه دون وعي. ففزعت وسحبت يدي بسرعة.
“آسفة. حتى هيلديون البالغ كان لطيفًا، لكن بعدما أصبحت طفلًا زادت لطافتكَ مئة ضعف، فلم أتمالك نفسي..…”
“مئة ضعف..…؟”
بدا صوت هيلديون وكأنه مصدوم وهو يتمتم بكلمات. لكن لم يدم ذلك طويلًا.
فبعد أن بدا وكأنه غارقٌ في التفكير، رمش بعينيه الكبيرتين وتحدّث،
“رويلا تحب الأشياء اللطيفة، صحيح؟ إذًا، الوضع الحالي ليس سيئًا جدًا.”
أوه، هل هذا صحيح..…؟ لا، ليس كذلك!
“لا، هذا وضعٌ سيئ جدًا.”
بالطبع، ديون أيضًا لا بد أنه يدرك أن هذا وضع خطير للغاية. لكنه أراد فقط أن يطمئنني قليلًا، فقالها وكأنها مزحة،
“ليس وضعًا سيئًا جدًا.”
لكن، حتى كمجاملة، لم أستطع أن أوافقه الرأي.
“ديون، زواجنا بقي عليه شهرٌ ونصف فقط، أليس كذلك؟ إن لم تُحل هذه المشكلة قبل ذلك..…”
سأصبح مجرمة، ديون. بل مجرمةً خطيرة للغاية.
بمجرد أن أدخل قاعة الزفاف ومعي طفل، ستُصفد يداي بالأصفاد الفضية فورًا.
“ه، هذا غير ممكن..…”
ما إن فهم ديون مقصدي حتى بدأ وجهه يشحب تدريجيًا.
…..آه، ومع ذلك، ما زال لطيفًا جدًا.
***
“جيلي، إن كنتِ قادرةً على التحمل، فماوي مرةً واحدة فقط. وإن شعرتِ أننا بحاجة للذهاب فورًا إلى المعبد، فماوي مرتين.”
“مياو.”
“حسنًا، إذًا لنذهب إلى المعبد غدًا.”
قررنا أولًا التأكد من حالة جيلي، تحسبًا لأي طارئ. ثم جلست أنا وهيلديون نناقش هذه المشكلة سويًا، نلصق رأسينا لنفكر كيف نحلها.
“تقولين أن هناك أمرٌ جديد؟”
“نعم. أصاب جسد جيلي خطأ، وبسببه أصبحتَ هكذا، ديون.”
“غريب جدًا. الخطأ أصاب جسد جيلي، فلماذا تأثر جسدي أنا..…؟”
قال هيلديون ذلك متسائلًا، وكان تساؤله منطقيًا للغاية.
دينغ—!
<هل تتساءلون عن العلاقة بين الخطأ الذي أصاب جسد جيلي (لوكيرا) والحالة الغريبة لهيلديون؟>
“هاه، بحق؟”
فلت من فمي هذا التعليق الحماسي دون أن أشعر، واتسعت عينا هيلديون مندهشًا.
“ما الأمر؟”
“لا شيء، لقد تكلمت جيلي فجأة معي.”
تلك القطة السخيفة..…
أشرت بإصبعي نحو جيلي، فلوّحت القطة المتمددة بذيلها مرتين.
“…..وهي ممددة هكذا، لا أستطيع حتى أن أغضب منها. هاه.”
تنهدت وبدأت أدلّك ظهر جيلي بلطف. فأصدرت صوت خرخرة مريح وهي تلوّح بذيلها بحماسة أكبر.
“إذاً، ما الأمر؟هل أنتِ من تتكلمين معيَ الآن؟”
دينغ—!
<نعم!>
“لأنكِ لا تستطيعين التواصل المباشر، فتستخدمين طريقةً غير مباشرة لتوصلي رسالتكِ؟”
دينغ—!
<نعم!>
سأجن. هل يجب أن أفرح بهذا أم أستنكر؟
على الأقل أفضل من عدم القدرة على التواصل، لكن رؤية نافذة الحالة وسماع صوت “دينغ” بعد كل هذا الوقت لم يكن أمرًا مرحبًا به على الإطلاق.
“وماذا قالت؟”
“آه، لحظةً فقط.”
نسيت أن أسأل عن ذلك.
نظرت إلى جيلي بطرف عيني وأومأت برأسي.
“إذًا، ما العلاقة بين مرضكِ هذا، وبين تحوّل ديون إلى طفل؟”
دينغ—!
<من بين جميع أفراد العائلة الإمبراطورية عبر العصور، هيلديون هو من وُلد بأكبر قدر من بركة لوكيرا.>
“هذا…..صحيح.”
ألم يُقال من قبل إن قلب أهوبيف كان مختومًا داخل قلب هيلديون؟
ولكي يتمكن من تحمّل ذلك، وُلد هيلديون منذ البداية بقوة عظيمة من البركة. هذا ما قيل عن السبب الذي جعله يمتلك بركةً أقوى من أي فرد آخر من العائلة الإمبراطورية.
<والآن بعد اختفاء قلب أهوبيف. حالة جسد هيلديون أيضًا غير مستقرة. لقد اختلّ التوازن بين [قلب أهوبيف – وبركة لوكيرا] الذي كان محفوظًا بداخله!>
أوه، هكذا إذًا؟
قرأت لهيلديون الشرح الذي ظهر في نافذة الحالة كما هو. و نظر إلي ديون وأومأ برأسه وهو ينصت باهتمام، ثم عدت ببصري إلى نافذة النظام.
<بسبب الحالة غير المستقرة حاليًا، أصبح هيلديون يتأثر بشكل أقوى ببركة لوكيرا.>
“يتأثر بشكل أقوى، تقولين؟ إذًا…..هل هذا يعني أنني أعاني من أعراض جانبية أيضًا؟”
مع استنتاج هيلديون، انطلقت موسيقى صغيرة من النظام وكأنها تصدح بإجابةٍ صحيحة.
<إجابة صحيحة!>
يا لهذا النظام…..
“نعم، تقول إن استنتاجكَ صحيح.”
“كما توقعت…..إذًا، الحل الوحيد فعلًا هو معالجة الحالة الغريبة التي أصابت هذه القطة.”
“نعم، يبدو كذلك. لكن، قطة…..لا، كيانٌ مثلها، ما الذي يمكن أن يجعلها تعاني من خطأ كهذا؟ أهوبيف قد اختفى بالكامل بالفعل.”
“هذا ما علينا اكتشافه الآن. لكن قبل ذلك، رويلا…..خدي يؤلمني.”
“آه، آسفة! لم أنتبه.”
سحبتُ يدي بسرعة من خد ديون.
تلك الوجنتان ساحرتان فعلًا. ما إن أشرد للحظة حتى أجد نفسي أداعبهما بلا وعي.
“على كل حال، إن كان هناك خطأٌ قد أصاب كياناً، فهذا قد يكون أخطر بكثير مما نتوقع، أليس كذلك؟”
رغم أن شكلها يبدو كقطة ممتلئة فحسب، إلا أن ما يسكن هذا الجسد هو الكيان الأعظم للإمبراطورية.
“كيانٌ بهذه العظمة يعاني من خطأ ويؤثر حتى على ولي العهد..…”
ربما الأمر لن ينتهي بمجرد أن يُلقى القبض عليّ في قاعة الزفاف ويُوضع القيد في معصمي.
“من الأفضل أن نُبلغ جلالة الإمبراطور. والكاهن الأعلى أيضًا.”
“نعم. لنفعل ذلك. ولنخبر هيستين أيضًا. في وضعي الحالي، أحتاج إلى من يتولى الأمور الخارجية بدلاً مني.”
“نعم. وأفكر أن نخبر شخصين إضافيين أيضًا..…”
“تقصدين والدكِ؟”
عند سؤال هيلديون، هززت رأسي بسرعة.
“لا، لا. يجب أن نُبقي الأمر سرًا عن والدي تمامًا. لو علم بأن هيلديون أصبح بهذا الشكل..…”
وضعت يدي تحت إبطي هيلديون ورفعته برفق.
تدلّى-
وحين نظر إلى قدميه العالقتين في الهواء دون أن تلمسا الأرض، بدا عليه الذهول، وبادلني التحديق في ساقيه الصغيرة.
“لنُبقي الأمر سرًا عن والدي.”
“نعم. بالتأكيد.”
وهكذا بدأت خطتنا لحل “الخطأ الذي أصاب جيلي”. مشروعٌ صغير لا يعرف به سوى الإمبراطور وبعض الأشخاص فقط.
دينغ—!
<هل ترغبين في ضم عضو إلى مهمة “المهمة السرية: فلنحلّ حالة جيلي الغريبة!”؟
•العضو: هيلديون كايروس.
(YES / no)>
.
.
.
<انتهى وقت الاختيار. سيتم التفعيل تلقائيًا لوضع الاختيار التلقائي!
(! YES)>
__________________
ضحكت رويلا جالسه تتخيل انها تتزوج قاصر ومسكوها وهي جالسه تفعص خدود هيلديون😭😭😭😭
المهم كان ابي رخص بس ذا الوضع يضحك عادي😂
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 179"