“ما الأمر، أيتها القطة البائسة؟ هل أنتِ مريضة؟”
بعد أن حصلت على موافقة والدي على الزواج بسلام، بدأت التحضيرات لحفل الزفاف تسير بسلاسة.
رغم أن بعض الخلافات الصغيرة حدثت في المنتصف بين القصر الإمبراطوري والمعبد حول مكان إقامة الزفاف.
“إنه، بكل فخر، زفاف القديسة. أليس من الطبيعي أن يُقام الحفل في المعبد؟”
“لم أتوقع أن يكون الكاهن الأعلى بهذا الجشع. إنه زفاف ولي العهد، الذي يحمل مستقبل الإمبراطورية، لذا من الطبيعي أن يُقام في القصر الإمبراطوري!”
“القديسة أيضًا هي مستقبل المعبد.”
“لا تنسَ أن عروسنا هي أيضًا من رعايا الإمبراطورية!”
إذا كنتم مصرّين على الشجار، فلتتعاركوا في مكانٍ لا نراكم فيه.
للأسف، اندلع النزاع أمامي أنا وديون مباشرة، وكأننا في منتصف ساحة المعركة، مما جعلنا نحن الاثنين كالروبيان الذي يُسحق في صراع الحيتان.
لا أستطيع أن أصف مدى التوتر الذي عانيناه ونحن نحاول تهدئة هذا الشجار السخيف والمتصاعد.
آه، حتى التفكير في الأمر مجددًا يشعرني بالإرهاق.
وكانت نتيجة هذا الشجار الطفولي هي التعادل. بأن يُقام الزفاف في القصر الإمبراطوري، لكن الكاهن الأعلى يتولى مراسم الإشراف.
قرر الجميع التنازل خطوةً واحدة. وبصراحة، يبدو أن النتيجة كانت هزيمةً للكاهن الأعلى، لكنني لم أرد إشعال نار الخلاف مجددًا، فآثرت الصمت.
ولحسن الحظ، سارت تحضيرات الزفاف بسلاسةٍ بعد ذلك.
وهكذا مضى الوقت، حتى جاء يوم قبل موعد الزفاف بشهرٍ ونصف.
حدثت الواقعة فجأةً ودون سابق إنذار.
“لماذا تبدين خاملةً إلى هذا الحد هذه الأيام؟ حتى أنكِ بالكاد تردّين.”
القطة البائسة، جيلي، بدا وكأن حالتها الصحية ليست على ما يرام.
صحيحٌ أنها بدت هكذا حين كانت متسخةً عند لقائنا الأول، لكن لم تكن بهذا السوء.
لقد بدت مترهلةً تمامًا، وكأنها كتلةٌ من كعك الأرز الساخن بدأت تذوب وتنهار….
“ما الأمر؟ لماذا حرارتكِ مرتفعةٌ هكذا؟ هل أنتِ بخير حقًا؟”
“مياو.”
أطلقت جيلي أنفاسًا متوترة وأصدرت صوت مواء وهي تلوح بمخالبها الأمامية.
“ماوءٌ فقط؟ وليس كلامًا؟”
هل حالتها سيئةٌ لدرجة أنها لم اعد قادرةً على التحدث؟
لا، لحظة…..هل يمكن لكيانٍ خالد بأن يمرض أصلًا؟
فجيلي كان تجسيد لوكيرا. صحيح أنها لم تستعد كامل قوتها بعد، لكنها لا تزال لوكيرا.
ومع ذلك، كيف يمكن لها أن تمرض..…؟
“ما الذي يفترض بي أن أفعله في موقفٍ كهذا؟ هل يجب أن أستدعي طبيبًا بيطريًا؟ أم أذهب إلى المعبد؟”
“مياو.”
“آه، لا، لا يمكنني البقاء هكذا.”
بدلًا من تضييع الوقت، بدا من الأفضل أن أركض وأتوجه إلى أي مكانٍ يمكن أن يساعد.
فهي التي اعتادت على ازعاجي والصخب طوال الوقت، والآن لا يصدر منها سوى مواءٍ ضعيف…..هذا يحطم قلبي ولا أستطيع احتماله.
“انتظري قليلاً فقط. سأذهب إلى المعبد لطلب المساعدة، وسأطلب منهم أيضًا إرسال طبيب بيطري إلى هناك. أنتِ تثقين بي، أليس كذلك يا جيلي؟”
“ميا، مياو.”
لففتُ جيلي بلطفٍ داخل بطانية، ثم وقفت من مكاني.
“علي أن أطلب من جين أن تجهزني للخروج بأسرع ما يمكن.”
لكن قبل أن أناديها وأغادر الغرفة…..
“آنسة؟”
“آه، جين. جئتِ في الوقت المناسب.”
“ماذا تقصدين…..هم؟ على أي حال، إلى أين كنتِ تنوين الذهاب؟”
جين التي كانت على وشك أن تطرق باب غرفتي توقفت مرتبكةً ومالت برأسها في حيرة.
“أليس من المفترض أن يأتي سمو ولي العهد اليوم؟”
آه، صحيح.
“نعم، هذا صحيح.”
“تقولين ‘نعم، هذا صحيح’ وكأنك نسيتِ تمامًا…..هاها، آنستي! تملكين حس دعابةٍ رائعًا.”
ابتسمت جين ابتسامةً مشرقة ثم نظرت خلفها سريعًا قبل أن تهمس لي،
“لقد وصل سموه للتو. وخشيت أن تكوني بحاجة لبعض الوقت لتجهزي نفسكِ، لذا أسرعت إلى هنا لأخبركِ قبل أن يدخل.”
“أوه، شكرًا لكِ. أشكركِ حقًا، لكن..…”
على ما يبدو، سأضطر إلى إلغاء لقائي مع سمو ولي العهد اليوم.
هاه…..
تنهدت وأنا أتفقد جيلي داخل السلة.
وجه الرجل الذي أحبه يمكنني رؤيته في وقتٍ لاحق، لكن علاج جيلي بدا أمرًا لا يحتمل التأجيل.
“جين، آسفة لكن—”
ولكن…..
“رويلا؟”
خطيبي، ذو الساقين الطويلتين، كان قد عبر الممر بخطواتٍ واثقة واقترب مني دون أن أشعر.
ارتسمت على وجهه الصارم ابتسامةٌ خفيفة عند زاوية فمه، لترتسم عليه ملامح أشبه بكلبٍ عملاق.
آه، كم هو لطيف. ووسيم.
إنه حقًا رجُلي الوسيم، الذي لا يخص أحدًا سواي.
لكن هذا ليس الوقت المناسب للتفكير بهذا.
“سأترككما الآن. استمتعا بوقتكما!”
قالت جين ذلك وهي تلوّح لي بعينها بمكر، ثم اختفت من أمامي، واقترب هيلديون مني مباشرة.
“سعيدٌ برؤيتكِ بعد غياب.”
“وأنا كذلك. كنا مشغولين طوال الوقت، فلم نجد فرصةً لرؤية بعضنا.”
“لأجل هذا اليوم، أفرغت جدول أعمالي حتى نتمكن من قضاء وقتٍ طويل معًا.”
قال ديون ذلك وهو يحاول أن يخفي احمراره، فتنحنح ليخفي توتره.
آه، إنه لطيفٌ جدًا حقًا.
كنت، لو اتبعت رغبتي، سأسحبه إلى الغرفة فورًا وأمضي الوقت معه. و كنت أود أن أراقب وجهه المحمر يزداد احمرارًا وأنا أبتسم له.
لكن…..
“آسفة يا ديون، لكن يبدو أن لقاءنا اليوم لن يكون ممكنًا.”
“ماذا؟ ما السبب؟ هل فعلتُ شيئًا خاطئًا..…؟”
عند رفضي اللطيف، بدا على ديون وكأن العالم انهار من حوله.
“لا، ليس الأمر هكذا. جيلي مريضة.”
“جيلي…..تقصدين..…”
القى نظرة خاطفة. و أخيرًا اتجهت عيناه نحو السلة التي كنت أحملها.
كان هيلديون من القلائل الذين يعرفون أن جيلي ليس مجرد مخلوقٍ عادي، بل تجسيد لوكيرا وجزءٌ من روحها.
“يبدو أن حالتها سيئةٌ فعلًا.”
“أليس كذلك؟ لهذا أنوي أخذها إلى المعبد فورًا. لعلّنا نجد من يساعده هناك.”
“في هذه الحالة، سأذهب معكِ.”
“أنت أيضًا؟”
“لا أستطيع ترك رويلا تذهب وحدها، سأقلق كثيرًا.”
أومأت برأسي موافقةً على كلماته.
صحيح، من الأفضل أن نذهب معًا بدلًا من أن أذهب بمفردي.
“حسنًا، إذًا لنذهب—”
لكن في تلك اللحظة….
“مياااو—.”
أطلقت جيلي أنينًا مؤلمًا وطويلًا، وفي اللحظة نفسها—
فوووووش—
انفجرت ومضةٌ من الضوء الأبيض الساطع متجهةً نحونا كالسهم.
“آآاه!”
“رويلا!”
صرختُ بفزعٍ وأنا أحتضن السلة بقوة، وفي اللحظة نفسها احتضنني هيلديون بإحكام.
لحسن الحظ، ذلك الضوء الخاطف اختفى بسرعة دون أن يُسبب أي ضررٍ يُذكر.
…..واو. شعرت وكأن قلبي سيتوقف.
كان الضوء ساطعًا للغاية، حتى أنني لم أستطع فتح عينيّ رغم أن الوميض قد زال.
“رويلا، هل أنتِ بخير؟ ما الذي حدث للتو..…؟”
“أنا بخير، لكن..…”
كان هناك شيءٌ غريب.
أتذكر جيدًا أن هيلديون كان قد احتضنني بقوةٍ وقت ظهور الضوء، فلماذا لا أشعر الآن بوجوده حولي؟
وليس هذا فقط…..
“لماذا أسمع صوتكَ يأتي من الأسفل؟ هل سقطت أرضًا، ديون؟”
“لا. ما هذا الكلام؟ لم أسقُط…..همم؟ الآن وأنا أنظر…..رويلا تبدين طويلةً للغاية.”
…..ما هذا؟ ما هذه النبرة اللطيفة الغريبة؟
حتى صوته العميق المعتاد بدا الآن أقرب إلى صوت طفلٍ رقيق.
‘صوت يأتي من الأسفل…..صوتٌ طفولي….نبرة لطيفة…؟’
لحظة، هذا يعني…..
فتحتُ عينيّ فجأة. ثم نظرتُ إلى الأسفل.
“…..رويلا؟”
“يا إلهي.”
كنت أقول في نفسي “مستحيل، مستحيل”، لكن ذلك المستحيل تحقق فعلاً.
‘ما هذا الصبي الصغير…..البيبي بامبي*؟’
أتوقع كلكم تعرفون بامبرز😭
طفلٌ لا يتجاوز طوله مستوى فخذي، كان يرمش بعينيه الخضراوين الكبيرتين وهو يحدق بي.
يا الهي، بحق. هذا الطفل اللطيف الذي يقف أمامي…..إنه ديون، أليس كذلك؟
يا للمصيبة. قبل الزفاف بثلاثة أشهر، خطيبي تحوّل إلى طفلٍ صغير.
يا لهذه الكارثة المجنونة.
لكن المأساة لم تنتهِ عند هذا الحد.
دينغ-!
رنّ صوت تنبيه غريب، ينبض بالخطر رغم نغمته المبهجة.
‘لحظة، هذا الصوت…..لا يمكن أن يكون..…’
نعم، ذلك المستحيل ضرب مرة أخرى.
<مهمة خفية ظهرت!
: فلنحلّ مشكلة جيلي الصحية!
أصاب جسد جيلي <لوكيرا> خطأ بسبب حالةٍ غير طبيعية!
عالجي حالة جيلي وأصلحي الأعطال الناتجة عنها!>
•خطأ-
1.لا يمكن التواصل المباشر مع جيلي.
2.تظهر الحالة غير الطبيعية بشكل عشوائي في جسد هيلديون.
3.ظهور ??
•مكافأة نجاح المهمة
: استعادة صحة جيلي / إزالة الحالة غير الطبيعية من هيلديون / حل مشكلة ??
•في حال فشل المهمة
: تدهور الحالة الصحية لجيلي، مما يؤدي إلى اختلال توازن <النور والظلام> في الإمبراطورية.
تمتد مدة الحالة غير الطبيعية في جسد هيلديون.
تزداد وتيرة ظهور ??.
•هل ترغبين في قبول المهمة؟
(بالطبع أريد ذلك ♥︎ / نعم!)
…..هاها. يا لهذا النظاماللعىٍن.
لقد كان لقاءً جديدًا مع نافذة النظام، التي لم أشتق إليها أبدًا.
__________________
هيلديون صغر😭😭😭😭😭😭
كيوت ابي اشوفه
والنظام رجع والضحك رجع بس واضح الرخص بعدين😭
Dana
التعليقات