‘هذا ما الذي يكون؟’
رويلا، بعيونٍ متسعة، عضّت على أسنانها بقوة وهي تحدّق في جيلي.
“ما هذا الشيء؟”
[ماذا، ما الأمر؟]
بينما كانت جيلي تتظاهر بالبراءة، ألقت رويلا نظرةً خاطفة لتتفقد ردة فعل هيلديون.
هيلديون، الذي كان سريع البديهة خاصةً مع رويلا، أومأ برأسه وفتح فمه،
“لن أهتم بالأمر، فتحدثا بحرية.”
“لا، فقط اهتمَ قليلاً-”
[هش. سموه قال أنه لن يهتم.]
‘إلى أين يحاول التسلل بهدوء؟’
“حسنًا، ما هذا؟ لقد أكملتُ المهمة النهائية، فلماذا ظهر هذا؟”
[أليس من الطبيعي أن تكون النهاية هي الأهم؟]
“لقد أنهيتُ الأمر بشكلٍ نظيف بالفعل، لقد انتصرنا!”
[يبدو أنني لا أعتقد ذلك.]
هذه القطة الوقحة حقًا.
عندما حدّقت بها بعيون كأنها ستطلق أشعة ليزر، استدارت جيلي بهدوء.
[حسنًا، إنه مجرد نوع من المهمات للتسلية. هذه المرة هي الأخيرة حقًا، فلا تقلقي. ألا ترين الناس يهتفون هكذا؟ أردتُ فقط أن أستجيب لهم أكثر. وأيضًا…..]
“وأيضًا؟”
[أردت أن تستمتعي أكثر بهذا الهتاف كقديسة. هل هذا سيء؟]
“آه.”
لحظةً واحدة.
هل هي حقاً تنظرُ إليّ مثل تلك القطة التي ترتدي حذاءً؟ *
*آخر الفصل
جيلي، التي أنهت كلامها بنبرة كئيبة، ألقت نظرةً حزينة.
تباً. من يستطيع الغضب من هذا الوجه دون أن يُعتبر معتديًا على الحيوانات؟
“حسنًا، حسنًا. سأفعلها. المهمة الخفية الأخيرة.”
ما إن أنهت رويلا كلامها حتى لمعت نافذة أمام عينيها مرة أخرى. و كأنها تحثها على الإسراع.
“حسنًا، سأقوم بالمهمة، أفهمتِ؟”
ضحكت ضحكةً ساخرة كمن فقد صوابه، ثم أطلّت من النافذة مجددًا.
في يدها، كانت تعانق بقوة لوحةً انتزعتها من هيلديون. و عندما رأى الناس ذلك، هتفوا بصوتٍ أعلى.
“القديسة أخذت اللوحة!”
“يا إلهي، إنها لطيفةٌ جدًا.”
“القديسة، نحن أيضًا نحبكِ! خذي لوحتي أيضًا!”
ثم بدأت الطائرات الورقية تتطاير من كل مكان.
كانت طائرةً ورقية مطوية على شكل صورة رويلا، مشابهةً لكعكة الأرز.
هل هذا جيد؟ لابأس، أليس كذلك؟
“شـ، شكرًا! هئ.”
في مشهدٍ يشبه حدثًا مفاجئًا مؤثرًا في حفلة موسيقية، لم تستطع رويلا في النهاية كبح دموعها.
“أوه، إنها تبكي!”
“يبدو أنها تأثرت.”
في الحقيقة، لم يكن الأمر تأثرًا بقدر ما كان شعورًا بالخجل من رؤية وجوهها تتطاير جميعًا، لكن الناس الذين لم يعرفوا ذلك بدأوا في مواساتها.
“لا تبكي، أيتها القديسة!”
“لا تبكي! لا تبكي!”
مع الصيحات التي ملأت الطريق، مسحت رويلا دموعها بسرعة وابتسمت بنظرةٍ حالمة.
‘غريب.’
كل ما أردته هو أن أكون عاطلةً ثرية، فكيف انتهى بي المطاف هكذا؟
قديسة وبطلة، مع موكبٍ وحدث مخصص لي وحدي.
حقًا، الحياة يجب أن تُعاش طويلًا لترى ما ستؤول إليه.
بينما كانت تبتسم باستسلام، توقفت العربة ببطء.
ما الأمر؟ ماذا حدث؟
و بينما كانت ترمش بعينيها، اقترب أحد فرسان الإمبراطورية.
“ما الذي يحدث؟”
عند سؤال هيلديون، أجاب الفارس بوجهٍ متصلب.
“هناك مشكلةٌ صغيرة في عجلة العربة التي كانت تقود الموكب. سنعاود الانطلاق قريبًا، فلا داعي للقلق الزائد.”
عند سماع أن هناك مشكلةً في العجلة، سألت رويلا،
“هل هناك من أصيب؟”
“لا أحد.”
“حسنًا. إذاً هذا جيد. أخبرهم أنني و سموه لا نهتم، فليصلحوها ببطء وأمان.”
“حسنًا. سأنقل ذلك. إذاً، استريحوا قليلًا.”
قال الفارس ذلك ثم استدار وابتعد. و بعدها، اصطف فرسان الحرس حول العربة التي كانت تقل الاثنين، للحماية من أي طارئ محتمل.
في موقف جعل فتح النافذة محرجًا، أغلقت رويلا النافذة بهدوء.
“على الأقل، يبدو أنها ليست مشكلةً كبيرة، وهذا جيد. أليس كذلك؟”
“بالفعل.”
أسندت رويلا رأسها إلى النافذة المغلقة.
“هل أنتِ متعبة؟”
“…..بصراحة، قليلًا. أنا ممتنةٌ لأن الجميع تجمع من أجلنا، لكن…..في الحقيقة، كنت أتوقع شيئًا آخر.”
“تتوقعين شيئًا آخر؟”
عند سؤال هيلديون، هزت رويلا كتفيها وابتسمت.
“حسنًا، الأمر…..”
بينما كانت رويلا تتردد في مواصلة الحديث، نهضت جيلي فجأةً من مكانها.
[يجب أن أذهب الآن.]
“ماذا؟ ستذهبين؟”
“قد لا يبدو كذلك، لكنني قطة سريعة البديهة إلى حدٍ ما.”
أجابت جيلي بنبرةٍ متغطرسة، ثم ضربت هيلديون بذيلها المنتفخ.
[تصرف جيدًا.]
بعد أن قالت ذلك، اختفت جيلي فجأة.
“لقد اختفت.”
“بالفعل.”
“إذاً، أصبحنا الآن وحدنا.”
عند كلام هيلديون، أومأت رويلا برأسها ثم توقفت فجأة.
“أ، أجل. نحن الاثنان فقط.”
بدأ قلبها ينبض بقوةٍ فجأة. ربما لأنه منذ زمن لم يكن الاثنان وحدهما في مكان ضيق كهذا.
“رويلا.”
“نعم؟”
“هل يمكنكِ إخباري بذلك الجواب مرة أخرى؟”
“أي جواب؟”
“أريد أن أسمع ما الذي كنتِ تريدينه.”
“آه، ذلك…..”
دارت عينا رويلا في ارتباكٍ وهي تبتسم بتوتر.
“فقط، كنت أفكر في شيءٍ مثل حفل راقص. و أبقى إلى جانب سموك، نمسك بالأيدي، و نخرج خلسةً إلى الشرفة لنتحدث. ظننتُ أننا سنحظى بوقتٍ يشبه الموعد بعد وقت طويل، فكنت متحمسة قليلًا…..”
لم يرد هيلديون بأي تعليق. واكتفى بالتحديق في عيني رويلا ويستمع بصمت.
‘…..ما هذا؟ إنه مثير.’
كانت نظرته أكثر تأثيرًا من أي ردٍ متردد. أم أن الأمر يتعلق بوجهه؟
مهما كان، كان يسبب اضطرابًا كبيرًا في قلب رويلا.
“…..إذاً، الأمر…..كان…..”
عندما تلعثمت بسبب تأثير وجهه، مد هيلديون يده ومسح خدها بلطف.
“إذاً، هل شعرتِ بخيبة أمل؟”
“…..قليلًا.”
عند إجابتها الصادقة، ابتسم هيلديون بخفة.
“في الحقيقة، أنا أيضًا شعرتُ بذلك.”
“سموك أيضًا؟”
“نعم. لأكون صريحًا، كنت أريد شيئًا أكثر.”
أكثر؟
عند الاستفهام الذي ظهر على وجه رويلا، أنزل هيلديون يده التي كانت تمسح خدها وأمسك بيدها.
ثم قبل هيلديون يدها المسحوبة بلطف.
“سـ، سموك؟”
“أردتُ أن نكون وحدنا.”
بينما كان يقبل ظهر يدها، همس هيلديون: ،
“فأعظم هديةٍ بالنسبة لي هي الوقت الذي أقضيه معكِ لوحدنا.”
انتشر إحساس دغدغةٍ من ظهر يدها إلى كامل جسدها.
كان الهواء نفسه يبدو ساخنًا. و العربة المغلقة. و هتافات الجموع التي تُسمع خافتة من الخارج، والستائر المسدلة جزئيًا التي تجعل الداخل مظلمًا.
“رويلا.”
عندما ناداها بهدوء، رمشَت رويلا بعينيها.
“قد يبدو مضحكًا أن أقول هذا هنا، لكن فكري في الأمر كطلبٍ من رجل قلتِ أنه لطيف.”
ابتسم هيلديون بخفة وتابع بنبرة متصلبة،
“أتا أحبكِ. أحبكِ كثيرًا.”
“…….”
“رويلا، لقاؤكِ كان أعظم حظٍ وسعادة في حياتي. وأتمنى من كل قلبي أن يظل هذا الحظ، و أنتِ، معي في حياتي دائمًا.”
“…..ماذا؟”
ما الذي يعنيه؟
بينما كانت رويلا في ذهول تفتح فمها وتغلقه، أخرج هيلديون شيئًا يصدر صوتًا خافتًا.
“اليوم، لم نحصل على الهدية التي أردناها، لكن أتمنى أن تكون حياتنا معًا هديةً لبعضنا البعض من الآن فصاعدًا.”
نقرة-
فُتح الشيء الذي أخرجه بصوت نقرة. فحدّقت رويلا بذهول داخل الصندوق المفتوح.
و في داخله كان هناك……
“…..خاتم.”
كان هناك خاتمٌ يتألق ببريقٍ ساطع.
ماسةٌ زرقاء تشبه عيني رويلا تلمع حتى في الظلام.
تحولت مشاعرها المذهولة إلى اضطرابٍ عنيف لحظة رأت الماسة المتلألئة.
هذا الموقف، أليس واضحًا للجميع؟ إنه ذلك، أليس كذلك؟
“رويلا.”
“…..نعم.”
كبحت دموعها بصعوبة وأجابت. و في الوقت نفسه، تحرك هيلديون بحذر.
لم تكن العربة صغيرة، لكنها كانت ضيقة على جسده الضخم الذي يقارب 190 سم.
“هاها.”
ضحكت رويلا وهي ترى هيلديون يضيق كتفيه ويتحرك بحذر.
‘آه، لقد جفت دموعي تمامًا.’
لطيف. لماذا هذا الرجل لطيفٌ إلى هذا الحد؟
“رويلا.”
في تلك الأثناء، وبعد أن استقر أخيرًا وجثا على ركبة واحدة، فتح هيلديون فمه مجددًا.
“أقسم أمام كل شعب الإمبراطورية، سأجعلكِ سعيدةً طوال حياتي. فهل سترافقينني طوال العمر؟”
…..لطيفٌ جدًا.
نظراته المرتجفة، و صوته المتوتر قليلًا، و حتى وضعية يده المترددة. كل شيء كان لطيفًا للغاية.
هذا الرجل الضخم والقوي كان الوحيد في الإمبراطورية الذي يبدو لطيفًا أمامها فقط.
لا، بل العكس. هي الوحيدة في الإمبراطورية التي ترى هذا الرجل لطيفًا.
أمرٌ مذهل حقًا. لو علمت أنا في الماضي، لقالت، “هل جننتِ؟ ما الذي يجعل هذا الرجل لطيفًا؟”
لكن، ماذا أفعل؟ إنه لطيفٌ لأبعد حد.
“قال أحدهم ذات مرة.”
عندما تبدأ برؤية شيءٍ ما لطيفًا-
“…..فذلك يعني أنكَ وقعتَ في الحب دون رد.”
“ماذا؟”
عند سؤال هيلديون، ضحكت رويلا بدلاً من الإجابة. ثم أمسكت خديه بكلتا يديها بقوة.
قبلة-
تلامست شفتاهما بلطف ثم افترقتا.
على مسافة قريبة جدًا كأن أنفاسهما متقاربة، ألصقت رويلا جبهتها بجبهته وابتسمت بسعادة.
“أتطلع إلى رعايتكَ من الآن فصاعدًا، سموك.”
كُن هديتي طوال العمر.
“أقسم أمام الشعب، سأجعلكِ سعيدةً دائماً.”
“إذاً، سأقسم أيضًا. سأعيش بسعادةٍ معك وحدكَ.”
بصدق الاعتراف، وضع هيلديون الخاتم في يد رويلا. و تألق الخاتم المناسب تمامًا على يدها.
“جميل.”
“بالفعل، جميلة.”
لماذا يقول ذلك وهو ينظر إلى عيني بدلاً من الخاتم؟
‘…..لا، في الحقيقة أعرف لما.’
قبل هيلديون خدها وهي تبتسم بخجل.
“أنتِ جميلة.”
“أعرف ذلك أيضًا. لذا، هيا.”
قبلة-
“ألن نقبل بعضنا أكثر؟”
بابتسامةٍ جريئة، تلامست شفتاهما على الفور، واحسا بدفء أجسادهما.
و حين، تردد صوت القبلات في المكان الضيق.
طرق-
“سموك، سيدتي القديسة. تم إصلاح العربة! سننطلق مجددًا، فاستعدا من فضلكما!”
لم تصل الأصوات من الخارج إلى أذنيهما. و بدأت العربة التي توقفت في التحرك.
عاد الفرسان الذين كانوا يحرسون النافذة إلى مواقعهم، ورفعت الستائر المسدلة جزئيًا، فتدفق الضوء الساطع إلى الداخل.
لكن من الخارج، لم يكن بإمكان أحد رؤية الداخل. فمال الناس برؤوسهم متعجبين من غياب الاثنين.
“لكن، لماذا لا نرى القديسة و سموه؟”
“لا أعرف، ربما يفعلان شيئًا داخل العربة. لنهتف فقط.”
“حسنًا. ووواه!”
دوّت صيحاتٌ مدوية كالرعد مجددًا.
و في خضم الهتافات الواضحة، بدأت تتطاير بتلات زهورٍ من مصدر مجهول.
.
.
.
دينغ-!
.
<لقد وصلت المهمة الخفية الأخيرة
♡ ~(‘▽^人).
– مهمة جديدة: عاش الاثنان بسعادة إلى الأبد.>
.
.
<هل تقبلين المهمة؟
(نعم، موافقة!)>
-النهاية-
________________
انتهت قصة رويلا القديسة المحتالـ- الحبيبة😔
عرض هيلديون يجننننننن ويوم قالها انت جميلة صرختتت ياويليييييييي😭
ببكي ليه كذا يا حبايبي وين العرس
المهم فيه 28 فصل إضافي يارب فيها العرس والعيال وكل شي
ابي اشوف ابو رويلا اذا صار جد😭🤏🏻
هذا الي تقصده رويلا بنظرة القط ذو الحذاء:

Dana
التعليقات لهذا الفصل " 173"