البشر حمقى. يبدو أنهم يظنون أن اجتماعهم معًا يمكن أن يولد قوةً عظيمة.
كان أمراً مضحكاً.
تأمل أهوبيف الحشد أمامه بنظرة مفعمة بالثقة.
‘حسناً، من أين أبدأ بإزالتهم؟’
ولكن، في اللحظة التالية. تجمد تعبيره عندما رأى لوكيرا تتقدم نحو الحشد.
“…..كنت أعلم أن هذا سيحدث. منذ زمن بعيد، أنتِ تخليتِ عني بالفعل.”
[أكرر، لم أتخلَّ عنكَ أبداً.]
“هذا خداع. أن تتخلي عني ثم تدعين أنكِ لم تفعل.”
[أهوبيف، أنظر إليهم. أليسوا رائعين؟]
قالت لوكيرا ذلك وهي تجيل نظرةً دافئة نحو الخلف.
عند سماع صوت لوكيرا الهادئ، انقبض حاجبا أهوبيف بقوة.
“رائعون؟”
[نعم. كل فردٍ منهم ضعيف، ولكن عندما يجتمعون يصبحون أقوياء. أليست هذه حقيقةً جميلة ونبيلة؟ لقد أحببت هذا الجانب من البشر.]
“هل تتحدثين عن ذلك أمامي الآن؟”
[ولهذا السبب أحببتكَ.]
عند سماع صوت لوكيرا الهادئ، فقد أهوبيف القدرة على الكلام مجددًا.
[حتى عندما لم يكن لديكَ ما تعتمد عليه في هذا العالم، كنت تمضي قدمًا بثبات. لقد أحببتكَ بسبب ذلك. رغم عدم وجود سند، لم تيأس وتابعت طريقكَ. لقد كنت محبوبًا للغاية، وأيضًا مثيرًا للشفقة. لذلك عقدت العزم على أن أكون لك سندًا. عزمت على أن أكون دعامةً للإنسان المسكين المحبوب. ولكن…..]
التقطت لوكيرا أنفاسها وتمتمت بصوت حزين.
[يبدو أن حبي لم يكن كافيًا بالنسبة لكَ.]
“…..أنتِ…..أنتِ لي…..”
آه.
كان أهوبيف يتمتم بكلمات متقطعة وهو يمسك قلبه ويتأوه.
“ما هذا…..!”
جاءته ضربة ألمٍ لاذعة ضربت صدره.
شعر أن قوته تتسرب من جسده بدءًا من قلبه. و كانت الطاقة التي تملأ جسده تتلاشى بسرعة.
ما السبب يا ترى؟
لهث أهوبيف بأنفاس متقطعة وأدار عينيه بسرعة.
ولم يتأخر في معرفة السبب.
رويلا.
الضوء الأبيض المنبعث من جسد تلك الفتاة، كان يطهر قلبه المختوم داخل جسد هيلديون.
ارتسمت خيانةٌ عميقة في عيني أهوبيف.
“لقد خدعتني مجددًا. لقد أبقيتِني مشغولاً بينما كانت تلك المرأة تطهر قلبي، وأنتِ تهمسين إليَّ بتلك الأكاذيب؟!”
‘يتم تطهير قلبه؟’
عند صراخ أهوبيف الذي كان ممتزجًا بالغضب والمرارة، التفتت لوكيرا إلى الخلف.
حقًا، كان ما قاله أهوبيف صحيحًا.
كانت الهالة المقدسة التي تصبها رويلا على هيلديون تطهر قلب هيلديون، لا، بل تطهر قلب أهوبيف نفسه.
‘لم أكن أعلم بوجود طريقةٍ كهذه.’
لماذا لم يخطر ببالها ذلك من قبل؟
حسنًا، ربما كان ذلك بسبب اللعنة التي كانت موضوعةً على هيلديون، مما حال دون وصول الهالة المقدسة إلى قلبه.
أما الآن، وقد ضعفت اللعنة، وبفضل تفاني رويلا بكل قوتها، أصبح الأمر ممكنًا.
‘ولكن، إن تم تطهير القلب…..’
فلن يكون مصير أهوبيب التقييد، بل الفناء الكامل.
كانت مشاعرها معقدة. لا، كانت تشعر بالحزن.
رغم أن ذاك الطفل ارتكب جرمًا لا يغتفر، إلا أنه كان لا يزال يشكل جزءًا منها.
‘لماذا يا ترى ارتكبتَ أمرًا كهذا؟ لماذا لم يكن حبي كافيًا بالنسبة لك؟’
“لن أسامحكم. لن أسامحكم أبدًا. سأقتل الجميع، وسأبيد هذا العالم. وسأقتلكِ أنت أيضًا بيدي!”
أهوبيف، الذي كان يصر على أسنانه بقوة، ترنح ثم اندفع نحو الناس.
[توقف!]
ومع صرخةٍ عالية، تحولت لوكيرا إلى نمر.
نمر يلفه نوراً أبيض اعترض طريق أهوبيف بشراسة.
“ابتعدي. قلت لكِ ابتعدي عن طريقي!”
[أهوبيف، أرجوكَ. أرجوكَ، توقف الآن.]
“سأقتلهم جميعًا! سأمحوهم جميعًا! سأقتلهم جميعًا، وأجعلكِ تحزنين وحيدةً في عالم فارغ، وسأنظر إلى حزنكِ بعيني هاتين…كح، آغ!”
بينما كان أهوبيب يصرخ ويتخبط في حديثه، ترنح وهو يمسك صدره.
في تلك الأثناء، كان الضوء الأبيض المنبعث من رويلا قد غمر الأرجاء. وحينما لامس الضوء الأبيض أهوبيف، و بدأ لحمه يحترق ويتفحم.
“…..لا، مستحيل. لا يمكن أن ينتهي الأمر هكذا…..”
[أهوبيف.]
لوكيرا، التي كانت بالكاد تتمالك نفسها، أسرع لاحتضان أهوبيف الذي كان يتهاوى مترنحًا.
وفي تلك اللحظة.
دينغ-!
<تم إنجاز المهمة السرية
╰། ◉ ◯ ◉ །╯!
: تطهير قلب أهوبيف (تم)
• المكافأة : فناء أهوبيب>
ظهر إشعار يُعلن عن نجاح المهمة السرية. وفي ذات الوقت، انبثق نورٌ قوي اجتاح العالم بأسره.
“آه.”
“عيناي!”
وأمام شدة الضوء الساحق الذي لم يمكنهم حتى من فتح أعينهم، أطبق الجميع جفونهم بإحكام.
كان الضوء ساطعًا إلى حد أن النور الأبيض ظل يلوح أمام الأعين حتى مع إغماضها.
وفي تلك الأثناء، كانت لوكيرا وحدها من أبقت عينيها مفتوحتين.
كانت احدق بعينيها المفتوحتين تمامًا وهي تشاهد النهاية الأخيرة لاختفاء أهوبيف.
[…..أهوبيف.]
“…..هل تشعرين بالارتياح الآن؟”
[أشعر بالحزن. حزنٍ شديد.]
“كـ…..كاذبة.”
[أكرر، أنا لم أكرهكَ أبدًا. حتى في اللحظة التي خنتني فيها، وقلت أنكَ ستقتل جميع البشر الذين أحببتهم، لم أستطع أن أكرهكَ.]
وحتى في هذه اللحظة أيضًا.
قطرة-
انزلقت دمعةٌ واحدة من عيني لوكيرا. و راقب أهوبيف ذلك بصمت.
ثم بدأ جسده بالاختفاء تدريجيًا.
“معلمة لو…..لوكيرا.”
[أنا أسمعكَ.]
“أنا…..لا أشعر بالندم. لا أزال أكره البشر. وأيضًا…..لا أزال أحبـ-“
لكنه لم يستطع إكمال كلماته الأخيرة. فالجسد الذي كان يحتوي على أهوبيف، جسد سيلفيا، تفتت واختفى مع روح أهوبيف متحولًا إلى رماد.
تطاير الرماد الأسود ببطءٍ نحو السماء. و دون أن يشعروا، كان الجميع قد فتحوا أعينهم وهم يحدقون بصمت نحو هذا المشهد الساحر.
حتى رويلا كانت تحدق في المشهد بذهول.
‘لقد اختفى.’
لم يكن تقييدًا هذه المرة. لقد اختفى أهوبيب تمامًا. ولن يكون هناك خطر يهدد العالم الذي تحبه.
لقد انتهى حقًا كل شيء.
ولذا، ما تبقى الآن هو…..
حينما عادت نظرات رويلا نحو هيلديون.
دينغ-!
<تم تطهير قلب أهوبيف
╰། ◉ ◯ ◉ །╯!
• تم القضاء على خطأ الكارثة.>
دينغ-!
<لقد تم تحقيق شروط نجاح المهمة السرية “علاج لعنة ولي العهد”
└༼ ಥ ᗜ ಥ ༽┘!
1. إزالة أكثر من 10 أخطاء في هيلديون.
2.إزالة أكثر من 3 أخطاء من مستوى “تعاسة” أو أعلى.
3.رفع السمعة إلى 70 أو أكثر.
4.رفع سمة القوة المقدسة إلى 70 أو أكثر.
• مكافأة النجاح:
: فك لعنة هيلديون / التقدم في المهمة الرئيسية!>
دينغ-!
<يتم الآن التقدم في المهمة الرئيسية النهائية (⊙ᗜ⊙)!
: أكملي المهمة، ارفعي السمعة، واحمي هيلديون من سيلفيا وأهوبيف!>
دينغ-!
<تم فك لعنة هيلديون. تم تطهير قلب أهوبيف، وفناء أهوبيف تحقق
(づ-̩̩̩-̩̩̩_-̩̩̩-̩̩̩)づ.
لقد تم تحقيق جميع شروط المهمة الرئيسية النهائية!>
دينغ-!
<نجاح المهمة (≧∀≦)! <المهمة النهائية>
• تم استكمال جميع الشروط، وتم إنقاذ العالم بسلام!
• هل ترغب في استلام مكافأة النجاح؟
(نعم / لا)>
كانت نوافذ النظام تتطاير حول رويلا بلا توقف.
بعد أن تفقدت كل شيء بعناية، قرأت أخيرًا خيار الاختيار الأخير.
<هل تريد استلام مكافأة النجاح؟>
يا له من نظام بلا ضمير حتى النهاية.
أومأت روئيلا برأسها ببطء.
(نعم)
دينغ-!
<يتم منح مكافأة النجاح
(ノ◕ヮ◕)ノ*:・゚✧.
• المكافآت:
١. يستعيد العالم توازنه.
٢. يتعافى هيلديون.>
‘يتعافي هيلديون.’
كانت تلك الكلمات وحدها التي علقت في ذهنها.
ظلت تردد الكلمات بذهن شارد، وفجأة شعرت بحركة في أصابع هيلديون.
“…..سموك؟!”
صاحت رويلا بذهول وهي تتفقد هيلديون بلهفة.
تحرك-
لقد تحرك إصبعه بوضوح. وبدأ لون وجهه الشاحب يعود تدريجيًا. و وضح ارتعاش جفنيه اللذين كانا مغلقين بإحكام.
وأخيرًا.
“سموك. هل استعدت وعيكَ، سموك؟”
فتح هيلديون عينيه.
وما إن رأت رويلا أن هيلديون قد استعاد وعيه، حتى انفجرت دموعها الساخنة من عينيها.
“يا للراحة. حقًا، هذا مُطمئن. كنت خائفةً جدًا أن تظل عيناكَ مغلقتين إلى الأبد…..أههااه!”
وانفجرت رويلا في البكاء كطفلة وهي تعانق هيلديون بقوة.
“…رويلا.”
“أهههي، ماذا؟ هل…..هل يؤلمكَ شيء؟”
بدلًا من الإجابة، مد هيلديون يده. ولمس خده رويلا برفق، وجفف دموعها بخفة، ثم سأل بصوتٍ مُتألم،
“…..هل تأذيتِ في مكانٍ ما؟”
أمام هذا السؤال المليء باللطف، امتلأت عينا رويلا بالدموع من جديد.
وبينما كانت تصرخ وهي تجيب، عانقته بقوة أكبر،
“أنت الذي تأذيت، لماذا تقلق عليّ! أيها الظريف! (أيها الأحمق الغبي!) بسببكَ كاد قلبي أن يسقط إلى الأرض من شدة الخوف، هل تدرك ذلك؟!”
“أنا…..آسف.”
“لماذا تكرر كلمة آسف؟ لا تعتذر. لقد فعلت ذلك لتحميني، أهههااااه!”
وبينما كانت شهقات بكائها تزداد حدة، عانقت رويلا هيلديون وكأنها تخشى أن يفلت منها.
“أيتها القديسة! هكذا ستقتلين سموه خنقًا!”
“آه يا إلهي، ماذا تفعلين أمام الناس؟! ابتعدي عنه حالًا!”
“لا توبخوا زوجة ابني!”
“سيدتي المديرة، لا تبكي! سيُنتفخ وجهكِ!”
“صحيح، سيدتي المديرة! يجب أن تحافظي أيضًا على صورة متجرنا!”
[أوي أوي، لا أحد يستطيع إيقافهم، مياو.]
بينما كانت رويلا تعانق هيلديون بقوة تكاد تخنقه، بدأ الجميع يتدخلون واحدًا تلو الآخر.
وعلى الرغم من لهجتهم المستعجلة، إلا أن الابتسامات الواسعة كانت ترتسم على وجوههم جميعًا.
وقد انقشعت الغيوم التي كانت تملأ السماء، وصفت السماء بوضوح.
“أههه! لا أهتم! لا تتأذى مرة أخرى أبدًا، سموك! عليك أن تبقى بجانبي بصحة جيدة وطويلاً! مفهوم؟”
“نعم. سأبقى بجانبكِ يا رويلا، بصحة جيدة طوال حياتي. لذلك، توقفي عن البكا—”
“أهههاااه!”
تحت السماء الصافية، امتزجت أصوات بكاء رويلا مع الضحكات والضوضاء الصاخبة.
وفي وسط هذه الأجواء الصاخبة، ظهرت بهدوء نافذة النظام.
<مكافأة خاصة
✿*∗˵╰༼✪ᗜ✪༽╯˵∗*✿!
: السيدة لوكيرا تعبر عن امتنانها.
١. اكتساب “قوة لوكيرا”.
٢. تفعيل تأثير نثر الذهب المتلألئ المحمّل بالحظ السعيد.>
ظهرت نافذة النظام بهدوء ثم اختفت دون صوت.
وسرعان ما بدأ يتساقط من الفراغ الفارغ غبارٌ ذهبي ساطع.
كان مشهدًا مسالمًا وجميلًا، تمامًا كما كانت تتمناه لوكيرا بكل حب.
__________________
باقي فصلين بس اشوا خلص كلش هنا يعني باقي الفصلين ضحك😭
رويلا تجنن وهي تبكي ضحكت وضعهم يجننن 😂
المهم نافذة المظام طلعت واختفت بهدوء؟ ليه؟ لايكون ذاه آخر شي ؟
باقي فصلين
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 171"